الاثنين، 2 نوفمبر 2009

السهم والوهم

أتى إلى الطبيب يسنده أولاده الثلاثة ,ولما خلابه الطبيب سأله :مم
تشكو ؟قال :من كل شىءرأسى بطنى ظهرى ساقى من كل شىء.
فحصه الطبيب مليا وبخبرته الطويلة أدرك أن الرجل سليم تماما
وأنه يشكو من لاشىء
هزالطبيب رأسه واتجه إلى أقصى الغرفة حيث أنبوب الغازوفتح محبسه ثم عاد إلى الرجل وتشاغل بفحصه ثم صاح فجأة:
رائحة غاز تملأ الغرفة لحظة ونختنق  الفرار...
أسرع الطبيب إلى خارج الغرفة ودهش الأبناء حين رأواأباهم يمرق كالسهم من الغرفة .
ابتسم الطبيب قائلا :أبوكم مثل الحصان لاتدللوه هومريض بالوهم
.والمرضى بالوهم ليسوامن البشرفقط بل من الأمم أيضا وأمتنا
العربية مريضة بالوهم .
تتوهم أنها مريضة مرضا مزمنا .
تتوهم أن التخلف قدرها .
تتوهم أن مصيرها بيد أعدائها .
وأشاع أعداؤها ما اخترعوه
قالوا :لا فائدة .
وقالوا :كان العرب أصحاب حضارة مضت ولكن لامكان لهم       فى الحضارة الحديثة .
وقالوا :اتفق العرب على ألا يتفقوا .
وقالوا:العقلية العربية تحسن التقليد ولا تحسن الابتكار .
وقالوا  وقالوا ...
ومن مصلحة أعدائنا أن تظل مريضة بالوهم .وتظل تبحث عن طبيب وهم جاهزون لتمثيل الدور وهم يقومون به فعلا .
والمخلصون يتساءلون :ما المخرج من تلك الحال ؟
والمخرج ما فعله الطبيب مع المريض بالوهم .
الإحساس بالخطر يدفع النفس إلى تلمس سبيل النجاة لأن حب الحياة يجرى فى شرايين كل حى .
والأمة العربية حية لم تمت .ولقد مرت بها أخطار عظام تجاوزتها
واستأنفت المسير.
كانت 0الفتنة الكبرى بعد مقتل عثمان رضى الله عنه بالغة العنف
هزت الأمة هزا ولكنها نهضت قوية شامخة .
وكان اجتياح التتار للدولة الإسلامية وسقوط بغداد خليقا بإنهاء
وجودها .ولكنها نهضت ودحرت أعداءها .بل ..ويا للعجب ..تحول
التتار إلى دين الدولة المهزومة ورفعوا أعلامها .
وفى غفة الأمة تمكن الصليبيون من تكوين عدة ممالك على الأرض العربية وقطعوا أوصالها .ولكن الأمة نهضت وحطمت غزاتها .فحملوا عصاتهم ورحلوا إلى ديارهم .
والآن .نرى الهجمة الصهيونية الاستيطانية التى احتلت فلسطين
وأجزاء أخرى .وهى تعربد بما تملك من وسائل الدعم الغربى
ومضت ستة عقود سوداء وحمراء.حتى قال   المؤمنون :متى نصر الله ؟ألا إن نصر الله قريب .
لاحل إلا أن يفيق العرب على الحقيقة الكبرى وهى أن الأمل فى الله ثم فى أنفسهم .وأن عدوهم لن يعطيهم السكين التى يقتلهم بها
وعليهم أن ينتزعوها من بين مخالبه .
والأمل فى إمكاناتهم وهى كثيرة ولكن الإمكانات الكثيرة تحتاج إلى نفوس كبيرة تحسن إدارتها .
إن التضامن العربى سيوحدالأهداف ويضم الصفوف .ونحن أولى
بالتضامن والاتحاد من دول أوربا التى لايجمعهامعشارمايجمعنا.
يا قومنا قليل من الحمية حمية الإسلام .يمكن أن تضع أقدامنا على
الطريق .نسأل االله التوفيق .
مصطفى فهمى ابو المجد


ليست هناك تعليقات: