قال صاحبى :فى اللقاء الماضى كان حديثنا عن الإسلام والشعرفماذاعن قوله تعالى :"لينذر من كان حيا "؟
قلت :ما مهمة القرآن كما تفهم من هذه الآية ؟
قال :إنذار الناس ووضعهم أمام مصيرهم المنتظر إن هم كفروا بالله .
قلت :صدقت .فالقرآن كتاب أنزله الله على الإنسان من أجل الإنسان .
قال :والجن أيضا فإنهم سمعوا وآمنواوأنذروا أقوامامنهم .
قلت :هذا حق .ولكننا نتحدث فيما يخصنا نحن البشر .وأنت-لاريب-تعلم أن القرآن يرسم للإنسان طريق الفلاح فى معتقده ومسلكه مع ربه ونفسه والناس أجمعين .
قال :وأعلم أيضا أنه يضع للإنسان القواعد العامة التى تكفل له حياة سعيدة متقدمة .
قلت :صدقت ولكن ما تقول فى هؤلاء الذين يتجاهلون كل هذا ويحيلون القرآن إلى نصوص ميتة تتلى على الأموات ؟
قال :تقصد ما يفعله بعض الناس من قراءة القرآن فى مناسبة الموت ؟فهل لك رأى خاص فى هذه المسألة ؟
قلت :من المهم جدا أن نستبعد آراءنا الخاصة فى مسائل الدين .
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم حسمها بنفسه .وما أضاع هذا
الدين وشوش عليه إلا التعويل على الآراءالتى لاتستند إلى دليل
صحيح .ولماذا نلجأإلى آرائنا وأمامنا قدوتنا صلى الله عليه وسلم
وإنى أسألك وأسأل كل من يقرأهذه السطور:كم سنة قضاهاصلى
الله عليه وسلم يبلغ عن ربه جل وعلا ؟
قال :ثلاث وعشرون سنة .
قلت :وهل حدثت وفَيَات بين أصحابه رضى الله عنهم ؟
قال :لقد استشهد منهم الكثير فى حياته صلى الله عليه وسلم.كما
مات الكثير .
قلت :فهل ذٌكرفىالقرآن أو فى السنة المطهرة أو فى السيرة النبوية أنه صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن على أحد من موتى المسلمين ؟
قال :الحق لم أقرأ ولكن هناك حديث يقول :إقرأوا-يس-على موتاكم .
قلت :قرر علماء الحديث أن هذا لايصح .وقالوا على افتراض صحته تكون القراءة على(المحتضر)تسكينا لنفسه .لا على الذى
مات فعلا .
قال :ولكن يمكن أن يقال إن اللفظ يحتمل أن يراد به الميت .
قلت :لا .لايحتمل .لأننا لن نكون أعلم من الذى أنزل عليه القرآن
فكيف يأمر المسلمين بالتلاوة على الميت ثم لايفعل هو ذلك ؟
وعلى كل مسلم أن يسأل نفسه :لم لم يقرأصلى الله وسلم عليه
القرآن على ميت ولو مرة واحدة ؟هل كان ناسيا ؟أم بخل على أصحابه بهذه الرحمات ؟حاشاه من ذلك وهو الأمين على الوحى
بالمؤمنين رءوف رحيم .فلم يبق إلا أمر واحد ,هو أنه عليه الصلاة والسلام لم يفعل ذلك لأن الله لم يشرع ذلك أبدا .
قال: صاحبى :وماذاكان هديه صلى الله عليه وسلم عند زيارة الموتى ؟قلت :كان يقول :"السلام عليكم دار قوم مؤمنين أنتم
السابقون ونحن إن شاء الله بكم لاحقون نسأل الله لنا ولكم العافية "
قال:ومن أين أتى الناس بهذه البدع من إقامة السرادقات واستئجار
القراءالمشهورين الذين يتقاضون مبالف طائلة ؟
قلت :أما مناسبات العزاءمثل الخميس والأربعين والسنوية فهذه من بقايا وثنية عهود الفراعنة .وأما عن (القراء )فهذالفظ كريم لا
يستحقه هؤلاء المتأكلون بالقرآن .فقد كان يطلق هذا اللفظ (القراء)
على هؤلاء الأبرار من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم الذين كانوا فى مقدمة صفوف المجاهدين وكانوا فى مقدمة الشهداء
أما مرتزقة اليوم فهم القارئون .وكم من قارىءللقرآن والقرآن يلعنه .
قال :من كان يريد الحق فعليه بهديه صلى الله عليه وسلم .ومن أبى فعليه إباؤه .
هذا هو الحق نسأل الله لنا ولهم الهداية .
....مصطفى فهمى ابو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق