المسلمون فى سويسرا مشغولون بقضية يعتبرونها حيوية وهى
قضية مآ ذن المساجد .وطرحت السلطات هناك الأمر فى استفتاء
المواطنين إن كانوا يوافقون أو لا على ذلك .
ولاأدرى ما المشكلة ؟
إن كانت المسألة بشأن البنايات المرتفعة فهناك أبراج الكنائس وإن
كانت بشأن أصوات الأذان فهناك دقات أجراس الكنائس وهى أشد
إزعاجا .مع الأخذ فى الاعتبار أن الأذان كلمات لها معان ومدلولات وليست مجرد دقات خرساء .
على أن المسألة برمتها لا تستحق أن تكون مشكلة .والمفترض فى
المسلمين فى الغرب أن يكونوا أكثر وعيا واهتماما بقضاياهم الكبرى وادخار جهودهم وأموالهم لما هو أولى وأجدى .
فما دور المئذنة فى المسجد ؟وهى ليست من شروطه ولا أركانه؟
وعدمها لن يؤثر بحال فى وظيفة المسجد .بل إن عدمها هو أقرب للتقوى وإلى روح الدين فى هذا العصر الذى يقتضى الفقه فى صرف المال .ولاريب أن المسلمين فى سويسرا-مثلهم فى كل مكان -فى أشد الحاجة إلى بضع ملايين تنفق فى حجارة صماء لا
محل لها من الإعراب .
يا إخوتنا الأفاضل فى سويسرا وفى كل العالم .أليس من الأولى
توجيه هذه الأموال إلى غذاء الجائعين وكسوة العرايا وتعليم الجاهلين ؟
أليس من المفيد صرف تلك الأموال فى ندوات أو كتب تدعو إلى
الإسلام فى بلاد تحتل الكلمة المطبوعة فيها مكانا هاما ؟
وعلى العموم المصارف المعقولة والمقبولة تناديكم .أما تلك المآذن فلا هى معقولة ولا هى مقبولة فى عالم الأوليات فى سياسة
المال .
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد .
..........مصطفى فهمى ابو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق