الجمعة، 29 أغسطس 2014

وماذا لو ؟37

وماذا لو ؟37
ماذا لو حاولنا تطبيق (سياسة الاستغناء ) ؟
لاشك أننا نعيش حياة استهلاكية بشكل غير طبيعى على كل المستويات..
نحن نأكل أكثر مما ينبغى ضاربين عرض الحائط بالنصيحة الغالية "فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه " وبذلك نخسر صحتنا وأموالنا بضربة واحدة
نحن نلبس أكثر مما ينبغى وعندنا هاجس أن من يلبس ملابس العام الماضى فإنما يبشر نفسه بالفقر ..و...
نحن نعتقد أن الغالى ثمنه فيه وأن كل رخيص ردىء ..وقد استغل التجار هذا فعاملونا بمقتضاه وباعونا بضاعتهم الرديئة بأضعاف الثمن
بل أكثر من هذا تعلمنا نشاطا ضارا بكل المقاييس وهو عادة الشراء ...شراء ماذا ؟ شراء أى شىء ..المهم الشراء وكأننا ننتشى حين يرانا الآخرون ندفع المال فيما يفيد وفيما لايفيد ..وأقتدى بنا أطفالنا فأصبحنا نسمع منهم من يقول :أريد أن أشترى فتقول له :وماذا تشترى ؟ فيقول :أشترى أى حاجة ..أى أن الشراء أصبح غاية فى حد ذاته
والمصيبة أننا نغفل عن شراء ماهو هام أو مهم فقليل منا من يفكر فى شراء كتاب وكأن الثقافة بضاعة مزجاة لم يعد لها بننا مقام
أعجبنى جدا شاب تركى متوسط الحال بنى مسجدا فى (استانبول) فلما قيل له :كيف استطعت ذلك وأنت متوسط الحال ؟ قال :(كنت عندما أشتهى شيئا من الأكل أقول لنفسى كأننى أكلته وأضع ثمنه فى صندوق وهكذا عندما أشتهى أى شىء حتى تكون لدى عبر السنين مبلغ معقول بدأت به المسجد وساعدنى أهل الخير )
مدهش هذا الرجل حدد هدفه وسعى إليه عبر سياسة الاستغناء فوفقه الله .
هل تتصورون أن سياسة الاستغناء يمكن أن تنقذ رقابنا من تحكم الدول الاستعمارية التى تتحكم فينا عبر الغذاء ؟ فلماذا لانحرمهم من هذا عبر ترشيدنا لاستهلاكنا فننزل به إلى الحد الأدنى ونستغل ما نوفره من مال لتطوير مزارعنا ومصانعنا فننتج كما ينتجون ونستغنى كما يستغنون ؟
هناك مثل شعبى له دلالة مهمة يقول :"اللى ممعهوش مايلزموه "يعنى لاتبحث عن شىء عن شىء ليس معك ثمنه...
لو طبقنا هذا المثل لأرحنا واسترحنا
ولكن هل هذا ممكن على ارض الواقع ؟

الاثنين، 25 أغسطس 2014

وماذا لو ؟36

   وماذا لو ؟
أخذ الواحد منا نفسه بالنظرإلى المرآة كل يوم مرتين :
بعدما يستيقظ من نومه ...وقبل أن يخلد إلى فراشه ؟
بعدما ينهض من نومه ينظرإلى مرآته ليرى نفسه على حقيقتها ..ليس لأن المرآة لاتكذب -كما يقولون -فقد تكذب المرآة لأنها تعرض ماأمامها وقد يكون عين الكذب...أما الذى لايكذب أبدا فهو داخلك أنت ...فأنت أعرف بنفسك ولو أردت الكذب على نفسك لصفعتك الحقيقة التى تكم داخلك ...أقول لو قال الإنسان لنفسه :هاأنت فى بدء يوم جديد صحيفة بيضاء لم يكتب فيها شىءفماذا تريد أن يكتب فى صحيفتك هذا اليوم ؟
أذكرك يانفسى بمهام يومى هذا...على ّ أن أؤدى عملى الرسمى فهل سأبدع فيه ؟ هل سأفى بوعدى لفلان ؟ وهل سأصل رحمى اليوم ؟وهل سأصفح عمن أساء إلىّ بالأمس ؟ وهل سأبدأ زميلى بالسلام على ماكان منه ؟ وهل ؟وهل ؟...
هذه وقفة أولى يرسم الواحد منا خطته اليومية ويوضح معالمها 
ثم يأتى فى نهاية يومه...
ويقف أمام مرآته يناقش نفسه الحساب ...
ترى هل نجحت اليوم ؟ وكم كانت نسبة النجاح ؟ ولماذا لم أحصل على الدرجة القصوى ؟ ؟؟؟
 نعم...لقد كنت أقل صبرا مما يجب ....كنت بحاجة إلى قدرأكبر من التسامح.. لقد كنت أكثر غرورا فى ذلك الموقف ...
أقول أيها الأحبة :
إن مجرد وقوف أحدنا مع نفسه مرتين كل يوم كفيل أن يحدث أثرا كبيرا فى مشاعرنا وسلوكنا....
إنه يعنى أننا نؤمن بالتغيير...ونحاوله...
ويعنى أننا نعترف  بأننا خطاؤون وأنه من الأسلم أن نصوب أخطاءنا...
ويعنى أننا نعتقد أن الآخرين ليسوا شرا دائما وأن التواصل معهم ممكن بل ضرورة لانستطيع تجاهلها...
إن محاسبة النفس دائما عملية ضرورية تجلو النفس وتعيد لها نضارتها  وتعينها على العودة إلى سلامة الفطرة بأيسر طريق...
وأخيرا....
أليس هذا نداء ديننا لنا صباح مساء :
"حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا "؟ااا

السبت، 23 أغسطس 2014

ماذا لو ؟35

 ماذا لو 
نتفكر فيما حدث لفصائل الإسلام السياسى ؟
أولا:مارأيكم فى مصطلح (فصائل الإسلام السياسى)؟
أنا شخصيا لاأعترف به ...وأعترض عليه....
لقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم بإسلام واحد له قواعد وأصول معروفة وعمل على جمع الناس على كلمة سواء هى كلمة التوحيد ...ولم يلغ الإسلام ملكات النفوس البشرية ولاحجر عليها بل أطلقها وأفاد منها ..فكان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مبرزون فى الحرب والعلم والإدارة والمال ...فماالذى فصل الإسلام إلى فصائل ؟
ثانيا:كل فصيل يزعم أن مرجعيته (الكتاب والسنة ) والكتاب والسنة واضحان جليان ....وإن اتسعا لأفهام وأفهام  ولكنه الاتساع الذى يسمح بالتنوع والاختلاف ولايسمح بالخلاف .
ثالثا:إذا كان فى القرآن آيات متشابهات فإن فيه آيات محكمات هن أم الكتاب ...وقد نبه الله تعالى على أن الذين يتبعون المتشابهات هم الذين فى قلوبهم زيغ ...وأنهم يبتغون الفتنة..
ومعنى هذا أن محكم القرآن كاف شاف واف جدير أن يتجمع حوله المؤمنون ..
رابعا:أن (فصائل الإسلام السياسى )قدمت أنفسها للناس على أنها طبعات متعددة من الإسلام لكل طبعة لون ...واتجاه...فتوزع الناس تجاهها محبين وكارهين ..وقد كان حريا بهم أن يجمعوا الناس كما جمعهم الرسول الذى ينتسبون إليه صلى الله عليه وسلم .
خامسا :أصبح الناس يصحون على جدالات عقيمة ..فى مسائل هامشية ...مثل القيام للنشيد الوطنى وتحية العلم ...بينما الناس يعيشون الهموم الكبرى فى العيش والحرية والعدالة الاجتماعية 
سادسا:أصبح الناس يتساءلون:إذا كانت الفصائل الإسلامية تختلف هذا الاختلاف  وبينهم هذا التناحر وقد يضلل بعضهم بعضا فمن نتبع ؟وإذا كانوا قد فشوا فى أن يجتمعوا فكيف ينجحون فى جمع فئات الشعب ؟
سابعا:وهذا مربط الفرس وسر النكبة...فإذا أراد هؤلاء النجاة فعليهم أن يتجمعوا حول الأصول الثابتة والتى عليها الإجماع الخاص والعام وهى بالتحديد :
ا-قواعد الإسلام الخمس 
ب-أركان الإيمان الستة
ج-المبادىء الأخلاقية الإسلامية 
ثامنا:وعليهم أن ينتبهوا وينبهوا إلى أن المذاهب الإسلامية ليست هى الدين الإسلامى وإنما هى أفهام لأصحابها لنا أن نتفق معهم عليها أو نختلف  ولنا أن نتخذ لأنفسنا مذهبا جديدا إذا كنا من أهل الاجتهاد ...ومعنى هذاأنه لامجال للتعصب لأى مذهب ولاوجه لحمل الناس عليه 
تاسعا:ومؤدى ذلك أنه لابد للفصائل الإسلامية أن تظهر بوجه واحد وبرنامج واحد يستجيب لحاجات الناس وطموحاتهم ويراعى الأخذ بأيديهم أخذا رفيقا اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم .
عاشرا:ليس من أهداف الإسلام ولا وسائله إقامة (الدولة الدينية )التى يحكمها الفقهاء ...كلا بل إقامة دولة العدل والكفاءات التىيحسن فيها العاملون أعمالهم ابتغاء رضوان الله والتماسا لخير الأمة..
حادى عشر:أنا ازعم أن هذا المطمح لن يتحقق إلابحسم مسألة الدعوة والدعاة وذلك بإقامة (المجلس الأعلى للدعوة )والذى يتكون من كبار المثقفين الواعين بعيدا عن وزارة الأوقاف التى يجب أن تتفرغ لإدارة الوقاف من الناحية الاقتصادية وترفع يديها المكبلتين للدعوة  على ا، يكون هذا المجلس مختصا وحده بكل ما يهم الدعوة والدعاة ..وهنا يبرز للإسلام وجه واحد رشيد بالمؤمنين رءوف رحيم .

الخميس، 21 أغسطس 2014

وماذا لو ؟34

 وماذا لو ؟
 كنت جالسا فى بيتك آمنا بين أهلك ثم ...
اقتحموا عليك بيتك ...ووجهوا مدافعهم إلى صدرك قائلين:
ارحلوا ...وإلا قتلناكم...؟
ماذا تفعل ؟
أمامك خيارات...
0أن ترفض وتعرض نفسك وأهلك للتصفية...
0أن ترحلوا إلى حيث تظنون الأمان...
0أن ترحلوا ثم تقاوموا...
ولو رحلتم حيث تظنون الأمان ماوجدتم أمنا فسوف يلاحقونكم فى كل مكان...
وإذا قاومتم...فأنتم إرهابيون قتلة ...
يعنى ...بوضوح تام ....الهدف الأرض ...وكل عقبة تعترض هذا الهدف يجب أن تزال ...والعقبة هى البشر...الفلسطينيون سكان الأرض وأصحابها...
أجل ...
ويكذب الصهاينة حين يزعمون أنه ليس بينهم وبين المدنيين مشكلة ..ومشكلتهم مع من يطلقون القذائف عليهم...
كلا ثم كلا...
الهدف إخلاء الأرض من أهلها...
هم يستهدفون النساء العجائز عقابا لهن على إنجاب هؤلاء الأبطال...
هم يستهدفون الأطفال لأن هؤلاء هم أبطال الغد ..بل من الأطفال من كانوا أبطال الحاضر...
ومن الأدلة الدامغة على كذبهم وفضح نواياهم ماقاموا به من قصف المدنيين فى أماكن تابعة للأمم المتحدة ؟
إذن ليست القضية (انج بنفسك )...لأنه لن تاح لك فرصة النجاة..
أنت مقتول مقتول...
أنت مقتول فى غزة...
أنت مقتول فى الضفة الغربية..
فقط...قد يسمح لك بالحياة خارج فلسطين...
ويمكن أن تدفع لك بعض التعويضات...
إنه عمل صهيونى دائب لإفرغ فلسطين من أهلها لتكون دولة (يهودية )...
يعنى عملية اغتصاب وطن...
وعلى أهل فلسطين...ومن خلفهم العرب والمسلمون...أن ينظرواإلى القضية من هذا المنطلق مع الخذ فى الاعتبار أن فلسطين ليست نهاية المطاف بل إن الشهية الصهيونية مفتوحة لالتهام أكبر قدر من الأرض العربية والإسلامية بمافيها المقدسات...
إن القضية كما بح صوت التاريخ...
(قضية وجود لاقضية حدود )

الأربعاء، 20 أغسطس 2014

وماذا لو ؟33

وماذا لو ؟33
ماذا لو حاولنا نضحك ؟
نضحك ؟ أعوذ بالله ..وهل عندنا ما يضحك ؟
أحوالنا تبكى الحجر ..وتقول لى :نضحك ؟
الله يسامحك ..
لا تزعل ..
الله يسامحنى ويسامحك ..
ولكن كل ماعندنا يضحك ..ألم يقولوا :"شر البلية ما يضحك "؟
وهل عندنا أكثر من البلايا ؟
بلوى (غزة )التى تناضل وحدها وتلطم العدو بيديها بينما خيرنا يناضل بالتصفيق والزعيق ...
وعندنا فى مصر...
طول انقطاع المياه والكهرباء والمواد التموينية...الحمد لله لم يبق إلا الهواء
بعض الخبثاء يقولون :(ربنا يخليه وياخد الهوا كمان )
وسمعت من يقول :إن قطع المياه يعلم الناس الصبر ويعينهم على صيام الإثنين والخمس وبقية أيام الأسبوع ...
كما إن انقطاع الكهرباء يقوى أواصر العلاقات الاجتماعية...
ففى الظلام الذى يشمل معظم الليل لايتعرف الأب على أولاده ولا يتعرف على زوجته وعندما تأتى الكهرباء لدقائق يهلل الجميع ويتبادلون الأحضان ...
بل سمعت من يقول -وهو يجذب خصيلات من لحيته- :(إن قطع المياه يجعلك أشد شوقا ولهفة على شربة لاتظما بعدها أبدا من يد حبيبك محمد صلى الله عليه وسلم ....
بالله عليكم
ألا يستحق الشكر من يقربنا إلى الله وإلى رسول الله ؟
هيييه..
هل ستضحكون ؟
أم تبكون ؟
أنا شخصيا ...
غير قادر على الضحك ولا البكاء ..
لأنى فى حالة ذهوووووووول .

الثلاثاء، 19 أغسطس 2014

أتحداك

أ تحداك ...
أتحداك أن تصمد فى قراءة كلماتى حتى النهاية...
حاول ..فلن تستطيع ...
ليس لأن كلماتى لم يسبق لها مثيل ...
وليس لأنى عبقرى الزمان والمكان...
ولكن لأنك ستجد فى النهاية لكلماتى معنى لم يخطر لك على بال ..
أنا قضيت فى هذه الدنيا حتى الآن أكثر من سبعين عاما ..
ولعلك تكون أكبر منى ..أو أصغر منى...
ولكن هل يقاس العمر بالزمان فقط ؟
عموما مازلت أتحداك أن تنصرف عن متابعتى حتى النهاية ...
لأن النهاية لها جاذبية تشد الإنسان على الرغم منه... وعند النهاية سيدرك الأمر إما إلى العلا وإما إلى الهاوية...
لست أقصد الجنة أو النار إنما أقصد قمة هذه الحياة الدنيا أو قاعها..
ولكن بالله عليك هل هناك فارق كبير بين قمة الدنيا وقاعها ؟ أليس الكل إلى تراب ؟
والناي تقول :إن ما تحت التراب تراب ...
فهل توافق على هذا ؟
أنت لازلت معى ...
ألم أقل لك ..إنك لن تستطيع مغادرتى ؟
وكيف تستطيع وأنا اشدك بحبال الفضول إلى تجلية المجهول ...
ولكن أى مجهول يمكن لمثلى أن يجليه ؟
أنا نفسى مجهول ...وجهول فكيف يستطيع جهول مجهول أن يجلى شيئا فوق طاقته ؟
عموما ..
لن أزعجك أكثر من هذا ولن أطيل عليك أكثر من ذلك...
فقط أقول لك :
ماذا فهمت من هذه المداورة ؟
لاشىء ؟
كلام فارغ ؟
بالله عليك ...هل معظم ما تسمعه من كلام الناس مملوء ؟
حسنا ...
أليس مكسبا أن تعرف كيف تكتشف الكلام الفارغ ؟
ومع هذا فأنت لم تستطع هجر هذا الكلام الفارغ ...ولكن هل أنا حقا كسبت التحدى ؟

الأحد، 17 أغسطس 2014

وماذا لو ؟32

 وماذا لو 
كنت مثلى رجلا تعيش (خبزنا كفافنا أعطنا اليوم ) ثم ...
وجدت نفسك وجها لوجه مع بضع (ملايين )من الدولارات ؟
.....................
هل ستضحك من فرط النشوة ؟أم تبكى من شدة السرور؟أم تنظر ذاهلا لاتضحك ولاتبكى ؟
هل ستحدث أولادك عن هذه الثروة وتعطى كلا منهم ما يهوى أم تتكتم الخبر حتى لايشيع فتنفتح عليك العيون الحاسدة ؟
وماذا تفعل بهذه الملايين ؟هل تضعها فى (البنك )؟أم تضعها فى عينيك وبين جلدك وعظمك ؟
هل تستغلها فى مشروع يدر دخلا ويشغل الناس ؟أم تضعها فى خزانتك وتنفق منها لأن عمرك سيفنى ولما تنفق بعضها ؟
و‘ذا قررت أن تضعها فى خزينتك فكم مرة تزورها وتطمئن على صحتها الغالية ؟
وهل ستضعها فى مجموعات كل مجموعة بضع آلاف حتى يمكن عدها بين الحين والحين ؟
وهل ستترك وظيفتك المرهقة التى لاتكاد تظفر منها بما يكفى ؟ بل هل تجد وقتا لهذه الوظيفة ؟
.....................
عشرات (الهلات )بل مئات...ستغرق فيها يا صاحبى...ووسط لججها العالية...هل ستشعر بالسعادة ؟اااا
هل تجيب أم تسمح لى أن أجيب ؟
أنا أزعم أنك إذا كنت تشعر بالسعادة قبل هبوط هذه الثروة عليك فأنت سوف تشعر بالسعادة الآن مع شىء غير قليل من القلق...
أجل ...كثير من القلق سيحوطك....
لأن السعادة مع الحياة المعتادة والمال القليل سعادة رائقة سعادة الإنسان الذى يجد لقمته فى يسر فتدمع عيناه بحمد الله وشكره ويرفع كفه إلى السماء (اللهم أدمها نعمة واحفظها من الزوال )..
أما الذى يرى نفسه بين أكوام المال -وهو مؤمن -فيرى نفسه على خطر عظيم فإن الدنيا حلوة خضرة وإن للذهب لبريقا يخطف الأبصار ..وأهون الأمور أنك ستشعر بعظم المسئولية عن هذه الملايين ...
فإذانهضت تحاول أن تعطى كل ذى حق حقه توجست خيفة من التقصير...وإذا ذهبت تحاول تنمية الثروة كان عليك أن تستفتى المفتين عن الطرائق الشرعية لتنمية المال ....
أووووووووووووه...
ما كل هذا الوجع للدماغ ؟اااا
كل هذا ونحن نفكر ...
ماذا لو ؟
فكيف يكون الحال إذا وجدت نفسك فعلا فى أحضان هذه الأموال الدافقة واللاهبة ؟اااا
وكل هذا القلق إذا كنت مؤمنا تخاف الله وتلتمس رضاه...
فكيف يكون حالك إذا كنت غير ذلك وطوتك أمواج المال العالية وأغرقت فى لججها العاتيات ؟
أنا لاأقلل من قيمة المال فهو من أعين الحياة ...ونعم المال الصالح فى يد الرجل الصالح كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم "والمؤمن القوى خير من المؤمن الضعيف "كما قال صلى الله عليه وسلم ...ولكن الخوف من ضعف النفوس ...والخطر فى مفهومنا للسعادة...
ولذلك أقول :
إذا كنت تشعر بالسعادة قبل الغنى فأنت ستسعد بعد الغنى وإذا كان لك مفهوم آخر للسعادة فسيأخذك هذا المفهوم إلى دوامته وسيدوخك السبع الدوخات ثم ستجد نفسك زائغ العينين محروق القلب متوتر الأعصاب ...وحاول ساعتها أن تناجى أكداس الأموال فعساها أن تخفف بلواك ...
وهيهات .























السبت، 16 أغسطس 2014

وماذا لو ؟31

  1. وماذا لو 
  2. رفعت يدك الكريمة وأهويت بها على وجه طفلك الصغير ؟
  3. بالتأكيد إنك لم تقصد إهانته أو إذلاله ولكن تقصد تربيته ليكون ولدا طيبا مطيعا على حد قول الشاعر:
  4. فقسا ليزدجروا ومن يك حازمل     فليقس أحيانا على من يرحم ....
  5. ولكن الواقع يقول إنك أهنته إهانة بالغة...
  6. إنك حين صفعته على أشرف مافى الإنسان وضعت امامه مثلا حيا للاستقواء والافراط فى استخدام القوة ...إنك شحنت نفسه بالقهر حين يرى نفسه عاجزا أمام جبروتك ولايستطيع أن يرفع صوته بمجرد الاحتجاج...
  7. أنا شخصيا تعرضت فى طفولتى لكثير من هذا  وكنت أشعر بكره شديد لأبى الذى يقسو علىّ قسوة بالغة ولم أتوقف عن هذا الشعور إلا بعد أن كبرت  وفى جلسة نوعية فتحت قلبى لأبى وأبديت له مشاعرى  وفوجئت به يقول  :أنت ولدى الوحيد ولكنى كنت أفضل ألف مرة أن تموت من أن تصبح خائبا...اااااااوعند ذلك فقط قبلت يديه ورجليه لأنى أدركت أن ماكان منه إنما كان بدافع المحبة ...
  8. ولكن هل تنتظر ياعزيزى إلى أن يكبر ولدك ويفتح لك قلبه ؟
  9. لماذا لانلجأ للأسلوب الصحيح مع أولادنا ؟
  10. لماذا لانحاول أن نطرح الأمر أمام عقولهم الصغيرة بطريقة مناسبة ؟لماذا لاأقول لولدى مارأيك فى كذا ؟ وهل تفضل كذا أم كذا ؟ولو كنت مكانك لفعلت كذا ...
  11. لماذا لانقول لأولادنا لكم مطلق الحرية فى اختيار هذا الأمر أو ذاك بشرط أن تتحملوا نتيجة اختياركم ؟
  12. لماذا لاأقول لولدى حين يفشل  فى أمر ما :لقد حاولت وبذلت ما استطعت وهذا حسن والأحسن منه أن تحاول مرة ومرة ولابد أن تصل إلى ماتريد ؟
  13. إنك حين تجعل ولدك مطيعا على طول الخط دون أى اعتراض على ما تقول ...إنك بذلك تفقد ولدك وتخلق منه إمعة لا يصلح لشىء سيكون موظفا خاملا بعيد عن الإبداع والابتكار...سيكون أبا متسلطا مثلك أو زوجة خانعة لارأى لها  يعنى باختصار سيكون صفرا  على الشمال  وماأراك ترضى لولدك هذا المصير...
  14. أعجبنى جدا ذلك الأب المستنير الذى قال لابنه:
  15. يابنى أنا وأنت أمام الله سواء ...أنا عبد الله وأنت كذلك  الله سيحاسبنى وسيحاسبك  فمارأيك أن نتعاون معا ليرضى الله عنا ؟ إذا اخطأت أنت سوف أنبهك وأرشدك وإذاأخطأت أنا فعليك أن تنبهنى  ولا تقل إنك صغير ...فقد يدرك الصغير بعض الأمور التى تخفى على الكبير ..
  16. مثل هذا الأب يجعل من ابنه رجلا ناضجا سابقا لعمره 
  17. وإذا كان ربنا جل وعلا يعلمنا أن نتخير أحسن الألفاظ ونجادل الآخرين بالتى هى أحسن فمابالنا بفلذاتنا التى تمشى على الأرض ؟
  18. أعلم أن شدة الحرص على أكبادنا تجعلنا نتعجل النتائج ونهمل الأدوات ولكن ها قد رأيتم أن أدوات التربية عامل أساس نحو اجتناء الثمار المرجوة...
  19. أيها الآباء والأمهات...
  20. ماذا لو أحسنا تربية أولادنا ؟
  21. أليس ذلك أفضل طريق وأقصر طريق نحو مواطن صالح يكون خليفة لنا وثقلا فى ميزان حسناتنا ؟ 

الأربعاء، 13 أغسطس 2014

وماذا لو ؟30

وماذا لو ؟
أحس كل منا طفولته وعاشها حينا من الوقت ؟
أتذكرعهد الطفولة ؟
كانت عهودا كان أروع مابها إذ ذاك أن كانت بغير قيود...

كانت أيام الصفاء والتلقائية...
كل شىء يأخذ وقته ويمضى...
الغضب...الحزن...الخصام....لاشىء يدوم ...القلب وعاء بكر...تجلوه أنسام براءة الطفولة على الدوام فلايبقى فيه أثارة من غيظ أو بغضاء...
كانت أيام الفطرة النقية...
كانت قيمة المال فى مجرد إشباع بعض الرغبات التى لاتشكل أى عناء للكبار...بل كانت رغباتنا تسعد الكبار...
فى طفولتنا كان لنا وجه واحد...نفرح فتضحك العيون والقلوب...ونحزن فتدمع العيون والقلوب ..ثم ينتهى ذلك كله..وكأن شيئا لم يكن وبراءة الأطفال فى عينيه...

حتى عندما كان الطفل يحاول أن يأخذ مالا حق له فيه...كان الكباريعلمونه الصواب ..وقد يبكى ثم يمتثل فى النهاية....
ماذا لو
حاولنا استرجاع تلك الذكريات واسترواح أنسامها العاطرات ؟
ماذا لو
حاولنا أن نستعيد بعض خصال الطفولة المحببة ؟
ألاتكون الحياة أفضل وأكثرمتعة وهدوءا وراحة ؟
ألا يهدأسعارالدنيا فى نفوسنا..ونعلم أن فى الحياة ما يستحق أن يعاش ؟ وأن الحياة أقصر من أن نعبرها على أمواج من المكاره والبغضاء والأطماع ؟
ألايضحك أحدنا أو يبتسم عندما يتذكر طفولته ؟
فلماذا نبخل على أنفسنا بضحكة أو بسمة وسط ركامات الحياة ؟

الثلاثاء، 12 أغسطس 2014

وماذا لو ؟29

وماذا لو
تأملنا ظاهرة (المالكى) ؟
نورى المالكى...متمسك بالسلطة..الرجل سيجن عندما رشح غيره...
ولاعجب ...
فإنه يبدو أن كرسى الحكم له جاذبية كبرى ...وفيه سحر أكبر...
وأمر المالكى مثير للسخرية أيضا
فالحال فى العراق كما نرى ..البلاد فى مرجل يفور بالإضطرابات ..وتعصف بها الفتن...وداعش تقضمها قضما..والدماء لاتكف عن
النزيف...والحالة الاقتصادية أسوأ من الحالة الأمنية...والحالة السياسية أسوأ من الاثنين...
كل هذا والمالكى مصر على ولاية ثالثة ...بدلا من أن ينأى بنفسه عن هذا المستنقع...
وليس لحالة المالكى إلا أحد تفسيرين :
الأول :أن الرجل يعتقد أنه نادرة عصره وأوانه..وأنه لم يولد مثله
وأنه يتمتع بمواهب خارقة لاتوجد إلا فيه ولذلك فهو يريد ألا يحرم العراق من عبقريته الفذة...لأنه آت بما لم تأت به الأوائل....

وهذا مردود عليه بالولايتين السابقتين له....فقد كرس الانقسام وعلى يديه أوشكت العراق على الغرق...
والثانى :أن غرام الرجل بالسلطة قد ملك عليه أقطار نفسه...فهو لايريد أن يترك الكرسى إلاميتا أو مقتولا...شأن الحكام العرب....
وموقف المالكى يذكرنى بمواقف أخر على حد قولهم :وبضدها تتميز الأشياء ...
يذكرنى بعمر بن الخطاب رضى الله عنه حين طعنه المجوسى واقترح البعض عليه أن يستخلف ابنه عبد الله رضى الله عنه....
رفض عمررضى الله عنه..وقال بحسن آل الخطاب أن يسألواحد منهم عن أمة محمد )...
أرأيتم ؟
الرجل يعد الحكم مسئولية وتكليف وأمانة ويضن بولده عن تبعاتها الثقال مع أن عبد الله بن عمر صحابى مشهود له بالتقوى وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو عنه راض.
ويذكرنى موقف المالكى بموقف عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه
وقد استخلفه عبد الملك بن مروان
ولكنه صعد المنبر وأعلن أنه لايريد هذه الخلافة وطلب من الناس أن يختاروا أميرا لهم غيره
ولكن الناس أصروا عليه وأعادوا اختياره وبيعته...
وذكرنى موقف المالكى بموقف المشير سوار الذهب رضى الله عنه حين تولى زمام الحكم إنقاذا للبلاد من حكم جعفر نميرى ووعد أن يترك الحكم بعد سنة....ولم يعبأ الناس بهذا الوعد فقد تمرست الأذن العربية على الوعود وعلى النكوص عنها...
ومرت السنة وإذا بالمشير عبد الرحمان يصر على ترك السلطة ولم يستجب لمحاولات الذين أرادوا له أن يكون نسخة مكرورة من الحكام العرب وأثبت الرجل فعلا أنه (سوار الذهب )...
وقد يلفت البعض نظرى إلى حكام غير عرب وغير مسلمين نهجوا هذا النهج وتخلوا عن الكرسى فى أوج قوتهم ..وهذا صحيح ولكن من التعسف إجراء القياس بين حكامنا الأشاوس وبين هؤلاء الذين تمرسوا على الديمقراطية..

ونريد أن نقول :إن الورع والعفة
ليسا حكرا على غيرنا...بل عندنا من هذا الرعيل حظ وإن كان قليلا
وخلاصة القول:
ماذا لو ...
نظر حكامنا إلى الحكم على أنه غرم لاغنم ؟ وتكليف لاتشريف ؟
وأمانة ثقيلة هى حسرة وندامة يوم القيامة ؟
لو حدث ذلك ....لكان الحال غير الحال .

الاثنين، 11 أغسطس 2014

وماذا لو ؟28

وماذا لو
كنا منصفين...ونظرنا فى المرآة لنرى أنفسنا ؟
لقد اتهمنا أعداءنا بالتوحش وانتعال الإنسانية إلى مصالحهم الذاتية..وحق لنا ذلك...ولكن ماذا عن أنفسنا ؟
ماذا عن أنفسنا ونحن أصحاب الحق ؟هل كانت الإنسانية فى معيتنا ونحن نتعامل مع بعضنا ؟
الحق أن الجواب مخز بكل معنى..
إى والله...
انظروا كيف كانت الإنسانية تتوارى خجلا والشياطين ترقص طربا على أشلائنا فى رابعة والنهضة....
وانظروا كيف كانت الإنسانية تنتحب وهى ترى جنودنا فى سيناء صرعى ساعة الإفطارفى رمضان....
وانظروا كيف كانت الإنسانية تبصق على وجوهنا وحرماتنا تنتهك فى السجون...
وانظروا إلى الإنسانية وهى تكشف رأسها تستنزل لعنات الله علينا ونحن نعرض الإسلام عرضا بشعامن قبل التتار الجدد (داعش )
وانظروا ...
أين إنسانيتنا وأهلنا فى غزة تحت الحصار والخنق والتحريق ونحن نلهو فى بيوتنا وحكامنا يلهون فى قصورهم بين الكاس والطاس ؟

وانظروا أين إنسانيتنا وأهلنا فى الصومال والسودان واليمن يتضورون جوعا ويتقلبون فى الظلام بينما المليارات من أموال المسلمين تدعم اقتصاد أعدائنا الأغنياء ؟والنفط يشغل مصانعهم التى تنتج الأسلحة التى تقتلنا ؟
أرأيتم ؟
إن سجلاتنا فى (الإنسانية )بالغة السوء بما يجعل صحائف أعمالنا بالغة السواد...
وإذا كان أعداؤنا يطوعون معنى الإنسانية تبعا لمصالحهم ..فهم أعداؤنا على أية حال...وكل يعمل على شاكلته...

ولكن ماعذرنا نحن ولماذا لانعمل على شاكلتنا ؟
معذرة....
معذرة....
لقد نسيت -فى قهرى وغمى -الحقيقة المرة....
أننا نعمل على شاكلتنا...
فهؤلاء نحن...عرايا أمام ذواتنا وأمام الآخرين ...
نتسربل سربال الإسلام ونتشدق بكلماته ...والإسلام منا براء...
ولانخجل من قول : إننا خيرأمة أخرجت للناس وبيننا وبين الخيرية بون بعيد بعيد ..
فواخجلاه...
واخجلاه...
وليس لنا إلا أن نبتهل إلى الله ضارعين:
اللهم أهلك الظالمين بالظالمين وأخرجنا من بينهم سالمين .

الأحد، 10 أغسطس 2014

وماذا لو
تعرفنا على حدود(الإنسانية)التى تتحرك خلالها أمريكا ومن لف لفها؟
هل هى الإنسانية التى تعاملت بها مع شعوب الهنود الحمر السكان الأصليين لأمريكا الذين تعرضوا لإبادة شبه تامة ؟
أم هى الإنسانية التى تعاملت بها مع ثوار (فيتنام )حيث اتبعت سياسة الأرض المحروقة ؟
أم هى الإنسانية التى اتبعتها مع أهل (هيروشيما ) و(نجازاكى )حينماألقت عليهما القنابل الذرية ؟
أم هى الإنسانية التى تعاملت بها مع الأفارقة التى سخرتهم عبيدا لعقود عديدة ؟
أم هى الإنسانية التى تعاملت -ولازالت -تتعامل بها مع أهل فلسطين وترى الحق كل الحق للمغتصبين فى إبادة أهل الأرض بحجة الدفاع عن النفس ..وكأن أنفس الصهاينة مقدسة وأنفس العرب نجسة لاتستحق الحياة ؟
لقد تحركت (الإنسانية )الأمريكية الغاضبة لتدافع عن اليزيديين والنصارى ضد طغيان داعش..



وكل إنسان حر ضد طغيان داعش الذين يمثلون التتار الجدد...ولكن ..لماذا الكيل بمكيالين ؟
هؤلاء طردوا من ديارهم وتعرضوا للإبادة والموت جوعا..
وأهل فلسطين عامة وأهل غزة خاصة فى مثل تلك الحال وأكثر ويحدث هذا منذ عقود متطاولة تحت سمع وبصر الإنسانية الأمريكية والغربية...فما الذى جرى ؟ والحال هى الحال والناس هم الناس ؟
الحق ..أن المسألة ليست مسألة إنسانية ..وإنما هى مسألة مصالح
فقط مصالح...
فقد تعرض المدنيون السوريون لحرب الغازات السامة وأرغت أمريكا وأزبدت وتوعدت ثم ...لاشىء...فقط طلبت من النظام السورى تسليم تلك الأسلحة لإعدامها...وتجاهلت حقوق هؤلاء المدنيين...لماذا ؟

لأن الهدف الأساس هو وقاية المدللة العزيزة ..إسرائيل من احتمال توجيه هذه الأسلحة إليها..
إن القضية الفلسطينية هى قضية إنسانية أساسا..قضية شعب تغتصب أرضه وحريته وكافة حقوقه...وليس من الإنسانية فى شىء أن يحاصر شعب برا وبحرا وجوا ويخنق خنقا حتى إذا تململ وحاول الصراخ والدفاع عن نفسه
كان ذلك إرهابا وعدوانا...
إن الإنسانية تقول -إذا كان لها أن تقول -:
افعلوا مع فلسطين ما فعلتموه مع غيرها من الشعوب ..مع جنوب السودان مثلا..أعطوها حق تقرير المصير...ضعوها تحت الانتداب الدولى لمدة محددة بعدها تعلن الأمم المتحدة استقلالها...
الحل ممكن جدا وسهل جدا...
فقط لو توافرت (الإنسانية )...
ولكن هيهات ...هيهات...
لأن فاقد الشىء لايعطيه..
وليس أمامنا -نحن العرب -أصحاب الحق إلا أن نتعامل مع عدونا على أنه فاقد الإنسانية ولايعرف غير لغة القوة و(الإرهاب ) على حدقوله تعالى "وأعدوالهم مااستطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم ".

الجمعة، 8 أغسطس 2014

وماذا لو ؟ 26

وماذا لو
فهم الناس هذه الآية على وجهها الصحيح ؟
قوله عز وجل :"ولو شاء ربك لآمن من فى الأرض كلهم جميعا أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين "يونس 99
يقول البعض :الإيمان معلق بمشيئة الله فلا تلوموا من لم يؤمن لأن الله لم يشأ له الإيمان...
وهذا فهم سقيم ..
والصحيح -إن شاء الله -أن الله عزوجل لو شاء إيمان كل البشرلطبعهم طبعة واحدة على الإيمان لايستطيعون الخروج عليهاولكانوا مصيرين مثل المخلوقات غير العاقلة ولكنه سبحانه لم يشأ هذا فهدى الإنسان النجدين أى يسر له طريق الخير والشرأيهما شاء...
وليس لأحد الاحتجاج بالآية بعدها "وماكان لنفس أن تؤمن إلا بإذن الله ويجعل الرجس على الذين لايعقلون "..
لأن الله تعالى أعطى الإذن العام للبشر أن يختاروا مايريدون وإلا لما كان لجعله الرجس على الذين لايعقلون محل ...ولاحظوا رحمنى الله وإياكم ارتباط جعل الرجس بعدم استخدام العقل الذى من وظائفه الأولى الاختيار...

وقد قلنا مرارا وتكرارا...شاء الله لك أن تشاء وأراد لك أن تريد وبهذا تكون مشيئتك تبعا لمشيئة الله وإرادتك نابعة من إذن الله العام لك بحرية التصرف وتحمل التبعات
ولكن من المؤسف ...أن بعض الناس يشخصون المسألة فيربطون المبادىء بتصرف الأشخاص ومادام الكثير من المسلمين خارجين على الإيمان فهذا دليل على عدم جدوى الإيمان
وهذا زعم باطل ...
لأن قيمة المبادىء فى ذاتها ...
ولأن هذه المبادىء آتت أكلها عندما التزم بها أهلها...

ومن الطبيعى ألا يكون لها أثرإذا أعرض عنها الناس ...
وهذا أمريشمل كل المبادىء...
وحاصل ذلك أن على رافضى قضية الإيمان أن يعيدوا تفكيرهم ويتأملوا المبادى نفسها بغض النظر عمن يسىء استخدامها...
وحتى فى العهد الأول عصر النبوة
كان هناك المنافقون الذين يتاجرون بالمظاهر الدينية ففضحهم الله وأخبر أنهم فى الدرك الأسفل من النار...
وعلى من يريد الحوار حول قضية الإيمان أن يجعل الحديث عن المبادىء فقط ...وهنا سيجد فى مبادىء الإسلام ما يثلج صدره ويطمئن قلبه ويريح عقله ...
وسيرى مقام الإنسان فى الإسلام عظيما لأنه عليه نزل ومن أجل كرامته جاء.

الخميس، 7 أغسطس 2014

وماذا لو ؟25

وماذا لو
أرحت نفسى ؟
وأسند هذا القلم رأسه إلى الجداروراح فى سبات عميق ؟
وماذا لو أراح هذا القلب نفسه من هموم الأمة وعاش واحدا من الناس يأكل كما يأكلون ويلهو كما يلهون ؟
وماذا لو أراح هذا العقل نفسه من التفكير فى الشأن العام ...ومشى إلى جوار الحائط وكفى خيره شره وأغلق عليه بابه ؟
ماذا لو داريت الجميع ؟
وصفقت لكل المغنين ؟
وأرحت واسترحت ؟
صاح القلب والعقل معا:
لانستطيع ...لانستطيع ..
هذا هو الموت الفظيع...

الثلاثاء، 5 أغسطس 2014

ماذا لو ؟24

 ماذا لو 
سألنا الضمير العربى المسلم عن قصته مع اليهود عبر العصور؟
يقول الزمان :
0لقد جاءت قبائل يهود إلى يثرب هربا من الاضطهاد فرحب بهم العرب وصاروا جزءا أساسيا من سكان يثرب.
0ثم أصبحوا ملاك الحصون والمزارع وسادة التجارة.
0 ثم كان رد الجميل أن شجعوا الفتن بين الأوس والخزرج وكانت معارك دامية حتى جاء الإسلام وأصبح أهل المدينة المسلمون أنصارا.
0كتب الرسول صلى الله عليه وسلم (كتاب المدينة )الذى جعل اليهود من "أهل هذه الصحيفة " وأعطاهم حوق المواطنة "لهم ما لنا وعليهم ما علينا "بشرط عدم الغدر.
0لم يرغم أحد من اليهود على اعتناق الإسلام ...وعاملهم الرسول صلى الله عليه وسلم على أنهم (أهل كتاب )ولم يفرض عليهم الجزية لأنه لم يدخل المدينة قتالا.
0عندما غدرت قبيلة (بنى النضير) حاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم ثم سمح لهم بالخروج من الدينة مع ممتلكاتهم .
0عدما حاول بنو قينقاع اغتياله صلى الله عليه وسلم حاصرهم ثم سمح لهم بالخروج  مع ممتلكاتهم دون السلاح .
0عندما غدرت بنو قريظة بالوقوف مع الأحزاب وصار المسلمون بين شقى الرحى...وكادت تكون القاضية على المسلمين...إلا أن الله سلم وخذل بينهم ...فحاصرهم الرسول صلى الله عليه وسلم وطلب منهم أن يختاروا حكما بينه وبينهم فاختاروا سعد بن أبى وقاص رضى الله عنه وكان حليفالهم فى الجاهلية ...وأخذ سعد موافقة الطرفين على قبول حكمه ثم حكم بأن يقتل المقاتلون وتسبى النساء والذرية ...ورغم ذلك عرض الإسلام عليهم  ومن أسلم أطلق سراحه.
0لما فتح المسلمون خيبر..وزع الرسول صلى الله عليه وسلم أرض خيبر على المقاتلة  ولكنه جعل الأرض تحت يد اليهود يزرعونها ويؤدون نصف الثروة إلى أصحابها ولهم النصف الآخر
فى عهد عمر رضى الله عنه رأى يهوديا شيخا يسأل الناس فسأله عن حاله فقال(الحاجة والجزية ) فأخذخ عمر رضى الله عنه من يده وذهب به إلى خازن بيت المال وقال له :"انظر هذا وضرباءه فوالله ماأنصفناه إذ أكلنا شبيبته وتركناه عند الكبر "وجعل له راتبا من بيت مال المسلمين 
فى عصر الفتن التى جرت بين المسلمين عاش اليهود فى امان رغم ثبوت تورطهم فى هذه الفتن 
0فى العصر العباسى كان لهم مساهمات فى الحضارة الإسلامية من خلال قيامهم بنقل وترجمة كتب الحضارات السابقة .وكانت لهم وظائف عليا مثل طبيب الخليفة...
0فى العصرالأندلسى  عاشوا عصرهم الذهبى وكان لهم أماكن ممتازة فى الممالك الإسلامية هناك .
0بعد تفكك الدولة الإسلامية عاش اليهود آمنين وسط الأغلبية المسلمة...
0سمح العرب لليهود بالهجرة إلى فلسطين وامتلكوا بعض الأراضى  ولكنهم كانوا يخططون -بمساعدة الإنجليز -لإقامة وطن قومى لهم فى فلسطين .وكانت سياسة الإرهاب والإبادة والإحلال ..
هذه مقالة التاريخ عن معاملة المسلمين لليهود...
ومقالة التاريخ عن معاملة اليهود والغرب للمسلمين لاتحتاج إلى حديث .

الأحد، 3 أغسطس 2014

  ماذا لو 
سألنا الضمير الأمريكى والأوروبى عن قصته مع الهنود الحمر؟
 كانت أمة الهنود الحمر أمة عظيمة...سكنت أمريكا قبل ستة عشر ألف عام ...وكانت متقدمة فى الزراعة والتجارة والصناعة وكانت لها ثقافات ...ثم ...
جاء الاستعمار الإنجليزى....
وكان استعمارا حلوليا....
استولى على الأراضى...ودفع السكان الأصليين إلى الأدغال واتبع سياسة الإبادة الجماعية بأبشع الأساليب....
بإطلاق النار...
بالحرب الجرثومية...
بنشر الأوبئة والطاعون...
وبلغت النذالة بالمحتلين الإنجليز أنهم كانوا يوزعون أغطية تحمل جراثيم الجدرى والأوبئة المهلكة ...
واستقدم المحتلون آلاف الرقيق من أفريقيا ليسخروهم فى الزراعة وغيرها ...
وهكذا نشأت الدولة التى عرفت فيما بعد بالولايات المتحدة الأمريكية ...
ثم صحا ضمير السكان الجدد ...
فكان تحرير العبيد بعد ثورة (مارتن لوثر كنج )....
ثم تطور الضميرالأمريكى ليعلن مبادىء الحرية والمساواة...
والسؤال...
هل كان الضمير الأمريكى والغربى صادقا مع نفسه ؟
والإجابة التى سجلها التاريخ والجغرافيا :
كلا ثم كلا 
فقد نسج السكان الجدد الحرية والمساواة على مقاسها...وإلا فأين  حقوق السكان الأصليين ؟
وأين حقوق الشعوب الأخرى ؟
والمتأمل فى موقف أمريكا من الكيان الصهيونى لايرى عجبا...
فنشأة هذا الكيان هى هى نشأة الكيان الأمريكى ...على أساس الإبادة وإخلاء الأرض من سكانها...
إذن فالحرية للمحتلين فقط ...والمساواة بين المستوطنين الجدد...
أما أصحاب الأرض  فمكانهم تحت التراب  أو فى المحميات الحيوانية ...
إن هذا الضمير الآثم المجرم ...خطر على العالم ...وعدو للسلام العالمى ..ولن يرتاح ضمير العالم إلا ببزوغ نظام عالمى جديد 
لامكان فيه لحق (الفيتو ) ومجلس الأمن ...بل تكون الكلمة الفصل لصوت الأغلبية من دول العالم دون تفرقة ....
هذا هو الأمل الوحيد فى عالم اكثر أمنا وعدلا...
وإلا ...    
فهى القيادةالظالمة الغشوم التى تقود العالم إلى حتفه لامحالة     

الجمعة، 1 أغسطس 2014

وماذا لو ؟ 22

ماذالو
ناقشنا بهدوء مقالة الدكتورة /فوزية العشماوى ؟(مصرية مقيمة فى سويسرا)
تتلخص مقالتها فى :
1-الإسلام ليس كما يعرض الآن فهو دين مرن ورحمة للعالمين .
2-ليس من المنطقى والمعقول أن يخلق الله مليارات من الصينيين واليايان ثم يحرقهم بالنار.
........................
أما أن الإسلام ليس كما يعرض الآن فهذه قضية خلاصتها أن الذين يتحدثون عن الإسلام أحد ثلاثة :
0إما صاحب مصلحة فهذا يوظف الإسلام لمصلحته ويلوى أعناق النصوص لخدمة مآربه...وهؤلاء كثير.
00 وإما جهول يهرف بمالايعرف وكل ميدان مفتوح أمامه لأنه عبقرى زمانه ...وهؤلاء أكثر.
000 وإما عالم واع يفقه النص ويفقه الواقع وهو -مع ذلك -لايدعى الحكمة وفصل الخطاب وإنما يتسع صدره لأقوال الآخرين...وهؤلاء قلة قلة .
...
وأما أن الإسلام دين مرن ورحمة فهذه حقيقة مطلقة ...ولكنها لاتعنى أن االإسلام دين بلا ضوابط
فهو دين متين محكم يتسع لحاجات الزمان والمكان وظروف الناس وهذه هى المرونة والرحمة .
....
وأما مسألة المليارات التى تستنكر الدكتورة أن يحرقها الله بالنار...فهذه قضية فيها كلام ...
الله تعالى خلق الخلق وأمرهم ونهاهم...وقال إن من اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار ....
هذه ليست قضيتنا...بل هذا أمريخص الله تعالى....
والذين يؤمنون بهذا القول يتحملون تبعاته...والذين يكفرون يتحملون تبعاته وهذاأمر طبيعى...
إن اصغر مؤسسة يرأسها بشر تخضع لقانون من يطعه يستحق الثناء ومن يخالفه يستحق العقاب ...ولله المثل الأعلى...
وهذاحساب الآخرة التى لاسلطان لمخلوق فيها ...أما حساب الدنيا..فيخضع للسنن التى أقام الله الكون عليها ..وهى سنن عامة لاصلة لها بالدين..."من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لايبخسون "هود 15 هذا قانون الدنيا: من يأخذ بالأسباب يحقق الله له النتائج
مؤمنا كان أو غير ذلك ....
وغير خفى مغزى تكرير "فيها " مرتين فى هذه الآية ...
ومن ناحية أخرى فقد قرر الله تعالى حقيقة أن أكثر الناس كافرون "وماأكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين "يوسف 103
"وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله "الأنعام 116...
هذه قضية دينية يقررها رب العالمين ..."فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر" وهو فى الحالين يتحمل نتيجة اختياره..
...بقيت مسألة هامة جدا...
هى أن أكثر من يعرض الإسلام يعرض مذهبا ويتعصب له ...وهنا مكمن الخطأ والخطر...
خطأ لأن الإسلام ليس هو المذاهب ...المذاهب هى رؤية أصحابها حسب فهمهم للنصوص...ومن هنا جاز لك أن تتفق معها أو تختلف معها أو تتخذ لنفسك مذهبا آخر إن كنت من أهل الاجتهاد...
فعرض المذهب على أنه الإسلام خطأ فقهى لايجوز..
وهو خطر لأنه تضييق لما وسعه الله فلماذا يجبر الناس على فقه مذهب معين وفى المذاهب الأخرى بل وفى حركة العقول الأخرى متسع للجميع ؟
طيب ...
إذا لم يكن الإسلام هذه المذاهب فماذا يكون ؟
الإسلام هو تلك (الثوابت ) المحددة
0قواعد الإسلام الخمس...
0 أركان الإيمان الست...
0الأوامر والنواهى الثابتة بنص قطعى الثبوت والدلالة لذلك كان عليها الإجماع
0 كليات الإسلام الخمس (حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال )
ولو عرض الإسلام بهذه الثوابت والمبادىء العامة لانتهت خلافات وخلافات ....ولاختفت فرق وحركات ولتوحدت الأمة على كلمة سواء...
ولقدمنا إلى العالم دينا قويما كما أنزله الله مرنا ورحمة للعالمين