يقول تعالى"ولاتقربواالزناإنه كان فاحشة وساءسبيلا"الإسراء32
ويقول سبحانه"والذين لايدعون مع الله إلاهاآخر ولايقتلون النفس التى حرم الله قتلها إلا بالحق ولا يزنون "الفرقان 68.
................................
الآية الأولى جاءت فى إطار المنهج الإسلامى الكامل الذى يرسى
علاقات المسلم بربه ووالديه وأقربائه ونفسه وولده ومجتمعه .
وهذا المنهج يقوم على الأوامر والنواهى .
لذا لم يكن معقولا أن يكون التعبير هنا بالنفى -ولا يزنون- لأن فى ذلك إباحة لمقدمات الزنا ,فالذى ينظربشهوة أويلمس بلذة أو حتى يقبل ليس زانيا ولكنه مقارف لمقدمات الزنا ,ولذا جاء النهى عن قربان الزنا أى الاقتراب منه وذلك بالوقوع فى مقدماته ,فكان هذا
سداللذرائع إلى الزنا .
أما فى الآية الثانية فالحديث عن صفات عباد الرحمان وأنهم يفعلون كذا ولا يفعلون كذا.
والنفى فى الآية يتجه إلى الشرك بالله وقتل النفس ظلما والزنا .
وعباد الرحمان لايتصور منهم الشرك بالله ,ولا القتل ظلما ,ولا الزنا,ولكن وقوعهم فى تلك الكبائر ليس مستحيلا,لأنهم بشريمكن
أن يرتكبوا الكبائرعن جهل بها أوعمد ولهذاكانت التوبة من الصغائر والكبائر ووردت الآثار بوقوع بعض الصحابة فى الزنا
وإصرارهم على التوبة القصوى عن طريق الحد .
فالمنهج-فى الآية الأولى -ينهى عن الاقتراب من الزنا .
ولكن المتلقى قد ينتهى وقد لاينتهى .
والظن بعباد الرحمان أن يمتثلوابالسمع والطاعة .ولذا شرفهم
بالانتساب إلى الرحمان تشريفا لقدرهم .
فالنهى فى موضعه لا يقبل النفى .والنفى فى موضعه لايستقيم فيه
النهى .وصدق القائل جل وعلا "ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كبيرا"النساء82
..............مصطفى فهمى ابو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق