الجمعة، 30 نوفمبر 2012

معا على الطريق


 وقف العالم إلى جانب فلسطين بأغلبية كاسحة فى الجمعية العامة للأمم المتحدة ليرتفع تمثيل فلسطين إلى دولة مراقبة وهذا أول الغيث له معانى مهمة :

أولا:فشل الضغوط الصهيونية والأمريكية .

ثانيا:أيمان العالم بعدالة القضية الفلسطينية .

ثالثا:جدوى الإصرار على الحق وأنه لايضيع حق وراءه مطالب .

رابعا:عدم جدوى التمسك بوهم التفاوض مع العدو ..ويجب العمل على كل الجبهات مع الإبقاء على ورقة المفاوضات إذا كانت مجدية ..فإن العالم قد رأى عقم التفاوض مدة طويلة ولذا وقف بجانب الحق الفلسطينى .

خامسا:يجب المضى فى اتجاه محكمة العدل الدولية ولقد فعلت العصابات الصهيونية بشعب فلسطين أسوامما فعله هتلر باليهود وحصل هؤلاء على المليارات الطائلة من ألمانيا تعويضا وفلسطين أحق بهذا الحق .

سادسا:كأى شعب مناضل فى سبيل حريته يجب تفعيل مبدأ حق الشعوب فى تقرير مصيرها ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل بما فى ذلك الانتفاضات .

سابعا :فى كل المنازعات التى تمس الأمن القومى لأى دولة يقال دائما :إن جميع الخيارات مطروحة وهذا التعبير المتداول عالميا يجب التمسك به إلى آخر الشوط .

إنها خطوة موفقة ولكنها تظل مجرد خطوة على الطريق الطويل لابد أن تتبعها خطوات جادة يحدوها الصبر والحكمة والإرادة والموقف الفاهل من الشعوب العربية والإسلامية ...

ودامت فلسطين دولة حرة مستقلة

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

مصر تعيش بقلبين


"ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه "  ولكن مصر -الآن -تعيش بقلبين أحدهما يسمى (القوى المدنية ) والآخر يدعى (الإسلام السياسى ) وهو تصنيف ظالم غير حقيقى فكلنا مدنيون وجلنا مسلمون حتى المسيحيون يقولون إنهم مسلمون بالثقافة ...ولذلك ساءنى كثيرا قول قيادى فى حزب الحرية والعدالة :إن الذين فى التحرير الآن لايعبرون عن نبض مصر الحقيقى والتيار الإسلامى هو نبض مصر الحقيقى ...وهذا باطل فكل هؤلاء نبض مصر ولكن ذهب كل فريق بمايرى ولم يستوعب أخاه ومن هنا جاءت المفارقات والتداعيات المؤسفة وفى رأيى أن القضية ليست فى الإعلان الدستورى المثير للجدل فحياتنا كلها قضايا مثيرة للجدل ولكن القضية فى سياسة (التربص بالآخر ) ولن تستطيع مصر الصبر طويلا على هذه الحال النشاز  ولابد أن يتطامن الجميع لمصر ولامفر من أن يتنازل البعض للبعض ليلتقى القلبان فى قلب واحد ينبض بحب مصر ...وفى المبادرات الأخيرة مخرج لمانحن فيه وأرى أن مبادرة د/أيمن الصياد التى تقترح العمل بدستور 71مع بعض التعديلات لمدة سنتين وإتاحة الفرصة لإعداد الدستور الجديد على مهل -أرى أنها مبادرة معقولة وقد أعلن بعض أفراد مايسمى بالقوى المدنية موافقتهاعليه ...أما سياسة (لى الأيدى وتكسير العظام ) فمنزلق خطير لايوحى بحسن النية من كلا الطرفين ..ونسأل الله التوفيق.

الاثنين، 26 نوفمبر 2012

الحسناء الشوهاء


ذكرى طيبة جعلت رمزا لتضامن المؤمنين عبر السنين وانحياز أمة محمد إلى الحق ولو كان مع أعدائها طرف منه ........

إنها ذكرى (عاشوراء) التى يحتفل فيها بنجاة نبى  الله موسى عليه السلام وهلاك فرعون لعنه الله وكان موقف الرسول صلى الله عليه وسلم تشريعا لاستمرار هذا الاحتفال كل عام ...وبذلك يستعيد المسلمون هذه الذكرى الشرعية الطيبة بنفحات نورانية تستدعى كل دواعى الخير فى القلوب .

ولكن بعضا من القوم انتحوا بهذه الذكرى ناحية مشئومة  تستدعى الخصومات وتكدر النفوس علاوة على اصطدامها بالنصوص والقواعد الشرعية ....

فقد تحولت ذكرى عاشوراء إلى ذكرى معركة (كربلاء) التى استشهد فيها الإمام /الحسين رضى الله عنه وفى هذه الذكرى تنشد المراثى وتضرب الصدور وتسيل الدماء .....

وهنا يضطر المسلم المنصف إلى التساؤل :

أولا:هل الاحتفال بذكرى (كربلاء) مشروعا ؟ والجواب -حسب النصوص الشرعية -:لا لأن للمسلمين عيدين لاثالث لهما عيد الفطر وعيد الأضحى .كما أنه ليس من الشرع أبدا الاحتفال بذكرى من مات من المسلمين أكثر من ثلاثة أيام إلا إذا كانت زوجا تحتد على زوجها .

ثانيا:لماذا الإمام الحسين فقط وقد استشهد كثير من أصحابه صلى الله عليه وسلم ربما على صورة أبشع من مصرع الحسين رضى الله عنه مثل عمه حمزة رضى الله تعالى عنه ومع ذلك لايحتفل أهل السنة بنلك الذكرى .

ثالثا: من الذى يتحمل تبعة قتل الحسين رضى الله عنه ؟ هل هم جند يزيد ؟ أم أتباع الحسين الذين تخلوا عنه ؟أيا كان الأمر فكل يبوء بعاقبة فعله لقوله تعالى "وأن ليس للإنسان إلا ماسعى"النجم 39 .

رابعا:ماموقف الأحفاد من جناية الأجداد ؟اللهم لاشىء ألبتة لقوله تعالى "ولاتزر وازرة وزرأخرى "فاطر 18 وإذا كان الأمر كذلك فمابال بعض الأحفاد يستصرخون الأحقاد ويذكون نيران الفتنة بهتافاتهم النكراء (يالتارات الحسين ) فممن يكون الثأر ؟ من أحفاد القتلة وهم لم يشهدوا ولم يرضوا ؟أم من أحفاد المتخاذلين وهم لم يقارفوا ذنبا ؟

خامسا: أليس فى هذه الذكرى البدعية (كربلاء) صورة ظالمة للإسلام حيث تظهره كدين متخلف يحتفل فيه بعض المنتمين إليه بطريقة همجية ؟

سادسا: على فرض مسئولية أهل السنة عن مصرع الحسين رضى الله عنه فهل لمن يدعون نصرة الحسين رضى الله عنه أن يأتونا بدليل شرعى على تحمل مسلمى اليوم تلك التبعة ؟ وكل مسلم يعلم موقف الرسول صلى الله عليه وسلم من /وحشى رضى الله عنه وقد قتل  /حمزة رضى الله عنه ثم جاءه مسلما فما كان بوسعه صلى الله عليه وسلم إلا  أن قبل إسلامه وعفا عنه فمابال هؤلاء القوم لايكادون يهتدون سبيلا ؟

يامسلمون :ذكرى (عاشوراء ) حسناء فلا تعيدوها شوهاء غفر الله لنا ولكم .

هل هى نقطة ضعف ؟

يها الأحبة ..أريد أن أنفض ذات نفسى أمامكم على أرتاح بعض الراحة.. 

عندما أتعرف إلى إنسان وأجد فى نفسى بعض الأنس إليه أشعر برباط يظل يقوى ويقوى حتى يكون بعض نفسى وعلى هذا أتعود عليه ولاأتصورأن أفقده ويظل التواصل معه وصلة لروحى ...يستوى فى هذا الصديق بالمعاشرة الفعلية والصديق المفترض ...مع الاحتفاظ للصديق المرئى بكثير من الخصوصية .....وهنا تكمن معاناتى التى ترهقنى من أمرى عسرا...فلايكاد الصديق يتباعد حتى تقلق نفسى ثم تكاد تنشق جزعا وأسفا وأظل أحاول استجلاء الأمر واستعادة التواصل وقد أنفق فى ذلك الوقت والجهد وربما المال فإذا أكرمنى الله وعاد الصديق كان عودة الروح وإن كانت الأخرى كان انشطار نفسى ....ولايدور فى خلدى أن هذا الصديق ربما مل صداقتى أو شغله عنها شاغل ...كل ما يهمنى أنى فقدت صديقا وأنا أعد هذا نوعا من الفشل يؤلمنى .....

وأنا أسائلكم :هل هذه نقطة ضعف ؟ وهل عندكم من علاج ؟


الثلاثاء الحامى لاالدامى


 غدا الثلاثاء ...يوم تستنفر بعض الأحزاب جنودها المؤيدين للرئيس وتستنفر أحزاب أخرى جندها المعارضين ودعا المعارضون إلى التجمع فى ميدان التحرير بينما دعى المؤيدون إلى التجمع فى ميدان عابدين وبين الميدانين بضعة أمتار وهنا وضعنا أيدينا على قلوبنا ..إذ من السهل أن يقع اشتباك بين الفريقين وإذا حدث -لاقدر الله -ستكون الواقعة التى لايعلم مداها إلا الله ...ومن هنا أطلق على هذا اليوم (الثلاثاء الدامى ) وبين هلع المصريين قررحزب(الحرية والعدالة ) والأحزاب المناصرة له أن يكون تجمعهم أمام جامعة القاهرة ....وتنفس الناس الصعداء وبذلك ظهرت أولى بادرات الحكمة ...وتابعت التعليقات على الأحداث من خلال الشاشات فرأيت فريقين :فريقا يحاول إشعال النار وحرق الديار وكان ذلك بتحريض علنى على مواقع التواصل الاجتماعى  وكان ضمن هذا الفريق أفراد ينتمون إلى كلا الاتجاهين ..أما الفريق الثانى فكان أكثر تعقلا يقود دعوة إلى الحوار والتفسير الهادىء للإعلان الدستورى ودعوة الرئيس إلى إعلان أنه مؤقت ينتهى بانتخاب مجلس الشعب ...ثم جاء إعلان الرئيس عن ذهابه اليوم إلى مجلس القضاء الأعلى ليرفع مؤشرالتفاؤل فى أن تعبر مصر هذه القنطرة الحمراء .......

وأنا كمواطن مهموم مغموم بمايحدث أناشد كل المصريين ......

أمام كل مواطن وطنى أحد أمرين كلاهما حلو :

   إما مقاطعة الميدانين فلا يذهب أحد ومعنى هذا أن ميادين مصر تخرج لسانها للمؤيدين والمعارضين وتفتح أحضانها فقط للمتحاورين ...

وإما أن تمتلىء الميادين ويهتف المحتشدون هتافا واحدا (بلادى بلادى لك حبى وفؤادى )

ومهما حدث سيذهب  كل هؤلاء وتبقى مصر 

الأحد، 25 نوفمبر 2012

اعرفوا قيمة مصر



نسيم صوت الحق يكتب:عندما يضيق بك بيتك فادهب لحاخام يخبرك ما تصنع

12 يناير, 2011 - 09:00 ص
 
 



لا تتعجب كثيرا يا صاحبي ولا تبتسم أيضا لكن اقرأ وتمعن فقد رجعت بي الذاكرة لأيام الصبا عندما قرأت قصة بقيت راسخة في ذهني. قصة رجل يهودي ذهب إلى حاخام يشكو له ضيق بيته الذي يقطن فيه هو وزوجته وثلاثة من أبناءه.
فما كان من الحاخام الذي فكر طويلا إلا أن طلب من الرجل أن يأخذ  خنزيرا من حظيرته وان يهتم به في البيت وان لا يعود إليه الرجل إلا بعد ثلاثة أشهر من شراء الخنزير. استغرب اليهودي لكن عمل بنصيحة الحاخام واخذ الخنزير وهو يقول في نفسه لعل في هذا الخنزير بركة وحكمة  وبعد ثلاثة أشهر عاد إلى حاخامه وهو يشكوا كيف أن بيته صار أكثر ضيقا من دي قبل وأكثر اتساخا وعفونة. فقال له الحاخام لا عليك خد أيضا الخنزيرين الباقيين في حظيرتي وأضفهما إلى بيتك ولا تعد عندي إلا بعد ثلاثة أشهر...
بعد ثلاثة أشهر عاد الرجل للحاخام يشكوا له أن الوضع في البيت لم يعد يطاق وانه لم يعد يجد مكانا لا له ولالزوجته أو أبناءه وان الخنازير تعبث بكل شيء وان العفونة أصبحت أكثر سوءا من ذي قبل.
فطلب منه الحاخام أن يأتيه بخنازيره وان ينظف بيته ويسكن فيه وان يعود إليه بعدها بأعلاف الخنازير التي بقيت عنده في البيت.
ففعل الرجل ما طلبه منه الحاخام اليهودي وعاد إليه فرحا سعيدا وهو يقول الآن أحس أن بيتي أكثر اتساعا وانه يسعني وزوجي وابنائى وشكر الحاخام وذهب .
ضحك الحاخام بخبث وقال في نفسه : البيت نفسه وأنت واهلك نفس العدد إنما لا تعرف بقيمة بيتك حتى يشترك معك فيه من لا تطيق وجوده ولا رائحته وأشكرك على استضافة خنازيري والتكفل بمصاريف علفها طول هذه المدة. ثم صاح في الرجل الذي كان يبتعد يا موشي إن أحسست أن بيتك قد ضاق عليك فأخبرني لأرسل لك الخنازير.
فعلا مصر مصرنا أكثر رحابة مما نتصور لكننا نجعلها أضيق مما نحتمل وأخشى أن لا نشعر بقيمتها إلا بعد أن يشاركنا فيها خنازير بني صهيون ثم نطردهم منها عندها فقط قد نعرف قيمة اتساع بيتنا.
تذكرت هذه القصة وأنا أرى الناس تسال مصر رابحة على فين ولا احد يطيق لأخيه كلمةفقلت أخشى أن يأتينا حاخام يطلب منا استضافة خنازيره.
(منقول عن صحيفة الأيام المصرية )

السبت، 24 نوفمبر 2012

نفوس على صفيح ساخن


منذ صدر الإعلان   الدستورى الأخير والدنيا قامت ولم تقعد ..قالوا هذا الإعلان شطر الأمة شطرين مؤيد ومعارض ...وأنا أختلف بشدة مع هذا  التصنيف ..والذى أراه وأعيشه أن الشعب المصرى الذى هو الناس المنشغلون بهمومهم وأكل عيشهم لايعنيهم هذا الإعلان الدستورى من قريب أو بعيد إنما يعنيهم معايشهم اليومية ...أما مصر المنقسمة فهى مصر النخبة ...مصر الأحزاب ..ومن هنا يكونالكلام موضوعيا...

فياأيهاالأحزاب...من كان بالأمس البعيد والقريب تهتف بسقوط النائب العام باعتباره مسئولا عن هزلية المحاكمات وإهدارالأدلة مما أدى إلى براءة القتلة ؟

وياأيها الأحزاب ..من كان بالأمس يحتفل بذكرى شهداء محمد محمود وماسبيرو ومجلس الوزراء ؟ويطالب بالقصاص ؟

وياأيها الأحزاب...من كان ينوح على حقوق الشهداء والمصابين ويذكر الرئيس بوعده بأن دماءهم وحقوقهم فى رقبته ؟

أليست هذه مطالبات ثورية ؟ فإذا قام الرئيس بإجراء لوضع هذه المطالب موضع التنفيذ كان خارجا على دولة القانون ؟ وكان معتديا بإصداره الإعلان الدستورى الأخير ؟

طيب...ألم يصدر المجلس العسكرى السابق إعلانات دستورية وأقرتها المحكمة الدستورية ؟

أليس الرئيس عمليا يقوم بالسلطة التشريعية مؤقتا إلى حين انتخاب مجلس شعب جديد ؟ وإذا كان هذا أمرا مقبولا لم يعترض عليه أحد فما العيب فى أن يصدر الرئيس إعلانا دستوريا من حقه إصداره ؟

قالوا :ولكن ليس من حقه تحصين قراراته ضد الطعن أمام القضاء ...مع أن المجلس العسكرى فعل نفس الشىء بخصوص قرارات اللجنة العليا للإنتخابات ...فهل من مصلحة مصر فى هذه المرحلة أن تترك الأمور لهذا التسيب الذى لم يكن يبدو له شاطىء ؟ألم يكن من الأصلح لمصر أن تصدر المحكمة الدستورية العليا حكمها ببطلان انتخابات مجلس الشعب وفى نفس الوقت باستمراره فى عمله مؤقتا ؟ وفى هذهالحال لن تكون بدعا فقد قررت المحكمة الدستورية العليا فى ألمانيا ببطلان (البوندستاج ) مع استمراره مدة ولايته ؟

الحق أقول:إن هذه الزوبعة مفتعلة ومقصودة لتعكير الجو على الرئيس أملا فى أن ينصب ذلك فى الانتخابات البرلمانية القادمة وأملا عميقا فى سقوط أحزاب ما يسمى بالإسلام السياسى ...

إن الرئيس /محمد مرسى بشر يجتهد ويخطىء ويصيب ..وإذا كان لابد من لومه ليرتاح اللائمون فإنى آخذ عليه أمرين :

الأول : لماذا ياسيادة الرئيس لاتعيد تشكيل لجنة الدستور وتضم إليها جهابذة أساتذة القانون الدستورى ورؤساء النقابات وبعض الشخصيات التى تتمتع بمصداقية لدى الناس ؟

الثانى:كنت أود أن لو كان خطابك الأخير من التلفزيون المصرى لامن امام الجماهير المؤيدة لك مما فسره معارضوك على أنه انحياز .

عموما ...من حق كل أحد أن يقول رأيه ولكن من المصلحة النظرإلى المصلحة العليا وإذا كنا فى مرحلة استثنائية فلماذا لايعتبر هذا الإعلان الدستورى المثير للجدل من ضمن هذا الاستثناء 

الخميس، 22 نوفمبر 2012

لماذا المدنيون ؟

منذ بدء الحرب على غزة أعلنت العصابات الصهيونية أن هدفها تدمير صواريخ حماس ...ولكن الملاحظ أن الأهداف كانت مبانى سكنية ومنشآت حتى صرح مسئول من غوث اللاجئين بتحويل المدارس التابعة لهم إلى مراكز إيواء وكان من أبرز المشاهدات قتل وإصابة الأطفال والنساء والمسنين ......ومن المؤكد أن الصهاينة فشلوا فى هدفهم المعلن كما فشلوا فى حرب (الرصاص المصبوب)  ويبقى السؤال المهم :لماذا استهداف المدنيين بهذا التركيز ؟

والجواب :إن الأعداء يعرفون ما يفعلون وأن ما فعلوه مخطط له وهو :

أولا:النساء والأطفال يعنون المستقبل واستمرار المقاومة .

ثانيا:محاولة زرع العداء بين المقاومة وبين عموم الناس باعتبار أن المقاومة سببت هدم بيوتهم وقتل ذويهم .

ثالثا:سياسة الإرهاب ضد المدنيين ستدعوهم إلى الفرار إلى خارج القطاع وتفريغ الأرض من أهلها .........ولاشك أن فلاسفة العدو قد فشلوا فى قراءة الواقع الاجتماعى الفلسطينى ولم يفهموا أن المقاتلين هم أبناء هؤلاء الأطفال وأزواج هؤلاء النساء أو أبناؤهم أو إخوتهم ....

ولم يفهم فلاسفة العدو أن عموم الفلسطينيين عرفوا أساليب العدو وتمرسوا على الحياة تحت لهيب النيران وظهرت أجيال مقاومة قدت قلوبها من الفولاذ ...وهناك من المقاومين من يرفع شعار (تحرير فلسطين من النهر إلى البحر) ....إن العصابات الصهيونية فى مأزق كبير ...فهم لايريدون السلام الحقيقى ولا يصلحون له ولايمكن أن يعيشوا فى ظلاله وهم كذلك لايستطيعون حسم الأمور بالقوة .....وهكذا يظل هذا الكيان مسلحا حتى أسنانه مستوفزا طول الوقت وهذا ليس فى صالحه على المدى الطويل . 


الأربعاء، 21 نوفمبر 2012

حصار الأحزاب


جاءت الأخبار إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بقدوم أعدائه فى حشد لم تر جزيرة العرب مثله عشرة آلاف مقاتل هدفهم اقتلاع الإسلام من جذوره .....فاستشار أصحابه وقام مع أصحابه بتنفيذ فكرة (سلمان الفارسى )رضى الله عنه فى حفر الخندق .....

ولم يحل الخندق المشكلة ولكنه عطل الأحزاب لبعض الوقت ...وهؤلاء وجدوا فى يهود بنى قريظة

ما يجعل الخندق وبالا على المسلمين ..فقد أرادوا أن يهاجم يهود المسلمين من ناحيتهم فيقع المسلمون بين شقى الرحى وينتهى الأمر ...

ولم يكن فى يد المسلمين أن يفعلوا أكثر مما فعلوا ....وهنا جاء مدد السماء فسخر الله عز وجل (نعيم بن مسعود )رضى الله عنه الذى جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأعلمه أنه أسلم سرا فأمره أن يخذل بين الأحزاب واليهود وبهذا نصر الله عبده وأعز جنده وهزم الأحزاب وحده .

وإذا كانت غزوة الحزاب قد صارت تاريخا فإن صراع الحق والباطل قائم إلى قيام الساعة وعلى أصحاب الحق أن يبذلوا ما فى وسعهم حتى يعذروا إلى الله فينصرهم ...وأهلنا فى غزة الصامدة بذلوا ويبذلون جهدهم وإن خذلتهم أمتهم فحسبهم الله ونعم الوكيل . 

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012

عام جديد


                        عام  جديد  قد  أطل     يخطو إلى دنيا   الأمل

                        لكنه       متوجس      يعلو محياه     الوجل

                        لما  رآها    حمرة      وصلت إلى رأس الجبل

                        أتكون من أثر الصدام  المر   بين  من   اقتتل؟

                       أم   أنها   أثر  من الآثار  من   فرط    الخجل ؟

                      يا عام  أنهار  الدماء  تدفقت       منذ   الأزل

                      مضت السنون بحظها    لكن  حظك   لم  يزل

                     لاتبتئس      فجراحنا     حاشا  لها  أن   تندمل

                     طمع   البرية   كاسر     فى  فيه    تنتحر الدول

                     هذى  مسيرتنا   إلى      أن  يقضى  الله   الأجل

                    وسل  القرون   الماضيات   عن  البهاليل  الأول

                    تجد  الجواب مسطرا      تحكيه  ألسنة    الأسل

                   لم يسلم  الإنسان من      شرك الدما  حتى الرسل

                  من  لم يجاهد خصمه       بالبأس  والهيجا   قتل

                  ويل  ابن حواء  الذى       يهوى الدماء ولا  يمل

                 ويطل   من   غلوائه        فإذا  طواه الدهر    ذل

                 قد قال  (قذافى ): أنا        ياقوم   ربكم      الأجل ّ

                 وأنا   الحكيم   وكل رأى  لايرى   رأيى      خطل

                فدهته  داهية  الضعاف  القادرين   على      عجل

               وهوى الزعيم من الذرا       متوسدا   قاع   الوحل

               ذق  يازعيم   النائبات  فإنما    أنت         البطل

              واشرب  دموعك طالما      شرق الجميع من المقل

              ولقد  خرجت  الآن  من جلد الأسود   إلى   الحجل

              وإذا قوى  الأمس  أضحى   اليوم    رعديدا  أشل

              يا ليت   كل  الظالمين  تعلموا    منك      المثل

             فتوقفوا    عن  غيهم       ومضى  زعيم أو عدل

             إن  الشعوب تشبعت        من كل  ألوان   الدجل

             وتألمت    فتمردت         وسمت  إلى أفق  أجل

             بالتضحيات تحررت        وبكل  ما  لا    يحتمل

            سحب القصاص تراكمت    والثأر بالطاغى    أهل              

            فإذا  النهاية قد أتت         وإذا النتيجة:  لا  أمل

           وتألق  الضعفاء  فى        كبد الضحى وهوى هبل

          سنن  الحياة   شريعة        لاغرو  فالدنيا     دول

          حكم    وأقدار    بها         جف  المداد فلا   تسل 

الاثنين، 19 نوفمبر 2012

الهجرة والعام الهجرى


-اليوم السادس من شهر المحرم والكلمة المسموعة والمرئية تتحدث عن الهجرة النبوية الشريفة وأنت تتحدث عن العام الهجرى 1434والعبرة من كر السنين دون أن تعرج على الهجرة النبوية وهى حديث الساعة ...أليس ذلك إبعاذا فى الغرابة وإيثارا لغير المألوف ؟

-لست أىرى غرابة ولاإيثارا لغير المألوف فى حديثى الذى ذكرت لأن هذه حقيقة التاريخ .

-أى حقيقة ؟

-كتب السيرة تجمع على أن الهجرة النبوية الشريفة بدأت ليلة الإثنين غرة ربيع أول من العام الرابع عشر للنبوة وذلك بخروج الرسول صلى الله عليه وسلم من غر (ثور)مع صاحبه أبى بكر رضى الله عنه وانظلقا مع الدليل (عبد الله بن أريقط ) إلى جنوب مكة بادئين رحلة الهجرة إلى المدينة المنورة وقد وصلا إلى قباء يوم الإثنين الثامن من شهر ربيع أول ومكثا بها أربعة أيام حيث بنى مسجد (قباء) وفى اليوم الخامس الجمعة رحلا إلى المدينة وأدركتهما صلاة الجمعة فى رحال (بنى سالم بن عوف ) فجمع بهم صلى الله عليه وسلم أول جمعة فى الإسلام ثم وصل إلى المدينة المنورة فى ذلك اليوم .وبذلك انتهت رحلة الهجرة النبوية الشريفة .

-ولكن أين شهر المحرم من كل هذا ؟أو لم يعرف الصحابة رضى الله عنهم ذلك ؟ فلم المحرم ؟

-بلاشك لم تكن تلك المعلومات غائبة عن الصحابة رضوان الله عليهم ولكنهم لم يروا رسول الله صلى  الله عليه وسلم يؤرخ بيوم هجرته ولا غيره فلما توفى صلى الله عليه وسلم رأى عمر رضى الله عنه أن يتبع منهج العرب فى حساب السنة الهجرية فقد كانوا يبدءونها بعد موسم الحج بظهر الهلال الذى بعد انتهاء الحج وذلك هو هلال شهر المحرم ومما يدل على ذلك قول لبيد الشاعر :

          حتى إذا سلخا  جمادى ستة     جَزءا   فطال صيامه وصيامها

أراد شهر :جمادى الثانية فوصفه بستة لأنه الشهر السادس من السنة العربية .

-ولكن عموم المسلمين لايعرفون هذه القصة ويكاد يكون إجماعهم على أن الهجرة كانت فى شهر المحرم .

-ومن هنا أحب لنفسى ولإخوتى الدعاة أن يعرضوا حقائق الإسلام كما هى وأى ضير فى أن يكون أول المحرم مناسبة الحديث عن تقلب الأعوام وأثره فى حياة الأنام ثم يكون النصف الأول من شهر ربيع الول مناسبة للحديث عن هجرته صلى الله عليه وسلم .؟

سلاح جديد


الحرب الدائرة على غزة عمل شيطانى ولكن قد يخيب كيد الشيطان حين يرى كيدا آخر لاطاقة له به وأعنى ذهاب بعض القادة وممثلى الطوائف من العرب إلى غزة تضامنا مع إخوانهم البواسل ...وهذا التحرك يمثل تحديا وإحراجا للقوى الصهيونية والعالمية الموالية لها ..وأود أن تكون هذه إشارة إلى الجماهير العربية أن تحج بغزارة إلى غزة ...أود أن تأتى جماهير غفيرة من كل الدول العربية وليأتوا بالطعام والشراب ومايستطيعون حمله ولينتشروا فى القطاع ...ولن يجرؤ العدو على ضربهم وإلا كانت مواجهة مع دولهم قد تغير موازين الأمور لغير صالح الصهاينة .

وإذا كان الصهاينة جاهزين لضرب أى فلسطينى من الضفة يأتى إلى غزة أو منعه فلن يستطيعوا ذلك مع الجماهير الزاحفة عبر معبر رفح ولاشك أن هذا التحرك العربى الشامل سيحرك جماهير أخرى فى العالم لايؤيدون عدوان الصهاينة ...وإذا حدث هذا ستجد الصهيونية نفسها أمام ربيع عالمى فعال ....

أود أن أرى حركة الجماهير دائمة دائبة فى غزة فى صورة قوافل تحمل الخير ومواد البناء على مدار الأيام وأمام الحكومات العربية فرصة لتكفر عن تقاعسها إزاء قضية فلسطين بما تقدمه من وسائل إعادة الإعمار وحتى لو تراخت الحكومات فستقوم الجماهير باقتسام لقمتها مع إخوتهم فى غزة

إن استخدام هذا السلاح البشرى الجديد حرب ظافرة دون سلاح لاتطيقها العصابات الصهيونية

إن هذه المبادرة يجب ألا تهدأ يجب أن تشتعل وحبذا لو كاثرت الوجوه العربية الوجوه الصهيونية فى الضفة والقدس وانتعش الاقتصاد الفلسطينى بعيدا عن الدور الصهيونى ليجد العامل الفلسطينى لقمة عيشه فى مشروعات عربية بدلا من أن يضطر إلى العمل فى الآلة الصناعية لعدوه

إن على الجماهير العربية أن تتنبه إلى هذا السلاح وان تقود حكامها فى الاتجاه الصحيح.

تطبيق الشريعة على كارثة منفلوط


كارثة قطار منفلوط التى راح ضحيتها واحد وخمسون طفلا وأصيب عشرات آخرون تستحق أن نقف أمامها طويلا وتستحق أن تكون فرصة للحديث عن تطبيق الشريعة وأثرها فى القضاء على مثل تلك الفواجع ...

ماحكم الشريعة الإسلامية فى القتل الخطأ ؟

إنه الدية والدية هنا مغلظة لظهور الإهمال فى الواقعة والدية هى مئة من الإبل بأوصاف معينة وثمن هذه الإبل الآن حوالى مليون جنيه أى أن على الحكومة أن تدفع لأولياء أمور الضحايا مئة واثنين من المليونات أما عن المصابين فتقدر الدية بحسب الإصابات ...

وعندما تدفع الحكومة هذه الدية لها أن ترجع بقيمتها على من يثبت التحقيق أن له ضلعا فى الكارثة ولكم أن تتصوروا كيف سيكون أدلء هؤلاء المهملين إذا علموا أن إهمالهم قد يخرب بيوتهم أو ينتهى بهم إلى الإعدام أو السجن .

صدقونى تطبيق الشريعة خاصة فيما يتعلق بالحدود فيه الخير كل الخير لفظ النفس والعقل والعرض والمال .ولا تخافو من التجاوزات فالله تعالى أحرص على البشر من أنفسهم ولذا قعد القواعد وحدد الشرائط الضامنة لغاية العدل 

الأحد، 18 نوفمبر 2012

غزة مخالب المقاومة


غزة المقاتلة ليست مجرد الشريط الضيق على ساحل المتوسط بل هى مخالب المقاومة العربية الفاعلة فى وقت تسود فيه موجات الشجب والاستنكار ........

يستطيع العرب -من خلال وسائل إعلامهم -أن يغرقوا شعوب العالم بصور الدمار الذى ألحقته الآلة العسكرية الصهيونية بغزة وأهلها حتى يهب الأحرار ضد العدوان الصهيونى.

ويستطيع العرب الذين لهم علاقات مع الصهاينة أن يقطعوا تلك العلاقات فورا.

ويستطيع العرب أن يلتئموا فى قمة عاجلة ويعلنوا إمهال أمريكا يوما واحدا للضغط على الصهاينة لسحب قواتهم وشهرا واحدا لإعلان قيام الدولة الفلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس الشريف وإلا فإن الدول العربية ستجمد علاقاتها معها .

ويستطيع العرب -من خلال قادتهم- أن يعلنوا أنهم ليسوا فى حاجة إلى النفط إذا كان فى مقابل كرامتهم وأن النفط فى مقابل الحقوق العربية كاملة

تستطيع الدول العربية فعل ذلك وأكثربشرط واحد هو :الشعور الجاد بالكرامة والحق والمسئولية تجاه الحقوق العربية ...إن بروز هذا الشعور بالجدية اللازمة لكفيل وحده أن يلجم الأفواه المؤيدة للعدوان وأن يوقف هذا الظلم الصارخ للشعب الفلسطينى وكفيل وحده أن يضع العرب فى مقدمة الأمم المحترمة .

إن غزة المقاتلة فرصة للعرب أن يقدروا المقاومة ويمدوها بأسباب الصمود والتحدى .......

ترى ماذا سيحدث لو زحف المتطوعون إلى غزة من كل الجبهات ؟ وكان فى مقدمتهم هؤلاء الأشاوس الذين يرفعون شعارات  الجهاد ؟ هل هناك فرصة أكبر من الفرصة المتاحة لتطبيق الجهاد الحق ؟ بدلا من (الجهاد ) ضد المسلمين ؟

ترى ماذا سيحدث لو التهبت شعلة غزة وانتقلت إلى كل فلسطين وأصبح كل فلسطينى فدائيا يحرص على الموت ويرفع شعار :(اقتل صهيونيا قبل أن تستشهد ) ؟

ترى هل يحتمل الكيان الصهيونى هذا الجهد العربى الجاد والحاد  ؟

اللهم لا.....ولكن أعداءنا يعتمدون على أننا أمة شلاء قوتها فى حناجرها

فوز بطعم الهزيمة


 قديما قال أمير شعراء العربية (المتنبى ) :

        وماذا بمصر من المضحكات    ولكنه ضحك كالبكا

وكان المتنبى قد قصد حاكم مصر (كافورا الإخشيدى ) فلم يعطه ما تمنى فعبر عن خيبة أمله بهذا البيت ..............وأنا أحس خيبة الأمل أضعاف أضعاف أبى الطيب .لأنى كنت أرجو أن أشاهد عطاء إنسانيا فوجدت عطاء أبعد ما يكون عن الإنسانية .............

أمس وعلى أنغام ركلات الأقدام فى تونس كانت (غزة)تحترق وتحترق معها أكباد أهالى واحد وخمسين طفلا فى (أسيوط )إثر تحطم سيارتهم تحت عجلات القطار............

كارثتان تشيب لهولهما الأطفال ولكن -يالفرط الشجاعة- لم تقف شعرة واحدة فى رأس منظمى هذه المباراة المشئومة .......سيقول السفهاء من الناس : ماذا نفعل ؟وهذا أمر قد تقرر وتمت الاستعدادات له ؟ نقول :وماضركم أن تؤجلوا (لعبكم )..حتى تخف الأحزان ؟ سيقول السفهاء من الناس : إننا أردنا أن نخفف عن الناس بعض معاناتهم وسط ظروف الحياة الكئيبة...ونقول :بئست المواساة التى تعنى أن بعض شباب الأمة يمتلئون حماسة على أرض الملعب فى وقت تتمزق أجساد الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال وتتمزق أكباد ذويهم ....فإلى من تهدون فوزكم أيها الفائزون وجهدكم أيها المجتهدون ؟

والشىء بالشىء يذكر....كانت مباراة مثل هذه فى القاهرة  وكانت كارثة العبارة التى فقدت مصر فيها أكثر من ألف قتيل ...ومع ذلك فقد استمرت المباراة بل قام رئيس الدولة بتفقد أحوال اللاعبين بدلا من تفقد أحوال المصابين .....ااا

ولكنى أرى كارثة الأمس أفدح ...فالخطب أعم والضالعون فى هذه الخسة كثيرون...

-من قام على تنظيم هذهالمباراة ولم يقترح إلغاءها أو تأجيلها.

-اللاعبون الذين قست قلوبهم فهى كالحجارة أو أشد قسوة وكان واجبا عليهم الامتناع عن اللعب تقديرا ومواساة  ولكنهم لم يفعلوا.

-وزيرا الرياضة فى البلدين اللذان لم يكونا على مستوى الأحداث .

-رئيس مصر وسوريا اللذان ربما كانا مشغولين بمأساة غزة  فلم ينتبها إلى أن هذه المباراة تعبيرصريح عن أن حزنهما على غزة أمر واجب يؤدى آليا كما يقدم سائر العزاء .وكان الأجدر أن يصدر أمر بإلغاء أو تأجيل هذه المباراة .

-هؤلاء الجماهير الذين ذهبوا لتشجيع اللاعبين ...ترى بأى قلب كانوا يهتفون وصراخ أهلهم فى غزة وأسيوط يصم الآذان ؟

.الحق أقول لكم :لقد كانت مباراة الأمس هزيمة كاملة لمصر وتونس والأمة العربية  التى كانت شاهدت على تناسى الأصول الشرعية والاجتماعية والإنسانية 

أما فوزكم أيها الأهلى فمردود عليك فارجعوا مأزورين غير مأجورين والعزاء خالص العزاء لأسر الشهداء والمصابين .

سقوط الغصن الأخضر


فى مثل هذا الشهر من عام 74 وقف الرئيس /ياسر عرفات أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة وصاح: (لقد جئتكم بغصن الزيتون فى يد وببندقية الثائر فى يد فلاتسقطوا الغصن الأخضر من يدى .لاتسقطوا الغصن الأخضر من يدى ) وبدأت المفاوضات وسقطت البندقية الرسمية ثم نسيت وبقى الغصن الأخضر يحتل الساحة ويرفرف فوق المفاوضات التى تقود إلى مضافات دون شروط مسبقة وبذلك أصبحت المفاوضات هدفا فى حد ذاتها وأصبح الشعب الفلسطينى فى واد وزعماؤه المتفاوضون فى واد.ولكن الأحداث أثبتت أن البندقية لم تسقط وأن الغصن الأخضر لم يسقط ...وهذه ليست معضلة بل هى منطق الأحداث الذى لاينبغى أن يسود غيره.

العدو الصهيونى المدجج بالسلاح حتى أسنانه لم يضع بندقيته قط ...والزعماء المتفاوضون الذين لايملكون مجرد حرية الحركة مصممون على رفع الأغصان الخضراء حتى سمعنا /أبا مازن يؤكد على استحالة الانتفاضة مادام فى السلطة وبذلك أكد لعدوه أنه لابديل عن الغصن الأخضر .........

بالله عليكم ..أى سعادة وراحة يشعر بها أعداؤنا إذا كانت على ثقة أن خصمها يعشق النوم فى العسل حتى سكر ؟ااا

بالله عليكم..هل يلام العالم على انحيازه للظالم ..وهو يرى المظلوم يستعذب القهرويستمرىءالذل ؟

وياأيها المناضلون بالكلمات الخجول ...ألم تسمعوا عن شىء اسمه المقاومة ؟ أليس عجبا أن تتنكروا للمقاومة وقد كنتم من أربابها ؟ا ترى هل تغيرت قوانين الصراع من أجلكم ؟ أم تغيرتم من أجلها ؟ لقد أسأتم إلى الشعب الفلسطينى عندما رسمت له صورة الخانع المهزوم ....

ويأبى الله عز وجل إلاأن تنطق الأحداث ويسجل التاريخ حقيقة الإنسان الفلسطينى عبر ما يحدث فى غزة الآن ......فالعدو يحشد طيرانه ويستدعى احتياطيه من أجل إسقاط البنقية الفلسطينية ..ولكن الفلسطينى المقاوم يطلق صواريخه إلى العمق المعادى ويسقط طائراته لأول مرة ..وهذا ما يفسر جنون العدو ..إنه لن يسمح بعودة البندقية المقاومة ويشجع هذه الكلمات الهزيلة التى تنادى بإعمال العقل وإيثار السلامة ..بينما الإنسان الفلسطينى يقول بلسان الحال والفعال :

                إذا لم يكن من الموت بد      فمن العار أن تموت جبانا


الجمعة، 16 نوفمبر 2012

غزة الحائط الأخير


سقطت كل الحصون...........

مصر.خرجت من ميدان الصراع المسلح على إثر معاهدة السلام المشئومة..

وسوريا...خرجت بخروج مصر..وأصبح الجولان الحضن الدافىء لعصابات صهيون رغم تصريحات الصمود والممانعة...

والأردن..خرجت من باب الحرب لتدخل باب الكسب عبر تأجير شطر من أرضها -القليلة- للعدو...

ورام الله...قابعة فى حضن غاصبيها تتحرك -على استحياء- بأختامهم وفى حدود المسموح به...

الحصن الوحيد الذى لم يسقط بعد (غزة )..ورغم الحصار برا وبحرا وجوا لم تسقط غزة...ورغم الجوع والدماء لم تسقط غزة....ورغم الحروب الطاحنة واستخدام كل الأسلحة لم تسقط غزة...

بل صارت رمزا حقيقيا للصمود والتصدى .............

وغزة صامدة فى وجه الأداة العسكرية الصهيونية المدعومة مباشرة من قوى الاستعمار العالمى...

وغزة صامدة فى وجه الشرعية الدولية الطاغية وغير الشرعية..........

وغزة صامدة فى وجه التخاذل الدولى الذى يلهث خلف مصالحه على حساب المبادىء والأخلاق..

وغزة صامدة فى وجه التخاذل العربى الذى يرفع عقيرته بالصياح الشاجب والوجه الشاحب والرأس المدفون تحت جبال العار........

وغزة صامدة فى وجه التشكيك فى هويتها ومرجعيتها ...........

وغزة تتلقى الضربات رافعة الرأس تقول للعرب والمسلمين :

  علام تحرصون ؟ على ثرواتكم ؟ أم على بلادكم ؟ أم على مواطنيكم ؟ وكل ذلك فى قبضة أعدائكم؟ إننى الحائط الأخير الذى يقاوم والذى يقول :إن الأمة ما زال فيها نفس يتردد واعلموا :

          أنا  إن قدر  الإله   مماتى      لاترى العُرب ترفع الرأس بعدى

والذين معه-2


 "ومثلهم فى الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار "الفتح 29

أولا: مثل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فى الإنجيل كزرع ..والزرع رمز الخير والجمال وهذا هو المرجو من هذه الأمة..بذل الخير الدنيوى والأخروى لعموم الناس وارتداء لباس الجمال فى الأخلاق والفعال .

ثانيا:وكما أن الزرع يبدأ ضعيفا ثم يخرج إلى جانبه فرخ صغير يظل ينمو حتى يقوى فإذا أصله ثابت وفرعه فى السماء كذلك كان أمر هذه الأمة بدأت بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم الأفراد من الرجال والنساء والصبيان وقد يأتى اليوم فيدخل فى الإسلام واحد أو اثنين أو لاأحد ..حتى جاء اليوم الذى دخل الناس فى دين الله أفواجا ..وهذا شأن الحق دائما كضوء الشمس يبدو خطا أبيض يشق الظلام ثم يتنفس فى خياشيم الصباح ثم يستعرض فى الأفق ثم يشرق فى وجه النهار .

ثالثا :وينظر الخبراء إلى هذا الزرع الفتى فيعجبهم ويبهرهم جماله وكماله ويأتى الحاقدون فيذهلون ويحاولون النيل منه بافتعال النقائص ولكن الخبراء يتصدون لهم فتبوء محاولاتهم بالخسران فيبتلعون غيظهم ويبقى هذا الزرع نقيا عاليا...وكأنى بهذا الجزء من الآية المشرفة يرسم صورة لما نراه اليوم من بعض الأصوات المنكرة التى تحاول النيل من الإسلام ونبيه صلى الله عليه وسلم ولكن كيدهم يرتد فى نحورهم أفواجا تدخل فى دين الله فيشتد بذلك غيظهم .

رابعا :هاتان البشريان جاءتا مفصلتين فى التوراة والإنجيل لأنهما كتابا رسالتين رئيستين قبل الرسالة الخاتمة ..وقد سبقت شهادتى التوراة والإنجيل شهادة نبى الله إبراهيم الذى اختاراسم اتباع الإسلام "هو سماكم المسلمين من قبل "الحج 78

خامسا: وبهاتين البشريين وهذه التسمية الإبراهيمية استبانت نسبة أمة محمد صلى الله عليه وسلم إلى جذر الإيمان "ملة أبيكم إبراهيم "الحج 78 وأن هذه الشجرة المباركة التى ابتدأت بأبى الأنبياء قد اختتمت بمحمد صلى الله عليه وسلم "رسول الله وخاتم النبيين "الأحزاب 40

سادسا: هذه الشجرة الفارعة لم تنل عظمتها وقوتها إلا بوحدتها وكونها كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ..فهل آن الأوان لهذه الشجرة التى تهالكت أن تلملم أغصانها وتستغلظ لتستوى على سوقها لتعجب الزراع وتغيظ الكفار 

الأحد، 11 نوفمبر 2012

أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم -1

"محمد رسول الله والذين معه أشداءعلى الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا سيماهم فى وجوههم من أثر السجود ذلك مثلهم فى التوراة " الفتح 29
                           .....................
أولا:هذه الآية المشرفة ختام سورة "الفتح "التى بشرت الرسول صلى الله عليه وسلم بفتح مكة قبل حدوثه ...وإذا كانت هذه السورة قد بدأت بالحديث عن الفتح فقد ختمت بالحديث عن الفاتحين .
ثانيا:نبهت الآية المشرفة أن هذا الحديث موجود فى الكتب السماوية السابقة وفى هذا توكيد لعلاقة الإيمان بين كتائبه عبر العصور وأن لهذه الأمة الخاتمة جذور صالحة تمتد إلى آدم عليه السلام ,وهذا يشد أزر المؤمنين ويحرضهم على استكمال المسيرة باعتبارهم الحلقة الأخيرة فى السلسلة الإيمانية المتطاولة .
ثالثا:"محمد رسول الله "فى الآيتين السابقتين حديث عن صدق الله لرسول الرؤيا بالحق ثم تقرير الله تعالى بأنه أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ووعد بإظهاره على كافة الأديان ثم تأتى هذه الآية لتظهر اسم هذا الرسول تكريما وتقريرا .
رابعا :"والذين معه " هم أصحابه ولكن الآية ذكرت المعية لبيان خصوصية هؤلاء رضى الله عنهم وبيان أن هذه المعية أكسبتهم تربية عالية جعلتهم جديرين بتلك الأوصاف الجليلة .
خامسا:"أشداء على الكفار رحماء بينهم " أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم يبنون علاقتهم بغيرهم على قاعدة الإيمان فأعداء الله أعداؤهم وأحباء الله أحبابهم  وبهذه القناعة كان الابن يلقى أباه الكافر فى المعركة فيقتله كما فعل أمين الأمة (أبو عبيدة بن الجراح ) ويلقى الأب ابنه فيحاول قتله كما فعل الصديق (أبو بكر) ويلقى الأخ أخاه مأسورا فيقول للصحابى الذى أسره :(اشدد وثاقه فإن أمه غنية ) فيعجب أخوه قائلا:(أهذه وصاتك بى إننى أخوك ) فيقول (مصعب بن عمير ):(بل هو أخى دونك ) وموقف الذين مع محمد صلى الله عليه وسلم مع الكفار موقف فى غاية الصعوبة والحرج لايقوى عليه إلا أمثال هؤلاء لأنهم كانوا يقاتلون أهليهم وذوى رحمهم وقرابتهم ...وهذه الشدة البالغة على الكفار يقابلها الرحمة على المؤمنين وقد بلغوا فى ذلك شأوا عاجبا ..انظر إلى بلال رضى الله عنه وهو يشكو أخاه أبا ذر رضى الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه قال له:(يا ابن السوداء ) فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :"يا أباذر..أعيرته بأمه ؟إنك امرؤ فيك جاهلية " فوضع أبو ذر خده على الأرض وقال لبلال :(قم فطأ على خدى ) ولكن بلالا صفح عنه ..وبلغ من رحمة أحدهم بأخيه أنه لم يكن يدع الأمر اليسير يؤثر على طيب العلاقة معه كما فى شكوى /سعد بن أبى وقاص ..أخيه /عثمان إلى أمير المؤمنين /عمر لأنه لم يرد عليه السلام وقد اتضح -بعد حوار طويل -أن عثمان كان ذاهلا عن سعد لانشغاله بحديث سمعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
سادسا:"تراهم ركعا سجدا" هذه هى الصفة الأساس التى طبعت الذين معه صلى الله عليه وسلم بطابعهم المميز ..عمق صلتهم بالله واستخدام الفعل المضارع وصيغة البالغة للحديث عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إلى الأمم السابقة وكأنه يرسم صورة متحركة أمامنا لهؤلاء الكرام ..صورة الذين يعدون قرة أعينهم فى عمق صلتهم بالله وهذه الصلة هى التى جعلت من المنهج الإلاهى 
أسلوب عمل وخريطة حياة .
سابعا :هؤلاء الجماعة المؤمنة لهم هدف أسمى يسعون إليه وهو نيل فضل الله ورضاه "يبتغون فضلامن الله ورضوانا" وهذا الهدف الأسمى يصبغ سلوك المؤمنين بطلب رضا الله الذى لايمكن أن يتحقق إلا بالعدل والرحمة.
ثامنا:وهؤلاء الكرام فى غاية الشفافية  ظاهرهم كباطنهم وجوههم 
تشع بنور الإيمان النابع من صدق التوجه إلى الله ..وهذا أنموذج رائع للمؤمن البعيد عن النفاق بكل صوره ..لأنه مؤمن صادق وفى أمين متسامح .
وبعد :
فهذه الصورة المضيئة تضع أمام مسلمى اليوم تساؤلا مهما :
أين نحن من هؤلاء القوم ؟ وهل نحن جديرون حقا أن نلتحق بالذين معه ؟ اللهم اجعلنا منهم .

الجمعة، 2 نوفمبر 2012

كتابة التاريخ


كتابة التاريخ
كتبهـا : مصطفى أبوالمجد - بتــاريخ : 11/2/2012 7:19:05 AM, التعليقــات : 0

بعد قيام ثورة يوليو 52 أسدل الرئيس /عبد الناصر الستارالأسود على العهد المباد وطفقت وسائل الإعلام الموجهة تعدد مثالب العهد القديم وكأنه لم يكن هناك مجلس نيابى فاعل وكأن هذا العهد لم ينجب أبطالا عظاما فى العلم والفن والأدب والسياسة وكأن القادة الجدد لم ينتبهوا إلى أنهم أنفسهم من نتاج ذلك العهد ...وبتنا نحن مواليد تلك الفترة ننام ونصحو على نغمة واحدة تجتاح عقولنا وقلوبنا كل لحظة :(لافاسد إلا العهد المباد ولا فتى إلا ناصر ) حتى بعد النكسة وانكسار الرمز قام الساسة بتوظيف الإعلام ليوقن الناس أنه لن ينقذ السفينة إلا ناصر..وأن استمرار ناصر هو النصر الحقيقى لأن الاستعمار يستهدف ناصر شخصيا ...............

ومضى عبد الناصر بعد ثمانى عشرة سنة وجاء الرئيس /السادات ..وقال فى أول عهده :إنه يسير على نهج عبد الناصر ثم مالبث أن أزاح مراكز القوى وأنزل هو الآخر الستار على عهد سلفه وظهر الإعلام الموجه بوجهه المنافق يبرز مواقف الاستبداد والظلم والرشوة فى العهد الناصرى وكأنه لم يكن هناك السد العالى ولا مصانع القطاع العام ولا المد المصرى فى إفريقيا وآسيا ...............

ثم جاء /حسنى مبارك الذى بدأ عهده على استحياء حتى إذا ترسخت أقدامه انطلق يطبع الأرض والجو والبحر بطابعه الشخصى والعائلى وأصبح كل مصرى على يقين أن مصر (عزبة مبارك وآل مبارك ومحاسيب مبارك ) ولم يبق من عهد السادات إلا ذكرى معارك العبور التى تركزت هى الأخرى فى الضربة الجوية الأولى التى لم يقدها مبارك عمليا ...........

ثم جاءت ثورة الخامس والعشرين من يناير لتطيح بنظام مبارك..وكما هى العادة أصبح الفساد قرين العهد المباد ولخص المستشار /أحمد رفعت وهو يحكم على مبارك بالسجن المؤبد -لخص العهد السابق بأنه أسود أسود أسود ....ولم يذكر أحد (مكتبة الإسكندرية ) ولا (مترو الأنفاق) ولا عشرات (الكبارى ) ...........

وهذا الذى حدث ويحدث خطأ وخطر ...خطأ لأنه يغمط الحق والحقيقة وخطر لأنه كذب وأفحش هذا الكذب أننا نعلمه أولادنا فى المدارس وعبر الإعلام وبذلك نرسخ الكذب العام والتدليس الرسمى...

والحق الذى لاريب فيه أن يقوم على إعادة كتابة التاريخ قوم شرفاء لايخضعون إلا لسلطان الضمير والعلم ...لأن التاريخ سجل شعب ومن العارأن يكون سجل شعبنا مكذوبا ونحن بعد أحياء وشاهدون على الزور ..إننى شخصيا -عندما كنت معلما- كنت أقص التاريخ كما هو داعيا طلابى إلى تحرى الحقيقة والعلم بأنه لايوجد إنسان -حاكما أو محكوما- معصوما ..والإنسان أى إنسان ليس شيطانا ولا ملاكا ومن هنا كان من الإنصاف أن تذكر المحاسن بجانب المثالب وبهذا وحده يكون التقويم وتلتمس العبرة ويصنع التقدم

الخميس، 1 نوفمبر 2012

عزاء غير شرعى

-هل تصنع لى معروفا؟
-طوع أمرك .خير .
-تصلح مابينى وبين صديقى عمروإنه  يخاصمنى منذ أربعة أيام ولايرد السلام .
-لاحول ولا قوة إلا بالله .ألم تعزه فى وفاة والده رحمه الله ؟
-بلى .وهذه هى المشكلة .
-وأين المشكلة ؟
-كنت معه فى أثناء تجهيز الميت وشيعت الجنازة وودعته قائلا:(أعظم الله أجرك وغفر لميتك )كما علمتنا ..ولم أذهب إلى السرادق الذى أقامه لأنى سمعتك تقول إنه من أشنع البدع ..وهو من أجل ذلك يهجرنى.
-لاعليك.ولا تتوقع من الناس أن يتخلوا عن بدعهم بسهولة .إنهم درجوا عليها قرونا وأجيالا..وعلى أهل الحق أن يصمدوا ويصبروا.
-ولكن من أين أتت هذهالبدع السخيفة ؟
-من هؤلاء الباطنية الملاعين الذين حكموا مصر ردحا طويلا من الزمن وخربوا عقائد الناس بهذه الأهواء والأحفال التى ماأنزل الله بها من سلطان وظن الناس أنها من صميم الدين .
-معنى هذا أن العصور الإسلامية الأولى خلت من تلك البدع ؟
-بالتأكيد .فلم يرد حديث صحيح ولا موضوع يقول إن الرسول صلى الله عليه وسلم أقام مأتما لأحد مات من صحابته على نحو ما يفعل الناس اليوم وقد شهد صلى الله عليه وسلم موت المئات من أصحابه رضى الله عنهم فلم ينصب سرادقا ولاأمر بجمع الناس إلى بيت الميت ولاأمرأهل الميت بتقديم شراب أو طعام إلى المعزين بل الذى حدث هو العكس تماما ...فعن جابر رضى الله عنه قال :(كنا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نعد الاجتماع إلى بيت الميت من النياحة ) وأنت تعلم أن النائحة ملعونة إلا إذا تابت .كما ورد أنه صلى الله عليه وسلم -عند استشهاد جعفر بن أبى طالب -قال:"اصنعوا لآل جعفر طعاما فإنه قد شغلهم مانزل بهم "فانظر رعاك الله - إلى الناس اليوم ومخالفتهم لهديه صلى الله عليه وسلم .
-ولكن هناك من يرى أن قراءةالقرآن على الميت رحمة وتذكرة .
-نحن لانأخذ ديننا من الذى يرى أو الذى لايرى .إنما نأخذه عن الرسول صلى الله عليه وسلم المبلغ عن ربه ولم يرد أبدا عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه أو تابعيهم أو تابع التابعين ومن تبعهم بإحسان -لم يرد عن أحد منهم أنه جمع الناس لسماع قراءة القرآن على ميت ..ولو علم الرسول صلى الله عليه وسلم فى ذلك خيرا للميت والحى لما بخل به على أمته وهو الرحمة المهداة وإذا لم يكن لديه صلى الله عليه وسلم علم بذلك فمن أين أتى هؤلاء المبتدعة علم ما يفعلون ؟
-ولكن القرآن خير على كل حال .فما الضرر فى قراءته على الأموات ؟
-الأضرار كثيرة :
أولا:أنه لم يرد عن النبى صلى الله عليه وسلم وهذا دين لايؤخذ إلا عنه صلى الله عليه وسلم .
ثانيا:إنه صلى الله عليه وسلم حذرنا من الابتداع فى الدين وبين أن كل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار. وأن من فعل فعلا ليس عليه "أمرنا فهو رد ".
ثالثا:أن فتح باب الرأى لكل أحد يدخل فى الدين ما يستحسنه يجعل الدين ثقيلا محرجا وهذا ما حدث حيث يرى معظم الناس هذه البدع المكلفة من أساس الدين وقد يفعلونها وهم لها كارهون .
رابعا:إن البدع تبدأ ببدعة تجر خلفها بدعا..فبدعة التجمع عند بيت المتوفى جرت وجوب نصب السرادقات لضيق البيوت ثم جرت بدعة ثالثة وهى تقديم أهل الميت الشراب وأحيانا الطعام وقد تطور الأمر تطورا بشعا حيث قام أحد هؤلاء بتصويرسرادق المعزين بالفيديو وتوزيع أشرطة تبين مدى الرفاهية التى يتمتع بها ثم جرت هذه البدع بدعة خامسة شنعاء وهى :(قراءة القرآن على الأموات )حتى صارت أمرا حتميا لايتصور عزاء بدونه مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لم يفعلوا ذلك .وأصبحت قراءة القرآن شؤما فماتكاد تسمع قرآنا يتلى فى مكان إلا وتساءلت على الفور :من الذى مات ؟ مع أن القرآن كتاب الأحياء "لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين "يس 70
خامسا:عندما يموت الإنسان يقدم على ربه بعمله وليس له منجاة إلا فضل الله ثم ما قدم ولن ينفعه شىء آخر حتى ولو قرأت عليه القرآن كله ألف مرة .
-ولكن كيف يمكن القضاء على هذه البدع الآسنة .؟
-لاأمل إلا فى وعى الناس بصحيح الدين والاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم  ..وعلى العلماء ألا يداهنوا العامة بل لابد من تقديم الدين كما هو .
-وماذا يجب على عموم الناس ؟
-على المسلم أن يقدم العزاء إلى ولى المتوفى بقوله :(أعظم الله أجرك وغفر لميتك )أو ما يشبه ذلك ثم لايشارك فى أى من تلك البدع وإلا ارتكب ثلاثة آثام :
أولا:المشاركة فى البدعة .
ثانيا:الحث عليها .
ثالثا:العمل على إطالة عمرها .
        نعوذ بالله جميعا من ذلك .