الأحد، 29 نوفمبر 2009

اللهم اجعله خير

قال:ركبت سيارتى فى رحلة ترفيهية استطلاعية إلى الساحل الشمالى .وقضيت حوالى شهرين فى أكثر من إحدى وأربعين
قرية .وسأحاول أن أكون مركزا فى تسجيل مشاهداتى فى تلك
الرحلة الرائعة .
أولا :الطريق الدولى ممتاز من كل النواحى ممهد على أعلى مستوى .خدمات متكاملة دائمة .
ثانيا :القرى نموذج محترم للنظافة والنظام ورقى الخدمات .
ثالثا :لايوجد فى القرى مصنع واحد فالنظام هنا قائم على أن تكون القرية ناحية البحر والمنطقة الصناعية فى عمق الصحراء الغربية وتقوم حافلات خاصة بنقل العمال بين مساكنهم فى القرى
ومصانعهم فى الصحراء .
رابعا :جميع القرى فيها مساجد كل مسجد مؤسسة متكاملة تضم
مكانا للمكتبة الشاملة .وطابقا للألعاب الرياضية .ومقهى ألكترونى
وعند الصلاة يتجه الجميع للصلاة ثم يعودون إلى أنشطتهم .وعلى
فكرة أئمة المساجد الذين قابلتهم فى كل القرى على مستوى طيب
من الوعى والنضج وهم مفيدون جدا لأهل القرى .
خامسا :لفت نظرى تمتع كل القرى بروعة التخطيط ووفرة المساحات الخضراء .ووفرة السلع بأسعار معقولة ولم أسمع شكوى من استغلال التجارعدا ما حكى لى بعضهم عن أحد التجار
الجشعين الذى وجه إليه مجلس المدينة إنذارا بضرورة الالتزام
بالأسعار المقررة ولما تمادى ولم يستجب أصدرت جمعية حماية
المستهلك توصية بعدم التعامل معه فلم يجد إلا الرحيل عن القرية
سادسا :علمت أن السكان يتملكون مساكنهم بأقساط ميسرة لاتمثل
عبئا على دخولهم .
سابعا :ليس فى هذه القرى بطالة من أى نوع .حتى الذين يبلغون
سن التقاعد يستفاد من خبراتهم فهم يصبحون مستشارين فنيين فى
مواقعهم وذلك نزولا على رغباتهم .
ثامنا :قمت بعمل إحصاء عن استيعاب هذه القرى للسكان فتبين أن
عدد سكان هذه القرى يزيد على أربعة ملايين بواقع مائة ألف شخص لكل قرية فى المتوسط .
تاسعا :التوسع فى هذه القرى أفقى فقط ويتم ذلك على حساب المناطق الفضاء حول القرى مما ظهر أثره على الامتداد البشرى
على طول الساحل .
عاشرا :هناك محاولات عبقرية شاهدت خمسا منها لاستغلال بعض المساحات فى الزراعة .وقالوا لى :إن هذه المنطقة زمان
كانت تزرع قمحا يكفى الإمبراطورية الرومانية كلها .وقال لى
أحد رؤساء القرى :لو كان الأمر بيدى ما وضعت طوبة واحدة
هنا ولظلت المنطقة حقولا للقمح ولكن جزى الله الذين قتلوا      
الأرض بما يستحقون .وعندما قلت له :ولكن القرى تستوعب
الملايين قال :وماله هذه الصحراء تستوعب مصر كلها .
حادى عشر :وصلت إلى القرية الأخيرة قبل -مطروح -وقررت
أن أقضى فيها وقتا إضافيا وفى يوم نزلت إلى البحر مع أحد     
الأصدقاء وأخذنا نجرى على الشاطىء ولكن رجلى تعثرت فى 
الرمال فسقطت على وجهى فى الماء فاستيقظت من النوم .
قلت :اللهم اجعله خير .
..................مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: