السبت، 14 نوفمبر 2009

بدع العلماء (سفينة نوح )

قال صاحبى :ماذا تعرف عن سفينة نوح عليه السلام ؟
قلت :هى سفينة أمره الله بصنعها وأن يحمل فيها من كل زوجين اثنين ,وأنها أنقذت المؤمنين من الطوفان .
قال :وماذا عن مشكلة الفئران ؟
قلت:أى مشكلة وأى فئران ؟
قال:قرأت فى بعض كتب التراث أن نوحا عليه السلام حمل فى السفيتة زوجين من الفئران التى حاولت تخريب السفينة فأصاب الله تعالى الأسد بالحمى فعطس ومن رذاذه خلق الله القطط التى
هجمت على الفئران وحلت المشكلة .هل يعقل أن يقول هذا خطيب
على المنبر على الملأ يوم الجمعة ؟
قلت :للأسف هذا ومثله كثير مبثوث فى بعض كتب التراث ,وقد
كان بعض المؤلفين القدامى -رحمهم الله-يدونون كل ما يصل إلى علمهم ,ثم يأتى بعد ذلك دور التحقيق والتمحيص .وتركوا لنا كماً
هائلا من التراث الذى يحتاج إلى تحقيق .
ولكن العيب فى كثيرمن الدعاة -ولا أقول العلماء-الذين يجنحون
إلى السهولة وعدم انتقاء مصادر معلوماتهم .فهم يتلقون هذه الكتب
بقداسة لم يدعها أصحابها أنفسهم .وينشرون ما فيها على أنه الحق
الصُراح .وإذا ذهبت تطالبهم بالضبط والتحرى اتهموك بأنك عدو
للتراث الذى هو ذاكرة الأمة .
ولئن كان التراث ذاكرة الأمة فإن الذاكرة أحيانا تضعف وأحيانا تتلف .وما على العاقل من بأس إذا عمد إلى ذاكرته فنقاها مما يعلق بها بين الحين والحين من الأمورالتى لايسيغها عقل .
وإذا كنت تأسف كثيرا على هذا الخطيب الذى ألغى عقله ودينه
وروج لخلق القطط من رذاذ عطسة الأسد غير منتبه أول الأمر
لقوله تعالى :"فاسلك فيها من كل زوجين اثنين "وأن هذا شامل للقطط أيضا إلا إذا كان عنده نص يقول إن الله عزوجل لم يكن قد خلق القطط بعد .اا
وإذا كان الله تعالى قد علم أن الفئران ستحدث مشكلة فى السفينة
لأمر نوحا عليه السلام ألا يحملها معه .أو كف أذاها وهو القدير .
أما أن يلتقط هذا الخطيب من بين التراث الهائل هذه الخزعبلات
ليرويها على أنها حقائق فهذا يدل على الأزمة الحاصلة فى هذه
الأدمغة الصدئة التى تعلوكثيرامن المنابر لتزرع الجهل والتخلف
بين البسطاء باسم الدين .
أقول :إذا كنت تأسف كثيرا لذلك فإنى أشد أسفا لهذا الخطيب الكبير-فى السن -الذى كان يتحدث عن (الحيوانات التى تدخل الجنة ) .
قال صاحبى-ضاحكا مستنكرا -:الحيوانات التى تدخل الجنة ؟اا
قلت :وأخذ يتحدث عن :كلب أهل الكهف ,فيل أبرهة ,وهدهد سليمان ,ونملة سليمان ,وناقة صالح .وكبش إسماعيل .
ولك أن تضحك أو تبكى إذا علمت أن أحد الناس سأل هذا الخطيب
كيف يدخل الجنة كلب والكلب نجس فأجاب :إنه ليس كلبا عاديا
إنه كلب مؤمن .ااااااااااااااااااااااااا
أمثال هذه الأمخاخ العفنة تتحدث باسم الدين فأى دين يرجى منها ؟
قال صاحبى :ومن العجب العاجب أن معظم هؤلاء من خطباء
(وزارة الأوقاف )المعينين من خريجى (الأزهر الشريف ).
فأين العيب ؟وكيف العلاج ؟
مكمن العيب فى الأزهرمن حيث المناهج والمعلمين والإدارة شأن
كل مؤسساتنا التعليمية التى عشش فيها الفساد .
ثم فى وزارة الأوقاف التى ظهر فيها الفساد أكثر من البر والبحر
بما كسبت أيدى الموظفين المرتشين خربى الذمة .
أما عن العلاج فقد ذكرت رأيى فيه تفصيلا فى مقال بعنوان
(الدعوة بين الخصخصة والقصقصة )فليرجع إليه .
والله المستعان ............مصطفى فهمى ابو المجد


ليست هناك تعليقات: