السبت، 27 سبتمبر 2014

ليس الفقر

ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان ...
وليس بالمال وحده يحيا الإنسان ...
يقول بعض أصحاب الأموال :من ليس معه قرش لايساوى قرشا وكذبوا  فكثير ممن ولدوا فقراء وعاشوا فقراء كانوا يساوون الكثير الكثير بل لم يبلغ شأوهم أحد من ذوى الأموال ...
هذا محمد صلى الله عليه وسلم ....ولد فقيرا وعاش فقيرا ..ولكن الله اصطفاه وغير به وجه العالم ...
ولما جاءته الدنيا بالغنائم  لم يبرح مسلكه بل غادر مجلس أصحابه سريعا إلى منزله ثم عاد وقال تذكرت بضعة دراهم فخشيت أن أقبض وهى فى بيتى...
ولما اجتمت زوجاته حوله يسألنه التوسعة عليهن فى النفقة بعد ما أفاض الله عليه من الأموال  لم يبرح مسلكه ..وأعانه الله  وخير نساءه بين الرضا بحياته كما أرادها وبين الطلاق ...فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة ..
وسار على هذا الدرب النبوى الكريم أصحابه رضى الله عنهم  فقد كان منهم أثرياء بالغوا الثراء كعثمان وعبد الرحمان بن عوف
والزبير بن العوام  ولكنهم ملكوا أموالهم ولم تملكهم قط وكان إنفاقهم فى سبيل الله مضرب الأمثال ودليلا على أنه ليس بكنز المال يحيا الإنسان...
بل نجد رجلا كأبى بكر رضى الله عنه يأتى بكل ماله ويضعه صدقة بين يدى الرسول صلى الله عليه وسلم ويسأله النبى صلى الله عليه وسلم :"ماذا أبقيت لأهلك "؟ فيقول :"أبقيت لهم الله ورسوله ".
وهذا عمر بن الخطاب رضى الله عنه يأتى بنصف ماله ...
والجدير بالتأمل أن فقراء الصحابة لم ينظروا إلى الأغنياء نظرة حسد  لعلمهم أنه ليس بجمع المال يحيا الإنسان ..بل كان الواحد منهم يعمل حمالا ليكسب ويتصدق ...وهكذا كان فهمهم لوظيفة المال أنه وسيلة لاغاية ...
ولو انطلقنا خارج الصحيفة الإسلامية لوجدنا المبدأ هو هو ..
فكثير من العباقرة والنابهين عاشوا فقراء  ولم يتمتعوا بثمرات أدمغتهم ...
ولو نظرنا فى سير كثير من ذوى الأموال لوجدنا شبهات كثيرة حول أموالهم وأنهم جمعوا تلك الأموال على جماجم كثير من المظلومين ...وعلى هذا فهؤلاء الأغنياء عاشتهم الحياة ولكنهم لم يعيشوها ...وفى زحمة عمليات جمعهم الأموال  وعندما وقفوا أمام نهايتهم اكتشفوا أنهم كانوا على قيد الحياة ...ااااا
إذن...
القضية ليست الفقر المادى...
كلا ولكن المصيبة فى فقر الروح...
هنالك يستحيل الإنسان كائنا منهوما لايشبع  يفترس كل ما تصل إليه أنيابه ...كل همه أنيرى أكداس المال أمامه تعلو ..وبقدر ماتعلو يهبط هو حتى يصير مجرد عبد أذله المال...
لقد كان محمد صلى الله عليه وسلم  على فقره أغنى من كسرى وقيصر وكان عمر بن الخطاب وهو يتسلم مدينة (إيلياء )بثوبه المرقع أغنى أغنياء العالم ....
ولكن هذه ليست دعوة إلى البحث عن الفقر...ولكنها دعوة إلى حسن تقويم الأمور...بالسعى الرشيد لتحصيل المال ..والسعى الرشيد لإنفاق المال  وعدم الحزن على قلة التوفيق فى الحصول عليه ...وليبحث الفقير عن مصدر الغنى الخاص به فى علم او عمل  وهذه أيضا ثروات أغنى من المال .

الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

حوار مع منافق

0يقول صلى الله عليه وسلم :"آيات المنافق ثلاث:إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان "
وقال:"ذو الوجهين لايكون عند الله وجيها "
-كلام جميل ولكن لى فيه نظر.
0أى نظر؟
-هل تعد الإنسان الذى يجبه الآخرين برأيه صراحة إنسانا حكيما ؟
0لا..لأننا لسنا مكلفين بذلك إلا إذا طلب منا .
-هاأنت قلت ومع ذلك تعدون الذى يدارى الآخرين منافقا...مع أن الرسول نفسه دارى بعض الناس وقال "ائذنوا له بئس أخو العشيرة "ولما دخل الرجل ألان له الكلام ...ونقل عن أبى الدرداء قوله :(إنا لبش فى وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم ) أليس هذا نفاقا ؟
0لابل هذه مداراة .
-هذه فروق تفتعلونها لتبرروا ماترون .
0بل هناك مداراة وهناك نفاق .
-وما الفارق بينهما ؟
0دعنا نحتكم إلى أصدقائنا القراء

فى البدء كانت الروح

 فى البدء كانت الروح "وإذ أخذ ربك من بنى ءادم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا "الأعراف 172
ومن يوم أدخلت الروح إلى الجسم وتولدت القوى العاقلة حاولت الروح الترقى بجسدها إلى عالمهاعن طريق تقويةالنفس اللوامة حتى تصيرنفسا مطمئنة وحينئذ تلبسها لبوسها وحاولت النفس الأمارة بالسوء جذب جسدها إلى عالمها ..حتى يغطى الران الفطرة النقية وبذلك يهبط إلى حمأة الحضيض ...
وعندما أرسل الله عز وجل رسوله محمدا صلى الله عليه وسلم لم تكن رسالته إلا تقوية للنفس اللوامة حتى تطمئن وبين لها أنها لن تطمئن إلا إذا أوت إلى ركن شديد ..ولن يكون هذا الركن الشديد إلا من برأها وسواها...
وكل نفس نجح  محمد صلى الله عليه وسلم فى إيصالها بفضل ربه إلى درجة الطمأنينة باليقين إلا كانت آية ومثلا...
والتأمل فى حالات عديدة مثل (بلال) و(آل ياسر)و(صهيب)و(مصعب ) و(خباب ) و(عمر بن الخطاب )و(أبوبكر) وعثمان ) ومئات غيرهم نرى هذا الإعجازوالإنجاز ..بحيث أصبح كل منهم روحا متألقة تشرق فى جسد وثاب..على اختلاف مشاربهم وقدراتهم...
وأصبحت قيادة الروح الطيب للجسد الخير طريقا مفتوحا إلى السمع والطاعة على بصيرة ...وبهذا كان كل واحد من هؤلاء أمة وحده...ولهذا صلح بهم الزمان والمكان...
ويدور الزمان وتتقلب العصور وتأتى أمم وتذهب ويظل المبدأ هو المبدأ ويظل الطريق هو الطريق ...
لاسبيل إلى إحياء الأمم إلا بإحياء الإنسان ولاسبيل إلى بعث الإنسان إلا بإحياء روحه وإجلاء الران الذى يطمس نورها ...
وقد يلجأ بعض القادة الطغاة إلى شىء قريب من هذا ...فيحيون النعرات الطائفية والعصبية فى نفوس البعض وينفخون فيها حتى تشتعل ثم يستخدمونها فى تحقيق مآربهم ...وقد ينجحون إلى حين ويحققون طفرات سريعة لكنهم لايلبثون حتى ينطفئوا لأن الغايات الشريفة لايناسبها إلا الوسائل الشريفة ..ولعل المثل البين على ذلك نماذج مثل :نابليون وهتلر وموسيلينى وجنكيزخان وبوش ...ومن هذا المنطلق ...
لابد من إحياء روح الإنسان من خلال تكريمه بما كرمه الله وتمهيد السبيل إلى ترقية نفسه اللوامة بالعدل والحق والجمال والذى يرسى دعائمها إعلام مستنير خير...
لاسبيل إلا هذه السبيل إذا أردنا أن نحيى أمتنا لتكون بحق خير أمة أخرجت للناس .


الاثنين، 22 سبتمبر 2014

الطريق إلى الحج
الحج هو قصد البيت الحرام للنسك ..
والطريق إلى الحج لاتبدأ بركوبك الطائرة...بل تبدأ من داخلك من قلبك الذى ينبض حبا لله وشوقا إلى بيته ...هذا الحب الصادق الذى يدفعك إلى التخلى والتحلى ...
التخلى عن كل معصية والخلى من كل مظلمة ..والتحلى بإخلاص الوجه لله وبكل طاعة تقربك إلى الله ...
بعد هذا ...
إذا وضعت قدمك على أول الطريق ولبيت ناداك مناد :" حجك مبرور وذنبك مغفور"
وعدت منحجك كيوم ولدت أمك...
فيا بشراك يا بشراك

الجمعة، 19 سبتمبر 2014

حاكم بلقمته

حاكم بلقمته
قال لى علمانى متعصب :
هل يعقل أن يكون نبى لايعمل ويتكل على أتباعه ليطعموه وأهل بيته ؟ كما هو مذكور فى سيرته ؟ كيف يكون هذا نبيا وقدوة ؟
...............................
أولا:كان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم حفيدا مدللا لجده /عبد المطلب ومن بعده لعمه أبى طالب ومع هذا لم يرتض أن يكون عالة فكان يرعى الغنم فى سن باكرة
ومثل هذه النفس لاترضى أن تستجدى لقمتها من أحد.
ثانيا:لماشب عليه الصلاة والسلام اشتغل بالتجارة فربح وأربح وكان الكبراء من قريش يستأجرون لتجاراتهم ولا يخرجون وكان شبابهم لاهين .
ثالثا:عندما تزوج أمنا /خديجة رضوان الله عليها كان يشرف على تجارتها ثم حبب الله إليه العزلة فى غار حراء فكان يتزود لذلك ويمكث فى الغار الليالى ذوات العدد ومثل هذا الرجل لايكون همه فى الطعام إلا لما يقيم صلبه
رابعا:عندما أكرمه الله بالرسالة جرى عليه ما كان يجرى على أفراد أمته فكان يربط الحجر أو الحجرين على بطنه من الجوع وصح أنه صلى الله عليه وسلم لم يشبع قط ولم يأكل خبزا مرققا أبدا
خامسا:من المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودى فى ثلاثين صاعا من شعير وقد كان بوسعه أن يفرض على أصحابه ما يكفيه ويغنيه
سادسا:كان عندما يقدم له أحد أصحابه طعاما سأله :أهو صدقة أم هدية ؟فإن كان صدقة دفعها إلى أصحابه الفقراء أما إذا كانت هدية أكل .
سابعا:عندما فتح الله عليه الفتوح وجاءته الغنائم وتوافر لديه المال لم تتغير سنته وكانت أمواله للمسلمين وكان يقول :"من ترك دينا أو عيالا فعلى ّ"
ثامنا:قام مسرعا من بين أصحابه ثم رجع بعد فترة وقال "تذكر بعض الدراهم فى بيتى فخشيت أن أقبض وهى عندى فأخرجتها "
تاسعا:
مشهورة هى حكاية زوجاته اللواتى اجتمعن حوله يسألنه التوسعة عليهن فى النفقة بعدما أفاء الله عليه من أعدائه ولكنه أصر على المضى فى سنته وكان تخيير زوجاته كما بينت سورة الأحزاب .
عاشرا:حتى لو عاش صلى الله عليه وسلم على هدايا أصحابه فهذه سنة عجيبة لم ولن يعرفها الحكام فالمعروف أن الحكام يستحوذون على مايريدون من ثروات شعوبهم دون الرجوع إلى أحد وفى أفضل النظم تكون مخصصات مجزية للحكام أما محمد صلى الله عليه وسلم فلم يكلف أصحابه شيئا رغم أنه كان يعول عدة نسوة فإذارضى وأرضاهن بتلك الحياة الخشنة الزاهدة فنعم الحاكم هو .
اللهم صل وسلم وبارك عليه

الخميس، 18 سبتمبر 2014

الحمد لله

الحمد لله الذى جعل فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم من يحب خلق الله بحبهم لله
أولا:هو اقرار بوجود الله رب العالمين ..إذ لاحمد لمعدوم.
ثانيا:إفراد الله تعالى وحده بالحمدويتأكد ذلك بوصف الله سبحانه بصفات لاتتأتى لمخلوق .
ثالثا:استغراق الحمد كله لله فلايبقى من الحمد شىء لغيره .
رابعا:لاينبغى الحمد ولا يجوز إلا لله تعالى فلا تقل لأحد من الخلق أحمدك ولكن يجوز أن تقول أحمد لك هذا الفعل ..أما مطلق الحمد فلله رب العالمين فحسب.
خامسا:إذا كان الله تعالى مختص وحده بالحمد فإنه سبحانه مستوجب للشكر"لئن شكرتم لأزيدنكم ""واشكروالى ولاتكفرون"
سادسا:الشكر يكون على ماقدم من الخيربالفعل أما الحمد فيكون على كل حال ولذا جاز أن تشكر الله وأن تشكر الناس ولم يجز أن تحمد إلا الله .
سابعا:قد يكون الحمد على ماندرك ونفهم "الحمد لله الذى أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا "
وقد يكون على مالاندرك"الحمد لله الذى خلق السموات والأرض
وجعل الظلمات والنور"
ثامنا:الحمد لله يحمل معنى التوكل على الله وتفويض الأمر إليه حيث نحمده على مانظنه مكروها إيمانا بأنه وحده يعلم الغيب وأنه بعباده رءوف رحيم .
تاسعا:حمد الله تعالى يجعلنا نضع المخلوقات فى حجمها الحقيقى ..إذ لايملك أحد لأحد ضرا ولانفعا ولاحتى لنفسه ومن هنا لايجدر بالمؤمن أن يذل نفسه إلا لله ولذا لايتوجه بالحمد إلا لله.
عاشرا:الحمد لله وهو المستحق وحده للحمد على ماقدم ويقدم من نعم لاتحصى ..والحمد له سبحانه
بما خبأ من الأقدار وهو الحكيم المنزه عن العبث اللطيف الخبير بما خلق وهو الأعلم بما بصلح خلقه .
فتبارك الله جل جلاله ...والحمد لله رب العالمين .

الثلاثاء، 16 سبتمبر 2014

القوة الدافعة

 تحدثت فى المقالة الماضية عن اللذة كدافع للعمل ...وفوجئت بسيل من التعليقات الشفهية كان أعجبها قول صاحبها :(والله إنى لأخجل من شيخ يتحدث عن اللذة ...هذا لايليق ).ااااااااااااا
وهذا التعليق أقلقنى...
أولا:لأنه صدر ممن كنت أظنه على وعى..
ثانيا:أنه كان فى جمع من الشباب  مما يلقى انطباعا بأن الحديث عن اللذات خروج على الآداب الشرعية ...
لذا وجدت من المهم أن أتصدى لهذا المفهوم من أجل تبيان الحق للشباب ولغير الشباب .
أولا:القرآن الكريم تحدث عن الجنس فى عديد من آياته كنعمة من نعم الله وآية من آيات قدرته ..نجد هذا فى قوله تعالى :"هو الذى خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها فلما تغشاها حملت حملا خفيفا فمرت به فلماأثقلت دعوا الله ربهما لئن آتيتنا صالحا لنكونن من الشاكرين "الأعراف 189ونجده فى قوله عزوجل :"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فاعتزلواالنساء فى المحيض ولاتقربوهن حتى يطهرن فإذا تطهرن فأتوهن من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين  نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم وقدموالأنفسكم واتقوا الله واعلمواأنكم ملاقوه وبشر المؤمنين "البقرة 222و223
وفى هاتين الآيتين الكريمتين سجل واف للأدب الجنسى فى الإسلام :
أولا:الأمر باعتزال النساء فى الحيض لأنه أذى .
ثانيا:تأكيد الأمر بالنهى عن قربانهن حتى يطهرن .
ثالثا:الحث على قربانهن بعد طهرهن وهذا مستفاد من الأمر"فأتوهن "
رابعا:الأمر بأن يكون الاتصال الجنسى من المكان الطبيعى أى من الأمام .
خامسا:تحريم أى ممارسات مخالفة لهذه التعليمات ووجوب التوبة منها "إن الله يحب التوابين " ومعلوم أن التوبة لاتكون إلا عن ذنب .
سادسا:بيان أن النساء كالحرث  لابد أن تكون له فائدة يسعى إليها والزارع حين يزرع لايعبث ولكن يسعى لتحقيق هدف هو الحصاد وكذا المؤمن حين يواقع زوجه لايعبث وإنما يهدف إلى تحقيق منافع هى اللذة والولد والإعفاف .
سابعا:تبين الآية الثانية أن للزوجين كامل الحرية فى تحصيل اللذة بأى طريقة فى إطار الشرطين (البعد عن المحيض  واتقاء الدبر كما بين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم لأحد أصحابه حين جاءه يستفتيه .
ثامنا:تبين الآية الثانية أن المؤمن حين يسعى لتحصيل اللذة لايكون أنانيا ولا جافيا وأرشدت الآية إلى مراعاة التمهيد اللازم لتحقيق أقصى لذة لكلا الطرفين معا "وقدموالأنفسكم "
تاسعا:من أجمل مايدل على عبقرية التشريع الإسلامى  مزج تلك الممارسات الجنسية الطبيعية الحلال بتقوى الله والتذكير بحسابه والتبشير بثوابه لمن اتبع هديه "واتقوا الله واعلمواأنكم ملاقوه وبشر المؤمنين :
عاشرا:لم يخجل النبى صلى الله عليه وسلم من العلاقات بالنساء بل صرح بأن ذلك من الأشياء المحببة إليه "حبب إلىّ من دنياكم النساء والطيب وجعلت قرة عينى فى الصلاة " فهذا تصريح أن الله حبب إليه النساء  وجاء ذكر هذه العلاقة مع الطيب الذى ينعش النفوس والأهم ذكرها مع الصلاة فكأن اللذة الجنسية متعة الدنيا ولذة الصلاة متعة الآخرة ..زصلى الله عليه وسلم .
................................
من كل ذلك أقول لمن خجل ولمن تعجب :
هذا ديننا دين الفطرة السوية النقية الطهور...
وجدير بناأن نقدم المعلومة الصحيحة إلى شبابنا مقرونة بالحس الدينى بدلا من تقديم هذه العلاقة بالطرق الشائهة التى تثير الغرائز وتطلق سعارها لتحصد عقول الشباب وأجسامهم ومجتمعهم بضربة واحدة .
        والله يقول الحق وهو يهدى السبيل

الاثنين، 15 سبتمبر 2014

لذة ولذة

 إذا قيل لمن يأكل :لم تأكل ؟ 
قال :لأنى جائع .
وإذا قيل لم يأكل وهو شبعان :لماذا تأكل ؟
قال:لأن فى الطعام لذة لاتقاوم .
وإذا قيل لأحد الناس :ماقيمة الجنس ؟
قال:هذه متعة أحلها الله تعالى .
وإذا قيل لمن يقترف الزنا:لماذا تزنى؟
قال:إنها متعة لاتقاوم .
والحق أن اللذة تقود الإنسان إلى الفعل أيا كان ...
والذى يفعل شيئا لايجد فيه لذة لن يؤديه على أكمل وجه..
انظروا إلى العامل الذى يشعر بلذة وهو يعمل كيف يعمل ؟إنه يبدع ويتألق ...وانظرواإلى زميله الذى يعمل بصورة معتادة تجدونه خاملا لايكاد يبين ...
ومن هنا كانت (اللذة )من آيات الله التى زرعها فى فطرة الإنسان وجعل فيها استمرار الحياة...
ولعل الأم خير مثل على مانقول ...
فهى تعانى من آلام الوضع ماتعانى ولكنها ماإن تبرأ وتسترد عافيتها حتى تطمح إلى وليد جديد  لما تجد من لذة الأمومة ...
حتى اللص ....يسرق لمايجد من لذة المال  ثم يعود مهما جمع من مال ولو قادته اللذة الآثمة إلى التهلكة...
إذن ...
اللذة حافز أساس لكل نشاطات الإنسان...
فهل فكر أصحاب تلك الأنشطة إلى نقل الإحساس باللذات إلى مجال آخر؟
كيف ينظر أصحاب اللذات الجسدية إلى مايقوله أصحاب الأذواق الروحية ؟
كيف ينظرون إلى رجل قلبه معلق بالمساجد مثلا؟
كيف ينظرون إلى رجل شغوف بالصيام ؟
لعلهم يرونهم يضيعون حياتهم فيما لايغنى ...
ولعلهم يحسدونهم على أمورلايستطيعونها...
ولكن قليلون من يحاول أن يسلك طريقهم أو يخوض تجربتهم إلا من رحم الله .
ولكن قد يساق بعض هؤلاء إلى التجربة رغما عنه...عندما تفجؤه فاجعة لم تخطر على باله  أو عندما يرى غيره قد أصابه مثل ذلك 
هنا قد يتوقف يقرر إعادة حساباته وقد يكون فى ذلك كل الخير له 
...............
وحصيلة كل ذلك ...
الدعوة إلى التماس اللذة فى أى عمل نؤديه ...
وقد قلت فى مقالة سابقة :إن الزوجة التى تقدم العلاقة الحميمة إلى زوجها على انها مجرد واجب تخسر كثيرا...
تخسر نفسها وتخسر زوجها...
لأنها تؤدى مهمة معتادة فاقدة لهدفها الكبير وهو (المودة والرحمة ) ولو حاولت أن تلتمس اللذة لنفسها أولا لتغير الحال كثيرا ...
إنك حين تلتمس اللذة فإنما تعمل لنفسك وحين لاتجد لذة فإنما تعمل لغيرك وشتان شتان 
وأخيراأقول :
لو أننا التمسنا اللذة فى عباداتنا ومعاملاتنا لتغير وجه الحياة فى داخلنا وما حولنا ...
إن الأمر مهم جدا ويستحق المحاولة 
فلماذا لانحاول ؟

السبت، 13 سبتمبر 2014

دموع الخواجة
كفكف دموعك يا ساركوزى...
الحكاية أن الرئيس السابق ساركوزى بكى بدموع حارة غزار ..لأن مطلقته طالبته بمليارى يورو... أقول :مليارى يورو...
ولما كان الرئيس المسكين لايملك هذا المبلغ لم يكن أمامه إلا أن يبكى....
ولكن هذهالدموع السخينة هزت قلبا نبيلا فتطوع بتحويل المبلغ (التافه )إلى المسكين ساركوزىزااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
أتدرون من صاحب تلك الأريحية التاريخية ؟
أدعو الله أن يثبتكم كماثبتنى وأن يرزقكم الصبر والسلوان ....
إنه أمير عربى أيها الكرام ....
أنا شخصيا لاأصدق هذا الخبر الكارثة...ولكنى سمعته -مكرورا -من إذاعة مونت كارلو على لسان أحد المقربين من ساركوزى....
اثنين مليار يورو....
تكفى لإعمار غزة....
اثنان مليار يورو تكفى لإطعام كل الجياع فى الوطن العربى ...
اثنين مليار يورو تكفى لحل مشكلات الكهرباء والمياه والصرف الصحى ورغيف الخبز لتسعين مليون مصرى .......
يدفعها امير عربى ليكفكف دموع المسيو ساركوزى.....
هل نعجب لمكر الفرنسيين الذين ضحكوا على ذقن الأمير العربى ؟
أم نخجل لسذاجة أميرنا السفيه ؟
أم نبكى على الأموال العربية المسفوحة ؟
فى غابرالأزمان أيام الخليفة الصالح (عمربن عبد العزيز )رضى الله عنه جاءه رجل من أقربائه يطلب أربعة آلاف درهم ..فقال عمر:أربعة آلاف درهم تكفى إطعام أربعة آلاف من المسلمين أدفعها إلى رجل واحد ؟والله مالى إلى ذلك من سبيل .اااا
أيها الأمير...
إذا كان هذا الخبر مكذوبا فلماذا لم تسارع بتكذيبه ؟
وإذا كان صحيحا فأدعو الله عزوجل أن يخرب بيتك ويرينا فيك آية قارون

الثلاثاء، 9 سبتمبر 2014

وماذا لو ؟40
وماذا لو تأملنا مليا (الحج )كفريضة إسلامية ؟
وكنا قد توقفنا عند الأعمال التعبدية فى الحج ...وأعنى بها تلك الأعمال التى لاتبدو من ورائها حكمة ظاهرة يقبلها العقل...
وهذه نقطة يقول البعض إنها مزلق يجلب وساوس الشيطان حيث ينفث فى روع المرء....ماهذا الذى تفعل أيها الإنسان العاقل ؟ تطوف بحجرة صنعها البشر من الحجر ؟وتقبل حجرا لايضر ولا ينفع ؟ ثم تقول إنك ترجم الشيطان بالحصى ؟أى شيطان ترجم ؟ وأى حصى يؤثر فى مارد الجن ؟
ألا ترى أنك تلغى عقلك أيها العاقل ؟وتؤدى أعمالا لاطائل من تحتها ؟
ألاترى أن أعمال الحج هذه تدحض مرة واحدة وبقوة تلك المقولة التى يروجونهالك قائلين إن الإسلام دين العقل ؟ فأين العقل من تلكم الأعمال التى يستنكرها العقل ؟
وأنا أقول إن فى أعمال الحج ترغيما للشيطان وإعلاء للعقل ....
ترغيم للشيطان لأنها ترد الأمر كله إلى الله ولاتجعل للشيطان حظا فيه فهى الطاعة المطلقة ...لاالطاعة العمياء لأنها على بصيرة ..بأن الآمر الناهى هو الخالق الحكيم رب العالمين وهى ترغيم للشيطان بأنها مسارعة إلى الطاعة بمجرد صدورالأمر دون توقف لاستيثاق ...ومن هنا خرس الشيطان وتصاغر وذل حين يرى المؤمن الحاج يؤكد تلبيته أمر ربه مقرا بوحدانيته وأنه وحده سبحانه أهل الحمد وصاحب النعة ...
والحاج حين يلقى بجمراته إنما يرجم فكرة الشيطان وهى أهم من الشيطان ذاته ...
فنحن لاينينا ذات الشيطان فهو مخلوق من مخلوقات الله ولكن يعنينا وسواسه تماما كما يعنينا سم الأفعى فنلتمس السبيل لتحاشيه أو إبطال مفعوله والأمر فى الثعبان سهل لأنه جسد مادى أما الشيطان فأفكار وضلالات وشبهات ولذا كان رجم الفكرة أبلغ من رجم الذات ...
والحاج حين يطوف بالبيت ويقبل الحجر لايعبد الأصنام ولايتأوثن ..لأن القضية ليست فى البناء الحجرى ولكن فى المكان فهذا المكان أمر أبو الأنبياء أن يقيم فيه بيتا يوحد الله فيه وأن يدعو الناس إليه فأطاع أبو الأنبياء وأطاع المؤمنون ..وهذا ما يحزن الشيطان لأن من يطيع فيما لاتظهر فيه علة أجدرأن يطيع فيما تظهر علته وهنا يفقد الشيطان منطقه وزخرفه ...
وفى اعمال الحج إعلاء للعقل أيما إعلاء ...
ذلك بأنك إذا أردت تكريم إنسان فإنك نكلفه بما يقدر عليه حتى يبدع ويستحق المكافأة وإذا أردت إعناته كلفته مالا يطيق حتى يعجز ويكون أهلا للمؤاخذة ...
والله الذى خلق العقل يعلم أنه معقول بحدود مايرى ومايسمع ومايدخل تحت حواسه ولاشأن له ولاطاقة بما وراء الحس ...ولذلك لم يكلفه ما لا طاقة له به رحمة به وصونا لطاقته أن تهرف بمالاتعرف فتضل وتضل وتبدد إمكاناتها فيما لايفيد ...
وهذه هى لعبة الشيطان أن يقحم عقلك فيما وراء العقل فيضنيك ثم لاتجد جوابا يشفيك ...
أين الله ؟ مابدايته ..مانهايته ؟
هذا الكون مخلوق كل مخلوق له بداية وحدود ؟ ألا تقولون هذا ؟ فأين بداية الكون ؟ وأين حدوده شرقا وغربا وشمالا وجنوبا ؟
ورغم أن الإسلام أطلق العقل وأمره أن يسير فى الأرض فينظر كيف بدأ الله الخلق إلا أن الله عزوجل وجه نظر العقل إلى التماس الحكمة من هذا الأمر فى الوصول إلى "ثم ينشىء الله النشأة الآخرة "
إن للعقل مجالات رحيبة فى إعمار الأرض وإقامة الحياة الفاضلة وحسب العقل أن ينجح فى هذه المهمة الثقيلة ...
ثم إن العقل ليس هو اللطيفة الوحيدة التى تعمر بدن الإنسان فإن هناك الروح وهى أعلى جوهرا من العقل ولها طموحاتها وإشراقاتها ..وصلاتها بربها أوثق وأحكم ...ولها فى طاعة الله معارج ومعارج لايدركها العقل ولا يرقى إليها ...
وأخيرا هناك أضعف الحلقات ..هذا الجسد ...هذا الهيكل الطينى ...إنه فى حاجة إلى أن يتعلم كيف يترقى ويسمو على حمأته والطريق إلى ذلك ترويضه على كبح شهواته ومحاولة التطلع إلى أفق الروح الأسنى حينا من الدهر فى صلاة أو صيام أو نسك ...
وبذلك يكون الحج مائدة للروح والعقل والجسد ومعراجا للإنسان

الأحد، 7 سبتمبر 2014

وماذا لو ؟39

 وماذا لو ؟
تأملنا مليا (الحج )كفريضة إسلامية ؟
أولا:قبل أن يفرض الله تعالى الحج بين أن البيت الحرام ببكة هو أول بيت وضع للناس ...وأن إبراهيم صلى الله عليه وسلم بناه بأمر الله ...ومعنى هذا الربط الوثيق بين إبى الأنبياء وخاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ...ولماذا إبراهيم وقد سبقه أنبياء ؟ لأن أهل الكتاب يزعمون أنهم أتباع إبراهيم وقد أمر الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يتبع ملة إبراهيم حنيفا.
ثانيا:أن هذا البيت هو أول بيت وضع للعبادة الحقة  ...ومعنى هذا أنه لااعتبارللبيوت التى تبنى لعبادة غير الله أو للعبادة الباطلة مهما كان بناؤه فخيما..
ثالثا:أن البيت الحرام وضع للناس جميعا دون عصبية لجنس أو لون أو نوع ..وأن كل الناس سواء عنده و فى الدعوة إليه .
رابعا:أن هذا البيت وضع لغرض التماس البركة والهدى ..ولا يجوز أبدا أن يستغل لإلحاق أى قدر من الإضلال والخداع للناس بمعنى أنه ليس من حق الولاة منعه عن أحد أو تخصيصه لأحد بمالايعم جميع الحجاج كما يفعل اليوم بمنع الحجاج فى حضور بعض الشخصيات ...
خامسا:أن هذا البيت موصول بالسماء فهو مبنى بأمر الله  وفيه الحجرالأسود الذى أهبط من السماء وكأن تعظيم البيت الحرام طريق إلى طاعة رب البيت الحرام ويكون البيت الحرام بذلك جامعا للزمان مابين أبى الأنبياء وخاتمهم وجامعا للمكان مابين الأرض والسماء ز
سادسا:يوصى ربنا جل وعلا بأن يوفر الأمن لكل من دخل هذا البيت وأن من يعكر صفو الأمن فيه فقد شغب على الله وبماأن هذاالبيت رمز لهذا الدين فإن توفيرالأمن للناس ركن ركين ومقصد أساس للإسلام .
سابعا:فريضة الحج هى الفريضة الوحيدة فى الإسلام التى فرضت بأسلوب فريد فالصلاة فرضت ب"وأقيموا الصلاة" والزكاة ب"وآتواالزكاة"والصوم ب"يأيهاالذين آمنوا كتب عليكم الصيام "أما الحج ففرض ب"ولله على الناس حج البيت "فاللام تفيد حق الله و"على "تفيد التزام العباد ...ولذا كان من ينكر هذا الحق كافرا وكان الله غنيا عنه...
ثامنا:شاء الله تعالى أن تكون عبادة الحج شاملة لللعبادات الأخرى ففيها توحيد الله تعالى وفيها الصلاة وفيها بذل المال وفيها من الصوم منع قربان الزوجة وفيها من الأداب "ف رفث ولا فسوق ولاجدال فى الحج "
تاسعا:عبادة الحج شأنها شأن كل عبادات الإسلام مظهر من مظاهرالمساواة بين الناس .
عاشرا:وفى الحج وقفات بين العقل والتعبد ولكن لهذا أحاديث أخرى .

الخميس، 4 سبتمبر 2014

وماذا لو ؟38

وماذا لو ؟38
ماذا لو سألنا أنفسنا :أى مذهب كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته ؟
هل كانوا سنة أم شيعة ؟
وإذا كانوا سنة فمن أى فصيل ؟ وإذا كانوا شيعة فمن أى فصيل ؟
لاشك أن الجواب الواضح أنه صلى الله عليه وسلم وصحابته كانوا مؤمنين مسلمين لله رب العالمين وأنهم ما سمعوا عن تلك التصنيفات التى ماأنزل الله بها من سلطان ...
ولعله من المعروف تاريخيا أن تلك التقسيمات لم تظهرإلا حين بدأ الشقاق يشق صفوف الأمة وذهب كل فريق بما لديهم فرحون...وراح كل فريق يزعم أنه وحده على الحق وأن الآخرين فى ضلال مبين ...ووصل الأمر إلى حد التدابر والتقاتل ...

ووالله إن العجب ليأخذ منى كل مأخذ حين أتفكر فى شأن هؤلاء ...
لئن كان الخلاف مرده اختلاف وجهات النظر فى فهم النصوص التى تحتمل التاويل فلعمرى لقد اختلف أئمة الفقاء من امثال مالك وأبى حنيفة والشافعى وابن حنبل والثورى والطبرى والليث وعشرات غيرهم وكان لكل منهم فهم ورأى ولكنهم -لله درهم -ما حولوا الاختلاف إلى خلاف ولاأوضعوا يبغون الفتنة بل كانوا خيرا وسلاما ومظهرا من مظاهر ثراء الفقه الإسلامى وكانوا أبوابا للتوسعة على المسلمين ...وماسمعنا أن أحد هؤلاء الأبرار قال كلمة واحدة تحط من شأن أخيه بل كانت شهادتهم لبعضهم وساما على صدورهم أجمعين رضى الله عنهم ورضوا عنه..

هؤلاء هم عمد التراث الفقهى الإسلامى ...فما الذى جرى ؟
الذى حدث أن أمواج الأهواء غمرت المشهد السياسى وتحزب القوم متخذين من النصوص دليلا على مذهبهم فتفرقوا فيما بينهم وفرقوا المسلمين ...
ومرة أخرى أعود إلى الكوكبة الربانية من علماء الأمة ...الذين تناولوا نفس النصوص ولم يجدوا فيها مدعاة للشقاق بل وجدوا فيها سبيلا للتكامل ....
ورضى الله كل الرضا عن الإمام مالك الذى حاول أبو جعفر المنصور حمله على أن يجعل كتابه (الموطأ ) دستورا للمسلمين فرفض ...ااااا وهذا حلم كل مفكر أن يكون فكره موئلا للجميع ولكن الإمام مالك رفض قائلا (إن لدى هذا العلم ولدى غيرى علم آخر فلا ينبغى أن يحمل المسلمون على علم دون علم )..وبلغ الأمر بهذا العالم الربانى الفذ أنه تحمل الضرب الشديد فى سبيل الدفاع عن منهجه القويم ...
هؤلاء هم العلماء الأفذاذ الذين ترقت بهم الأمة وكانت أعمالهم فى ميزان حسناتهم
ثم ...
خلف من بعدهم خلف أضاعوا الفقه والتفقه وحولوا النهر العذب إلى برك آسنة ...
أقول هذا عن جيل من تلامذة هؤلاء الأئمة الأعلام الذين تعصبوا لمذاهبهم وأقوال مشايخهم وحملوا عليها كلام الله ورسوله ...ومنحوا بذلك أصحاب النفوس المريضة أرضا خصبة تنمو فيها آراؤهم المتخلفة وأحقادهم الدفينة ...
وإذا نظرت فى كلام من يزعمون أنهم أهل السنة وجدت البون شاسعا بينهم وبين روح السنة الرحيمة الرقيقة الخيرة ...
وإذا نظرت فى كلام الذين يزعمون أنهم شيعة على رضى الله عنه وجدت أنهم أبعد مايكون عن نهج هذا الإمام القائد الزاهد العالم ....
وأجدنى أقول لكل هؤلاء :
لو صدقتم لاجتمعتم على كلمة سواء ...
لو صدقتم لوحدت بينكم أركان الإسلام وأركان الإيمان ومقاصد الشريعة وأخلاقها وعباداتها ...
لو صدقتم لوسعكم ما وسع أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم حين كانوا يختلفون فى بعض فتاواهم ولكنهم ما جعلوها نزاعا أبدا وكانوا إخوة بحق يحرصون على حقوق الأخوة الإسلامية
لو صدق هؤلاء لأحسنوا تقديم الإسلام إلى العالم كما قدمه محمد صلى الله عليه وسلم دين رحمة وخير وسلام ودين علم وحضارة ..
إن هؤلاء هم الذين يصدق فيهم قول الله تعالى "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم فى شىء "الأنعام159