الاثنين، 2 نوفمبر 2009

الموت

الموت ذلك الوافد الرهيب الكريه .لا يرحل إلا ليعود يحصد الأرواح ويحيل الأجساد إلى أشلاء.ثم يخلف اليتامى والأرامل .
إنه يضع حدالكل أمل ,ويخنق كل رغبة .
إنه الموت .
ولكن-وآه من لكن -هل تصورت الحياة بلا موت ؟
إن كنت لم تتخيل فتعال معا نتخيل .
أنت فى عمر الورود .ممشوق العود ,ناعم الخدود ,حديد البصر
جهير الصوت ,واسع الخطو,........
فكيف تتخيل نفسك بعد خمسين عاما ؟
يا الله .
لقد انحنى الظهر ,وتغضنت الخدود,وكلّ البصر,ووهن العظم واشتعل الرأس شيبا ,وسقط الفم ,وارتعش الصوت ,وأصبحت
السيقان ثلاثة وربما أربعة .....
أوّاه  ثم أوّاه ثم أوّاه
لقد أصبحت حطاما .
وربما تحالفت عليك الأمراض ,فأنهكت جسمك ,وأربكت أهلك
فمنهم من يرثى لك ,ومنهم من يتمنى رحيلك ولو من باب الشفقة
عليك .
فما رأيك فى هذه الحياة ؟
ولو كان لك أن تختار ,فأيهما تختار ؟
حياة مديدة كتلك الحياة ؟
أم حياة أقصرولكنها أنضر.أيامها رغد وشهورها سعد ؟
قبل أن تختار.الحمد لله الذى لم يترك لك الخيار.
إن كثيرا من الناس يمشون على الأرض ولكنهم غير أحياء.إنهم
يتحركون بلا معنى ويسيرون بلا هدف ,ويذهبون كما جاءوا
لا يعلمون من أين أتوا,ولا يعلمون إلى أين يسيرون ,ولا يدرون ما نهايتهم .
أى فرق بين هؤلا ء وبين الأنعام ؟اا
إن كثيرا من الحيوات أبشع من الموت ,وأقسى من الموت,وأسود
من الموت .
ولعلك سمعت عن طلاب الموت الرحيم .
فسبحان الرحمان الرحيم الذى أنعم علينا بالموت .وندعوه-جل شأنه -أن يجعله مقدمة للحياة الحقيقية .
مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: