السبت، 31 يوليو 2010

مع سورة (العصر)12

افتراضي مع سور(العصر)12

الحصاد
-روى الطبرانى عن عبيد الله بن حصين قال:كان
الرجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقيا لم يفترقا إلاعلى أن يقرأ أحدهما على الآخر سورة العصرإلى آخرها ثم يسلم أحدهما على الآخر.
-روى عن الشافعى رحمه الله أنه قال :لو تدبر الناس هذه السورة لوسعتهم .وروى عنه قوله :
لو لم ينزل إلى الناس إلا هى لكفتهم .
-ذكر الله تعالى التواصى بالحق والتواصى بالصبر فى هذه السورة مرتين ,مرة على سبيل الإجمال فى "وعملوا الصالحات"لأنهما من العمل الصالح ,ومرة صراحة على سبيل التفصيل بعد الإجمال ,وهذا من طرق التوكيد .
-التواصى بالحق تعليم وتدعيم حقائق الهدى وعقائد الصواب,ورياضة النفس على فهمها.
-والتواصى بالصبرمنع النفس من تحصيل ما تشتهيه رجاء خير أعظم ,وهذا الفارق بين الصبر على الطاعة والصبرعلى الشرالذى يقتضى التعب .
-فى التواصى بالحق والتواصى بالصبر إقامة بالمصالح الدينية والدنيوية المعتبرة .
-دوام هذا التواصى تجعل مكارم الأخلاق ملكة عند الفرد والمجتمع .
- هذا التواصى يعنى أن المسلمين على قلب رجل واحد ,وأنهم كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو
تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى .
-الإنسان البعيد عن الله فى خسر دائم,لأنه بعيد عن مصدر القوة ومانح السعادة .
-النية الصالحة رباط قوى يربط العبد بربه والعمل الصالح يربطه بربه وبالناس .
-المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف لأنه يحسن التوكل على الله باتباع سننه
الكونية .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .


مع سورة (العصر)11

افتراضي مع سورة (العصر)-11

"وتواصوا بالصبر"
الصبر أهم أسلحة النصر,لأن النصرلاتصنعه أدوات
الحرب وإنما تصنعه الأيدى التى تحمل السلاح وهذه الأيدى لاتتحرك ذاتيا,إنما يحركهاقلب ينبض بمبدأ,ورأس يتحرك بفكر,وكم من جيش
عرمرم ولى الأدبار لأن جنوده لايعرفون لماذا يقاتلون ,وفيم يقتلون ؟
والمسألة فى النهاية إنسان فى مواجهة إنسان.
إنسان يعلم تماما من هو؟ولماذا جاءإلى الدنيا؟
وإلى أين يمضى؟وما هدفه الأسمى؟
وإنسان مسوق إلى حيث يراد له ,قيل له:تعال فجاء,وقيل له قاتل فقاتل ,وهو ليس من هذا كله
فى شىء.
وقد يحاول الباطل أن يربى جنوده على الولاء له
إما بإغرائهم بالمادة وإغراقهم فى المتعة,وإما
بتزييف الحقائق وإلباس الباطل لبوس الحق,وقد
ينخدع جنوده فيؤمنون بالباطل,وهنا يكونون مقاتلين أشداء لجولة أو جولات ,ثم يتهاوون عندما يرون ثبات المؤمنين رغم قلة عددهم وعددهم,وتلك عبقرية (الصبر)وجاذبيته الآسرة
التى تجعل الباطل يتجرع مرارة الهزيمة وهو فى
قمة قوته أمام الحق الصبور حتى وهو يئن من الألم.
تعالوا معى لنتمثل هذا المشهد المهيب .
شيخ كبير ,وامراته الضعيفة ,فى القيد والعذاب
أمام فرعون هذه الأمة ,بكل حماقة القوة,يحاول
قسر هذين الضعيفين على الردة,وهما يأبيان ويموت (ياسر)شهيداويسقط جسده ويسقط معه
كبرياء أبى جهل ,فيعود إلى الضعيفة العملاقة
(سمية)لعلها تشفى أحقاده ولو بكلمة تبرد قلبه
ولكنها تتفل فى وجهه ,نعم تتفل فى وجه فرعون
بالله عليكم ,هل كانت (سمية)رضوان الله عليها
ضعيفة ؟كلا والله .لقد كان الفرعون أضعف من
جرذ عندما استل رمحه المجنون ليسجل شهادتها
وهوانه ,واتجه إلى الشاب الموتور(عمار)وكأنه
يستجديه ويسترحمه أن يقول كلمة يحفظ بها ماء وجهه ,وما كاد عمار ينطق الكلمة حتى يقبل فرعون ويرضى وهو الذى لم تكن تكفيه الكلمات.
ماهذه القوة العاتية التى تقمصت هؤلاء الأبطال؟
إنها ببساطة قوة (الصبر)وقد ذكرهم بها حبيبهم
صلى الله عليه وسلم وهو يراهم فى العذاب:
"صبرا آل ياسرفإن موعدكم الجنة ".
وقد يظن البعض أن الصبر قوة سالبة,وهذا خطأ
فادح,فالصبر قوة إيجابية ,إنه الدفع نحو الثبات
ولولاه لركع الحق أمام الباطل,وهذا الصمود هو
الذى يفتح العيون العمياء على جلال الحق فتتبدل
موازين القوى فإذا الباطل القوى يخر,وإذا الحق
الذى يُظن أنه ضعيف ينتصر.
ومن هنا كانت تربية الإسلام لأهله على الصبر
بوسائل شتى :فالصوم صبر,والصلاة صبروالحج
صبر,والأمر بالمعروف والنهى عن المنكرصبر.
أى أن أداء الطاعة صبر والبعد عن المعصية صبر ,واحتمال الأذى صبر,وما جهادالباطل إلا بعض هذا الصبر.
ومن العجب أن نرى الباطل يحاول أن يتسلح بهذا
السلاح القاهرفيقول زعماء الباطل لأتباعهم كما
يحكى القرآن "أن امشوا واصبروا على آلهتكم"
ص6,ولكنه الضحك على الذقون ,فأى صبر يطلبون؟إن التابع يعلم أن هذا الصبر مصلحة المتبوع فى زعامته وماله,التى ليس للتابع فيها
من نصيب ,إنه الصبر المفروض من خارج ,لا الصبر النابع من الداخل ,فشتان شتان .
ونظرة متأنية إلى الترتيب فى سورة العصر
فالتواصى بالصبر يأتى عقب التواصى بالحق لأن
الحق مبدأ والصبر قوة,ولابد للمبدأ من قوة تنافح عنه ,لأن الصراع ليس صراعا مجردا,بل هو صراع تختلط فيه الأجساد والمصالح والأفكار
ليسجل فى النهاية الانتصارلمن يستحق الانتصار
وليس أولى من الحق بالبقاء,وهذا من حصاد سورة (العصر),ولكن لاتعجلوا فموسم الحصاد
اللقاء القادم بإذن الله تعالى.

مع سورة (العصر)-10

افتراضي مع سورة (العصر)-10

"وتواصوا بالحق"
التواصى :أن يوصى بعضنا بعضا,والتواصى غير
التوصية لأن هذه تكون لما بعد الموت,أماالتواصى
فحال الحياة ,ومعناه أن تحمل همى وأحمل همك
وأرجو لك من الخير ما أرجوه لنفسى ,ولهذا كان
على المؤمنين أن يتواصوابالحق ,فما الحق؟
لقد وردت هذه الكلمة فى القرآن مئتين وست وسبعين مرة ,وذكرأهل العلم أنها تدور حول هذه
المعانى :
الأولالله)كقوله تعالى:"ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن "المؤمنون
71أى :لو اتبع الله تعالى أهواءالمشركين ,ومنها
"وتواصوابالحق"أى بالله وطاعته .
الثانىمحمد)صلى الله عليه وسلم فى قوله تعالى:"وتكتمون الحق وأنتم تعلمون"آلعمران71
توبيخ لليهود الذين يكتمون نبوته صلى الله عليه وسلم رغم علمهم بها.
الثالثالإسلام)كقوله تعالى:"إنك على الحق المبين"النمل 79.
الرابعالقرآن)كقوله تعالى:"بل كذبوا بالحق لما جاءهم "ق5.
الخامسالعدل)كقوله تعالى:"يومئذ يوفيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين "
النور25.
السادسالتوحيد)كقوله تعالى:"بل جاء بالحق وصدّق المرسلين"الصافات37.
السابعالصدق)كقوله تعالى:"ويستنبؤنك أحق هو قل إى وربى إنه لحق"يونس53.
الثامنالنازل الحاصل )كقوله تعالى:"وكذلك حقت كلمة ربك على الذين كفرواأنهم أصحاب النار" غافر6.
التاسعضد الباطل)كقوله تعالى:"ذلك بأن الله هو الحق"الحج62.
العاشرالمال)كقوله تعالى:"وليملل الذى عليه الحق"البقرة282.
الحادى عشرالأولى)كقوله تعالى :"ونحن أحق بالملك منه"البقرة247.
الثانى عشرالنصيب)كقوله تعالى:"والذين فى أموالهم حق معلوم"المعارج24.
الثالث عشرالحاجة)كقوله تعالى:لقد علمت مالنا فى بناتك من حق"هود79.
الحق بهذه المعانى يدور حول الالتزام فى العقيدة والسلوك وشئون الحياة .
والحق غاية الجميع الأبرار والفجار,ولكل معياره
الخاص الذى يقس به الحق ولذا وجب التبرؤ من
حكم النفس لأنها ستحكم على هواها.والتحاكم إلى الله تعالى لأنه "هو الحق المبين ".
والذين يرضون حكم الله هم الأبرار فالحق فى جانبهم,والحق عند الفجار هو عين الباطل .
ولابد من الصدام المر بينهما ,كل يسعى لإزاحة الآخر ليعيش ,وإذا كان الله قد وعد ووعده الحق
بأن العاقبة للمتقين,فإن ذلك لن يكون بلا ثمن
فالحق غال وغايته الجنة وهى الأغلى وكل ثمن يدفع لقاءها رخيص ,وهذا أمر يعلمه المؤمنون
ولكنهم بشر يحيون ظروف هذه الحياة الدنيا ويعانون من ضغوطها لذا فهم فى حاجة إلى المدد
الذى يقويهم ويشد من أزرهم ويهون الصعاب أمامهم,ولن يتأتى هذا إلا بالتمسك بأقوى أسلحة النصر ,وهو (الصبر),موضوع لقائنا القادم إن شاء الله .

الجمعة، 30 يوليو 2010

مع سورة(العصر)-9

افتراضي مع سورة(العصر)9

"وعملوا الصالحات"
القلوب مخبأة فى الصدور,تنطوى على الخير والشر,ولاينبىءعن المخبرإلاالمظهر,والمظهر هو
العمل ,سواءأكان عمل اللسان أم عمل الجوارح .
وصدق الشاعر:
إن الكلام لفى الفؤاد وإنما
جعل اللسان على الفؤاد دليلا
إذا لابد من عمل صالح ليدل على القلب الصالح
ولذا عرف علماؤنا القدامى الإيمان بأنه(ماوقرفى
القلب وصدقه العمل),وعلى هذافقول الإنسان:أنا
مؤمن يظل مجرد دعوى تفتقر إلى برهان عملى
هو (العمل الصالح).
ولكى يكون العمل صالحا لابد من توافر شرطين:
الأول:إخلاص النية لله,حتى يبرأ العمل من النفاق
الثانى:أن يكون العمل موافقا للشرع .
أى أن حسن النية لايكفى لصلاح العمل,لأن هناك
ضوابط لابد من مراعاتها.
ولابد أن تعلم -يا رعاك الله-أنك حين تعمل تأخذ
البعد الاجتماعى أى مواقف الآخرين من هذاالعمل
وأثره عليهم ,أى أن هناك موازنة بين صالحك
وصالح الآخرين ,وهذه الموازنة يحكمها حكم عدل فوق كل الأطراف وهو الشرع الشريف.
وهذا العمل الصالح يراعى صلاحك وصلاح من
تتعامل معه ,وعلى هذايجب أو ينبغى أن يكون
مقبولا .
ولكن الأمور لاتسير هكذا دائما ,ففى كثير من الأحيان لايقبل العمل الصالح,لأنه يتعارض مع
النفوس الخبيثة ,لأنه يعريها ويكشف عوارها
فهى تكرهه وتحاربه دفاعا عن مصلحتها.
وبالتالى يكون العمل الصالح عبئا على صاحبه
وهنا يبرز دور(إخلاص النية),فهذا الإخلاص هو
الذى يمنح صاحبه القوة اللازمة للعمل,ويقوى
عزمه على الإنجاز وتجاوز المعوقات لأنه حين
يعمل لايبتغى إلا وجه الله .
إن العمل الصالح تحرك فعلى ضد الفساد,فلا عجب أن نرى الفساد ينتفض دفاعا عن كيانه وما
دام فسادا فسوف يلجأ إلى كل الوسائل ولن يراعى شرفا ولا نبلا فى الوقت الذى يحرص فيه
العمل الصالح على الشرف والنبل ,ومن هناتكون
شراسة المعركة .
ومما يزيد الموقف صعوبة أن أهل الفساد أكثر وأقوى "وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين"
يوسف 103"وإن تطع أكثر من فى الأرض يضلوك عن سبيل الله"الأنعام 116
هل رأيت ؟إن المعادلة صعبة ,أنت تريدبذل الخير
ولاتريدعليه أجرا,ولكن هذا الخيريسلب الآخرين
مكاسب ظالمة ,وليس لك إلا أحد خيارين:إما أن
تؤثر السلامة وتمشى (جوار الحائط),وإما أن تصر على بذل الخير مهما كانت التكاليف .
فإذا اخترت المواجهة فمن الحكمة أن تتسلح بما
يلزم من وسائل الدفاع عن نفسك وعن الخيرالذى
تبذله ,وعليك أن تتوقع النجاح وأن تقبل الفشل
لتعيد الكرة بعد الكرة حتى يتحقق وعد الله .
وإذا كنت صادقا فى عمل الخير فلن تظل وحيدافى
الميدان ,وتأكد أن الخير له جاذبية تجذب القلوب
الخيرة وإن كانت قليلة ,وهذه الفئة رغم قلتها لا
يستهان بها,وضراوتها فى أثناء القتال لاتقاوم وقد سجل تاريخ البشر أن النصر فى النهاية للخير "كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله"البقرة 249
إذن المعركة ليست فردية,وكل فئة تتعصب لنفسها ولابد من ميثاق تقوم عليه العلاقة بين
أهل الخير,هذا الميثاق يقوم على أن يحمل أهل
الخير هموم دعوتهم ويبنون جسر التواصل والتناصر بينهم ويكون ذلك أولا(بالتواصى بالحق
وهو موضوع حديثنا القادم إن شاء الله.

مع سورة(العصر)-8

افتراضي مع سورة (العصر)-8

"إلا الذين ءامنوا"
هذه القلة المستثناة من الكثرة الخاسرةولأنها قلة
متميزة جاء التعبيرالإلاهى وسلط عليها الضوءفلم
يقل فى كلمة واحدة:المؤمنون ,ولكن ذكراسم الموصول الذى لابد له من جملة الصلة فكان التعبير بكلمات ثلاث لأن زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى.
فمن الذين آمنوا ؟
إنهم الذين أدركوا يقينا الحقيقة الكبرىوهى وجود الله تعالى فوقرت فى قلوبهم وقادتهم إلى
التصديق الكامل بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر ,وهذا معناه أنهم استسلموا لله قلبا
وقالبا,لأن الإيمان بهذه الخمس إيمان بالغيب الذى لايدركه العقل ,وهذالايتحقق إلا إذاطغانبض
القلب على أطروحات العقل .
هناك أسئلة يطرحهاالعقل ولايمكنه الإجابة عنها
لأنها تقع خارج نطاقه ,ولكن القلب يحسهاوإن كان يعجز عن التعبير عنها لأن التعبير لغة العقل
ولهذا لايتوقف المؤمن كثيرا عند حدود العقل لأنه
-يعلم أن العقل محدود بتصوراته .
-ويعلم أن إحساس القلب الصادق ومضة من عالم الغيب .
-ولأنه يثق فى الله الذى يؤمن به ,وأن عنده وحده الحقيقة الكاملة .
فهو حين يستسلم لله يأوى إلى ركن شديدوحصن
حصين ,وهو -بيقينه الكامل-فى أمان تام .
فالمؤمن سيد عظيم,سيد نفسه,يحتويهاويقودها
وسيد الأشياء من حوله فهو الذى يعطيهاالمعنى
وهى بدونه مجرد أشياء معطلة .
والمؤمن استمد هذه السيادة من الله تعالى,لأن
(المؤمن )من أسماء الله الحسنى .
فهو المؤمن أى المصدق لرسله بالمعجزات ولكل
مؤمن بالتثبيت والنصر"ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون"الصافات 171-173
وهو المؤمن الذى يهب الأمان لأوليائه"الذين لم
يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون "الأنعام82
وبعد ....
فهل علمتم -رحمنى الله وإياكم -مصدر القوة التى
يتمتع بها المؤمن ؟
وهل رأيتم تلك المكانة العليا التى يتبوؤها ؟
ولكن الإيمان ليس إحساسا قلبيا مجردا لأن القلب
لاينبض فى فراغ وما سمى القلب قلبا إلا لأنه يحيا فى قالب ,ولابد لهذا اليقين القلبى أن يكون له حضورفى الخارج,ولاخير فى قلب يكبت نوره
ويكفكف إشعاعه ,بل هذا القلب البخيل لاوجودله.
فكيف ينبلج نور القلب المؤمن ؟
هذا ما سنجيب عنه فى حديثنا القادم إن شاءالله.

الاثنين، 26 يوليو 2010

مع سورة (العصر)7

افتراضي مع سورة (والعصر )-7

الخسر
يؤكد ربنا جل وعلا أن عموم الناس فى خسران
والمؤكدات هنا :
- أن الكلام كلام الله "ومن أصدق من الله قيلا"؟
-وإن وهى سيدة حروف التوكيد .
-واللام الداخلة على خبر إن .
-والجملة الإسمية التى تفيد بأصلها الثبوت .
-والتعبيرب(فى)خسر الذى يشعرك بانغماس هذا
الإنسان فى بئر الخسار التى ليس لها قرار .
كل هاته المؤكدات تقررأمرا مفزعا هو تردى هذا
الإنسان فى هاوية الخسران .
فأى خسران هذا ؟
هل هو فقدان الثروة والوقوع فى براثن الفقر؟وما
أدراك ما الفقر ؟
أم هو فقدان الصحة والوقوع فريسة للمرض المذل ؟
أم هو فقدان الهوية والضياع فى تيه الضلال؟
أم هو فقدان السلطة والارتداد إلى صفوف العوام
المقهورين ؟وهذا هوان لايحس به إلا من فقد السلطان .
إنه أكثر من هذا وأكبر .
إنه فقدان الحياة الباقية الدائمة .
إنه فقدان كل شىء دون مقابل على الإطلاق .
نعم .فهذا الذى خسر نفسه خسر كل شىء ولو ربح العالم كله ,ولكنك لو تأملت قليلا لأدركت أنه
لم يربح دنياه أيضا ,وإنما وقع ضحية وهم كبير
زائف بأن الدنيا ملك يديه ,وهو يخدع نفسه لأن
يديه أضعف وأصغر من تقبض على الدنيا,ولأن
الدنيا فى الحقيقة هى التى تحتويه وتقبض عليه
وهو مسكين يضحك وعنقه تحت السكين ,حتى
إذا ما حان الحين تلفت حوله فإذا هو صفر اليدين
وإذا هذه الدنيا التى ظن أنها ملكه تخرج لسانها
له وتنسل أمام عينيه لتتراقص أمام غيره وتعود
لتلعب نفس الدور الذى لعبته معه ولايجد إلاأن
يزفر من كل جوارحه :يا للضيعة والخسران .اا
نعم .لقد خسر الآخرة "وإن الدار الآخرة لهى الحيوان لو كانوا يعلمون "العنكبوت 64
ولكن هل حكم الخسران هذا حكم نافذ على كل إنسان لانقض له ولا مفر منه ؟
لا.بل هناك استثناء ,والاستثناء يكون دائماللقليل
من الكثير فإذا كان الأكثرون هالكين خاسرين فإن
الأقلين ناجون .فمن هؤلاء الناجون ؟
إنهم "الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وتواصوا
بالحق وتواصوا بالصبر".
ماهذا كله ؟إنها جبال يجب اجتيازها,وبحار لابد
من عبورها .
ولكن يارب الرحمة والفضل ,لماذا هذه التجربة
المرة ؟ لماذا لاتدركنا رحماتك فتكون المسالة رخية هنية ؟لماذا هذه المعاناة ؟
أيها الإنسان الكسول .
لابد من المعاناة ,لأن الأمر جد لاهزل ,ولأن الفوز كبير والجائزة عظمى تستحق أن يبذل لها
العمر كله ,إن الجائزة هى (الجنة )وليست أى جنة إنها(جنة عرضها السموات والأرض )فيها
ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشرثم هى فوق ذلك دائمة لانصب فيهاولاوصب.
إنها الهدف الأسمى ,فلننظر سويا-إن شاء الله-
كيف نستطيع أن نمضى على الطريق ليكون لقاؤنا بفضل الله هناك .


مع سورة(والعصر)6

افتراضي مع سورة (والعصر)-6

"إن الإنسان لفى خسر "
الإنسان
وردت كلمة(الإنسان)فى القرآن 65فى أسلوب نداء
وغير نداء .
ويدور استعمال هذه الكلمة حول الحديث عن الخَلق والخُلق .
استمع إلى مولانا جل وعلا يحدثنا عن نشأتنا:
"ولقدخلقناالإنسان من سلالة من طين"المؤمنون
12"إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج"الدهر2
واستمع إليه سبحانه يحدثنا عن أخلاقنا:
"وخلق الإنسان ضعيفا"النساء28"وكان الإنسان
أكثرشىءجدلا"الكهف 54:لقد خلقنا الإنسان فى كبد" البلد 4"إن الإنسان لربه لكنود"العاديات 6
"إن الإنسالن ليطغى أن رّآه استغنى"العلق6-7
"وكان الإنسان عجولا"الإسراء11
"خلق الإنسان من عجل "الأنبياء37
"يأيهاالإنسان الإنسان ما غرك بربك الكريم"
الانفطار-6
ياأخى فى الإنسانية :
ربك" الذى خلقك فسواك فعدلك فى أى صورة ماشاء ركبك"هذا الإله القوى القادر يناديك بكل
الطرق :
باعتبار أصلك :يابنى آدم .
باعتبار جنسك:يأيها الناس.
باعتبار شخصك:يأيهاالإنسان .
باعتبار أنك صنعته:ياعبادى.
وهو سبحانه فى هذا الخطاب يعرفك بأصلك ويبصرك بتاريخ أبويك مع الشيطان ويحذرك منه
ويخبرك بمكانتك عنده سبحانه وأنه كرمك وسخر
لك كل مافى السموات ومافى الأرض وجعلك فى الأرض خليفة ,ولم يتركك وحدك بل كان معك فى
كل أحوالك يدبر أمورك التى لايمكنك تدبيرها فسخر لك الشمس والقمر والرياح والماءوسيرلك
أجهزتك التى تعمل فى جسمك ولا تدرى عنها شيئا,وأرسل إليك الرسل بالمنهج القيم الذى يرشد خطاك ويعلى قيمة العقل ويحثك على حسن
استخدامه فيما يطيق وفيما يفيد,ويقررسبحانه أنك إذاأحسنت استعمال عقلك فى أمور دنياك فلن
يضيع عملك بل ستأخذ ثمار هذا العمل حتى ولولم
تكن مؤمنا بربك الذى أسبغ عليك نعمه ظاهرة وباطنة "من كان يريد الحياة الدنياوزينتها نوف
إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لايبخسون"هود15
أرأيت إلى هذا الكرم الإلاهى ؟تكفر به ولا يظلمك
حقك ويجازيك على جدك فى الدنيا فييحقق لك هدفك ما دمت تحسن العمل ,أما فى الآخرة فالأمر
يختلف إذا كنت قد اخترت ألا تكون من أهلها .
أيها الأخ فى الإنسانية :
هذا موقف ربك منك فماذا عن موقفك من الله ؟
الله جل جلاله يجيب :"إن الإنسان لفى خسر"
فما حقيقة هذا الخسر ؟وما السبيل إلى النجاءمنه
لنا لقاء فى ذلك إن شاء الله .


السبت، 24 يوليو 2010

مع سورة (والعصر)-5

افتراضي مع سورة (والعصر)-5

المعنى الرابع
العصر :صلاة العصر
فى الحديث الصحيح من رواية الزهرى عن سالم
عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتر أهله وماله".
من المعلوم بالضرورة مكانة الصلاة فى الإسلام
وأنها عمود الإسلام كما قال صلى الله عليه وسلم
وبانهيار هذا العمود تنهارخيمة الإسلام .
وذلك لأن الصلاة رباط مباشر بين العبد وربه وهو عندما يقوم إلى الصلاة ينصب وجهه تلقاء
وجه الله "فأينما تولوا فثَم وجه الله"البقرة 115
وهذا اللقاء المباشر بين العبد وربه لقاء مفتوح
يقول العبد فيه ما شاء ويطلب ما شاءوهويعلم أن
ربه قريب مجيب .
وهذا يقال فى الصلاة كلها فلماذا صلاة العصر؟
لأنها الصلاة الوسطى على قول جمهور العلماء
وقد خص الله تعالى هذه الصلاة بمزيد من الحفاوة "حافظواعلى الصلوات والصلاة الوسطى
البقرة238
فقد ذكرها مرة ضمن الصلوات ثم ذكرهاصراحة
ولأنها تأتى فى فترة تشتهى النفس فيها المتعة
والبحث عن اللذة فقد انكسرت حرارة الهاجرة
وبدأت الظلال تحبو والأنسام تهفو وهذا جو يدعو
إلى شىء من الرفاه ,فأين يكون الرفاه ؟وأين تجد النفس المؤمنة راحتها ؟
إنها الصلاة .فى هذا الوقت ,وفى كل وقت غير معتاد ,سواء أكان وقت شدة أو رخاء .
ولكن وقت الأزمات قد تكون المعانات من الأزمة
دافعا إضافيا للقيام إلى الصلاة أما فى الأوقات
الرخية فالدافع إيمانى محض مع عدم التقليل من
دعاء الله تعالى "رغبا ورهبا ".
إذن .هى رسالة إلى الناس تقول :
تعرفوا إلى الله فى الرخاء يعرفكم فى الشدائد .
إن ربكم رب الظروف كلها حلوها ومرها فكونوا
معه دوما يكن معكم دوما .
إن صلاة العصر عمل قليل الحجم ولكن ميزة هذا الدين أنه دين الكيف لادين الكم فقط :أخلص النية
وأتقن العمل تكن عبدا تقيا نقيا .
وإذا كانت صلاة العصر صلاة آخر النهارفتنبه إلى أنها أروع ختام ليومك وأنك توشك على بدء
الليل فهل ستحسن ختام ليلك كما أحسنت ختام نهارك ؟
إن صلاة العصر وسط بين صلاتين بالنهار وصلاتين بالليل وكأنها ترمز لخاصية الإسلام التى لاتوجد فى سواه (الوسطية) وهى -أى صلاة
العصر-تدريب عملى ونفسى على الوسطية يتم كل يوم لتعود المسلم على منهج الاعتدال فى كل شىء فلا إفراط ولاتفريط .
إن كلمة (العصر)قرينة كلمة (الهصر)وهى تعنى
الضغط المتوالى لاستخراج شىء فعلام تضغط ؟
وماذا تريد أن تستخرج ؟
إنك تضغط على نفسك مرة بعد مرة تريد أن تنشطها تثيرها لتخرج أجمل ما فيها ,انت تحاول
أن تفسح الطريق بهذا العصر وهذا الهصر أمام
قطرات الضوء فى نفسك كى تظهر وتشع وتصبح
شلالا من الضياء الغامر الباهر يحيل ظلامات الدنيا إلى أنوار من الطهارة وبذل الخير .
إنها صلاة العصر ..ميدان رحيب ومعراج حبيب
فهل نرتقى ؟

مع سورة (والعصر)-4

افتراضي مع سورة(والعصر)-4

المعنى الثالث
العصر:عصر النبى صلى الله عليه وسلم
لقد كان هذاالعصر ثلاثة وعشرين عاما فقط ,لاتعد
شيئا فى عمر الزمان ,ولماذا الزمان ؟فهذا عصر نوح عليه السلام ألف سنة إلاخمسين عاما,ولكن
ماذا كانت النتيجة ؟"ما آمن معه إلا قليل"وهذا القليل لم يزد على ثمانين فى أقوال المفسرين.
أما عصر محمد صلى الله عليه وسلم الذى يعد
لمحة يسيرة فكانت نتيجته غدقا وخيراكثيرا عم
العالمين.
إنها بركة الرسول الخاتم والرسالة الخاتمة.
إنها خصيصة الإسلام الذى يجذب الأرواح الطاهرة والنفوس المستقيمة.
هذه البركة الإلاهية أثمرت جيلا من العمالقة من
الرجال والنساء والصبيان .
وهؤلاء الرجال والنساء لم يولدوافى الإسلام ولم
يشبوا فى حضنه .ولكنهم نشأوا فى عصر جاهلى
ظالم مظلم ,ورغم ذلك خرجوا من حمأته السوداء
إلى نورغامر وضياءباهر .فما سر ذلك؟
هذا هو السؤال .وهذه هى الرسالة التى يرسلها
القسم الإلاهى :
أيها الإنسان:افتح عيون قلبك وعينى رأسك وتنبه
القوة هنا ..والراحة هنا..والسمو هنا..والمتعة
الحقيقية هنا .
إنه الخير كله وضعه الله بين أيديكم فلا تضيعوه
خذوه كله عضواعليه بالنواجذ ,دعوه يتغلغل فى
أعماقكم حتى تتشربه نفوسكم فيكون قلبكم وقالبكم ,وساعتها ستتوهجون نورا وتمتلئون
سعادة .
إن هذاالعصرالنبوى الذى أثمرخيرأمة أخرجت للناس لم ينته عطاؤه ولن ينتهى ,فهذه مهمته
إنتاج خير الأمم .
إن الطريق لايزال مفتوحا فهيا وكونوا
"خير أمة أخرجت للناس "



الجمعة، 23 يوليو 2010

مع (سورة (والعصر)-3

افتراضي مع سورة (والعصر)-3

المعنى الثانى
العصر بمعنى :آخر النهار
هذه الفترة القصيرة هى أقصر فترات اليوم وقدجاء
فى الحديث الشريف مثل عظيم يجدر بناأن نتفهمه:
صاحب عمل كلف بعض العمال أن يعملواله من الصبح إلى الظهر على أن يأخذ كل منهم دينارا.
ثم كلف مجموعة أخرى بالعمل من الظهرإلى العصر على أن يكون أجر كل منهم دينارا.
ثم كلف مجموعة ثالثة بالعمل من العصرإلى المغرب على أن يكون أجر كل منهم دينارين .
فاعترض الفريق الأول والثانى وقالوا:كيف نعمل
فترة أطول ونأخذأجراأقل؟بينما عمل الفريق الثالث فترة أقل وأخذ ضعف الأجر؟
يقول الله تعالى -فى هذاالحديث القدسى-:هل ظلمتكم من أجركم شيئا ؟قالوا:لا.قال:فذلك فضلى
أعطيه من أشاء.
فى هذا الحديث القدسى إشارة واضحة تقول:
أيهاالإنسان :ما حياتك إلا هذه الفترة اليسيرة فإذا
أحسنت العمل فيها أعطاك الله تعالى من فضله ما
شاء .
أيها الإنسان :أليس عمرك ساعة ؟فلماذالاتجعلها
طاعة ؟
أيها الإنسان :هذا ربك الكريم يحببك فيه ويحثك
على التقرب إليه بإعطائك أجزل الثواب على أقل
الأعمال .
وهذه منحة منحها الله لأهل الإسلام تكريمالأمة
آخر الزمان ,هذه الأمة التى تشمل كل إنسان على
وجه الأرض يشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا
رسول الله .
أيها الإنسان :إذا كانت حياتك قصيرة ولمحة يسيرة فهى أحق أن تعاش بالطول والعرض والعمق ولن يكون هذا إلا إذا كان لكل لحظة فيها
معنى وهدف ,إنها لحظات ثمينة جدا لأنها إذا ذهبت هباء كانت خسارة فادحة لأنها لن تعود .
إنه عمرك يتسرب من بين يديك وأنت تنظر ببلاهة كأن الأمر لايعنيك ,بينما الذى تخسره هو
عمرك أنت الذى لايمكن تعويضه .
فهل من العقل أن تخسر عمرك دون مكسب ؟
بل تخسر عمرك بخسارة آخرتك ؟
إن َتَفكّر الإنسان فى العصر بهذاالمعنى (آخر النهار)يجعله لايفكر فى تفاهة الحياة بل على العكس تجعله يأخذ الأمر مأخذ الجد ويعد لكل شىء عدته حتى يفيد أقصى فائدة من هذه المدة
القصيرة ,لأن الحياة غالية غالية وحرام أن تضيع فى أمور رخيصة رخيصة .
إن القضية ببساطة كما قد قيل :
(الدنيا ساعة فاجعلها طاعة ).



الخميس، 22 يوليو 2010

مع سورة (والعصر)-2

مع سورة (والعصر)-2
المعنى الأول
العصر-الزمان كله
(الماضى والحاضر والمستقبل)
هذا المحيط الزمنى الذى يتحرك الإنسان بداخله,أما
الماضى فقد عاشه الإنسان بالفعل ولذافهو على دراية كاملة به ويمكنه الحكم له أو عليه ,والمستقبل الذى سوف يأتى وهو غيب لايدرى
الإنسان كيف يكون ,ووسائل السيطرة عليه محدودة وقد تكون مستحيلة,ولهذا كان موقف الإنسان منه موقف المترقب .
والحاضر:هو الوقت الذى يعيشه الفرد فعلا وهوحين يمارس الحياة فيه لايشغل نفسه بالحكم عليه ولكنه فقط يقتاته -إن صح التعبير-والذى
يأكل لايمكنه الحكم على مايأكله إلا بعد أن يتذوقه
ولهذا كان الحاضر مرحلة تذوق يأتى الحكم بعده
...........................
وحين يقسم الحق جل وعلا بالزمان -بهذا المعنى
فهو سبحانه يرسل رسالة إلينا تقول :
أيها الإنسان هذه حياتك كلها ماضيك وحاضرك ومستقبلك فى يدى لافى يدك حتى حاضرك ليس إلا لحظة وماضيك لحظة مضت ومستقبلك لحظة قادمة ,فماذا تملك من هذا الإطار الزمنى الذى لا
تستطيع الإفلات منه ؟
فهل لديك حل للتمرد على سيطرة الزمان ؟
وهل تعلم أن زمانك هو عمرك ؟هذه السنوات التى تعيشها من الميلاد إلى الممات ؟وأنت-طبعا-
لم تولد باختيارك ولن تموت باختيارك وما دام الأمر كذلك فليس أمامك إلا طريق واحد أن تلقى
قيادك إلى مبدع الزمان مبدع حياتك لأنه القادر عليك شئت أم أبيت ,فلماذا تتعب نفسك بالشغب عليه ؟إنك تعاند نفسك وتبدد طاقاتك ثم لن يكون
فى النهاية إلا مايريد هو جل جلاله .
أليس الأحكم والأربح والأجدى أن تلزم حدك وتجعل ربك تجاه وجهك فتريح وتستريح وتربح؟
...........................
إن القسم الإلاهى بالعصر -بهذا المعنى- يرسل هذه الرسالة العميقة ولن يفقهها إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
ندعو الله تعالى أن نكون -أنا وأنت- من هؤلاء.




الأربعاء، 21 يوليو 2010

مع سورة (والعصر)-1

افتراضي مع سورة(والعصر)-1

"والعصر إن الإنسان لفى خسر إلاالذين ءامنوا
وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".
لماذايقسم ربنا عز وجل ؟
لايقسم الحق جل وعلا لإثبات كلامه لأنه ليس أصدق من الله حديثا ولكنه يقسم ليلفت النظر إلى
بعض مخلوقاته فى السماء وفى الأرض ومابين
ذلك حيث يقود النظر إلى التفكر والوصول إلى
حقيقة هامة هى :أن من هذا خلقه وإبداعه أحق
أن يسمع كلامه وتنفذ تعاليمه ويحافظ على حدوده .
والحق جل وعلا يقسم فى هذه السورة بالعصر.
فما المقصود بالعصر ؟
هل هو الزمان كله الماضى والحاضر والمستقبل؟
أم هو الفترة الزمنية الواقعة آخر النهار ؟
أم يقصد بالعصر عصر النبى صلى الله عليه وسلم ؟
أم يقصد بالعصر (صلاة العصر)؟
هذه معانى أربعة يمكن-والله أعلم -أن تكون مرادة .
ولنا وقفة مع كل معنى إن شاء الله .


الأربعاء، 14 يوليو 2010

ما قل ودل

وقف اثنان أمام شجرة انفتحت فروعها يمينا وشمالا .
قال الأول :هذه الشجرة ترقص .
وقال الآخر:هذه الشجرة تقول :
                           
                             (يا رب)            


                

الشريعة بين الاجتهاد والانقلاب

لإسلام بين الاجتهاد والانقلاب

هل تريدأن تطورنفسك ؟كيف؟
هل يمكن أن تفتح صفحة جديدة تمامابحيث تدير ظهرك لكل ماضيك ؟
إن مضمون كلمة (تطوير)تعنى أن هناك أساسا ما
وأن حوله معطيات لم تعد صالحة لذا فأنت تبحث فى تحديث أى تطويرهذه المعطيات .
مثلا..مثلا رجل يريدأن يطورنفسه ماذايمكن أن يفعل ؟تعالوا نتصور معا...
يمكن أن يلبس (باروكة)حريمى ويرسم حواجبه
ويلبس قرطا وعقدا وأساور وملابس تكشف عن
صدره وظهره وفخذيه طبعا بعد أن ينعم بشرته
ثم يقوم من بعد ذلك بتطرية صوته والتدلل فى الحديث .
هل يعتبر ذلك تطويرا ؟
وهل يظل هذا المخلوق رجلا ؟أم يكون نوعا آخر؟
لاشك أن هذا مسخ لاتطور .
أما التطور فهو أن ينطلق من أساس ثابت هوأنه
رجل ولكن -والمهم ما بعد لكن- يقيده كسله أو فقره أو جهله أو إعاقته ,وهنا يبدأ جهده فى تطوير نفسه وإصلاح حاله .
تقول لى :مامناسبة هذا الكلام ؟
أقول :تلك المعركة الضارية والمفتعلة حول تطوير الشريعة الإسلامية ,وأن هذا مستحيل طالما تمسك (الظلاميون)بعلوم السلف وأقوالهم
ولاسبيل إلى التطور إلا بنبذ(السلفية)فكراوطريقة
واتباع (المنهج العقلى)وتحكيمه فى كل الأمور
باعتباره المرجعية المثلى .
وبهذاالخصوص لابد من تسجيل هذه الملحوظات:
:أن (التنويريين)-كمايسمون أنفسهم-يفهمون
(السلفية)الإسلامية كما يفهمون السلفية الغربية
وهذاخطأ فادح ورطهم فى حكم فاسد,لأن الدارس
المبتدىءيعلم أن السلفية الغربية وقفت حاجزاضد
العلم والتطور,واستبدت الكنيسة برأيها وأقحمت
نفسها فيما ليس من شأنها وهذا جعل الناس-فى
الغرب-وجها لوجه أمام أحد خيارين :إماالكنيسة
بجهلها وقيودها وإما العلم بتحرره وانطلاقه ولم
يطل اختيار القوم فقد اختاروا العلم وطلقوا الدين.
وقد قلنا وقال غيرنا كثيرا:الأمر مختلف تماما مع
(السلفية الإسلامية).
ولابد من التساؤل :ما معنى هذا المصطلح؟ السلفية الإسلامية ؟
هل هى فترة حياة الرسول صلى الله عليه وسلم
والصحابة والتابعين وتابعيهم ؟
إذا كان الأمر كذلك فالمعلوم يقينا أن تلك الفترة
حفلت بالإنجازات العلمية على كافة الأصعدة فى
العلوم النظرية والعملية ,والمنصفون من مفكرى
الغرب يقرون بأن النهضة العلمية الإسلامية كانت أساسا لانطلاق الحضارة الغربية .
وإذا كان المقصود بالسلفية الإسلامية فترة إغلاق
الاجتهاد بعد القرن الرابع الهجرى وما تبع ذلك من ركود تشريعى وتخلف فى ميادين الحياة مما
أدى إلى انتقال راية الحضارة إلى الغرب,فإن علماءالإسلام ومفكريه سبقوكم لإدراك تلك الحقيقة وتشريحها واستنكار إغلاق باب الاجتهاد
بل أعادوا فتحه من جديد وهناك اجتهادات معلومة وجادة فى إعادة طرح (الفقه الإسلامى)
وربطه بواقع الحياة المعاصرة .
فما الجديد فى الموضوع ؟
إذا كان -التنويريون-وأناأسمح لنفسى أن أسميهم
مفترضا حسن نواياهم- غير الدارسين .أقول:إذا
كانوا يريدون التطوير فليست السلفية الإسلامية
بمعناهاالأول خصما لهم ,وإذا كانواينظرون إلى
السلفية بمعناها الثانى على أنها عائق فإن فقهاء
الأمة يرون أن مفكرى هذه الفترة تحت المجاهر
والمشارط وهذا واضح تمامافى تناول كبارالعلماء
لفكر تلك الفترة ويمثل هذاقول الشيخ(محمد الغزالى)رحمه الله تعالى عن الإمام(السيوطى)
رحمه الله تعالى :[حاطب ليل]وهذا القول ليس
غضا من قيمة الإمام السيوطى العلمية ولكنه إشارة لظروف عصره الذى أجبر العلماء على جمع التراث كيفما اتفق وعلى محققى الأجيال القادمة تنقيح هذا التراث .
بل إن علماء الأمة لايعدون الصحابة والتابعين
معصومين وهذا واضح من كلامهم .
ورغم كل ذلك اتفق علماء الإسلام جميعا على
ضرورة الحفاظ على الثوابت .
وهذه هى النقطة التى لايفهمها إخواننا المجادلون
غير الدارسين أو لايريدون أن يفهموها.
إنهم يريدون أن يبدأوا من نقطة الصفر,وينقضوا
الأساس بدلا من أن يبنوا عليه .
وخطورة ذلك أن الأمة ستتحول إلى مسخ مثل هذا
الرجل الذى ضربنا به المثل فى بدء الحديث.
ترى لو حدث هذا -لاقدرالله-هل ستتقدم الأمة ؟
وهل عندما نتحول إلى نسخة شائهة من دول الغرب سنكون متقدمين ؟أم أننا سنكون كالبضاعة
المقلدة ؟وهل ساعتها سنظل مسلمين ؟
إن هؤلاء القوم -غير الدارسين-يعادون الإسلام
تحت عباءة التطور.وهم لايستطيعون المجاهرة
بنبذ الإسلام .ولهذا يلتفون حوله ليفرغوه من
مضمونه وليجعلوه دينا متحفيا مكانه المساجد
أما سياسة الحياة وارتياد ميادينهافذلك -فى زعمهم -شأن العقل والمصلحة ,وكأن الإسلام فى
عداء مع العقل والمصلحة .
القضية -أيهاالمسلمون-قضية الإسلام ذاته وهى
تتطلب منا :الوعى والصبر والثبات .


الأربعاء، 7 يوليو 2010

غير لائق اجتماعيا

غير لائق اجتماعيا

عندماتقدمت للتجنيد منذ خمسين سنة وقالوا:غير
لائق طبيابكيت بكاء مرا,ولاأدرى حتى الآن لماذا
رفضت لهذا السبب مع أنى وحيد أبوىّ؟ا
المهم أننى شعرت بالقهر مع أن الأمرلم يكن بيدى
ولكن المذل كل الإذلال أن ترفض لأنك غير لائق
(اجتماعيا).
ولكن ما معنى أن فلانا غير لائق اجتماعيا ؟
معناه أن أباه -ولامؤاخذة كما يقول العوام-رجل على قدحاله ,يعنى فلاح بسيط أوساع بريد أو
موظف كادح .
ياسلام . يعنى نحن لسنا أولاد تسعة كما يقال ؟
طبعا لا.تسعة من ؟هناك الكبار أولاد عشرة أو حتى خمسة عشر أما أمثالنا من الغلابة فهم أولاد
تسعة وأولاد كلب .
أقول هذا بمناسبة ما سمعته من الدكتور(سيف الدين عبد الرحيم )أستاذ العلوم السياسية بجامعة
القاهرة عن أحدطلابه النجباءالذي تقدم لاختبار
فى وظيفة (ملحق دبلوماسى )وكان ترتيبه الأول
ولكنه رفض لماذا؟لأنه غير لائق اجتماعيا.
وكان هذا الإحباط الشائن صاعقة حملت الشاب
الموهوب المسكين إلى قاع النيل .....
إنا لله وإنا إليه راجعون .
مسكين أنت ياوطنى ليس لك فى الطيب نصيب
مسكين أنت ياوطنى يامن تحكمك قوانين متخلفة
وضعتها عقول أكثر تخلفا .
لابد أن يكون أصحاب المراكز المهمة من أبناء
الطبقة (البرجوازية)لأن الباشا لايلد إلا باشا أما
أبناء الكادحين فهم الجرذان وديدان الشقوق يجب
ألا ينسوا قدرهم ويرفعواأعينهم فى وجوه سادتهم
سبحان الله"قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من
تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شىء قدير"آلعمران26
إن هذاالحكم ليس حكم التاريخ لأن التاريخ يقول
بالفم المليان :لقد كان عظماءالعالم فى السياسة
والعلم وحتى المال كادحين أولاد كادحين ,وتاريخ
مصر -صاحبة هذا التقليدالقذر-تاريخهابعد الثورة
يقول عكس هذاتماما,فما بال القوم لايكادون يفقهون حديثا ؟اااا
وهذاالتصنيف الجائر يسرى عندنا فى كل الأماكن
المرموقة ,فلايكون القاضى إلا من أولاد القضاة
ولايكون أستاذا فى الجامعة إلا من أسعده القدر
بأن يكون أبوه أستاذافى الوقت الذى يمكن أن يكون هذا الأب ابنا لأب بسيط ,ولكن ذلك كان فى
جو أكثر نظافة وإنسانية .
وبعد تلك القوانين الشائنة والشائهة يتعجبون من
عدم الولاء للوطن ,ويتعجبون من تزاحم الشباب
للفرار من هذه الديارولوإلى قاع البحار.
ياأصحاب الوطن الحقيقيين ,ياجماهير الكادحين
لقد قلنا كثيرا دعوكم من القوانين التى يفصلها
البشرعلى مقاسات من يريدون وتعالواإلى قوانين
الله العادل رب الناس جميعا الذى كرمهم دون
تصنيف "ولقد كرمنا ينى آدم وحملناهم فى البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا"الإسراء 70
تعالواإلى الله الذى كرم الإنسان على قدرإنسانيته
"يأيهاالناس إناخلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفواإن أكرمكم عند الله أتقاكم
إن الله عليم خبير"الحجرات13
إى وربى إنه عليم بأحوالنا خبيربما يصلحناوهذا
طريقه واضحا,وكلامه فصيحا,فليبصر من كانت
له عينان ,ومن كانت له أذنان للسمع فليسمع .

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

ابو هريرة البطل المظلوم

هريرة (البطل المظلوم)

من (أبو هريرة ) ؟
صحابى جليل فقيرأسلم سنة سبع للهجرة ولازم النبى صلى الله عليه وسلم .
وقد تعرض هذا الصحابى الجليل لحملة ضارية ظالمة .ولكن الذى يهون الأمر أن الذين يهاجمون
أباهريرة رضى الله عنه لايقرأون وإذاقرأوافهم لا
يفهمون وهذا القصور فى عقولهم ناتج عن سوء
نواياهم ,فهؤلاء يصدرون أحكامهم من قبل أن
يتحدثوا وغرضهم معروف وهو أن يسيروا مع
الناس من هذه الأمة مسيرة الناس فى أوربا مع
الكنيسة الأمر الذى أدى فى النهاية إلى نبذ الكنيسة والدين بالكلية .
ولكن الأمر مع الإسلام يختلف ,فليس فى الإسلام حجر على العقول والبحث العلمى وغنى عن القول أن النبى الأمى كان أول ما أنزل عليه من
ربه"اقراباسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرا وربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "
هكذا منذ البدء تركيزعلى العلم ووسائله وغايته.
وليس بعد حديث الله حديث .
أمابخصوص (أبى هريرة )رضى الله عنه الله
فيكفى أن نُذَكر بهذه المعلومات :
-كانت صحبته للنبى صلى الله عليه وسلم متصلة
-دعاأن يرزقه الله علما لاينسى فأمّن الرسول صلى الله عليه وسلم على دعائه وعندما قال :يا
رسول الله إنى لأسمع منك حديثا كثيرا أنساه قال
"ابسط رداءك"فبسطه ثم قال صلى الله عليه وسلم "ضمه إلى صدرك"يقول أبوهريرة:
"فضممته فما نسيت شيئا بعد ذلك "
-كان فقيرا لاعمل له لذا صحب الرسول صلى الله عليه وسلم على ملء بطنه كما يقول .
-مجموع الأحاديث التى ذُكرت لأبى هريرة رضى
الله عنه فى كل كتب الحديث"8960بالمكرر.
-مجموع الأحاديث بعد حذف المكرر:1475.
-هذه الأحاديث اشترك معه فى روايتها غيره من
الصحابة .
-مجموع الأحاديث التى انفرد بروايتها42 حديثا.
-قال عنه (طلحة بن عبيد الله)أحد العشرة المبشرين بالجنة لاشك أن أباهريرة سمع من الرسول ما لم نسمع )وقال له عبد الله بن عمرو
(يا أباهريرة أنت كنت ألزمنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وأحفظنا لحديثه )وقال عنه البخارىروى عنه الثمانمائة من كبار أهل العلم
من الصحابة والتابعين).
وبعد :
فعلى من يهاجم أبا هريرة رضى الله عنه أن يهاجم هؤلاء الثمانمائة الذين رووا عنه وعليهم
أن يهاجموا من شهد له من الصحابة بل عليهم أن يهاجموا الرسول صلى الله عليه وسلم الذى دعا له بجودة الحفظ .
ولا نجد إلا أن نقول لأبى هريرة رضى الله عنه :
تكفيك شهادة الله تعالى لك ضمن أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم والتابعين"والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان رضى الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجرى تحتها الأنهارخالدين فيها ابداذلك الفوز العظيم "التوبة100
وتكفيك شهادة النبى صلى الله عليه وسلم وشهادة أصحابه رضى الله عنهم وشهادة أهل العلم الحق عبر العصور .
وأما الذين يهاجمونك اليوم فلا عليك منهم فأنت
سماء وكما قال القائل :
(لايضر السماء نبح الكلاب )

هل نستطيع ؟

هل نستطيع ؟
هل نستطيع الاكتفاء بثلث وجبة ؟
هل نستطيع الاستغناءعن الملابس الجديدة مادامت
الملابس الحالية صالحة ؟
هل نستطيع الاكتفاءبمجموعات التقوية بالمدرسة
عوضا عن الدروس الخصوصية ؟
هل نستطيع الامتناع عن التدخين ؟
هل نستطيع أن نشترى مانحتاجه فعلا ؟
هل نستطيع أن نخدم أنفسناونربى أطفالنابدلا من
تكليف غيرنا بذلك؟
هل نستطيع أن نُرَشداستهلاكناللماءوالكهرباء؟
هل نستطيع أن نكبح جماح ألستنافلا نستخدم الهواتف إلا للضرورة ؟
هل نستطيع أن نكتسب مهارة المشى فلا نركب إذاكان المشى ممكنا ؟
هل نستطيع أن نعتادالنوم باكراوالاستيقاظ باكرا؟
هذه (الهلات)العشر وقس عليها ماشئت ,تصور
إذااستغنى الناس فى بلادنا(النامية)عنها.
ترى ماذا سيحدث ؟
-سترتاح بطوننا من الترهل وستختفى الكروش .
-سنسترد صحتنا ونوفر ميزانية الدواء.
-سيكون هناك فائض للتصدير وتوفير العملات
الصعبة أو على الأقل سنكفَىَ شر الاستيراد.
-لن تكون هناك مشكلة غلاء الأسعار.
-ستكون حياتنا أهدأ وأسعد .
هذا شىء جميل ولكن هل نستطيع ذلك فعلا؟
الحق أننا نستطيع بدليل أننا إذا لم نجدكل مانريد
تأقلمنا مع ماهو موجود ,وإذاكان ذلك يحدث رغما عنا إلاأنه يعنى أن ذلك ممكن فلماذالانتعلم
الاستغناء طواعية؟
وهناك نقطة أحب أن أنبه إليها هى :أن الإسلام
يدعونا إلى هذه السياسة (سياسة الاستغناء)
أليس نبينا صلى الله عليه وسلم يقول:
"بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنفسه"؟
أليس هو القائل:"نحن قوم لانأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لانشبع"؟
إن المسلم الحق لايمثل الطعام له مشكلة لأنه لا
يطلب إلا الضرورى وهذا الضرورى متاح دوما
لأنه لايمثل عبئا على الفرد ولا المجتمع .
وبعد :أليس فن الاستغناء هو فن الاكتفاء هو فن
(كأنى أكلته)التى اطلقها أخونا التركى العبقرى؟
نعم .إنه هو وحوله ندندن .

الاثنين، 5 يوليو 2010

الى زوجتى

لى زوجتى

إن لم أسألك عن الأشواق فمن أسأل ؟
هل يوجد مثلك فى الدنيا؟أنت الأجمل
فأجبنى يا نور الأحداق ولا تخجل
.................
هل يعقل أن تبقى الأيام بدون غرام؟هل يعقل؟ا
هل يعقل أن يحياالإنسان فقط للمشرب والمأكل؟ا
ما أغفل قلبا لم ينبض بالحب سنينا ما أغفل ا
.........................
من أجل الحب ولذته تعيش نفوس أو تقتل
بالحب تجمع أزهار يلثمها النحل أو الطل
الحب كنارّ يتغنى بوداد الكل إلى الكل
الحب بشعرك سوسنة بعبيرك جاوبهاالفل
......................
الحب أمامك فى المرآة انظره يُطل
الحب حديث فى شفتيك ,تعال وقل
واسكب ألحانك فى قلبى مثل البلبل
إن لم أسالك عن الأشواق فمن أسال؟ا



الزواج والعروبة والتطبيع

لزواج والعروبة والتطبيع
هل يجوز الزواج الآن من اليهودية التى تعيش فى
فلسطين المحتلة ؟
وهل تجب زيارة القدس من أجل الحفاظ على عروبتها ؟
وإلى أى مدى يجوز تطبيع العلاقات مع الصهاينة؟
أما عن زواج الصهيونية
فقد سئل اثنان من فقهائنا عنه فأجاب أحدهما بأن
ذلك جائز بمقتضى آية سورة المائدة"اليوم أحل لكم الطيبات وطعام الذين أوتوا الكتاب حل لكم وطعامكم حل لهم والمحصنات من المؤمنات والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم إذاءاتيتموهن أجورهن محصنات غير مسافحات ولا متخذات أخدان "الآية الخامسة.
وقال الآخر:إن هذا الزواج حرام الآن لما يستتبعه من المفاسد من تكثير العدو لأن قوانينهم تجعل أولاد اليهودية يهودا ولأنه يجعل لهؤلاء ميراثا وحقوقا فى مصر تشمل ملكية العقارات وغيرها
مما يمكن لهم فى بلادنا .
وكلا الشيخين على حق .والأول أفتى بمقتضى النص ,والثانى أفتى بمقتضى الحال ,ولكن الثانى
أحكم وأصوب وأفقه لأن النص لايمكن أن ينفك عن الواقع بحال ,وإذا فصلنا النص عن الحال فما
جدوى النص إذن ؟إننا بدون قصد نحوله إلى نص متحفى تاريخى فى حين أنه صالح لكل زمان
وعلى هذا فالقول الذى لايصح خلافه :
منع هذا الزواج
وأما عن زيارة القدس
بدعوى حماية عروبتها فهذا أمر عجيب لأن هذه
الزيارات تعنى :
-تكريس الاعتراف والتطبيع مع الكيان الغاصب
بالوقوف أمام سفاراته للحصول على تأشيرات الدخول ,ثم تأكيد ذلك مرة أخرى بالتعامل معهم
داخل فلسطين والقدس على أنهم أصحاب الأرض والرأى .
-سوف تفهم هذه الزيارات حتى على النطاق العالمى على أنهازيارة قوم للأماكن المقدسة لديهم وهاهى -إسرائيل-الدولة المتحضرة لاتمانع
فى هذا بل تيسر لهم كل السبل ,وبهذانقدم دعاية
مجانية كبرى للصهاينة .
أما إذا أردنا حماية عروبة القدس حقا فذلك يكون
عن طريق :
-تدعيم السكان العرب بالأموال لترميم مساكنهم
والبقاء فيهارغم مضايقات اليهود لهم لإجبارهم
على الرحيل .
-وفى نفس الوقت السعى لدى المؤسسات الدولية
لتضع شأن القدس موضعه اللائق خاصة وأن الأمم المتحدة مازالت حتى الآن لاتعترف بضم القدس الشرقية لإسرائيل ولا ندرى إلى أى مدى
سيستمر هذا الموقف الذى يجب على الأمة الاستفادة منه .
أما عن مدى منع التطبيع
مع الصهاينة فإلى كل مدى ,وإذا كانت بعض أو
كل الحكومات مضطرة -بحكم السياسة-إلى هذا
التطبيع فعلى الشعوب أن تفرغ هذا التطبيع من مضمونه ,ولتكن هناك سفارات لليهود فى بلادنا ولكن يجب أن تظل بنايات خربة لايسكنهاإلا أهلها بنايات محاصرة بالمقت الشعبى العارم .
ولتأت هذه المنتوجات الصهيونية المختلفة إلى
أسواقنا ولكن دون أن تمتد إليها يد حتى تفسد أو
تُرد وساعتها ستختفى تلقائيا.
ولتأت وفود صهيونية رسمية أو شعبية ولكن دون أن يستقبلها مواطن واحد اللهم إلا فى مكاتب الحكومة التى لن تمثل إلا نفسها .
إن التطبيع فى أدنى صوره خدمة كبرى للعدو سيجر إلى مزيد من الخطوات والنتيجة الحتمية
لذلك مزيد من القوة والتثبيت لهم ومزيد من الضعف والاستسلام هنا .
نعوذ بالله من ذلك .


الأحد، 4 يوليو 2010

قياس فاسد

افتراضي قياس فاسد

روى أن أحدالزهاد ذهب للحج ماشيا بلا زاد ولما
سئل فى ذلك قال:أرأيت لو دعاكمخلوق إلى بيته
أتذهب ومعك طعامك؟قال:لا قال:فالله دعانى إلى بيته فكيف آخذ طعامى؟
هذا قياس فاسد لأنه يقيسأمر الله على أمر العباد
ولأن الله الذى أوجب الحج ربطه بالاستطاعة وقد
أجمع العلماء على أن الزاد والراحلة من مطالب
الاستطاعة وهذا ليس من باب التوكل بل هو من
إهدار الأسباب التى خلقها الله تعالى.
روى أن أحد مشركى مكة اعترض رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال مشيرا إلى شاة ميتة:
يامحمد من قتل هذه الشاة ؟قال صلى الله عليه وسلم:"الله"فقال المشرك:أتزعم أن ما قتله الله حرام وما قتلته أنت وأصحابك حلال؟
وهذا قياس فاسد لأن الآمر فى الحالتين هو الله
فهو الذى حرم الميتة وهو الذى أحل المذكاة
وصدق الله:"ولاتأكلوا مما لم يذكر اسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم
ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون"الأنعام
121
وروى أن أحدالمتصوفة قال مستدلا على جواز
التوسل بأصحاب الأضرحة:أليس إذا أردت الدخول على أحد المهمين توقفت عند بابه حتى يؤذن لك؟فكيف بالله وهو ملك الملوك ؟
وهذاقياس فاسد لأن المخلوقين يخافون أن يعتدى عليهم أو أن يشغلوا عن الأمور المهمة والله عز وجل لايخاف ولا يشغله شىء عن شىءوأبوابه
مفتوحة بالليل والنهارولا يحتاج إلى بوابين .
سبحانه وتعالى عما يصفون .





باطل باطل باطل

افتراضي باطل باطل باطل

ماقيل من أن إبراهيم صلى الله عليه وسلم حين قذف فى النار جاءه جبريل وقال له:ألك حاجة؟ قال:أما إليك فلا وأما إلى الله فعلمه بحالى يغنيه عن سؤالى .هذا باطل لأنه يصادم قول الله تعالى:
"وإذاسألك عبادى عنى فإنى قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان"البقرة186وقوله عز وجل :"ادعواربكم تضرعا وخيفة"الأعراف55وقوله:
"أمّن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء"
النمل 62وقوله صلى الله عليه وسلم:"الدعاء هو العبادة ".
ماروى من أن الشبلى المتصوف كان يقول (الله)
ولايقول لاإله إلاالله)فلما سئل فى ذلك قال:أخاف
أن أموت عند (لاإله)فأكون أدركت كلمة الكفر ولم
أدرك كلمة الإيمان.هذاباطل باطل لأنه يصادم قوله صلى الله عليه وسلم:"أفضل ما قلته أنا والنبيون من قبلى :لاإله إلا الله"وقوله:"من كان
آخر كلامه لاإله إلا الله دخل الجنة" وأن الله يعلم
مافى القلوب ولايؤاخذ بما لايطيق الإنسان.
وأن ماقاله المفسر الكبير الرازى رحمه الله من أن الناس ثلاثة أصناف:
صنف يعبد الله خوفا من ناره وهؤلاء يعبدون الله
عبادة العبيدإن خافوافعلوا وإن لم يخافواجلسوا.
وصنف يعبدون الله طمعا فى جنته وهؤلاءيعبدون
الله عبادة التجاريسيرون وراء المنفعة.
وصنف يعبدون الله حبا فيه وهؤلاء هم الأحرار.
هذا باطل باطل باطللأنه يصادم قوله تعالى "يدعون ربهم خوفا وطمعا"وقال فى زكريا وأهله
"إنهم كانوا يسارعون فى الخيرات ويدعوننا رغباورهباوكانوا لنا خاشعين "الأنبياء 90وقوله
تعالى:"ولمن خاف مقام ربه جنتان"الرحمان46
ويقول:"فسوف يأتى الله بقوم يحبهم ويحبونه"
المائدة 54
فالخوف والطمع والحب يجب أن تكون من
المؤمن على خط واحد.ومن أجدرمن الله أن يُخاف ويُطمع فيما عنده وأن يُحَب؟

مخاوف ومخاوف

خوف الأولياء
"ألا إن أولياء الله لاخوف عليهم ولاهم يحزنون"
"الذين ءامنوا وكانوايتقون"يونس 62-63
س:هل يخاف الأولياء؟
ج:نعم .
س:وكيف يخافون وقد قال الله:"لاخوف عليهم"؟
ج:هذاالقول الإلاهى ينفى الخوف عليهم ولاينفى
وقوع الخوف منهم,بل فى الآيتين إثبات أنهم يخافون الله .
س:كيف؟
ج:فى التعريف بهم يقول الله تعالى"الذين ءامنوا
وكانوا يتقون"فما معنى التقوى ؟إنها الخوف من الله تعالى,أى أنهم يخافون وبما أنهم يخافون الله تعالى أسبغ عليهم الطمأنينة وملأقلوبهم أمناوهذا
مصداق لقوله تعالى:"الذين ءامنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون"
الأنعام 82 وعلى فكرة هذه الآية المشرفة جاءت
فى ختام جدال بين إبراهيم صلى الله عليه وسلم وبين قومه تحدث فيه متعجبا (كيف أخاف آلهتكم العاجزة ولاتخافون أنتم من الله القوى القاهر)؟ااا
س:هل تقصد أن أولياء الله لأن يصيبهم خوف من مخلوق لأنهم أفرغوا خوفهم كله أمام الله؟
ج:تماما ,إذلابد للإنسان أن يخاف من أشياءتهمه
يخاف على عمره ورزقه ومابين ذلك من أمور حياته فإذا قوى إيمانه بالله تعالى ووضع مخاوفه
أمامه عزوجل وحصر خوفه منه فقط أنعم الله عليه فرضى عنه وأرضاه وصرف همته إلى ما
هو أجدى من مجرد الفزع إلى القيام بماأمر الله
به من الأخذ بالأسباب ,فهم راضون بقدر الله لهم
لذلك لايحزنون على شىء فات ولايخافون مما هو آت لأن الأمور كلها بيده جل وعلا والكل فعله
س:والعبرة من خوف الأولياء؟
ج:أنك لاتخاف ممن يخاف الله بل تخاف الذى لايخاف الله لأنه لايشعر بشىء يمنعه من الظلم
وتعال نضرب مثلا ولله المثل الأعلى :إذا كان ابنك يخافك كان تحت سيطرتك وكان مستجيبالك
أما إذاانعدم خوف الابن من أبيه تمرد عليه وصار
أهلا لأن يجلب عليه المصائب ,ولهذا قلت إن الذى يخاف الله مأمون الجانب .
خوف الطغاة
"وقال فرعون ذرونى أقتل موسى وليدع ربه إنى أخاف أن يبدل دينكم أوأن يظهر فى الأرض الفساد"غافر 26
س:هذا عجيب .أن يخاف الطاغية وهو يملك كل
القوى السلطة والثروة والسلاح .فعلام الخوف؟
ج:على السلطة والثروة والسلاح التى يراها معرضة للخطر على يد صاحب دعوة جديدة تدعو
إلى الحق الذى هو أعدى أعداء الطغاة .
س:ولماذا يعادى الطغاة الحق ؟
ج:لأنه يدعو إلى العدالة والعدالة تعنى المساواة
والمساواة تعنى حق كل إنسان فى أن يكون له نصيب من السلطة والثروة والسلاح وهذا يناكد
منهج الطغاة فى الاستئثار بكل شىء.
س:ولكن لماذا اتجه فرعون إلى الشعب يبثه مخاوفه وحرصه على الدين ومصالح العباد؟
ج:لأنه هو الدين وهو الذى قال:"أناربكم الأعلى"
وقال:"ماعلمت لكم من إله غيرى"ولأن الفساد
الذى يعنيه ذهاب سلطانه وأبهة ملكه ألم يقل:
"أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى "الزخرف 51
س:وما العبرة من خوف الطغاة ؟
ج:أنهم يخافون فهم ليسواقوة لاتقهر,وأن خوفهم
غير مبرر لأنهم يخافون على مصالحهم لاعلى مصالح الناس كما يزعمون ,ولهذا كان الانتقاض
عليهم مبررا بل واجبا.
خوف الشيطان
"وإذ زين لهم الشيطان أعمالهم وقال لاغالب لكم اليوم من الناس وإنى جار لكم فلماتراءت الفئتان
نكص على عقبيه وقال إنى برىء منكم إنى أرى مالاترون إنى أخاف الله والله شديد العقاب"
الأنفال 48
"كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إنى برىء منك إنى أخاف الله رب العالمين
الحشر16
س:وهذا أعجب الخوف .الشيطان يخاف ؟
ج:يخاف ولكن بعد فوات الأوان حين لايصلح الدواء ولايمكن التدارك لقد نجح فى الوصول بأوليائه إلى جهنم وبئس النجاح .
وإذا كان ذلك سيحدث بعد فوات الأوان فلماذا يحكيه القرآن ونحن على قيد الحياة ؟
ج:القرآن يعرض صورة ما سيكون لكى يتنبه الأحياء إلى ألاعيب الشيطان فى هذه الحياة فيأخذوا حذرهم قبل أن يفوت الأوان ولا ينفع الندم وهذامافعله القرآن عندما قدم تسجيلا كاملا
للمحاورة بين الشيطان وأتباعه فى النار"وقال
الشيطان لما قضى الأمر إن الله وعدكم وعد الحق
ووعدتكم فأخلفتكم وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم فاستجبتم لى فلا تلومونى ولوموا
أنفسكم ما أنا بمصرخكم وما أنتم بمصرخى إنى كفرت بما اشركتمون من قبل إن الظالمين لهم عذاب اليم "إبراهيم22
س:وما العبرة من خوف الشيطان ؟
ج:ما دعا إليه القرآن"إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كمتم مؤمنين"
ألعمران 175

السبت، 3 يوليو 2010

كأنى أكلته

(كأنى أكلته)
شعار رائع أو إلهام عبقرى أو سبحة روح خلاقة أو كل ذلك ,بل هو كل ذلك .
طبعا سمعتم عن ذلك المسلم التركى وهو يحكى ما
وفقه الله إليه وأنه كلما اشتهت نفسه شيئاتأكله قال
(كأنى أكلته)
وأدخر ثمنه وظل على هذا سنينا حتى كانت حصيلة المدخرات شيئا كثيراسمح له ببناءمسجد
أطلق عليه اسم
(كأنى أكلته)
وأناأرى أن هذا التركى الرائد قد وفقه الله تعالى
توفيقات :
فهو قد استن سنة حسنة له أجرها وأجرمن عمل بها إلى يوم القيامة .
وهو قد سبق إلى خطة بديعة فى(فن الزهد)أو فن
(الاستغناء)الذى كتبت عنه مؤخرا.
وهو قد بنى لله مسجدايفتح له (حسابا جاريا)فى
(بنك التقوى).
وهو قد أثبت لنفسه وللمسلمين وللناس كافة أن
الإنسان المسلم يستطيع أن يكون (فذا)وفوق العادة إذا أراد ,وأن الأفكار العملاقة ليست حكرا على أصحاب الحضارة الحديثة لأن الإسلام أيضا
حضارة حديثة أصيلة .
كأنى أكلته....كأنى شربته....كأنىلبسته....
كأنى....إلى آخر رغبات الإنسان التى لاتنتهى والتى تمثل عبئا على قلبه وعبئا على جيبه,ترى ما ذا سيحدث لو تحرر الإنسان من أسر الكثيرمن
هذه الرغبات ؟
أعتقد أنه سيكون ملكا,نعم ملكا على نفسه وملكا
على الأشياء من حوله .
إن نظرة واحدة إلى هذا الشخص الذى يصارع الحياة ولايكل ولا يهدأ ويتبع كل سبيل للحصول على سيارة (آخر موديل)لو نظرت إليه لأشفقت عليه وستشفق عليه أكثرعندمايحصل على تلك
(المعشوقة)وتراه بها مفتونا وعليها حريصا لقد
صار عبدا لها وهو سعيد بهذه العبودية وستشفق
عليه الشفقة كلها إذا ما نكب فى سيارته والله أعلم هل سيتحمل الصدمة أم لا؟ا
وقل مثل ذلك فى هذا الذى يلهث وراء تنمية ماله فى (البورصة )مثلا ....
وقل مثل ذلك فى هذه العروس التىلاتكف عن الشراء...عشرات الأطقم من الملبوسات والمفروشات وأدوات المطبخ مما يكفى لتأثيث عدة بيوت تشترى كل ذلك ثم لاتستخدمه .
تقول لنفسك إزاء هؤلاء :لم كل هذاالسُعاروإلهاب
القلب والجيب على أموريمكن أن يغنى القليل منها عن الكثير؟
ترى لو قال كل واحد من هؤلاء لنفسه مثلما قال
التركى الفاضل لنفسه (كأنى أكلته)ماذاسيحدث؟
سيريح نفسه وأعصابه من عناء اللهَث وراء مالا
يعيب فقده ولا يشرف تحصيله .
سيوفر ماله ليوجهه إلى ما يشرف تحصيله .
سيتيح لنفسه التى هدأت ونظرت إلى طلبات الدنيا
نظرة حقيقية-سيتيح لها أن تتنفس وتتألق وتحيا.
ولعل هذه المعانى بعض ما فى وصية الرسول صلى الله عليه وسلم :"اتقوا الله وأجملوافى الطلب "وبعض معانى قوله صلى الله عليه وسلم
"من بات آمنا فى سربه معافى فى بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها"
وقوله:"بحسب ابن آدم لقيمات يقمن صلبه فإن كان لابد فاعلا فثلث لطعامه وثلث لشرابه وثلث لنَفَسه".
إن تطبيق هذه السياسة الرائعة (كأنى أكلته )تعز
الإنسان أمام نفسه لأنه يأمرها ولاتقهره وأمام غيره فما دمت لاتحتاج إلى فلان فسترفع راسك
أمامه وعينك فى عينه .
بل إن الأمر له وجه أشمل وأخطر ستجدونه حقا
لو تأملتم فيه ..أليس إهدار هذا الشعار(كأنى أكلته )سببا فى جلب الاستعمار إلى الشعوب ؟ا
فالشعوب التى تريد أن تأكل حتى التخمة وتلبس
إلى حد الترف وتعيش حياة الاستهلاك بلا حدود
هذه الشعوب لن تجد وقتا للإبداع فتظل كسلى تتسول كل شىء وبذلك يحتل المنتجون الأجانب
نفوسها قبل أرضها .
يا أنا وياأنت وياهو أرأيتم أن هذا المبدأ العبقرى
فيه الدواء لكثير من أدوائنا ؟
وأن هذا المبدأ العبقرى(كأنى أكلته)من صميم ديننا ؟
وأن هذه المبادرة الرائدة من أخينا التركى قد أجرت كثيرا من المياه فى مجرى عقولنا الراكدة؟
وأنه جدير بأن يكون مثلا يحتذى ؟
بارك الله فيه ورضى عنه .






 أضافة تقييم إلى مصطفى فهمى ابو المجد تقرير بمشاركة سيئة   تعديل / حذف المشاركة

الخميس، 1 يوليو 2010

عبادة الخوف

افتراضي عبادة الخوف

قال:لماذا الخوف من الله؟أليس الرجاء فيه أولى؟
أليس الحب له أحلى؟
قلت:يجب الخوف منه لأنه الله القوى الجبار المتين
المتكبرالقهارالكبير المتعال,ولولم يكن كذلك ماكان
هو الله المعبود سبحانه,ولأن هذه الأسماءالحسنى
لولم تفعل فعلها لكانت عبثا والله سبحانه منزه عن العبث فالإيمان بهذه الأسماءالحسنى تكفكف
غرورالإنسان وتحجم شروره وتقوم سلوكه,وهى
فى ذات الوقت تعطى الإنسان الضعيف قوة كافية
ليستمر فى الحياة فهى تعطيه الشعور بأنه فى حمى رب قوى لايغلب فيطمئن,وتعطى المظلوم الأمل فى الانتصاف من الظالم يوما مالأنه يؤمن
بإله هو الرقيب السميع البصير الذى يحاسب على النقير والقطميرولايعزب عنه شىء فى الأرض ولافى السماء.
قال:وما حدود الخوف من الله جل فى علاه؟
قلت:مادامت قوته عزوجل لاتتناهى فلابدأن يكون
الخوف منه مطلقا,وعلى قدر خوفك منه تكون معرفتك به,ويكون قربك منه.
قال:نحن البشرنخاف منه لأننا خطاؤون فهل يخافه الأتقياء الأنقياء؟
قلت:بل هؤلاء أشد خوفاله لأنهم عرفوه حق المعرفة فقدَروه حق قدره,أما اللاهون فماقدروه
واستمع إليه جل وعلا وهو يقررذلك:"وما قدروا الله حق قدره والأرض جميعا قبضته يوم القيامة
والسموات مطويات بيمينه"فتنبه -رحمنى الله وإياك-إلى جحود الكفار وإلى قوة الجبارتشعر أن
هؤلاء قوم لايفقهون ,وإذا كانوا لايخافون من هذه بعض قدرته فمم يخافون ؟
تعال نقرأ كتاب الله تعالى نجد خوف الملائكة وهم
المقربون الذين لايعصون الله ماأمرهم ويفعلون ما يؤمرون"ويسبح الرعد بحمده والملئكة من خيفته"الرعد13"ولله يسجد مافى السموات وما
فى الأرض من دابة والملئكة وهم لايستكبرون يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون"
النحل 49-50"ولايشفعون إلالمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون"الأنبياء 38
وهؤلاء الأنبياء يخافونه على أنفسهم وعلى أممهم"قل إنى أخاف إن عصيت ربى عذاب يوم عظيم"الأنعام 15
وعلى لسان (نوح)عليه السلام"ألاتعبدواإلاالله إنى أخاف عليكم عذاب يوم أليم"هود26
وعلى لسان (صالح)عليه السلام"هذه ناقة الله لكم ءاية فذروها تأكل فى أرض الله ولاتمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم"الأعراف 73
و(شعيب)عليه السلام"إنى أخاف عليكم عذاب يوم محيط"هود 84
و(يوسف)عليه السلام"قال معاذ الله إنه ربى أحسن مثواى"يوسف23
و(موسى)عليه السلام"يموسى أقبل ولاتخف إنك من الآمنين"القصص31
و(لوط)عليه السلام"وقالوا لاتخف ولاتحزن إنا منجوك وأهلك إلا امرأتك كانت من الغابرين"العنكبوت 33
و(إبراهيم)عليه السلام"يابت إنى أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن "مريم 45
و(محمد)صلى الله عليه وسلم"وإن تولوا فإنى أخاف عليكم عذاب يوم كبير"هود3
وتعال إلى عموم الصالحين وخوفهم من ربهم
فهذاابن آدم "لئن بسطت إلىّ يدك لتقتلنى ما أنا بباسط يدى إليك لأقتلك إنى أخاف الله رب العالمين"المائدة28
وهذا مؤمن آل فرعون"وقال الذى ءامن يقوم إنى
أخاف عليكم مثل يوم الأحزاب"غافر 30
"ويقوم إنى أخاف عليكم يوم التناد"غافر 32
قال:وماجزاء من يحسن الخوف من الله؟
قلت:"ولمن خاف مقام ربه جنتان ""ومن دونهما جنتان"الرحمان46-62