الأحد، 30 مايو 2010

أى إسلام؟

الدكتور علىّالدين هلال قال فى برنامج مرئى:يقولون:الإسلام هو الحل .نعم ولكن أى إسلام؟
وأخذ يعدد الطوائف والجماعات .
فهل معنى ذلك يادكتور علىّ أن الإسلام لم تعد له هوية ولذلك يجب
أن يوضع على الرف؟
أم تعنى أن الزمان لم يعد زمن الإسلام ؟وهل لكلامك معنى آخر؟
ومع أن تساؤلك غير منطقى وغير مقبول إلا أننى سأجيبك.
نعم.نطبق أى إسلام؟
نطبق الإسلام الذى كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه والتابعون وغالب الأمة إلى الآن.
وهذا الإسلام دين معلوم الحدود والضوابط والثوابت .
وهذا الإسلام دين مرن يستجيب لدواعى الزمان والمكان على أساس الاجتهاد الذى تبقى أبوابه مفتوحة مابقى الليل والنهارز
فماذا تنكر من أمر الإسلام؟
الفرق المتعددة التى يدعى كل منها أنه على الإسلام الحق؟
لابأس فليدع كل فريق ما يشاء فهناك الثوابت التى تحددمعالم هذا الدين وهى محل إجماع جمهور الأمة ولاعبرة بمن شذ عنها كائنا
من كان وقائلا ما قال.وهذا أمر يسهل تبينه والرجوع إليه.
أم لعلك ترى المذاهب الفقهية المتعددة وتشعر أمامها بالحيرة.
وهذه أيضا لابأس بها فالمذاهب الفقهية ليست دينا وإنما هى اجتهادات لقائليها بوسعك أن تتفق معها أو تختلف بل يمكنك أن
تنظر فى مصادر التشريع الإسلامى كما نظرواوتتسلح بالأدوات
المطلوبة كما تسلحوا ثم تخرج علينا برؤية جديدة فنظام الإسلام لايمنع هذا بل يتسع له ويحبذه مادامت أصوله مصانة وضوابطه
معتبرة ومقاصده مرعية.
يعنى -يادكتور-لاتخف من الإسلام فلن تجد فيه معوقا لإصلاح
بل ستجد فيه خير معين على الوحدة الوطنية وحقوق المواطنة 
وحقوق الإنسان والحث على العلم والنهضة والحفاظ على السلام الإجتماعى .ولاشك أنك تعلم أن الإسلام كان وراء كل نهضة نهضها المسلمون وأنه كان بعيدا عن كل تخلف وقع فيه المسلمون
التاريخ قال ذلك والمنصفون من غير المسلمين أقروا بذلك ز
فماذا يخيفك يا دكتور.؟
بعض التجارب غير المرضية التى على الساحة؟
نحن اتفقنا على حق كل شعب أن يختار ما يناسبه من المذاهب 
وقد حدث فى عصور الإسلام المختلفة أن طبقت مذاهب فى إقليم 
وطبقت مذاهب أخرى فى إقليم مجاور دون أن يعنى ذلك العداء.
والمسألة سهلة جدا وأنت تعلم أنه قد تم بالفعل إنجازتقنين الشريعة
الإسلامية على عهد الدكتور(صوفى أبو طالب) ولكنها سكنت الأدراج .
إذا المسألة محسومة.القانون الإسلامى جاهز للتطبيق .
ولكن هل نحن جاهزون؟
هذا هو السؤال.
فإذا كنا جاهزين فلم لانطبق هذه القوانين الحبيسة؟
وإذا لم نكن جاهزين فما المانع ؟ومتى نكون جاهزين؟
المسألة إذا لاعلاقة لها بصلاحية القوانين الإسلامية من قريب أو بعيد بل هى بكل صراحة فى قوم لايرغبون فى تطبيق الشريعة
الإسلامية إما خوفا من انضباطها وإما جهلا بها وإما لأسباب أخرى الله يعلمها .وإما زعما بأن العالم لايسمح بدولة دينية وهى
دعوى يكذبها الواقع حيث تكمن فى الجوار دولة دينية متعصبة 
تستمد قوتها من تمسكها بدينها وفى هذا وحده عبرة لمن يعتبر
وفيها الرد الحاسم على من يقف ضد تطبيق شريعة سمحة تحب الخير لكل البشر.
وهذه أمور بينة يعلمها كل من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد .
والله المستعان يادكتور علىّ

السبت، 29 مايو 2010

الرقيب

اما قبل:
فأدعوكم أيها الأفاضل إلى الوضوء ثم التفضل بالجلوس لننصت معا إلى قول ربنا جل وعلا :
"يأيها الناس اتقوا ربكم الذى خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذى تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا"النساء-1
"ما قلت لهم إلاما أمرتنى به أن اعبدوا الله ربى وربكم وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتنى كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شىء شهيد"المائدة-117
"لايحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن إلا ما ملكت يمينك وكان الله على كل شىء رقيبا"
الأحزاب-52
هذه ثلاث آيات مشرفات فى مواضع مختلفات ولكنها متفقات فى 
تعلقها بصفة الله (الرقيب)
فى الآية الأولى دعوة الناس إلى تقوى الله تعالى الذى يذكرهم بعدة دوائر:
الأولى:أنه خلقكم أى شاء وجودكم ولوشاءما وُجدتم فهو أحق أن تخافوه.
الثانية:أنه خلق هذه الملايين المملينة -على ما بينها من فوارق كثيرة-من نفس واحدة وهذا يعنى طلاقة قدرته جل وعلا فهو أحق أن تخافوه.
الثالثة:أنه خلق من النفس الواحدة زوجها أى أنه-سبحانه-جعل الزوج بعض زوجه فكأنهما شىء واحد يكمل بعضه بعضا ولا ينسجم إلامع بعضه ومعنى هذا أنه جلت قدرته يقدر داخل الإنسان
وشئون ذاته لأنه أقرب إليه من حبل الوريد وهو يحول بين المرء
وقلبه فهو أحق أن تخافوه.
وتذكروا أيها الأفاضل أنه تعالى قدم نفسه إليكم باعتبارأنه"ربكم"
أى الذى يربيكم ويحسن إليكم ويرعى شئونكم رعاية الشفيق عليكم وهو عندما يدعوكم إلى تقواه إنما يدعوكم إلى ما فيه صلاح أحوالكم فى الدنيا والآخرة وليس له-سبحانه-حاجة فى أن يعذبكم "ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وءامنتم وكان الله شاكرا عليما"النساء 147
الرابعة:أنه -سبحانه-نشر من الزوجين ذرية كثير متنوعة وهذه نعمة خاصة تقر بها عيون الوالدين ونعمة عامة تقر بها عين الحياة والذى يعطى النعمة قدير على سلبها قدير على جعلها نقمة
فهو أحق أن تخافوه.
الخامسة:انه جل وعلا قدر صلة بين أقارب الناس وجعلها خيطا
يربط القلوب ودعا إلى رعاية هذه الصلة توثيقا للروابط القريبة
التىتشكل شبكة تحتوى المجتمع كله وهنا يظهر اسم"الله"تبارك وتعالى مكان(الرب)إشارة إلى عظم الإثم الذى يقع فيه من يخالف عن هذا الأمر .
وفى ختام تلك الدوائر يأتى البلاغ الرهيب"إن الله كان عليكم رقيبا
وتنبهوا-رحمنى الله وإياكم-إلى حرف الجر(على)فإن الرقيب علىّ
وإذا كانت الرقابة من علٍ فإن الكشف تام على أن العلوعلو فى كل شىءفى المكان والقدرة والحساب ومعنى هذا أنه من المحال 
أن تفلتوا من رقابته ولهذا فهو أحق أن تخافوه.
وفى الآية الثانية
يتغير المشهد فهذا نبى الله (عيسى)صلى الله عليه وسلم يقدم إلى
الله تعالى تقريره وعذره فهو-والله أعلم به-بلغ قومه ما أمره الله به وهو عبادة الله وحده ربه وربهم وكان قائما على هذه الدعوة 
مدة حياته حريصا على البلاغ على أكمل وجه فلما توفاه الله كما يتوفى سائر البشر انقطعت الصلة بقومه كما تنقطع الصلة بين الأحياء والأموات وصار أمرهم إلى الله وحده وهو الرقيب عليهم
والرقابة العلية العالية ترقب المقصرين والمخالفين والمحرفين الكلم عن مواضعه وهذا الرقيب القوى القدير أحق أن يخاف منه.
وفى الآية الثالثة:
يتغير المشهد فهذه المرة الموقف مع (محمد)صلى الله عليه وسلم
وربه يقررأنه لايحل له الزواج بزوجة جديدة بعد هذا الموقف الجليل الذى اختار فيه أمهات المؤمنين الله ورسوله والدار الآخرة
فهذه جائزة تقدير من العلى القدير والله رقيب على الكل بما فيهم 
عباده المخبتين الذين يجب أن يكونواداخل دائرة الخوف كما هم فى دائرة الرجاء كما هم فى دائرة الحب لله فليس التقوى لباسا يعطى صاحبه الأمان الدائم من غضب الله بل على العكس كلما ازددت قربا ازددت خوفا لأنك-حينئذ-أكثر معرفة بالله ومن عرف
عرف مقام الجبار خافه "ولمن خاف مقام ربه جنتان"
بارك الله لى ولكم فى القرآن الكريم وجعله شفيعا لنا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

الآباء المشكلة والحل

كان النقاش حاميا حول ما أثاره خطيب الجمعة حول   تربية الأولاد
جادل كثيرون يعترضون على تحميل الآباء المسئولية فى تربية الأولاد بأن وسائل الإعلام الملوثة والفن الهابط بتأثيرهما المدمر 
كفيلان بهدم كل مايبنيه الآباء والأمهات  كما أن للمدرسة دورا مهما فى تربية الأجيال فكيف يمكن اختزال كل ذلك فى دور الآباء والأمهات ؟
والجميل هنا أمران:
الأول:أن تكون خطبة الجمعة مرآة لمشكلات الناس.
والثانى:أن يكون للعقول هذا الحراك المعقول الذى يرفض مجرد
التلقى ولايرى فى صاحب المنبر هيمنة فكرية أو ولاية دينية وهذا أعظم إنجازات الخطيب والداعية فلهذا خلقت المنابر ولهذا
كان الدعاة العلماء ورثة الأنبياء.
نعود إلى موضوعنا ...
صحيح..ما مدى مصداقية تحميل الوالدين مسؤولية تربية الأولاد؟
تعالوا نلتمس الإجابة من المربى الأعظم صلى الله عليه وسلم 
أنصتوا إليه وهو يقول:"كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه" :كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته 
فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته والرجل راع فى بيته وهومسئول عن رعيته والمرأة راعية فى بيت زوجها وهى مسؤولة عن رعيتها ".
هذا هو الأساس الصحيح الذى يجب أن ننطلق منه .على أن هذا الأساس معتبر جدا فى الناحية الجسدية فأهل الاختصاص يقررون
أن ولادة طفل مشوه لابد أن يعود إلى الوالدين خاصة الأم وأن 
الأمر الطبيعى أن يولد الطفل سليما تماما.
إذا فهذا الأساس شامل للصحة الجسدية والنفسية معا.
ولكن ما حكاية وسائل الإعلام الملوثة والفن الهابط ؟
اسمعوايا أحبائى:
خلّوا بالكم من أمرين:
الأول:أن الإنسان هو الإنسان من أول الزمان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .هو هو بنفس الشهوات والرغبات والحاجات
قد تتطور الأمور فى كمها أو كيفها ولكن تظل الرغبات الرئيسة
هى هى مثلا (شهوة الطعام)قد تتخذ أشكالا وألوانا ومبتكرات فتجد لكل شعب مطبخه الخاص ولكن كل مطابخ الدنيا تلبى (شهوة الطعام) ومثلا(شهوة الجنس)قد تكون منضبطة فى أمة ومنفرطة فى أمة وقد يكون للزواج طقوس مختلفة هنا وهناك ولكن فى النهاية كل ذلك يلبى(شهوة الجنس)
قيسوا على ذلك شهوات حب المال والزعامة الخ..
والثانى:أن الفساد موجود منذ خلق الإنسان حتى قبل أن يأكل آدم عليه السلام من الشجرة كان الفساد موجودافى ذلك المخلوق التعيس المسمى إبليس .ومعنى هذا أن الفساد صنو هذه الحياة بل
يستحيل تصور هذه الحياة خالية نقية من الفساد .
لماذا؟
لأن الفساد هو الدافع لحركة الإنسان على هذه الأرض .
وقبل أن تقلب شفتيك وترفع حاجبيك عجبا أوضح لك ..
(الجوع) ماذا يعنى لك؟ألا يعنى تهديدا لحياتك؟ألا يعنى إفسادا لجسدك؟قل:بلى .يكفيك الله شرالبلا..فماذا تفعل لدرء هذا الفساد
إنك تبادر إلى الطعام .ومن أين يأتى الطعام يرحمك الله؟
إنها حركة بل حركات تملأ الأرض بالطول والعرض فهناك من يقوم على إصلاح الأرض وهناك من يقومون بشق الترع وهناك من يقومون باختراع الالات التى ترفع المياة وهناك من يقومون على استنباط أنواع جديدة من البذور وهناك من يقومون بتطوير أنظمة الرى وهناك من يقومون  بمكافحة الحشرات وهناك من يقومون بتنظيم الدورات الزراعية وهناك من يقومون باختراع 
آلات جنى المحاصيل وهناك من يقومون بتنقيته وتعبئته وهناك من يقومون بتجهيزه وهناك من يقومون بتوزيعه وهناك من يقوم 
بطهوه وهناك من يقوم بتقديمه حتى يصل إلى فم سعادتك .
أرأيت إلى هذا النشاط الفوّار والعمل الجبار وهذه الملايين من الأيدى العاملة كل هذا من أجل إبعاد الفساد الذى يجلبه (الجوع)
فهل تتصورون أيها الجائعون دوما هذه الحياة بدون هذا الفساد ؟
وهكذايكون الحديث عن فساد (العطش)وفساد(الجنس)وفساد(حب
الشهرة)...الخ
نعود كرة أخرى لنذكر:
الإنسان هو الإنسان متى كان وحيث كان هو هو بشحمه ولحمه
وغرائزه التى ركزها خالقه فيه.
وأكاد أسمع البعض يقول:ولكن الزمان تغيرفلا يمكن بحال مقارنة
وسائل الإضلال الكاسحة فى هذا العصر بوسائل الإضلال الكسيحة فى الأعصر الغابرة.
وأبادر فأقول:هذا وهم كبير أيها المحترمون.
وسأسوق مثالا واحدا فيه الكفاية.
تروى السيدة(عائشة)رضى الله عنهافى حديثهاعن أنكحة الجاهلية
أن(صواحب الرايات الحمر)كان يدخل عليهن الرجال لاتمتنع عن
أحد منهم فإذا تبين حملها استدعتهم وقالت:قد علمتم ما كان منكم
ثم تلحق ولدها بمن تشاء منهم فلا يمتنع .
بالله عليكم هل شهد العالم المعاصر مثل هذا الفساد المركب؟ا
بعض البلادتبيح البغاء.نعم ولكن البغى ليس لهاحق إلحاق وليدها
بأحد فم أين لتلك البغى فى تلك الجاهلية الأولى بهذه القوة ؟
إنه الفساد الذى اتخذ شكل القانون الاحتماعى الملزم.
وقد يقول قائل:هؤلاء قوم متخلفون فلا وجه للمقارنة بينهم وبيننا نحن أصحاب الحضارة الراقية.
أقول :لقد اتفقنا أن الفساد فى الأرض منذ القديم وقد كان فى القدماء حضارات فذة اسمعوا قول ربنا جل وعلا:"ألم تر كيف فعل ربك بعاد إرم ذات العماد التى لم يخلق مثلهافى البلاد وثمود الذين جابوا الصخربالواد وفرعون ذى الأوتاد"                    
فالله تعالى يصف حضارةقبيلة (ارم)بأنها شاهقة لم ير الناس مثلها
وهاذا وصف مهول يترك خيالك جامحا يتصور كيف كانت تلك الحضارة باذخة شامخة .
والله تعالى يصف حضارة ثمود بأنها ملكت آلات جبارة تشق الصخور وتبنى بها القصور"وتبنون من الجبال بيوتافارهين"
وأنهم كانوا أصحاب نهضة زراعية عظيمة"كم تركوا من جنات وعيون وزروع ونخل طلعها هضيم".
ويصف حضارة فرعون بأنها جمعت أوتاد أى أسباب القوة التى ثبتت ملكها وهى قوة المال والعلم والسلاح ...
إذن كانت هناك حضارات راقية وكان هناك فساد طاغ.
ألم أقل لحضراتكم :الإنسان هو الإنسان ؟
ونعود إلى موضوعنا...
لامعنى بالاحتجاج بوسائل الإعلام الملوثة والفن الهابط لسبب واضح هو أن هذه الوسائل مطروحة أمام الجميع فلماذا يذهب إليها هؤلاء ولماذا يذهب عنها هؤلاء؟
نعم.لماذا يذهب البعض إلى المساجدويذهب البعض إلى المراقص
إنها التربية الأولى ..
ولامعنى للاحتجاج بالمجتمع فما المجتمع إلا أنا وأنت وهو وهى وهما وهم وهن فإذا أردنا أن نلوم المجتمع فمعنى ذلك أننا نلوم أنفسنا من حيث لاندرى .
طيب ياعمنا .ما الحل؟
الحل أن نحسن تربية أولادنا.ونحن بذلك نقوم بتحصينهم ضد تلك
الضلالات المزعجة .لاحل إلا هذا.
طيب ياعمنا.كيف نقوم بهذه التربية؟
إبدأ بنفسك كن صادقا فلا يجرب أولادك عليك كذبا.
بادر إلى الاعتراف بالخطأ إذا أخطأت يتعلم منك ولدك دروسا:
أن الإنسان -مهما كان-يخطىءوأن الاعتراف بالخطأ ليس منقصة
وأن الرجوع إلى الحق فضيلة وأن التواضع للمبدأتاج عظيم.
باختصار كن قدوة لولدك قدوة واقعية دون تكلف أوتعسف .
تقول:هذا مفهوم مع الأولاد منذ الصغر كما يقول الشاعر:
                   وينشأ ناشىء الفتيان منا
                   على ماكان عوده  أبوه
ولكن ما الحيلة مع هؤلاء الشبان وقد فات الأوان؟
أقول لك:دع التشاؤم .فما كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين أسلمواأطفالا بل كانوا بالغين نشأوافى أوحال الجاهلية
الأولى فما ذا رأوا؟
رأوامحمدا صلى الله عليه وسلم قدوة لهم يقول فيفعل تحمل الأذى مثل ما يحتملون بل قد يتحمل الأذى الذين تسببوا هم فيه كما حدث فى غزاة (أحد)وجدوه يجوع كأحدهم وأكثر.وجدوه أمامهم فى الشدائد وجدوه لايستبد برأيه بلكما أمره ربه"وشاورهم فى الأمر" وجدوه عبدا يخاف الله ويرجوعطاياه .وجدوه-وهو الذى يتنزل عليه الوحى وهو المقرب من ربه-يأخذ لكل أمر أهبته ويحسن التدبير.وجدوه-رغم كل ذلك -يمكن أن يُخدع ويخطىء
عاش بينهم حياة طبيعية خالية من التكلف فحاولوا أن يكونواكذلك.
ليس مطلوبا من الآباء والأمهات إلاذلك أن يكونواقدوة لأولادهم
لأننا بالفعل-شئنا أم أبينا -قدوة لهم إما صالحة وإما طالحة.
أسمع قائلا يقول والدمع يغسل وجهه:والله العظيم أنا أحاول دوما 
أن أكون قدوة ما قصرت والله يعلم بذلت جهدى ولكن هذا الولد
من بين إخوته شاذ لاأدرى كيف مع أنى لم أفرق بينه وبين أخوته فى التربية فكيف يكون هذا؟وما حدود مسئوليتى؟
يا أخى كفكف دموعك فأنا أصدقك .
ما قلته سابقا هو القاعدة الأساس.فلا يستقيم الظل والعود أعوج.
أقول:هذه هى القاعدة ولكن لكل قاعدة شواذ .فقد يكون الوالد مثاليا
ويكون الابن شيطانا مريدا.والمثل فى القرآن (نوح)عليه السلام 
وابنه الذى هلك مع الكافرين .فهل قصر نوح عليه السلام فى تربية ابنه؟حاش لله أن يختار نبيا مهملافى أخص مسئولياته وإنما هوالابتلاء.نعم الابتلاء ويبتلى الله الأنبياء ليكون ذلك إعلانا من الله للبشر أن الله لايجامل أحدافليس من أجل نوح عليه السلام يتجاوز الله عن طغيان ابنه وليس من أجل محمدصلى الله عليه وسلم يتجاوز الله عن كفران عمه كلا إنه قانون الله "وأن ليس للإنسان إلاما سعى"و"ألاتزروازرة وزر أخرى""كل نفس بما كسبت رهينة".
هذه القلة المبتلاه ليست هى القاعدة ولابأس عليها وحسبها أنها أدت واجبها واتقت الله فى أماناتها.
وأعود فأهمس فى قلوب الآباءوالأمهات :
اقتربوا من أولادكم قولوا لهم لقد أخطأنا فى حقكم كنا نظن أن التربية مجرد توفير الغذاء والكساءوالمسكن ولكننا أدركنا خطأنا
فتعالوا نحاول أن نصلح أنفسنا .ساعدونا على أن نتقى الله نبهونا إلى أخطائنا ونحن ننبهكم إلى أخطائكم فنحن وأنتم عباد لله.نحن 
نخاف أن يعذبنا الله بسببكم ونخاف أن يعذبكم الله بسببنا.ساعدونا على أن نبركم ونحن سنساعدكم على أن تبروناوغايتنا نحن وأنتم السعى إلى رضا الله تبارك وتعالى.
وبعد:فالخطب صعب والأمانة ثقيلة والحساب عظيم والطريق واضح والشياطين مترصدة متربصة فمن شاء أن يسيرفى طريق الرحمان فالطريق ممهدة ومن شاء أن يسر فى طرق الشيطان فالطرق ممهودة :فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"
وأمامك أيها الأ[ وأيتها الأم أن تقتدى بمحمد صلى الله عليه وسلم أو بنوح صلى الله عليه وسلم أو بإبليس لعنه الله.

الأحد، 23 مايو 2010

المتنصرون

ماهذاالهم الذى يبدو عليك؟
ألاترى ما نحن فيه ؟أى مصيبة أكبر من أن ينسلخ مسلمون عن دين يعلمون أنه الحق إلى أديان يعلمون أنها الباطل؟
أليس هؤلاء أسوأ دعاية للإسلام؟ أليسوا خزيا وعارا على أنفسهم 
وعلى الإسلام؟
-يا رجل كفكف شجونك وألق همومك تحت قدميك فالأمرأحقر من
أن تأبه له.
قال(دهشا):أنت تقول هذا؟
-بل أنا لاأقول إلا هذا.وقبل أن ندخل فى جدال عقيم تعال نطيرمعا
إلى الزمان الأول :
احبس أنفاسك وأرهف سمعك وأحد بصرك ,انظر هناك......
هاهو رسول الله صلى الله عليه وسلم يفاوض سهيل بن عمرو...
هل تسمع؟
هاهو سهيل يشترط :إذا جاء أحد من قريش إلى الرسول مسلما وجب عليه رده وإذا أراد أحد المسلمين أن يرتد تركه ولم يمنعه
هل ترى؟هاهو صلى الله عليه وسلم يوافق على ذلك .
-ألا ترى عمر ؟إنه ثائر اسمع ما يقول:
(يا رسول الله ألسنا على الحق؟أليسوا على الباطل؟فعلام نعطى الدنية فى ديننا؟)
اسمع رد النبى صلى الله وسلم عليه:"إنى عبد الله ولن يضيعنى"
إن الصحابة رضوان الله عليهم جلهم مغمومون إلا أبا بكر رضى الله عنه إنه هادىء واثق وإن كان صامتا لايفسر ما يرى ولايسأل
إنه فقط يقول بثقة لعمر:إلزم غرزك ياعمر إنه رسول الله.
-يا عمنا,أنا أعلم ذلك كله ,ولكن ما علاقة ذلك بما نحن فيه؟
-سامحك الله بل هو بالضبط ما نحن فيه.
أنت تشكو من ردة بعض المسلمين عن الإسلام وهذا ما هون من الرسول صلى الله عليه وسلم وجعله تحت حذائه .
لماذا قبل صلى الله عليه وسلم هذا الشرط الذى اعتبره جل الصحابة مهينا ؟
لأنه لن يوجد مسلم حق يرتد عن الإسلام .
فإذا ما ارتد من ينتسب إلى الإسلام فهذا يعنى أنه لم يكن مسلما حقا وعلى هذا فمن الخير للمسلمين أن يلفظ هذا الخبث من بين صفوفهم لأن أمثال هذا لن يزيد المسلمين إلا خبالا ولن يتحركوا إلا بالفتنة ,فليذهبوا إلى الجحيم .
ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم حريصا على إسلام الأجساد
ولكنه كان حفيا بإيمان القلوب ,وحينما طمع يوما فى دخول بعض
من زعماء القوم إلى الإسلام وتجاهل رجلا مؤمنا أعمى عاتبه ربه :"عبس وتولى أن جاءه الأعمى وما يدريك لعله يزكى أو يذكر فتنفعه الذكرى أما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك ألا يزكى وأما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى كلا إنها تذكرة".
هذا دستور الإسلام يوضح الأمر ويحسمه ليست القضية قضية 
العدد الذى يمكن أن يكون كغثاء السيل ويكون عبئا لا عونا وغرما لاغنما .
إن هؤلاء الذين تركوا الإسلام لم يكونوا يوما مسلمين حتى وإن تسموا بأسماء المسلمين .ليسوا بمسلمين ..ليسوا بمسلمين وهم تحت عباءة الإسلام كالسوس يدمر ولا يعمر .
لقد كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلون خلفه صلى الله عليه وسلم ويفعلون أفعال الصحابة رضى الله عنهم ولكن ذلك لم يمنع أنهم فى الدرك الأسفل من النار.
ثم إن القول بأن تنصر هؤلاء يعنى ضعفا فى الإسلام -هذا القول 
عار عن الصحة تماما .فما كان الإسلام يوما بالرجال.ولكن كان الرجال بالإسلام .وقيمة الإسلام فيه آمن من آمن وكفر من كفر.
وقد كان الإسلام هو الدين عند الله وقت أن كان محمد صلى الله عليه وسلم هو المسلم الوحيد وكذلك كان حين آمن المؤمنون وكذلك كان حين ارتد من ارتد أيام الإسلام الأولى وكذلك سيكون إلى قيام الساعة .
هون عليك فالإسلام قيمة البشر هم الأحوج إليها والقيم لاتحتاج الناس ولكن الناس يحتاجونها .
وهؤلاء اختاروا لأنفسهم .سواء أكان اختيارهم قناعة أو ارتزاقا 
فهذا شأنهم .وحسابهم على الله.
ولكن هذا الأمر يضعنا أمام مسئولياتنا .فهل نحن قمنا بواجبنا فى عرض الإسلام عرضا صحيحا على أهلينا ممن ينتسبون إلى الإسلام ولا يكادون يعلمون عنه شيئا؟
ألسنا نتحمل أوزار هؤلاء الذين جهلوا دينهم فجهلوا عليه ونبذوه؟
إن كان فى ذلك إدانة فهى لنا للدعاة ..للعلماء لا للإسلام .
فليقم العلماء بواجبهم فى تعريف المسلمين قبل غيرهم بالإسلام 
وإلا فإن الإسلام نفسه سيأخذ بنواصينا يوم القيامة إلى جهنم .
نسأل الله التوفيق والسداد والنجاة .

الأربعاء، 19 مايو 2010

صناعة المشاهير

إذاأردت أن تكون مشهورا فأمامك أحد طرق أربعة:
الأول :أن تنحت فى الصخر وتتجرع الصبر حتى تنبغ فى علم أو
صنعة أو مهنة.
والثانى:أن تهاجم الثوابت الدينية أو الرموز الدينية المعتبرة.
والثالث:أن تكون إرهابيا متمرسا قادرا على إلقاء الرعب فى القلوب وتحريك أجهزة الأمن وآلات الإعلام.
والرابع :أن تدفع بضعة آلاف لمن يقومون بتلميعك وتقديمك للناس على أنك فلتة من فلتات الزمان وعبقرية نادرة الوجود وبقدر ماتدفع لهؤلاء بقدر ما تسطع وتسترد أضعاف ما دفعته.
هذه الطرق لاخامس لها فأى الطرق تحب أن تسلك؟وأيها يناسب 
طبيعتك؟وأيها أسرع فى الوصول؟
لاشك أنك تدرك معى أن الطريق الأول هو الأصعب والأبطأ وأن
دونه الأهوال والمعوقات.وأن رواده قليل وربما لاتعنيهم الشهرة 
قدر ما يعنيهم النجاح .
ولاشك أن الطريق الثانى يحتاج إلى كثير من الجرأة التى تصل إلى حد الوقاحة كما تحتاج إلى الصوت العالى والتزلف إلى الرموزالانتهازية الأقل مصداقية.
ولاشك أن الطريق الثالث أكثر خطرا ويحتاج إلى كثير من التهوروالشراسة وقليل من العقل وانعدام الحكمة 
ولاشك أن الطريق الرابع أسهل الطرق وأسرعها ولو أنه يحتاج أول الأمر إلى كثير من المال والنفاق ولكن النتائج مدهشة خاصة
إذا كنت تتمتع بجبين ناعم وشعر غجرى مجنون وعيون ناعسة
ولسان مدهون بالعسل وحبذا يا فتاتى لو كان لك جمال فتاك وجسد لولبى وعيون غزلانية فسوف تخترقين الصوت والضوء.
هذه الطرق الأربعة لاتتعانق ولا تتقاطع ولكنها تصطرع على الساحة وأنتم -مثلى-تتابعون هدير هذا الصراع فماذا ترون ؟
وأى هذه الطرق له السيادة والريادة والسبق؟
ألستم ترون-معى-أن الطريق الرابع هو الجواد الجامح الرابح ؟
ثم ألا ترون-معى-أن هذا الجواد الجامح الرابح داس بحوافره 
الهابطة كثيرا من مظاهر النبل والجمال والجلال فى حياتنا ؟
وأنه هبط بأذواقنا إلى الحضيض؟
وأنه غير كثيرا من القيم ؟وقلب الموازين؟
وأنه بفضله غاص الجوهر الأصيل إلى الأعماق لتطفو جيف الزيف والوضاعة؟
وهل ترون-مثلى-أن الأمم والحالة هذه تترنح للسقوط فى الهاوية؟
وهل ترون-مثلى-أننا جميعا مسؤولون لأننا صناع هؤلاءالمشاهير
الكَذَبّة؟القتلة؟وأننا ضحايا ما صنعته أيدينا؟
وهل ترون -معى-أن أمتنا لاتستحق هذا الفساد والفضائح على رؤوس الأشهاد؟
وهل ترون-معى-أن الوقت قد حان لكى ننتفض ؟ننتفض على هواننا على عوارنا على عجزنا ؟وأه لم يعد فى قوس الصبر منزع؟
أم ترون أنه مازال فى الوقت متسع وأنه لاداعى للقلق وأن الوقت مناسب لكى ننام فى العسل نوم ؟

الثلاثاء، 11 مايو 2010

الكلب والحمار

(الكلب)ذلك الحيوان اللاهث على كل أحواله:إن يكن هادئا يلهث وإن يكن ثائرا يلهث .ترى لماذا؟
قالوا:لأن مجرى التنفس عنده ضيقة ولذا يندلع لسانه أمامه ليوسع مجرى النفس.فهو دائما على تلك الحال.
تأمل -ياعزيزى-حال الكلب وحال بعض الناس .ألا ترى شبها؟
لاشك أنك تعرف بعضهم ممن يضيق ذرعا بكل شىء.فهو دائم النفخ والتبرم ضاقت عليه الأرض بما رحبت وضاقت عليه نفسه
يفتح عينيه ولكنه لايرى ويرهف سمعه ولكن لايسمع .أعطاه الله
الكثير ولكنه لايشكر وأوضح له الآيات ولكنه لايفقه .إنه باختصار
مخلوق دائم الرهقان دائم الكراهية لنفسه ولكل ماحوله .
ولو أحسن الرؤية والاستماع والفقه لارتقى وسعد.ولكنه استمرأ 
الركون إلى الحمأ المسنون فتجرع السواد واللهيب .
أليس هذا المخلوق البائس شرا من الكلب؟
تعال-بعد هذا-نقرأ سويا :
"واتل عليهم نبأ الذى ءاتيناه ءاياتنا فانسلخ منها فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين.ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض 
واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث
ذلك مثل القوم الذين كذبوا بئاياتنا فاقصص القصص لعلهم يتفكرون"الأعراف175-176
.................................
وإذا كان بؤس الكلب فى لهاثه فإن هناك حيوانا آخر لايقل عنه بؤسا إنه (الحمار)الذى فقد الصبر صبره وهوصبور.
ذلك الدائم الشقاء .وحتى فى أرقى أحواله -إن كان فيهارقى-يحمل
أسفار العلم ولكنه لايفرق بين العلم و(العلف).
فانظر-أيها العزيز-حولك ألا ترى كثيرا من(حمير البشر)؟ا
ألا ترى البعض أسوأ حالا؟فالحمار يحمل الأسفار إلى من يريدها 
أما (الحمار البشرى)فيدمر تلك الأسفار أو يهزأ بها ويعها ترفا لا
ضرورة له وكثيرا ما يعدها من سقط المتاع .
تعال نتأمل من حولنا .ونسأل الكبار والصغار والنساء والرجال:
ماذا تحب ؟فسوف تسمع إجابات شتى ولكن كم مرة تسمع:أحب 
القراءة؟أحب الكتاب؟.
إسأل الكتاب وأصحاب دور النشر تجد ما يؤكد الكثرة الكاثرة 
للحمير البشرية.
وأعجبنى كثيرا مقولة ساخرة قالتها إحدى فتياتنا العاقلات:(أليس 
من العجب أن أمة اقرأ لا تقرأ؟ااا)
وبعد كل هذا تعال نستمع سويا:
"مثل الذين حملوا التوراة ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل أسفارا بئس مثل القوم الذين كذبوا بئايات الله والله لايهدى القوم الظالمين"الجمعة 5
ألا تلاحظ معى أن المثل فى الموضعين قد ضُرب للذين كذبوا بآيات الله ؟وأنهم وُصفوا بالظالمين ؟
إن آيات الله المسموعة والمقروءة والمرئية تشد أنظار (الناس) 
وعقولهم وقلوبهم إلى السمو والنماءالروحى فإذا على الذروة العليا من الإنسانية.
أما الصم البكم العمى فهؤلاء-كما قلنا- حمير البشر..

الاثنين، 10 مايو 2010

القرآن والكعبة

أرسل أحدهم إلىّ يقول:أنا معجب بحريتك الفكرية وأدعوك إلى التحرر من الأفكار الدينية ......ثم قال :إن القرآن فيه شرك لايتبينه
الناس وسأبينه تباعا وذكر من الشرك عبادة الكعبة والطواف حولها
وقال:هناك عدة كعبات فأيها الحق ؟وهناك إله اليهود وإله النصارى وإله المسلمين فأيهم الإله الحق؟ وقال  وقال وقال ..
وأنا على مبدئى فى سياسة (النوافذ المفتوحة)قرأت ما قاله وسأرد عليه: أما قوله إن فى القرآن شركا فهذا يعنى أنه ليس من عند الله
إذ لايعقل أن ينزل الله قرآنا يدعو إلى عبادة غيره وإذالم يكن من عند الله فمن عند من؟ليس هناك من جواب إلا واحدا:هو أنه من عند محمد صلى الله عليه وسلم .ولكى نفترض صحة ذلك يجب أن نصدق عدة أمور:
أولا:أن محمداالأمى الذى لم يجلس إلى معلم قد علم -من نفسه-ما
ذكر فى القرآن من سيرالأولين مع مافيها من تفاصيل دقيقة ثبت
صحتها علميا وتاريخيا .
ثانيا:أن محمداالأمى الذى لم يجلس إلى معلم قد علم من نفسه قصة خلق السموات والأرض وأن السموات سبع والأرضين سبع
وقصة خلق الإنسان من صلصال من حمأ مسنون ثم من نطفة من ماء مهين وأن هذه النطفة صارت علقة ثم مضغة ثم عظاما يكسوه اللحم ثم بعد تلك المراحل يصير خلقا آخر.
ثالثا:أن محمداالأمى الذى لم يؤلف قبل بعثته كتابا بل بيتا من الشعروهو العربى الفصيح قد استطاع بين عشية وضحاها أن يؤلف قرآنا على مدى ثلاثة وعشرين سنة .ولم يكن هذا القرآن مركبا من أجزاء أو أبواب أو فصول منفصلة ولكنه لُحمة واحدة
تنزل فيه الآية والآيتان والسورة القصيرة والطويلة بل قد تنزل السورة الطويلة مثل (البقرة)على مدى سنوات تتخللها سورأخرى
فكيف استطاع هذا النبى الأمى تأليف هذا الوحى المتفرق على هذه الساحة الزمنية الواسعة -كيف استطاع أن يؤلف القرآن على تلك الصورة المعجزة ؟
رابعا:كيف نفهم هذه الآيات التى نزلت فى القرآن بالأمر"قل"فمن الذى يأمر من ؟ولا يقال:إن هذا على سبيل خيال الشعراء فى التجريد فقد اتفقنا أنه لم يكن شاعراأبدا.وكيف نفهم آيات يسألونك؟
خامسا:كيف نفهم الآيات التى نزلت عتابا له فى بعض الأمور منها العتاب اللين ومنها القاسى بل وفى بعضها التوعد بالهلاك؟
سادسا :كيف نفهم بعض الأخبارالغيبية المستقبلة التى أخبر بها القرآن ووقعت كما قال؟هل كان محمد صلى الله عليه وسلم يرجم 
بالغيب؟وهو الذى اعتبر الكهانة كفرا؟
سابعا:كيف نفسر بعض الظواهر الطبيعية التى أخبر بها القرآن
وحدثت فى عهده مثل (انشقاق القمر)وهذا أمر لم يكن فى مقدور محمد ولا غيره ولم يكن فى مقدوره تفسيره علميا وقد أثبت العلم مؤخراصدق القرآن فى حدوث تلك الواقعة .
............................................
هذه التساؤلات تحتاج إلى جواب حتى يمكن أن نشك فى نسبة القرآن إلى الله رب محمد ورب العالمين.وبما أن هذه الإجابات مستحيلة ثبت قطعيا أن القرآن من عند الله وأن محمدا رسول الله
وبالتالى فكل ما فى القرآن حق لاشك فيه.
أما حديث ذلك المتحدث عن إله اليهود وإله النصارى وإله المسلمين فالرد عليه سهل :فالله واحد عند هؤلاء ولكن لكل منهم تصور لصفاته جل وعلا ولو تأملت كتبهم جميعا لأمكن العثور على صفات متفق عليها لله .ولكن البعض بدافه من العنصرية 
والتعصب الدينى والعرقى يأبى إلا أن يجعل الله تعالى خاصا به
منحاز إليه تعالى الله عن ذلك.
وأما الحديث عن الكعبة وتعددها وعبادتها فهو حديث من يهرف بمالايعرف زفما كانت الكعبة فى مكة إلا رمزا يربط آخر الأنبياء
بأبى الأنبياء.وآخر بيت لله بأول بيت لله .ثم إن القداسة ليست للحجارة فقد بدلت مراراقبل الرسول صلى الله عليه وبعده .بل قد
دمرت بفعل البشر تارة وبسبب عوامل التعرية تارة أخرى.بل إن
القداسة لهذا المكان الذى "بوّأه"الله لإبراهيم ولما جرى فى هذا المكان من آيات الله الملأى بالعبر.
وأخيرا يتحدث هذا المتحدث عن ردة -عبيد الله بن جحش-إلى النصرانية فى الحبشة ويصفه بالشجاعة ونسى أن عبيد الله هذا دخل الإسلام طواعية لأن ذلك حدث والمسلمون مستضعفون فارون بدينهم فإذا كان الرجل قد أسلم ثم ارتد فليس ذلك شجاعة
لأن معنى الشجاعة أن يواجه ضغوطا قاسية تقتضى قوة الشجاعة
ولكن لم تكن هناك ضغوط فالرجل اختار لنفسه ما اختار.ثم إن المتحدث نسى أو تناسى شجاعة (النجاشى)رضى الله عنه وهو الملك الذى كان يمكن أن يتعرض لزوال ملكه بل قد تعرض بالفعل وتلك هى الشجاعة الحقيقية.
وفى النهاية أقول لمن كتب ما كتب تحت اسم -مؤمن مصلح-:
إنى أدعوك بدعاية الإسلام دين جميع الأنبياء والمرسلين والذى 
يجعل هدفه الأساس مصلحة الفرد والجماعة بما قررمن احترام 
النفس والعقل والقلب والدعوة إلى النظافة فى الفكر والاعتقاد والقول والسلوك وجعل للروح الطموح إلى المعالى معراجا ساميا
ورسم الطريق سهلة واضحة إلى الحب الحقيقى حب الله وحب عباد الله بل حب خلق الله أجمعين .
أسال الله لى وله وللجميع الهداية .