الأربعاء، 25 نوفمبر 2009

حوار مع الأسد

السلام عليكم أيها الأسد.
-لولا سلامك قبل كلامك لأكلتك .

-ولماذا تبدأ بالعداوة أيها الملك ؟

-أية عداوة يابنى آدم ؟هذه العداوة لغتكم أنتم لانحن .
-ياسلام ؟وكيف تكون لغتكم التى بين أنيابكم ؟
-أنيابنا وقت جوعنا فقط .فكيف حال أنيابكم أنتم ؟
-ياعم .نحن مسالمون ولسنا مفترسين مثلكم .
-والله يابنى آدم أنتم تضحكون على نفوسكم .لسنا مفترسين بل أنتم والله .
-لايصدق عاقل هذيانك هذا .
-تصدق بالله .لولا أخلاق الملوك لآخذتك على سوء أدبك .فاحذر
غضبى .
-آسف أيها الملك ولكن الكل يعرف أنك ملك الحيوان المفترس.
-هذا ماتقولونه وتصدقونه ولكن الحق غير هذا .
-فما الحق ؟
-عندما تجوع أيها الإنسان وتأكل هل تعد مفترسا ؟
-طبعا لا.
-عظيم .فأنا آكل عندما أكون جائعا فقط.وعندما أشبع أكون وديعا
والدليل أننى أتحدث معك وأتحمل تجاوزاتك .أما أنت فشىء آخر.
-ماذا تعنى ؟
-أعنى أنكم تأكلون ولا تشبعون لأن الأكل عندكم غاية .حياتكم كلها أكل .تأكلون الطعام والأموال والحقوق مادية ومعنوية .بل
تأكلون الطعام والتراث أكلا لما .لاتفرقون بين حلال وحرام .
بل يأخذ الشبعان منكم اللقمة من فم الفقير نكاية فيه وإذلالاله .فأى
حيوانات مفترسة أنتم ؟
-هذا عجيب .
-طبعا هذا عجيب جدا .وماذا تقول الراقصة عن الرقص ؟تقول
حلال ورسالة .هل تنكر أن الإنسان يستعبد أخاه الإنسان ويقهره
بلقمة العيش ؟إن كنت تمارى فى ذلك فاسأل بنى جلدتك البيضاء
ماذا يفعلون ببنى جلدتهم السوداء .
-يعطونهم الغذاء والكساء والدواء .واسأل أنا لجان الأمم المتحدة.
-من المضحك والمبكى أن يسلب الإنسان أخاه مقومات حياته من أمن وموارد ثم يتصنع العطف عليه بإعطائه بعض الفتات .
-تصور أيها الملك أن كلامك فيه بعض الحق ؟
-بل كل الحق .لو كنتم مثلنا تأكلون قدر ما تحتاجون .وتخليتم عن أطماعكم وحرصكم على التملك لعشتم فى رغد رغيد وعالم سعيد
ولكن حكمة الله أن خلقكم على شاكلتكم .
-كيف أيها الحكيم ؟
-نحن بطبعنا المسالم ونفوسنا القنوعة ظللنا منذ خلقنا وسنظل إلى
ماشاء الله على حالنا لاتطور ولاتغيير .لأنه لاشيىء يحركنا إلى ما
هو غير .أما أنتم .فأطماعكم تقودكم إلى القسوة وقسوتكم تقودكم إلى ابتكارآلات القتل والدمار .ويقود الضعاف إلى ابتكار قوانين
العدل والإنصاف .وهكذا تدور رحى حياتكم بين الحرب والسلام
-تصدق بالله .أنت تستحق فعلا أن تكون ملكا .
-نعم .ملكا على أمثالى لاعلى أمثالك.والآن حان موعد انصرافك .لأنى
بدأت أشعر بالجوع .ولأنى-بصراحة-أراك أهون من أن آكلك .
.................
فانصرفت وعرق الخجل يغسل وجهى .والملك يشيعنى بزئيره
المخيف .
....مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: