الاثنين، 23 نوفمبر 2009

الوقيعة مع الشيعة

العداء العقدى بين السنة والشيعة عقدى وتاريخى يجمع الكل عليه
ومع ذلك فقد مضت العصورعلى هذاوكل حزب فرح بما لديه    
ولا حرج على كل إنسان وكل طائفة أن تعتقد ما تشاء فلا إكراه  
فى الدين .وجهة الحساب عند الله وحده .                             
ولكن المعضلة ظهرت فى هذا العصر حيث استحال العداءالعقدى
إلى خصومة سياسية يؤجج نيرانها أعداء السنة والشيعة كلاهما .
ووسائل الإعلام الغربية زرعت فى المنطقة مفهوم العداءووزعت
الأدوار فإيران زعيمة الشيعة والسعودية زعيمة السنةوهذايحدث
أثرين فى وقت واحد :                                                    
أولا :يجذر الصراع بين مذهبين ينتسب كلاهما إلى الإسلام .     
ثانيا :يبذر بذور انشقاق آخر بين أهل السنة من حيث الزعامة .   
ولاشك أن هذا اتجاه خبيث لايفيد إلا أعداء هذه المنطقة  .          
ومن المؤسف أن كثيرا من أهل الطرفين ابتلع الطعم وألقوادلاءهم
فى هذا المستنقع .                                                          
يقول بعض أهل السنة :الشيعة كفار لاشك فى ذلك فهم أعداء نا   
مهما لبسوا مسوح الإسلام .                                              
وأنا أقول :هذا أمر مسلم به عقديا فكل فريق يرى الآخرعلى الكفر
وكل حر فيما يعتقد .ولكن ما دخل هذا فى العلاقات بين الدول ؟  
والسؤال المطروح لكلا الطرفين :هل العلاقات بين الدول تقوم على اعتبار الدين ؟                                                       
ولابد أن نلتمس الإجابة من صاحب الدين صلى الله عليه وسلم الذى ينتسب إليه الجميع .
فعندما هاجر عليه الصلاة والسلام إلى المدينة وجد بها اليهود
وبعض الوثنيين فما اشترط عليهم الدخول فى دينه لأنه"لاإكراه فى الدين "وإنما كان التعامل معهم على قاعدة (المصالح المشتركة ونصت معاهدة المدينة على أن الكل (أبناء هذه الصحيفة
يد على من سواهم .وأن عليهم جميعا مسؤولية الدفاع عن المدينة.
إذن -يا سادة -هى لغة المصالح المشتركة وهذا ما يعرف باسم   
(السياسة الشرعية ).
وقد شدد قومى فى النكير علىّ لأننى أدعو إلى التحاور والتفاهم مع الشيعة وقلت كثيرا :
أيها الأعزاء :الشيعة كفار ؟ماشى .كفار لأنفسهم لايضيرنا كفرهم
شيئا .ولكن هل النصارى واليهود والشيوعيون والبوذيون مسلمون ؟ألايعتقد كل من هؤلاء أنكم كفار ؟ومع هذا تتعاملون معهم بمنطق المصالح .
بل إن كلامنهم يعتقد أنه وحده على الحق ومع ذلك يتعامل مع الآخرين بمنطق المصالح  فما الجديد فى أمر الشيعة ؟
ليكونوا ما يشاءون .ولكن ما موقفهم من قضايانا ؟هذا ما يهمنا
تقولون :إنها مظاهر خداعة وهم حلفاء حقيقيون لأعدائنا .
طيب ولكنكم تتعاملون مع أعدائكم الصراح وتقيمون معهم معاهدات وبنفس المنطق أقول أقيموا مع أعدائكم (المقنعين )مثل
تلك المعاهدات وعلى رأى المثل (خليك مع الكداب لغاية باب الدار )
إن تحالف السنة والشيعة فى هذا الزمان ضرورة لقطع الطريق على الطامعين فى هذه المنطقة .أما حساب الدين فهو قادم لامحالة
يوم الدين .
يا قومنا من الحكمة ألا ننزلق إلى تلك الحرب التى يدبر لها بخبث
شديد بين السنة والشيعة .وإذا قامت -لاقدر الله -فستكون وقودها 
السنة والشيعة والمنطقة جميعا .
إن الثور الأبيض والثور الأحمر والثور الأسود لم يكن بينها عداء
مذهبى ولا صلة عقدية .فقط كانوا يعيشون فى منطقة واحدة .ولما
تفرقوا أُكلوا
ولن يجدى نفعا قول أهل السنة :أكلنا يوم أكل الشيعة .
هداكم الله جميعا إلى الحكمة والصواب .
....مصطفى فهمى ابو المجد   

ليست هناك تعليقات: