الاثنين، 2 نوفمبر 2009

الجماعة المحظورة


لست عضوا فى جماعة الإخوان ولا فى أى جماعة أخرى لالأنى
أكره الجماعات ولكن لأنى لاأحب تلقى التعليمات من فوق ولأنى
أرى من نفسى قدرة على الفهم الصحيح وتخير الأفضل,كما أنى لا أحبذ التفرق الذى -لابد-أن يولد التعصب ضد الآخر واعتبار ما
عليه الجماعة هو الحق لاغير.
وبناء على خبرتى الطويلة فى التعامل مع تلك الجماعات أصبحت على يقين من أن الخير للدعوة الإسلامية وللعباد والبلاد أن تندمج
تلك الجماعات فى هيئة واحدة لها برنامج واضح معلن تتواصل مع الناس ومع الدولة على أساسه.
وهذا أمر صعب يحتاج إلى قدر كبير من حسن النواياوقدر أكبرمن صدق التوجه وإنكار الذات وهو ما أراه ضئيلاعلى الساحة .
ولا يعنى هذا خصومتى مع هؤلاءومقاطعتى لهم .فإنى أرحب بالتواصل مع أى منهم وأجيب داعيهم إلى ندوة أو محاضرة أو
خطبة جمعة أو (وليمة ) بالطبع .
بل أقول -بصراحة-إن اللقاءات والتحاور معهم على اختلاف
اتجاهاتهم كانت مفيدة وكشفت أن كثيرا من أفراد تلك الجماعات
يذهبون مذهبى ويتمنون ما أتمناه من التوحد تحت راية (لاإله إلا الله محمد رسول الله )قلبا وقالبا .
ولقد ناديت بهذا كثيرا وما زلت وحاولت القيام برأب الصدع بين جماعة انشقت جماعتين ولكنى أعترف بفشلى الذريع الذى اصطدم-للأسف-بالإصرارعلى انتقتص الآخر.
هذه المقدمة الطويلة كان لابد منها بين يدى الحديث عن الجماعة
(المحظورة )الإخوان المسلمين .
وأنا أتساءل ومعى الكثيرون :من الذى حظرها ؟ومامعنى أنها
محظورة ؟
إن كان الحظر من الحكومة فليس ذلك من حقها إلا بقانون ولا
وجود لهذا القانون .وإن كان الحظر من قبل الشعب فالواقع يكذب
ذلك فحضورها على الساحة أقوى وأكثر قبولا من أى حزب آخر.
والعمل المحموم على تحجيم هذه الجماعة أو غيرها يزيدها قربا
من الجماهير إن لم يكن حبا لها فبغضا فى الحزب الحاكم .ولن
يمكن قهر جماعة منظمة ذات كوادر متجددة ترفع شعار الإسلام وتعد بما لا يستطيع الحزب الحاكم فعله .
والسبيل الوحيد أن تقدم الأفعال على الأقوال وأن يلمس الناس أن
حياتهم تتطور إلى الأحسن وأن العدل أساس الحكم .ساعتها لايهم
الجماهيرمن يحكم ما دام العدل فوق الأرؤس كلها .
إن الساحة السياسية تعانى من احتضارحقيقى بسبب تفرد حزب واحد-حقيقة-بالسلطة ,وقد يكون من المفيدجداتطعيم الحكومة ببعض العناصر المستقلة أو حتى المعارضة ,فهذا يعطى حراكا
أكثر ومصداقية للعمل السياسى .
ولنا أن نقول -بحياد-:إن من حق أى تجمع ظاهر على الساحة أن يأخذ فرصته فى الحكم الدستورى ,وقد منح هذا الحق للاتجاه
الاشتراكى ثم للاتجاه الرأس مالى فلماذالا يمنح للاتجاه الدينى فى
حدود المواطنة والنظام المدنى لانظام (ولاية الفقيه ) ؟
المشاهد -على الساحة العالمية -تحكيم الجماهير عن طريق الانتخابات الحرة ومن حق الذى تقدمه الجماهير أن يتقدم ويحكم
فإذا نجح فهذا هو المطلوب وإذا فشل أسقطه الذين رفعوه ,وبهذا
يعم (السلام الاجتماعى )ويرجى التقدم .
.........مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: