الخميس، 5 نوفمبر 2009

أطفال للبيع

كان يلعب خارج نطاق القبيلة فاختطفه الشطاروباعوه رقيقافى مكة ,واستقر به المُقام عند محمدبن عبد الله .
وتمر الأيام .ويصبح الطفل غلاما يافعا,وفى موسم الحج يتعرف
عليه بعض أفراد قبيلته,ويأتى أبوه وعمه يعرضان المال على محمد ليعطيهم ابنهم,لكنه يخير الغلام,فيختاره على أبويه .
ذاكم هو(زيد ين حارثة ).وكان ذلك قبل الإسلام .
هل كان ذلك من حسن حظ زيد ؟
بالتأكيد.فقد أتيح له أن يتربى فى بيت النبوة,وأن يفوز بلقب(حِب
رسول الله)صلى الله عليه وسلم .
إذن قد يكون اختطاف الطفل فاتحة خير عليه .اا
من يذكر حكاية (قطزوبيبرس )ومئات من المماليك الذين خطفوا
أو بيعواليصبحواأمراءوحكامافى مصر ؟
وهل كان أهل أولئك الأطفال يعرفون مصائر أولادهم الذاهبين إلى
مصر فباعوهم راضين آملين ؟
ربما كان ذلك واردا فى تلك الأزمان .
أما فى زماننا هذا فالأمر يختلف .
ربما كان الباعث سابقا نفس الباعث الآن (الفقر ) ولكن المصير
يختلف .فأطفال اليوم أتعس حظا ,إن ما ينتظرهم أن يصيرواقطع
غيار بشرية .أو فى أحسن الأحوال أن يكونوا رقيقا أبيض تحت
مسميات لاحصر لها .
لهذا قامت الدنيا ولم تقعد من أجل حقوق الطفل .
من حق الطفل أن يلعب .وأن يتعلم .و..و..
وأى أب يبيع ولده يعاقب بكذا وكذا .
وهذا جميل .ولكن الأجمل أن نبحث عن أساس المشكلة .
ليس من الطبيعى أن يبيع أحد ولده .هذه ظاهرة بشرية يبرأمنها
الحيوان .فما الذى يجعل البشر يهبط أدنى من الحيوان ؟ااا
هذا هو السؤال .
من سنوات قليلة وقف رجل فى ميدان التحرير وسط القاهرة
ينادى بأعلى صوته :من يشترينى ؟اااااااااااااااااااااااااااااااا
وفى نفس المكان وقف من يعرض أولاده للبيع .اااااااااااااا
ماالذى جعل هؤلاء يبيعون أنفسهم وأولادهم ؟
لاشك أنه الإحساس بالخطر الداهم من انقطاع أسباب الحياة .
منذ بعض الوقت قرأت بعين دامعة وقلب دام ما كتب فى الصحف
من العثور على صبية ميتة فى (طرب الغفير)فى القاهرة وقال
الخبرإن التشريح أظهرأنها ماتت من الجوع .
يارب الأرض والسماء ...
الكلاب تأكل اللحوم والبشر يموتون جوعا .
هنا أصل الداء . الظلم الذى يكتسح كل القيم .ويجتث كل خير فى
النفس البشرية لتبقى حاقدة تتوقد غلا وتتربص انتقاما من هذا
المجتمع القاسى الذى (يستاهل قطع رقبته ).
وبعد ذلك يتحدث المتحذلقون على مقاعدهم الوثيرة فى الغرف
المكيفة عن (أطفال الشوارع ).
يا أصحاب الياقات المنشاة إنه الطوفان الهادر..
طوفان الجياع ..طوفان السباع الضارية ..الذى لن يبقى ولن يذر
انتبهوا فأنتم أول الوقود ولن تنقذكم أموالكم ولا أولادكم .
الحل :هو العدل الذى ينقى القلوب من الشعور بالظلم .
الحل:هو الرحمة التى تنقى القلوب من الحقد والحسد .
والعدل والرحمة فى نفس واحد (الزكاة )التى تعنى القليل من البذل والقليل من التواضع .
اشتروا أنفسكم أيها العميان
قبل أن تصيروا جثثا فوق أمواج الطوفان .
......مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: