الأربعاء، 31 ديسمبر 2014

ثعبانيات

ثعبانيات :
0قال الثعبان الصغير لأخيه (وهو يشيرإلى ثعبان كبير):
هذا العم سام .
0 0 0
قال ثعبان لصاحبه :
هل صحيح أن الشعوب الغربية وحدها هى الحية ؟
قال صاحبه:وهل تلد الحية إلا حية ؟
0 0 0
قال الإنسان للثعبان :
أنت تجرى على بطنك
فرد الثعبان :وأنت تجرى من أجل بطنك
0 0 0
أيهما أكثر سما :
ثعبان الكوبرا ؟ أم ثعبان الأوبرا ؟
0 0 0
عندما فغر ثعبان موسى فاه ...
تنادت ثعابين السحرة .::
هيا إلى رضوان الله.

السفاح

السفاح
قال :لماذا سمى أول خلفاء الدولة العباسية ب(السفاح )؟
قلت:التاريخ يقول :إن ضحايا هذا الرجل كانت أقل بكثير من المتوقع
قال :فما حكاية السفاح هذه ؟
قلت:كان العرب منذ جاهليتهم يتمدحون بالكرم وسفح الدم لإطعام الضيف والفقير وكان (أبو العباس )معروفا بكرمه وسخائه وكثرة سفحه الدم إكراما لأضيافه ومن هنا أطلق عليه السفاح
قال:يااااااااااااااه ماأبعد ما تغيرت المصطلحات انظر كيف صار المعنى فى عصرنا ؟اا
قلت:ياعزيزى إن المعانى لاتنبت من فراغ
قال:ماذا تعنى ؟
إن المعانى تعبير عن القناعات التى تصنع سلوك الإنسان فإذا اقتنع إنسان بفكرة الخير بذل جهده فى فعل الخير وإذا اقتنع أحد بأن هذا الغنى ظالم سارق بذل جهده لسرقته وربما قتله ....ويبدو أن قناعات عصرنا تغيرت كثيرا عن قناعات أسلافنا
قال :ومع ذلك يقول (مثقفونا )إنهم متخلفون وإنه من العار أن نحذو حذوهم
قلت: وهذا أيضا من باب تغير القناعات فقد كان العار عند أسلافنا البغى والظلم وقد بلغ بهم حب العدل أن أقيم حد شرب الخمر على أحد الأمراء الأمويين الذى شرب الخمر وبلغ حب إقامة شرع الله بعمر بن عبد العزيز أن أصدر أوامره إلى قائد جيوشه بالانسحاب من السند بعد احتلالها لأنه لم يعرض عليهم الإسلام أولا كما ينص شرع الله هكذا كان مفهومهم للعار
قال :أما مفهومنا اليوم للعارفهو عار على الحاكم أن يسمح لصوت غير صوته الاصوتا يسبح بحمده من باب "ماأريكم إلا ماأرى "أما من يعارضه فهو دائما الذى يريد "أن يبدل دينكم أو أن يظهر فى الأرض الفساد "
قلت :وهكذا أيضا تغير معنى الفساد فصار كل محاولة لمقاومة الظلم وممارسة حق التغيير بالوسائل الديمقراطية كما يقولون
قال :وماالذى يدفع الظالم إلى هذا الفجور ؟
قلت :إنه الاستعلاء وغرور القوة ألم تسمع لفرعون وهو يصيح فى آذان المصريين "أليس لى ملك مصر وهذه الأنهار تجرى من تحتى أفلا تبصرون "؟
قال :لقد ادعى الخبيث أنه يملك مصر وما عليها
قلت:(صه )لاتقل الخبيث فإن للجدران آذانا وإن من قومنا لمن يعدونه بطلا قوميا كان يدافع عن الوطن وأنه قد (استشهد )من اجل مصر
صدق الله "فاستخف قومه فأضاعوه غنهم كانوا قوما فاسقين ":
قلت:يبدو أنك مصر على أن تضيعنى ياعزيزى ضع (فلترا )على فمك يرحمك الله
قال :إنه كلام القرآن الكريم شرع الله الذى يجب تحكيمه
قلت:ولو كان قومنا يؤمنون بهذا ما كانت هناك مشكلة
قال :رحم الله معروفا الرصافى حين قال :
ياقوم لاتتكلموا إن الكلام محرم
ودعوا التفهم جانبا فالخير ألا تفهموا
ناموا ولاتستيقظوا ما فاز إلا النوم
لالن يعيش مكرما إلا الأصم الأبكم
قلت:يرحمه الله ولكن هذا القول ماعاد يستقيم مع صحوة الشعوب المسلمة التى تعتقد أن حياتها فى الدنيا والآخرة مرهونة باحترام شرع الله وتحكيمه وأنه لايصح إلا الصحيح ولايبقى إلا الأصح
قال :رغم قسوة الواقع ؟
قلت:لن يكون واقنا أقسى من واقع مصرأيام موسى عليه السلام فقد كان لفرعون كل شىء كل شىء ولم يكن لموسى إلاالله وأنت تعرف ما فعل الله
قال:ونعم بالله

الأحد، 28 ديسمبر 2014

خريف الخراف

خخريف الخراف
المناضلون أنواع فنوع له قضية واضحة ينافح عنها وميدان محدد يصول فيه ويجول ...
ونوع لاقضية له فهو يبحث عن قضية وأغلب هذا النوع من ذوى الحناجر القوية التى تحب الجعجعة وليس لها فى الطحين ....
وهؤلاء يريدون لفت الأنظار بأى ثمن ...لذا يبحثون عن الشذوذ والخارج على المألوف
ومن هؤلاء تلك (المناضلة ) التى طلعت علينا بنكتة (المذبحة الكبرى )....
ياللهول .اااااامذبحة كبرى ؟ااا تانى ؟ طيب لما نسترح بعد من المذبحة الكبرى إياها ...هل نحن موعودون بالمذابح الكبرى ؟استر يارب أى مذبحة أيتها المناضلة ؟
طلعت -يامااحلى نورها -وقالت :مذبحة (عيد الأضحى)............................
نعم ماذنب تلك المخلوقات الضعيفة التى لاحول لها ولا قوة حتى تقطع رءوسها بالآلاف ؟ طبعا هذه المناضلة النص كم تركب حصان الرحمة والشفقة والقلب الرهيف
يبدو أنها نباتية لاتحب أكل مافيه الروح ....
ثم تقول هذه المناضلة :لقد كان السبب فى هذه المذبحة حكاية( رجل طيب) حاول ان يذبح ابنه ولكن المسألة لم تتم ومع هذا فإننا نقوم بذبح هذه المخلوقات المسكينة كل عام ...

(طبعا هذاالرجل الطيب هو أبو الأنبياء إبراهيم لعيه وعلى نبينا أزكى الصلاة والسلام ) منتهى الوقاحة...
ألم أقل لحضراتكم ؟ مناضلة فاضية تبحث عن قضية ...
ألا فاعلمى يا هذه أن كل شىء يؤكل فيه روح ...
فإن كنت نباتية فالنبات له روح ...وبصرف النظر عن الروح نحن مسلمون وهذا ديننا يحل لنا أكل الخراف وتقديمها للفقراء والمساكين الذين ربما لايرون اللحم إلا فى الأعياد
ثم إن المسألة سهلة ...لاتأكلى من تلك الأضاحى بل قومى برفع قضية أمام مجلس الأمن ليطبق علينا الفصل السابع بحجة إبادة مخلوقات الله ...
طيب يا ست الحاجة لما حضرتك حنون إلى هذه الدرجة الشفيفة أين كان صوت حضرتك عند المذبحة الكبرى التى حصدت آلاف أرواح البنى آدمين وليس البنى خروف ؟ أم أن أرواح البشر عندك أقل حرمة من أرواح الخراف ؟ااا
عموما لاعجب فساحة (النضال )متسعة لكل من هب ودب ....
يا ناس يا هووووووووووووووووووووه
بلدنا جريح بلدنا كسير أمتنا مبتلاه بحكامها
الحاجة ملحة إلى كل صوت جاد ناضج يدرك عمق المشكلات ويسعى لجيد المعالجات
ولا وقت لهذه التفاهات ...
أفيقوا يرحمكم الله .

السبت، 27 ديسمبر 2014

فلسفة فارغة

 معركة كلامية فى مجلس النواب الأردنى بين سيدة تقول :(أين كان الإسلام السياسى فى أثناء حرب فلسطين بينما كان القوميون العرب يبذلون دماءهم من أجلها )؟
وبين عضو يرد عليها بكلام جارح وألفاظ غير لائقة كما قيل...
والحق أننى أرى ذلك فلسفة فارغة ولغوا لاقيمة له...
لأن الحديث عن علاقة الإسلام بالوطنية والقومية قتل بحثا ...
ولكن بعض القوم لايملون من ترديد أن الإسلام دين شمولى يعادى الوطنية والقومية العربية...
يا قومنا....
ياأحباءنا...
ياإخوتنا فى الوطن...
اسمعوا وعوا  الله يرضى عنكم...
الإسلام دين شامل ...نعم ...
يشمل أحوال الإنسان كلها من المهد إلى اللحد وقبل المهد وبعد اللحد...ويضع لذلك الخطوط البينات التى تناسب كل زمان ومكان ولاتتعارض ألبتة مع ظروف التطور ..فهل يعد ذلك عيبا ؟
والإسلام يشمل كل الناس العرب وغير العرب على قاعدة "إن أكرمكم عند الله أتقاكم " فهل يعد ذلك عيبا ؟
وشمولية الإسلام لاتعنى إلغاء (الوطنية )فلابد أن يكون للدين وطن لأن التدين فى أبسط معانيه ممارسة الناس التعبد لله على الأرض ...والرسول صلى الله عليه وسلم وقف فى (بدر) يدعو ربه عز وجل قائلا"اللهم إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد فى الأرض بعد اليوم " فهناك أرض وهناك وطن  ...
وهو صلى الله عليه وسلم  وضع صحيفة المدينة التى ترسم منهاج السياسة فى ذلك (الوطن )الوليد بمايحقق حقوق (المواطنين )جميعا كما تقولون عن (حقوق المواطنة )وفيها كان كل سكان المدينة من المسلمين واليهود والبقية من عبدة الأصنام مواطنين يتمتعون بالمساواة الكاملة  والمسئولية المشتركة عن أمن (الوطن )وسلامة أراضيه ...
وسورة "الأنفال عندما تحدثت عن قتال المسلمين جعلت من يفر من أرض المعركة يبوء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ...أليس ذلك دفاعا عن الوطن ؟اا
ومن قبل ذلك قال صلى الله عليه وسلم وهو مهاجر من مكة :"والله إنك لأحب بلاد الله إلى الله وإلىّ ولولا انى أخرجت منك ما خرجت "أليس هذا حبا عظيما للوطن ؟...
وأكثر من ذلك ...
فإن للإسلام عناية بالقبلية وهى الوحدة الضيقة للأساسية للمجتمع العر بى ...فقد طلب النقباء عن قبائل الأنصار فى بيعتى العقبة قبل قيام الدولة بزمان...
والإسلام يشمل كل القوميات دون تعصب أوتمييز...
وهذه هى العقدة عندكم...
تقولون :أين الإسلام من (القومية العربية )؟ااا
أقول لحضراتكم :القومية العربية فى القلب من الإسلام باعتبارها وعاء الإسلام الأول فالنبى عربى والقرآن عربى  وجل من جاهد فى الإسلام من البداية عربى ...ولكن...
هل من الإنصاف أن يتجاهل الإسلام تضحيات (بلال )الحبشى و(صهيب)الرومى و(سلمان )الفارسى ؟أليس من عظمة الإسلام أن يساوى بين رءوس هؤلاء ورءوس (أبى بكر) و(عمر )و(عثمان ) و(على ) ؟
وفى موضوع القوميات بالذات تعالوا لألوى أعناقكم ولاأقول أشد آذانكم...
هل تمارون أن فلسفة (القومية العربية )هى السبب الرئيس فيما تعانيه أمتنا من نكبات ؟
 لاتتصايحوا...بل هو الواقع والتاريخ ...
تركيزكم على القومية العربية كان الدافع الأكبر وراء القوميات الأخرى أن ترفع رأسها وتنادى بالاستقلال  (وما فيش حد أحسن من حد ) فكانت مشكلات (الأمازيغ )فى المغرب العربى و(الأكراد )فى المشرق العربى و(الزنوج )فى الجنوب العربى 
يعنى....
ب (بركة )القومية العربية صارت الأمة أشلاء متناحرة يا حضرات فأى فخر وأى إنجاز للقومية العربية ؟
على أن الإسلام لم يعادى القومية العربية قط ولكنه رعاها وأنتم تعلمون أنه على كل مسلم من أى وطن كان أن يتعلم العربية ليقرأ بها القرآن  ويصلى بها ...ولكن الإسلام لم يتعصب قط للقومية العربية كما تفعلون...وإنما ساوى بين القوميات وبذلك آخى بين الناس ومنع احتمال ظهور انشقاقات فى جسد الأمة وهذا ما هدمتموه بتعصبكم للقومية المسكينة...
أما قولكم :(أين الإسلام فى حرب فلسطين )؟فاسألوا التاريخ يجبكم :(لقد كانت فصائل المجاهدين المسلمين من جماعة تعدونها
إرهابية هى فارسة الميدان على ساحة فلسطين وأذاقت العدو الصهيونى ما لم تذقه جيوش العرب التى خضعت للظالمين الذين أتوا بالأسلحة الفاسدة والذين قالوا للمقاتلين (ماكو أوامر)
أيها (القوميون العرب )...
لقد فاض الكيل ...ثوبوا إلى رشدكم 
وارجعوا إلى الحق ...
إن كنتم تريدون الخير لهذه الأمة 
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل

الخميس، 25 ديسمبر 2014

تعالوا نتعلم




تعالوانتعلم من خير الخلق صلى الله عليه وسلم :
أولا:أنه لاشىء يضيع فكل شىء -مهما صغر -مسجل فى كتاب ينطق بالحق": يوم لاتملك نفس لنفس شيئاوالأمر يومئذ لله "
ثانيا:لكل شىء قدره وأهميته والصغيرة قد تصبح -بالإصرار عليها -كبيرة لذا يجب أن نهتم بكل شىء حتى الكلمة الواحدة التى قد تجر خيرا كثيرا أو شرا وبيلا.
ثالثا:نسمع البعض يصف البعض بأنه (حثالة ) ونبينا صلى الله عليه وسلم لم يستعمل هذا اللفظ ولا ما فى معناه بل كان يرجو الخير من أعدائه ولو بعد حين وهو الذى رفض أن يطبق ملك الجبال عليهم الأخشبين وقال "لعل الله يخرج من أصلابهم من يعبد الله وحده"

رابعا:عدم تناسى مايفعله الآخرون من خير حتى لو كانوا كفارا فقد ذكر صلى الله عليه وسلم (حلف الفضول )فى مكة قبل الإسلام وقال "لو دعيت إليه فى الإسلام لأجبت " مع ملاحظة أن تذكرنا لما يفعل الآخرون من خير ومدحه يقرب المسافات ويجعل الحوار معهم أقرب نفعا.
خامسا:الغرام بتصنيف معارضينا أو خصومنا يجعلهم يسارعون بتصنيفنا كذلك وهكذا تتسع الهوة وتغلق كل قناة للحوار ولاحظوا أن القرآن لم يغلق الحوار ألبتة بل تجدون الحوار من أول القرآن إلى آخره .
سادسا:من التواضع العقلى أن نؤمن بأنه إذا كان معنا علم فإن مع الآخرين علما كذلك ورحم الله الإمام مالكا رضى الله عنه حين رفض عرض أبى جعفر المنصورأن يجعل مذهبه مذهبا للدولة وأن يحمل الناس عليه وقال(لقد تفرق أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم فى الأمصار وعند كل منهم علم )
سابعا:النبرة العالية فى النقد والتنابز بالألقاب ليست من الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وكم أود أن يدخل الداعيان إلى المناظرة الحامية ثم يخرجان وقد تأبط أحدهما ذراع الآخر ذلك أروع مثل لخلق الداعية المسلم وقد كان ذلك ديدن الصحابة رضوان الله عليهم .

سابعا:قد يكون خصمك على حق وستضرب أروع الأمثال فى الدعوة إلى الله إذا رجعت إلى الحق وأعنت أن خصمك على الحق وأن الحق أحق أن يتبع ..إنك بذلك تعلى قدرك وتسحق شيطانك .
ثامنا:مادام القصد إخلاص الوجه لله فلا عبرة للأمورالشخصية والنوازع النفسية وكل شىء يهون فى مرضاة الله تعالى.
تاسعا:كونوا فى غمارالناس واقتربوا من العامة فهم خامة الدعوة ومتجه الدعاة وهم الأغلبية التى -إذا صلحت -أصلحت الأقلية التى ربما أطغاها المال والسلطان فاهتموا بمشكلاتهم .
عاشرا:بارك الله عليكم لاتنسونى من دعائكم الصالح تقبل الله منى ومنكم .
وصلى الله وسلم على معلمنا الأمين

الثلاثاء، 23 ديسمبر 2014

فكرالإرهاب وإرهاب الفكر

 قلت لصاحبى :مامعنى  (فكرالإرهاب )؟
قال:أخبرنى أنت أولا مامعنى الإرهاب ؟
قلت:الإرهاب :هو ارتكاب أى عمل يهدد السلام الاجتماعى .
قال:وما معنى السلام الاجتماعى ؟
قلت:العلاقات بين أفراد المجتمع داخل الأسرة وخارجها.
قال:وعلام يقوم هذا السلام الاجتماعى ؟
قلت:يقوم على القواعد السلوكية والآداب التى ارتضاها المجتمع.
قال :ومم استمد  مجتمعنا سلوكه وآدابه ؟
قلت:من الدين طبعا فهذا المجتمع متدين بفطرته رغم الظواهرالكثيرة التى تعكر صفو تدينه.
قال:معنى  هذاأنك ترى أى عمل ينافى الدين منافيا للسلوك والآداب  وبذلك يكون مهددا للسلام الاجتماعى؟
قلت:نعم وهل يختلف على ذلك عاقلان ؟ولكنى لاأسألك عن معنى الإرهاب إنماأسألك عن فكرالإرهاب .
قال(ضاحكا):مادمنا اتفقنا على تعريف الإرهاب فقدوضح الجواب 
قلت:إذن ..كل فكر يؤدى إلى عمل يخرب سلوكنا وآدابنا هو فكر إرهاب ؟
قال:أليست هذه النتيجة المنطقية لكلامك أنت ؟
قلت:بلى ولكن مارأيك أنت ؟
قال:قبل  رأيى دعنى أسألك -بمقياسك البدهى -ماذا تسمى (المسلسل )الذى يسخر من ديننا ويعرضه فى صورة شوهاء تنفر الشباب والعامة وتغرس فيهم الاستهانة به ؟ألا يعد ذلك فكراإرهابيا ؟
قلت :بلى لأنه يصيب السلام الاجتماعى فى مقتل .
قال:وما رأيك فى الفكرالذى يروج لهذا ؟
قلت:هو فكرإرهاب بلاشك 
قال:وماذا تسمى الأغانى التى تجمع بين الخلاعة والإثارة وانحطاط العبارة وتحطيم آداب فاضلة ؟
قلت:هى فكرإرهابى كذلك 
قال:وماذا ينبغى -فى رأيك -أن يكون موقفنا من هذا الفكر؟
قلت:مقاومته أشد المقاومة حماية لديننا ومجتمعنا وأسرنا
قال:وكيف تكون هذه المقاومة ؟
قلت:بالحكمة والموعظة الحسنة وبذل النصح لأولى الأمر وتوعية الناس 
قال:وكيف تكون توعية الناس ؟
قلت:عن طريق الجمعيات الإصلاحية ووسائل الإعلام والتواصل وبرامج الأحزاب ومنابرالدعاة 
قال:وماذا ترى فى خنق جماعات الإصلاح وإغلاق وسائل الإعلام الرسمية فى وجه الدعاة المستنيرين  والسماح لتيار معين سميت أنت فكره إرهابيا بالوصول إلى عقول الناس عن طريق عيونهم وآذانهم ؟وماذا تقول فى تكثيف الدعاية لهذا التيار ووصفه بالحرية والتطور والتنوير ووصف ماعداه بالتخلف والرجعية ؟ماذا تقول فى هذا ؟
قلت:أقول هذا عين الإرهاب الفكرى 
قال:صدقت ليس له اسم آخر
قلت:وهل لديك اقتراح للخروج من هذه الورطة ؟
قال:إن صدقت النوايا فالحل موجود وهو لايعدو أحد أمرين :
الأول :أن يوضع معيار ثابت أو ميثاق شرف يراعى ضوابط السلام الاجتماعى  ومن شذ عنه يؤخذ على يديه "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "آل عمران 110
والثانى :أن تكون المساواة تامة فى وسائل الإعلام فلايحجر على فكر ويمرر فكر بل تكون الحرية للجميع ويترك المنطق والحق ومصلحة الأمة تفرض فكرها على الساحة إن استطاعت بالكلمة والحجة أو فلسفة الشر والإفساد إن استطاعت بالكلمة والحجة ولنا البشرى فى قول الله تعالى :"فأماالزبدفيذهب جغاء وأماماينفع الناس فيمكث فى الأرض "الرعد 17

الاثنين، 22 ديسمبر 2014

امرأة بألف رجل

غزالة والحجاج
تحدت الحجاج بن يوسف الثقفى وهزمت عشرين جيشا لعبد الملك بن مروان الخليفة الموى و نذرت أن تصلى ركعتين فى مسجد الكوفة تقرأ فى الأولى سورة البقرة وفى الثانية سورة آل عمران ...
وبالفعل دخلت الكوفة على رأس كتيبة من النساء قوامها مئتا امرأة يحملن السيوف والرماح ووفت بنذرها ولم يجرؤ الحجاج على مواجهتها ...
إنها غزالة زوج شبيب بن يزيد زعيم الخوارج ....
لقد خرجت هى وقومها على ظلم حكام بنى أمية وبصرف النظر عن صواب ذلك أو خطئه أتساءل :ترى لو وجدت غزالة هذه فى أيامنا هذه ماذا عسى أن يكون موقفها من الحكام ؟

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

من أجل لغتنا الجميلة

من أجل لغتنا الجميلة
لغة أى شعب لاتعنى فقط وسيلة التخاطب والتواصل بل هى وعاء شخصيته وعنوان هويته ومن هنا كان اهتمام المم المتقدمة بلغتها وأمامنا مثل يجب أن يحتذى فالعدو الصهيونى الذى أتى بأشتات من الناس وزرعهم فى أرضنا قد عمل على أن يخلق لهذه العصابات شخصية تجمعهم فأحيا اللغة العبرية وهى لغة كانت قد ماتت ولكنه بعثها من رميمها وجعلها لغة حياة يومية .
أقدم هذا بين يدى هذه الكلمة امتدادا لمقالة الأستاذ /عمر غورانى عن اللغة العربية وأوافقه على توصياته ولكنى أركز على نقطة وأزيد أخرى ...
أركز على فاعلية الأعمال الفنية باللغة العربية لأنها ذات تأثير بالغ فى إحياء لغتنا الجميلة وأذكر أننى شاهدت فى أوائل السبعينات مع أطفالى مسلسلات عن التاريخ الإسلامى باللغة العربية وقد شارك فيها لفيف من الممثلين المصريين والسوريين وكانت بالغة الروعة لغة وتمثيلا وإخراجا وقد شدت اهتمام الكبار والصغار وكان من آثارها الإيجابية التدريب التلقائى لأطفالى على اللغة الفصيحة ومثل ذلك فى مسلسلات الأطفال بأنواعها ...فحبذا ثم حبذا لو تنبه المسئولون عن التعليم إلى ذلك وجعلوا المواد الدراسية فى قالب فنى عربى فصيح قريب ...
ونقطة ثانية :
من الملفت للنظر أن تكون للغة العربية حصص خاصة تدرس فيها ثم يأتى المعلمون للمواد الأخرى ليحرثوا ما فعله معلم اللغة العربية وكأن العربية لاتصلح لأداء تلك العلوم ومعنى هذا أن معلمى المواد الأخرى لايلقون بالا إلى العربية وفى ذلك مافيه من تهوين شأن اللغة العربية ..
أما النقطة التى أريد أن أضيفها فهى :
طريقة تأليف الكتب التى تقدم اللغة العربية إلى الطلاب فهناك دروس للنحو ودروس للقراءة ودروس للنصوص وحصص للتعبير الخ ...وفى هذا تقطيع لجسد اللغة وإنهاك للطالب وأقترح تدريس اللغة العربية من خلال النص العربى الجيد بمعنى أن يكون المقرر عدة نصوص من الشعر والنثر المنتخب ثم تعالج هذه النصوص علاجا متكاملا فتقرأ قراءة جيدة من قبل المعلم ثم الطلاب ولابأس أن تستغرق تلك القراءة ما تستغرق من الحصص فالإجادة هنا مكسب كبير ومن بعد ذلك يتناول النص بلاغيا ونحويا مع بيان أن المعنى يترتب على النحو فقد تؤثر الضمة والفتحة والكسرة فى المعنى فكلمة (كتب )كفعل ماض غير كلمة (كتب )جمع كتاب مثلا ...
وقد قمت بهذه التجربة إبان عملى فى التدريس بالمدارس الابتدائية والمتوسطة والثانوية والمعاهد العليا وكان أكلها رائعا جدا وتناولها مستساغا للطلاب
و من طرائف الأمور أن هذه الطريقة أنقذتنى من كيد بعض الموجهين فى سالف الأزمان فقد اتفق أن زارنى أجد الموجهين وكان الجدول يشمل أربع حصص متوالية للغة العربية فى فصل واحد وهذا من سوء التخطيط ...إذ ما عسى أن يقول المعلم لطلابه طوال ثلاث ساعات ؟
ولكنى أقول لحضراتكم إن تلك الطريقة العبقرية كان لها فعل السحر فقد استغرقت قراءة النص حصتين كاملتين إذ حرصت على أن تقرأ كل طالبة جزءا معقولا من النص فإذا أخطأت طلبت من زميلاتها التصويب ...ثم جاءت معالجة العاطفة التى دفعت الشاعر إلى تأليف قصيدته ثم جاءت معالجة الفكرة العامة فى النص ثم معالجة الأفكار الجزئية وكل ذلك من خلال المناقشة وفى غضون ذلك تعالج مسائل النحو والبلاغة بسؤالات من قبيل :لماذا قال الشاعر كذا ولم يقل كذا ؟وهل هناك فرق ؟ وما موقع هذه الكلمة من الإعراب ؟ وماذا لو كانت منصوبة أو مجرورة ؟
وبهذه الطريقة -أيها الأفاضل -مضت الحصص الأربع ولما يكتمل النص وخرج الموجه بغير الوجه الذى دخل به ولله الحمد
ومن هنا أدعو إلى إعادة النظر فى طريقة تدريس اللغة العربية واعتبارها كيانا متكاملا أساسه النص والحس البلاغى ...
اللهم أطل عمر لغتنا الجميلة واجعلها الوارثة منا يا أرحم الراحمين ولاتسلط علينا بذنوبنا من يهدم لغتنا على أرؤسنا . والحمد لله رب العالمين .

الأربعاء، 17 ديسمبر 2014

بيان مشترك

بيان مشترك
بعد اجتماع عاجل لنقابتى (اللصوص والمتسولين )صدر البيان التالى :(تعلن نقابتا اللصوص والمتسولين عن إيقاف أنشطتهما رحمة بالشعب المصرى الذى أصبح بعضه من اللصوص و الباقون من المتسولين )

إلى أين ياأزهر ؟اا

لى أين يا أزهر؟اااا
فى خطوة غير مسبوقة أعلن الأزهر (الشريف) دمج مواد (التوحيد والحديث والفقه والتفسير )فى مادة واحدة هى (أصول الدين )وجعل لها كتابا واحدا فى حجم متوسط .
وجاء فى تعليل هذه الخطوة (بناء على شكاوى أولياء الأمور من صعوبة المناهج )
أولا:هذه المواد (المضغوطة )هى قوام الدراسة الدينية فى الأزهر ويعنى هذا الإجراء القضاء العملى على صلب الدراسة التى كانت تميز الأزهر.
ثانيا:بعد تطويرالأزهر فى الستينات دخلت المواد (الثقافية )إلى الأزهر من مواد رياضية وطبيعية وهذه بقيت على حالها لم تمس .
ثالثا:مصر بها العديد من الجامعات ولكن جامعة الأزهر كانت تمتاز بأنها جامعة دينية فى المقام الأول ولكن بعد هذا الإجراء صارت شبحا هزيلا للدراسات الإسلامية
رابعا :إذا كان سبب هذا التجريف للدراسات الدينية فى الأزهر هو شكوى أولياء الأمور فسنرى عن قريب إلغاء الأزهر كليا لأن الطلاب فيه يدرسون منهجين دنيوى ودينى (أصبح هزيلا) ولكن الطالب الذى ينجح فى الثانوية الأزهرية لايحق له الالتحاق بكليات الجامعات الأخرى مع أنه يدرس نفس المواد التى يدرسها طالب المدارس الثانوية العامة ومن هنا أغلب الظن أنه سيعطى لطلاب الأزهر نفس الحق فى الجامعات الأخرى وهذا يعنى تحول مدارس الأزهر وجامعته إلى مدارس معتادة وبمعنى آخر الإلغاء العملى لوجود الأزهر وتوحيد التعليم فى مصر كما نادى بذلك الدكتور طه حسين .
.................ملحوظة مهمة :
سيتم إلغاء الأزهر تدريجيا إذااستمرت هذه الردة الملعونة ولكن ستبقى الجامعات الدينية المسيحية فى مصر لايستطيع أن يقربها أحد ....
ولا يسعنا إلاأن نصرخ فى أذن شيخ الأزهر -إن كانت له أذن -كيف تقابل ربك بهذا الوزر العظيم ؟ يا شيخ الأزهر أقصد ياشيخ (الأزعر )؟اااااااااااا

الجمعة، 12 ديسمبر 2014

الحل الفاشى

الحل الفاشى
أحد المدونين كتب محبذا الحل الفاشى كطريق حتمى للقضاء على الإسلام السياسى الذى يقف حجر عثرة فى سبيل قيام دولة مدنية حديثة يحترم فيها الإنسان
و أنا أعجب لأن هذا الكاتب يعلم أن هذا الحل قد جرب جرب فى مصر على يد حكم العسكر وما أنتج إلا دكتاتورية وظلما وتخلفا وجرب فى العالم على يد هتلر وموسلينى وأضرابهما فأنتج حربين عالميتين حصدت ملايين الأنفس ...
إن الدكتاتور لن يسمح إلا للأيدى التى تصفق له ...وسيقطع كل رأس مرفوعة وكل لسان يقول :لا ...وبهذا لن يمكن التمهيد لدولة مدنية يحترم فيها انسان
على أن الدكتاتور لن يخلى مكانه إلا ميتا أو مقتولا ...وقد يكون من مقولات الدكتاتور فى مصر إننا أكثر من تسعين مليونا ولن يضيرنا أن نضحى بمليون فى سبيل حياة أفضل لتسعة وتسعين مليونا وهذا منطق مغلوط لأن ذلك المليون المطاح به مليون رأس مفكر مليون لسان حر مليون ثائر بصرف النظر عن خلفية كل منهم ...ثم يبقى الشعب داجنا يقاد من أنفه فكيف يكون ذلك سبيلا إلى قيام دولة مدنية يحترم فيها إنسان ؟
على انى لاأجيز هذه العربدة التى يمارسها مايسمى (الإسلام السياسى )فلايوجد إسلام سياسى وإسلام غير سياسى فالإسلام دين واحد شامل لحركة الحياة وعلى كل من يزعم أنه ناشط مسلم أن يتداعى إلى مؤتمر جامع هدفه الكبير تقديم الإسلام الحق إلى الناس إسلاما فوق المذاهب ...ولاأعنى إلغاء المذاهب كلا فهى تراث فكرى ضخم محترم ولكن أعنى -كما نادى بذلك الشيخ /جاد الحق رحمه الله -أن تستعرض كل المذاهب وأن ينتخب منها الفتاوى الأمثل فى المسائل الاجتهادية ويعرف الناس أن هذه المسألة لها حل أو اثنان للمستفتى أن يأخذ بأيهما شاء وبذلك تتحد الفتوى فى العالم الإسلامى وتنتهى فوضى الفتاوى التى تفرق بين الناس
إن أمتنا فى حاجة إلى الإسلام كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم نقيا رحيما يحترم الإنسان ويقود إلى التطور ...والإبداع ..
أما الفاشية فهى الطريق إلى الهاوية التى نتسابق فيها إلى القاع .

السبت، 6 ديسمبر 2014

عيب يا من ؟

 فى إحدى الحافلات العامة ....صعدت ثلة من الغلمان  يبدو أنهم طلاب فى المدارس الثانوية ....
أخذوا يتحركون بغوغائية  فى طول الحافلة ...يتبادلون ألفاظا بذيئة وعبارت تخدش الحياء وقائد السيارة لاينبس ببنت شفة ويبدو أنه يعرفهم...ونظر البعض إلى عمامتى فأشحت بوجهى ...وتشجع واحد فقال :(عيب يا شباب  هذا لايليق )ولكنه فوجىءبسيل من الوقاحات وقال أحدهم وهو يبرز سلاحا أبيض :(اسكت وإلا قطعناك وقطعنا الشيخ اللى جنبك ) مع أن الشيخ اللى جنبه ما تفوه بكلمة ....ثم انطلقوا يتغنون بأغنيات سافلة محرفة ......
وسمعت قلبى ينوح:
هل أقول :عيب يا شباب ...فأنتم أمل الأمة وغدها المرتجى ؟
أم أقول :عيب أيها الآباء والأمهات ...يامن انطلقتم لجمع الأموال بحجة كفاية الأولاد فأضعتم الأولاد ؟
أم أقول :عيب أيها المعلمون الذين نسيتم الأمانة فى تربية الجيل وجريتم وراء الدروس الخاصة ؟
أم أقول :عيب يا إدارات المدارس والهيئات التعليمية  يامن ركنتم إلى الموادعة فلم تمدوا يدا لمحاربة الفساد ؟
أم أقول :عيب يا وزارة التربية والتعليم التى فقدت جناحى التربية والتعليم  وأضحت بقوانينها الغبية تحاكم المعلم إذا ما ضربه الطالب بحجة أنه لم يستطع استيعاب الطالب ؟
أم أقول :عيب ياوزارة الشباب التى أصبح كل همها تعبئة الأوراق بالنشاطات المزيفة التى تستنزف الأموال وليس لها على الأرض أثر ؟
أم أقول :عيب أيها الدعاة الذين تغردون خارج سرب الشباب وتتحدثون فى الخرافات وتتركون مشكلات الشباب فكرهكم وابتعد عنكم؟
أم أقول :عيب ياوسائل الإعلام التى اقتحمت بيوتنا وخربت عقولنا بما تبثه من سموم المواد الخبيثة من مسلسلات وأغان تمسخ شخصية الفرد المسلم وتشوه مبادئه بدعوى الحرية (وعش أيامك عش لياليك خللى شبابك يفرح بيك ) فأنتج هذا الإعلام الفاسد شبابا ضائعا مضيعا تتفتت الأكباد حزنا عليهم ؟
أم أقول :عيب يا ولى الأمر الذى شغلك أمر الكرسى عن مراعاة مقتضياته فصار الشباب غريبا عنك غربتك عنهم ؟
والحق أن العيب فى كل هؤلاء وأقلهم عيبا هم الشباب لأنهم الضحية التى تقتل نفسها بسلاحها وهى لاتدرى أنها  تقتل أمة بأسرها...
والأولى بالعيب هو الحاكم المسئول عن رعاياه التى استرعاه الله و لايسعنى إلا أن أقدم له هذه الأبيات التى قدمتها للرئيس /السادات غفر الله له :
  يا ولى الأمر فينا لاتنم   فالله جبار القوى المتعالى 
  أعطاك عهدالايحلل نقضه   مهما تكن حال من الأحوال
 هذى الرعية أنت راعى شائها    فاحذر عليها مخلب الرئبال 
ماذا تقول إذا سئلت بموقف     تبيض منه ذوائب الأطفال ؟
فهناك لا تنجيك أى بطانة   مهما تكن جمعت من الأموال 
فبهدى آى الله رب جموعنا   وابذر سنا الإيمان فى الأجيال 
فإن شبابنا لو كان يدرى   عقيدته تفوق فى الرجال 
وإلا فانتظر غضبا ومقتا    فربك بالخوارج لايبالى 

الخميس، 4 ديسمبر 2014

موقف للتأمل

موقف يستدعى التفكر
بعد مقتل عثمان رضى الله عنه ذر قرن الفتنة بين المسلمين وكان ماكان من تقاتلهم وبلغت ذروة الخصام بين على ومعاوية رضى الله عنهما فى وقعة (صفين ) حين رفع جند معاوية المصاحف -خلاف ما يروجه الجاهلون - ولم يكن قبل صفين خوارج بل خرج هؤلاء على على رضى الله عنه بعد قبوله التحكيم الذى أجبروه عليه ...وانتهى الأمر بأن آل الحكم إلى من رفعوا المصاحف وظهور ما يسمى بالخوارج ...
وقد كان هؤلاء الخوارج شوكة فى ظهر الأمويين حتى ولى /عمر بن عبد العزيزالأمر وكان من عدله وسيرته ما سطرته كتب التاريخ ...وهنا أوقف الخوارج نشاطهم وقالوا :هذا رجل صالح لانرفع عليه سيفا....
وهذا الموقف جدير بالتأمل فيما يحدث فى عصرنا الممتلىء غضبا وعنفا... ونتساءل :هل كان لهذه التقلصات الاجتماعية والفكرية العنيفة أن تظهر إذا ما طبقت الشريعة الإلاهية بمافيها من تسامح وعدل ورحمة ؟
وهل يرفع المنتقضون على الأنظمة الحالية إلا تلك الشعارات على اختلاف فى فهمها وتطبيقاتها ؟
وهل ينقص الأمة ثلة من الأتقياء يجلسون ويبحثون أحوال الأمة ويتفقون على حل يسعون به بين الأطراف المتناجزة لعل الله يجمع بهم الشمل ويعيد اللحمة بين الأشقاء ؟ أليس من حق الأمة على قياداتها الفكرية أن تطبق قول الله تعالى "وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطوا إن الله يحب المقسطين "؟الحجرات

الثلاثاء، 2 ديسمبر 2014

الإسلام الداجن

  الإسلام هو الدين الوحيد الذى يقود حركة الحياة فى عنواناتهاالكلية ومساربها الخفية ...
فالعنوان الأكبر (إفراد الله بالتوحيد والعبودية )ومنه ينبثق الإيمان بملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر..
 وإلإسلام يعلم المسلم كيف يعبد ربه تفصيلا وأن علاقته بربه علاقة مباشرة لاتقبل الوساطة من بشر مهما كان...
 والإسلام يقود تصور المسلم لعلاقته بالأنفس والأعراض والعقول والأموال وأن لها حرمتها وقداستها وحد الحدود لمن يتجاوز فيها...
والإسلام يقود حركة المسلم داخل بيته مع زوجه وولده وخدمه ...
والإسلام يقود حركة المسلم خارج بيته مع إخوانه المؤمنين ومع غيرهم ويرسم لذلك ضوابط واضحات ..
والإسلام يقود تصور المسلم لهذا الكون وواقعه فيه وأنه على ضآلة حجمه مكرم مفضل على كثير ممن خلق الله تفضيلا...
بل إن الإسلام يقود العلاقة الحميمة بين المرء وزوجه ويضع لها ضوابط لاتنقص المتعة ولا تنتهك الحرمة...
والإسلام يقود حركة العقل المسلم فيطلقه إلى أقصى درجة فيما يمكن أن يبدع فيه وينصحه أن يبعد عن مجالات التيه ...
ومن عبقرية هذا الدين ....
أنه يربط كل ذلك بالعنوان الأكبر (إفراد الله بالتوحيد والعبودية) لتكون حركة الحياة كلها مرافقة لمراقبة الله الذى لاتأخذه سنة ولانوم ...ومراقبة الله تعالى تعنى أن يكون ضمير المسلم حيا متعلقا بحب خالقه وهذا التعلق يعصمه من الزلل وإذا زل عاد سريعا إلى عفو ربه وغفرانه .
ومن عبقرية هذاالدين أن هذه الصلة الوثيقة بالله لاتقف حجر عثرة أمام تطوير حركة الحياة والوصول بها إلى أرقى درجات الإبداع  بل هى تعينه وتمده بطاقات دافعة لاتنفد 
  ...................
والإسلام بهاته الاعتبارات دين الحياة الكاملة التى تشمل حركات الجسد وخوالج النفس "قل إن صلاتى ونسكى ومحياى ومماتى لله رب العالمين لاشريك له وبذلك أمرت "النساء
.................................
والإسلام بهاته الاعتبارات الدين المنقذ للعالم ....
ومن هنا كان استهدافه من قبل خصومه الذين يقودون ويخوضون معارك شرسة  ضده...
وأعداء الإسلام يعلمون جيدا أنه لايمكن القضاء على الإسلام ولكن يمكن (تدجينه )ليكون إسلاما شكليا يقنع السذج من أتباعه ولايغنى عنهم فتيلا 
أجل ...إن الإسلام (الداجن )هو الحل الأمثل لهذه المعضلة ليظل التيار الإلحادى ممسكا بمقاليد الأمور  ولا بأس من بعد ذلك أن يبذل الأموال لبناء مساجد المسلمين بالذهب   
ولكن هيهات فقدر الله تعالى "إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا فى الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد "
ولقد تأبى الإسلام على تلك المحاولات بقدرة الله تعالى الذى اودع فيه من الخصائص الذاتية ما يكفل له البقاء والانتصار ورغم جيوش المنصرين والملحدين وما وراءهم من إمكانات هائلة فإن من يدخل الإسلام كل يوم كثير كثير رغم قلة الموارد وسوء أحوال المسلمين ومن يخرج من الإسلام قليل قليل  وأغلب الظن أن من يرتد عن الإسلام لايرتد عن قناعة بل عن طمع فى بعض أعراض الدنيا التى يسارع أعداء الإسلام إلى بذلها له ...
إن الإسلام قوة روحية واقعية تصنع السعادة الآنية والآتية ولاتطلب من الإنسان إلا أن يكون مع الصادقين مع ربه ومع نفسه ومع الآخرين  
فهل ينتبه المسلمون ؟اا ه