الأحد، 27 سبتمبر 2009

فرق مسيحية تقول بالوحدانية

قد يكون غريبا أن نقول :إن هناك فرقا مسيحية تقول -صراحة -بالتوحيد .
ولكن هذاما نقله إليناالتاريخ . الذى ذكر أن هناك فرقا مسيحية موحدة .وأشهرها :
أولا: فرقة -(إبيون )
وكانت تقر شريعة موسى -عليه السلام- وتعتبر (عيسى )-عليه السلام هو المسيح المنتظر
وتنكر ألوهية المسيح .وترى أنه مجرد بشر رسول .
وانقرضت هذه الفرقة أواخر القرن الرابع الميلادى .
ثانيا :فرقة -(بولس الشمشاطى )
كان أسقفا لأنطاكية سنة :260م.وأنكر ألوهية المسيح .وأنه مجرد بشر رسول .
وعقد بأنطاكية ثلاث مجامع من سنة 264 م-269 للنظر فى شأنه وانتهى الأمر بحرمانه
وطرده .ولكن بقى له أتباع حتى القرن السابع الهجرى .قبيل بعثة النبى -صلى الله عليه وسلم -ويذكر ابن حزم فى كتابه (الفصل فى الملل والأهواء والنحل ) عنه :
أنه كان بطريركابأنطاكية .وكان قوله التوحيد المجرد الصحيح وأن عيسى -عليه السلام -
عبد الله ورسوله كأحد الأنبياء .خلقه الله فى بطن مريم من غير ذكر .وأنه إنسان لا إلاهية فيه .
ويقول ابن البطريق -وهومسيحى من رجال القرن الثالث الهجرى وكان من أشهر مترجمى
الخليفة المأمون-يقول فى بيان مذهب هذه الفرقة :
إنها كانت تقول إن المسيح خلق من اللاهوت كواحد منافى جوهره .وأن ابتداءالإبن من مريم
وأن الله جوهر واحد وأقنوم واحد .ولا يؤمنون بالكلمة (أى الإبن )ولا بروح القدس .وهى
مقالة بولس الشمشاطى بطريرك أنطاكية .وهم البوليقانيون .
ثالثا :الآريوسيون
أتباع (آريوس) الذى كان قسيسا فى كنيسة الإسكندرية .وأخذ -فى أوائل القرن الرابع -
يقاوم نظرية الكنيسة .ويقرر أن المسيح ليس إلاها ولا ابنا له .وإنما هو بشر مخلوق .
وأنكر جميع ماورد فى الأناجيل الأربعة المعتمدة الآن.
ويلخص ابن البطريق مذهبه فى أن (الآب وحده هو الله وأن الإبن مخلوق مصنوع .وقد كان
الآب حيث لم يكن الإبن ).
وتبعه كثيرون .وكانت كنبية (أسيوط ) على مذهبه .وعلى رأسها (ميلتيوس ).وتبعه خلق
كثير فى فلسطين ومقدونية والقسطنطينية .
وانقرضت فى أواخر القرن الخامس الميلادى .
................................
ويبدو أن هذه الفرق قد العتمدت على ما وصل إليها من الإنجيل الصحيح الذى أنزله الله على
(عيسى )-عليه السلام-وقد وصلتنا نصوص تقرروحدانية الله تعالى مثل إنجيل (برنابا )-الذى كان تلميذا للمسيح وقد قرر أنه ليس إلا بشرا رسولا وأنه ليس إلاها ولا ابنا له.
ويقول :(قدم على المسيح كبير الكهنة مع الوالى الرومانى وهيرودس ملك اليهود .فذكر له كبير الكهنة أن فريقا من الناس يقول إنه إله وأن بعضهم يقول إنه ابن إله .وطلب إليه أن يعمل على إزالة هذه الفتنة .فقال يسوع :وأنت يا رئيس الكهنة لم لم تعمل على إزالة هذه الفتنة ؟هل جننت أنت أيضا ؟إنى أشهد أمام السماء وأشهد كل ساكن على الأرض أنى برىء من كل ما قال هؤلاء عنى من أننى أعظم من بشر لأنى بشر مولود من امرأة .وعرضة لحكم الله أعيش كسائر البشر .)
................................
هذه مقالة التاريخ .وليس بعد مقال التاريخ مقال.والله المستعان على ما يصفون .
مصطفى فهمى ابو المجد

السبت، 26 سبتمبر 2009

الشعار العبقرى

كان رمضان واحة .وجدت فيهاالروح الراحة .فسكنت وشفت وارتقت .وجاء العيد فرحة .
تعانق فيها الجسد مع الروح .يعرف كل للآخر فضله .الروح تشكر للجسد أن كان نافذة تطل منها على الدنيا لتعيش وتتعايش .والجسد يحمد للروح هذا الدرس العالى فى التسامى وأن
هناك ما هو أرقى وأبقى وأتقى وأنقى .
وتعلم الجسد كيف يعلو (على الأرض )وليس (فى الأرض ) .
"إن فرعون علا فى الأرض "."تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا فى الأرض "
الآيتان من سورة القصص .
إذن تصالح التوأمان :الروح والجسد .ذلك التصالح المريح المعجب .
ويبقى السؤال :من البطل الذى أنجز هذا الصلح ؟
إنه( الشعارالعبقرى ) أنا مسلم .
قال الروح :أنا مسلم فلا بد أن يكون كلى لله رب العالمين . لا أنشط إلا له ولا أشتاق إلاإليه
وقال الجسد :أنا مسلم فليكن كلى لله رب العالمين .فلا أشتهى إلا ما يحله ولا أهجر إلا ما
يغضبه .وهكذا التقى الشقيقان على كلمة سواء .ذاك الشعار العبقرى (أنا مسلم ).
لقد كان العيد ومن قبله رمضان معركة حامية سجل فيها التوأمان (الروح والجسد )نصرا
مؤزرا.
وهاهو الروح الطهور يأخذ بذراع الجسد الطيب ويواصلا ن معا رحلة الحياة الأرضية إلى
أن يجمعهما ربهما فى الحياة الأبدية .
فما أجدرنا أن نعض على هذا الإنجاز بالنواجذ .
فما أهول الخسارإن أهدرناه .ااا
وما أهون الربح إن خسرناه .ااا
وليكن طعامنا وشرابنا ولباسنا وقيامنا وقعودنا وصحونا ونومناذاك الشعار العبقرى (أنامسلم) .
ولنضعه فى قلوبنا وأمام أعيننافى علاقاتنامع أنفسنا وأهلينا وجيرتناوقومنا أجمعين .ولنذكره إذا أصبنا فنزداد ثباتا ويقينا .ولنذكره إذاأخطأنافنسرع إلى التوب وحسن الأوب إلى رضا
الرب .جل وعلا .
لنرفع هذا الشعار العبقرى (أنا مسلم )بإيمان المحب وحب المؤمن .لنسيرتحته وملء قلوبنا
العزة بشرع الله العلىّ .والثقة بوعده الجلىّ .أن ينجز لنا وعده :
"وعد الله الذين ءامنوامنكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم فى الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذى ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدوننى لايشركون بى شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون "النور55
مصطفى فهمى أبو المجد
م

الخميس، 24 سبتمبر 2009

الموت الرحيم

الحياة هبة الله ,يمنحها برحمته ويمنعهابمشيئته,ويقبضها بقدرته ,لا سلطان لأحد عليهاإلا
سلطانه فهى من أمره وحده -جل وعلا-"قل الروح من أمر ربى ".
أكتب هاته الكلمات بمناسبة صدور قانون فى المملكة المتحدة يجيزمساعدة الذين استبدت بهم الآلام فعجزوا عن احتمالهافهم يطلبون انهاءحياتهم .
وهذا من عطاء الحضارة الغربية الذى يرفضه الإسلام تماماعلى اعتبار أن للحياة -أى حياة-عنده قيمة عالية ,فالحيوان يحرم ذبحه إلا لمأكلة .ويحرم تعذيبه مطلقا,ومعروفة هى حكاية المرأة التى دخلت النار فى هرة حبستها فلا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض , ومعلومة حكاية البغى التى دخلت الجنة لأنهاأنقذت كلبامن الموت عطشا.
(قارن ذلك برياضة مصارعة الثيران عند الأسبان ).
إذا كانت حياة الحيوان لها هذا الاحترام فى الإسلام فما بالك بحياة الإنسان الذى كرمه الله وجعله خليفة فى أرضه ؟اا
إن الحفاظ على حياة الإنسان من المقاصد الخمسة للشرع الشريف (الدين والنفس والعرض والعقل والمال ),والذى تمتد يده لتزهق روحا واحدة كأنها قتلت كل الناس "من قتل نفسا بغي
نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ".
أما تلك الرحمة المزعومة فلا أثر فيها للرحمة .
وللإسلام فى علاج تلك الأحوال منظومة متكاملة .
إنه يأمر المسلم باتخاذ أسباب العلاج فإن جاء الشفاء فلله الحمد والمنة وإن أراد الله غير ذلك
قدم للمصاب وجبة روحية عظيمة تزرع فى قلبه الطمأنينة والأمل بل السعادة .
إن الإسلام يقول للمبتلَىَ اصبر "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ".
ويقول له :إن فى صبره على الابتلاء تكفير السيئات ورفع الدرجات .
ويقول له :إن الله ابتلى من عباده الأولياء المقربين وفى مقدمتهم رسله الأكرمون مثل أولى العزم وأيوب ويونس صلوات الله عليهم جميعا .فأنت -إذا صبرت تكون مع هؤلاء .
أى عزاء هذا وأى مواساة ؟اإنه عزاء يجعل المبتلى يستعذب الألم لأنه من عند الله .
ولقد رأيت بعنىّ ذلك عندما كنت أعود أستاذا لى وكان على فراش الموت وقد نكل السرطان
بجسده ,قلت له مواسيا :اصبر واحتسب فنظر إلىّ عاتبا وقال :أصبروأحتسب ؟االو قطّعنى
إربا إربالرضيت ليس لى غيره .رحمه الله رحمة واسعة .
هذا عطاء غلإسلام فكيف يحرم المصاب هذا العطاء ؟اا
وكيف يباح له ولغيره أن ينهى حياة لم يخلقها ولا يملكها ؟
لقد حذر الإسلام هؤلاء أنهم-إن فعلوا هذا الفعل الشائن -سيمارسونه إلى الأبد فى جهنم بنفس الطريقة التى فعلوها فى الدنيا .
إنها النفس . ناصيتها بيد بارئها وحده .يستوفيها وقتما يشاء فتعود إلى ربها راضية مرضية
لتدخل فى عباده السعداء وتدخل جنته .
وشتان شتان بين عطاء الله للإنسان. وعطاء الإنسان للإنسان .
مصطفى فهمى ابو المجد

الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

هيا بنا نعلوا

قمت بجولة على صفحات (الإنتر نت )لأستطلع أحوال الشيب والشباب فأهمنى ما وجدت
رأيت القاسم المشترك بين الاهتمامات يدور حول محور واحد هو ( الحب )أى حب ؟
حب الرجل والمرأة يدور التعبير عن ذلك بكل اللغات وبكل الألوان وبكل الأساليب بالشعر
والموسيقا والنحت والأغانى والتمثيل والصور والقصص ...
وكأن الكون انقلب إلى رجل وامرأة جلس كل منهما يحدق فى عيون الآخر ويطلق الآهات والتنهدات ...
واستغل ذوو النفوس السيئة فصار ..الهوى يباع ..وصارت با ئعات الهوى لهن أسواق
تحميها القوانين .
وقالوا إن السبب فى ذلك هو الكبت والحرمان عند الشعوب المتخلفة المعقدة .
ونقول لهؤلا ء :فما بالكم أيها المتقدمون المتحررون تتسافدون فى الطرقات ؟وليس عندكم عقد ؟و-التسامح -عندكم بدون حدود ؟
هل خلق الإنسان فقط ليشتهى ِ ويشتهَى ؟أليست هناك غايات عليا تستحق أن نحيامن أجلها؟
ألا يمكن أن نقدر الأمور بمقدارها ؟ولا يطغى أمر ليبتلع كل الأمور ؟
أكاد أرى فى الأمر مؤامرة -ومعذرة يا منتقدى نظرية المؤامرة -فأنا أرى الغرب يتسلح بالجدية حتى أسنانه بينما ينكر علينا ذلك إذا رآه ويصدر إلينا عاداته وتقاليده التى لاتناسبنا ويفرضها علينا فرضا من خلال المعاهدات -الثقافية -.
فهل آن الأوان أن نفيق ونصحو ؟
وهل آن الأوان أن ننظر حولنا بعين الجد ونتلمس طريق النورلكى ننهض ونعلوا؟
نعم ذلك ممكن إذا نظرنا فى تراثنا وابتعثنا فيه ما يثير العزة والفخر وهو كثير بدلا من تسول الأشياء المدمرة من موائد الغرب المسمومة .
هيا بنا نعلو مع قيمنا الرائعة وتراثنا الشامخ الذى ملأالدنيا همما عالية عادلة عالمة عاشقة للخير والحرية .
مصطفى فهمى ابو المجد

توحيد أم تثليث ؟

قرأت-الآن على النت موضوعا يحاول كاتبه أن يثبت أن المسيحية تقول بالتوحيد وأن كلمة التثليث لاتعنى سوى مسميات لا حقيقة لها .فالآب علاقة روحية لا جسدية والإبن بنوة روحية لا جسدية والروح القدس -كما توحى الكلمة نفسها- روح لا جسد .
وبادىء ذى بدء أقول ما جدوى الحديث فى هذا الأمر ؟هذه عقيدة ولكل إنسان أن يعتقد ما يشاء فالذى إليه المرجع وعليه الحساب هو الله "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم "
ولا يلزم من المواطنة أن يجتمع المواطنون على دين واحد وإن كان ذلك أكمل وأفضل
ولكن النموذج الإسلامى الفاضل فى عهدالنبى-صلى الله عليه وسلم -اتسع لغير المسلمين ومنح حقوق المواطنة لليهود مع جهرهم بالعداء للإسلام .فهذا أمر مقبول إسلاميا .
أما إذا تناولنا المسألة علميا فهذا شىء آخر مع الأخذ فى الاعتبار أن اختلاف الرأى لا يفسد
للود قضية"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
أما أن المسيحية تقول بالتثليث فهذا واقع .وحكاية الأسماء بلا مسميات غير منطقية ولا معنى
لها .ولو كانت صحيحة لكان الله -سبحانه أبا لكل البشر ولكان كل إنسان ابنا لله ولكان الروح القدس فى كل منا ولو كان الأمر كذلك لم تكن للمسيح -عليه السلام -ميزة عند
المسيحيين لأن هذا مرتبط به شخصيا .
إذن .فالأسماء تدل على مسميات مستقلة وإذا قالوا إنه إله واحد فهو -عندهم ثلا ثة أقانيم
لجوهر واحد ومثلوا لذلك بالشمس لها ذات وضوء وحرارة فهى ثلاثة فى واحد أو واحد
بثلاثة وجوه ومثل الإصبع فهو واحد له ثلاث عقد أى أنه واحد لا أحد وقد ركز القرآن على هذه الحقيقة فقال "قل هو الله أحد .الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد "ليس
مركبا -سبحانه-لأن المركب فقير يحتاج بعضه إلى بعضه ولو تخلى عنه بعضه لكان ناقصا تعالى الله عن النقصان .
ونحن -كمسلمين -نؤمن إيمانا جازما بأن النصارى يقولون بالتثليث لأن القرآن الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه قرر ذلك "يأهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
فئآمنوابالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد"
إذن فالقضية محسومة إسلاميا النصارى يقولون بالتثليث وأن عيسى بن الله وليس بوسع مسلم أن يعتقد مايخالف القرآن .
أما قضية الجنة والنار فهى كذلك جزء من العقيدة .وإذا اعتقد أحد ما أنى سأدخل النار فهو حرفيما يعتقد شريطة ألا يتحول الاعتقاد إلى عمل فليس له أن يوقد نارا ويقذفنى فيها .
وهنا سؤال برىء لكنه لازم :هل النصارى يعتقدون أن المسلمين من أهل الجنة ؟
كلا لأننا نقول ببشرية المسيح وأنهم "ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "وهذا كفر فى ملتهم
أى أنهم يقولون إننا كفارفليقولوا ما شاؤوا ولكن ليعطونا نفس الحق فنقول إنهم كفار.وموعدنا يوم القيامة على رؤوس الأشهاد وستعرف الجنة أهلها والنار أصحابها .
أما الآن فنحن ما زلنا نعيش فى هذه الدنياأبناء وطن يضمنا جميعا على اختلاف الدين .
فليسعنا الوطن الواحد ولتسعنا سماحة الإسلام .
ولا داعى لهذه السفسطة التى تضر ولا تفيد .
مصطفى فهمى ابو المجد
.لا معنى لها

نداء ورجاء

إلى الجيل الجديد الذى أحبه وأرى فيه علا ئم الصحوة المرجوة هذه الهمسة :
لماذا أرى حفاوتكم بالكتابة باللغة الإنجليزية على صفحات الشبكة العنكبوتية ؟
هل لأن اللغة العربية عاجزة عن التعبير عما تريدون ؟إن كان ظنكم ذلك فأنا أذكركم أنها
اللغة التى شرفها الله تعالى بوحيه العظيم .وهى من قبل ذلك لغة البلاغة والمشاعر ومن بعد
ذلك لغة العلوم والفنون .
أم لأن استخدام اللغات الأجنبية مظهر من مظاهر التحضر والحداثة ؟
إن كان فى ظنكم ذلك فأنا أنبهكم إلى أن التحضر ينبع من الداخل أما التبعية فشىء يأتى من
الخارج .وليس كل من تكلم لغة أجنبية متحضرا فهؤلا ء سكان المستعمرات السابقة يتكلمون
لغة مستعمريهم وهم يلعقون أقدام التخلف .
أيها الشباب الناهض انتبهوا .إنها قضية خطيرة .لغتكم وعاء شخصيتكم ورمز وجودكم
اسمعوا قول ربكم -جل فى علاه - يقول لكم "لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم "هذا الكتاب
العربى عنوان مجدكم وضمان خلود ذكركم بلغته وتعاليمه .وهاته اللغة هى التى أسرت قلوبا
قاسية وجعلتها ألين من الحرير .
يا أبناءنا وبناتنا :
إن اللغة كائن حى تنمو بالاستعمال وتذوى بالإهمال فأحيوا لغتكم بالكتابة بها وتذكرواأن إحياء لغة القرآن عبادة وسيادة .
ولقد أعجبتنى جدا فكرة رائدة قدمها شاب واع وهو يراسل أصدقاءه الأجانب إذ كان حريصا على أن يكتب الفقرة بالإنجليزية ثم يعيدها تحتها بالعربية وكأنه يقول لصاحبه الأجنبى :
هذه لغتى كم هى جميلة ورشيقة ومعبرة ليتك تستطيع أن تتذوقها حاول ...
إنها فكرة عبقرية وأعتقد أنها -المستقبل -ستكون ظاهرة .
أعود فأقول لكم :اكتبوا بلغتكم انشروا نورها على شبكة المعلومات .اجعلوها تزاحم اللغات
خدمة لدينكم ولإثبات كيانكم وارفعوا أقلامكم التى شرفها الوحى الأخير إلى العالم .
يا أبناء العروبة والإسلام أحبوا لغة العروبة والإسلام .
واكتبوا بلغتكم ...اكتبوا بلغتكم ...بارك الله عليكم .
مصطفى فهمى ابو المجد

السماء والكلاب

سمعت أحدهم فى إذاعة لندن يقول :لقد ترك محمد لنا تسع نسوة محرم عليهن الزواج من بعده وهذا ظلم علينا أن نتصدى له .ااا
وليسمح لى هذا أن أعصر على نِِِفسى قنطارا من ليمون لأسأله :
ماذا تقترح عبقريتك للتصدى لهذا الظلم ؟اا
هل نبعث هؤلاء الفضليات لنرى ماذا يرغبن ؟ااا
ألا تعلم مثل أصغر دارس أن الله أمر الرسول -صلى الله عليه وسلم -أن يخيرهن بين الله ورسوله والدارالآخرة وبين الحياة الدنيا فاخترن الله ورسوله والدار الآخرة ؟كما وضحت ذلك سورة الأحزاب ؟وأن الله كافأهن بعدم زواج الرسول عليهن وألا يطلق إحداهن ؟
ألا تعلم أنه -من قبل ذلك -لاحظت إحدى زوجاته أنه -صلى الله عليه وسلم -قد يطلقها حتى لا يظلمها حقا قد لاتطيب نفسه بإعطائه لها لكنها طلبت منه أن يمسكها كى تحشر-يوم القيامة -بين نسائه ووهبت ليلتها لعائشة معتبرة أن مجرد انتمائها إليه -صلى الله عليه وسلم -شرف وفضيلة وأن تكون من أمهات المؤمنين أعظم عندها من متعة فانية ؟
إن قلبا كبيرا مثل قلبه -صلى الله عليه وسلم- لايتسع لظلم كائن كان والذى يبشر امرأة بالنارفى هرة ظلمتها ويبشر عاهرة بالجنة لعطفها على كلب عطشان هذا النبى التقى النقى
لايعرف معنى الظلم .
ألا تعلم أن هذا النبى إنما هو جندى يزوجه ربه فيطيع ويختار له فيمتثل مع ما يسبب له ذلك
أحيانا من حرج بالغ كما فى زواجه من أم المؤمنين :زينب بنت جحش -رضى الله عنها-
لإبطال عادة التبنى ؟
وهل يكون سهلا على رجل يحمل على كاهله بناء أمة وأعباء رسالة أن يجمع فى بيته تسع نسوة لكل منهن رغبات وطلبات ؟وهذا ما حدث فعلا فاجتمعن عليه يسألنه زيادة النفقة فكان التخيير وكان الاختيار .
على أنه-صلى الله عليه وسلم -كان أقل أمته حظا فى الزواج فأى مسلم فى أمته يستطيع -شرعا -أن يتزوج أربعا ثم يطلقهن ثم يتزوج أربعا وهكذا أما هو -صلى الله عليه وسلم- فليس له ذلك كما فى سورة الأحزاب "لا يحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج"
إن رجلا طاهرا مثل محمد -صلى الله عليه وسلم -قضى زهوة شبابه مع زوجة طاهرة تكبره بخمس عشرة سنة ولم يتزوج عليها حيث لا يمنعه عرف أو تقليد ولم يكن نبيا بعد
مثل هذا الإنسان لا يمكن أن يفكر فى ظلم وقد أكرمه الله بالنبوة .
وليسمح لى هذا المتبجح أو لا يسمح أن أقول له ولأمثاله :إنه لا يفوق سوء أدبك إلا سوء أدبك .وإن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -سماء لا يضيرها نبح الكلاب .
والله المستعان . مصطفى فهمى ابو المجد

مشروع زواج

ابنة طيبة أرسلت تسألنى :
هل يحل لى كمسلمة أن أصافح خطيبي وأن احادثه عبر الهاتف أو النت ؟
والحق أن هذا السؤال أسعدنى لأنه:
أولا :رد حاسم على من يتهم الجيل الجديد كله بأنه ضائع ومضيع .
ثانيا :دليل عملى على أن من الجيل الجديد من تهمه أمور دينه ويعتبرها حاكمة على سلوكه
ثالثا :أن هناك قلوبا جادة مع كونها شابة لها همم عالية ولا تأسرها اللذة الحاضرة .
وأعود لأقول للشباب من النوعين -لا من الجنسين لأنهما جنس واحد -:
الخطيبان شرعا أجنبيان تحكمهما الضوابط الشرعية من منع المصافحة والخلوة ....
لأن الخطبق مشروع زواج أى مجرد وعد أما تمامه أو عدمه فأمر غيبى يعلمه الله .
مع ملا حظة ما يأتى :
أولا :أنهما أخوان فى الله "إنما المؤمنون إخوة "أى يجمعهما الإيمان بآداب الشرع الشريف
التى تلزم الرجل أن يحافظ على أخته المسلمة فلا يتعدى حق الله فيها كما تلزم المسلمة أن تحافظ على أخيها المسلم بمراعاة ضوابط الشرع فيه وهنا لا يلجأ أحدهمل إلى إحراج الآخر فلا يمد يده إليها ابتداء فإذا فعل فيمكن أن ترفع يدها إلى رأسها محيية فى أدب دون لوم أو غضب .وإذا فعلت كان عليه أن يلفت نظرها -فى لطف -إلى أن اتباع شرع الله فيه كل الخير .
ثانيا :أن الشرف ليس مطلبا أنثويا فقط بل هو مطلب شرعى للرجال والنساء جميعا .
وانظروا -رحمنا الله تعالى إلى خطاب الله -عز وجل- للرجال -فى سورة النور- "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " وفى الآية التى بعدها مباشرة "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن "فالخطاب للاثنين واحد .ولعلكم تلاحظون أن المولى -سبحانه -بدأ بأمر الرجال إشارة إلى أنهم أكثر جراءة وأن النساء أشد حياء .
ثالثا :أن هذه الضوابط الشرعية لا تعنى أبدا عدم الثقة بالمسلم والمسلمة كلا ولكنها تعنى عدم الثقة بالشيطان "ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما "كما قال صلى الله عليه وسلم .فهذه مهمة الخبيث إفساد علائق المسلمين وإفشال حياتهم .فالشرع الشريف يسد عليه منافذ وسوسته .ويغلق أبواب شره .
أما عن المحادثة فما يجوز فى الحديث المباشر يجوز فى غيره .
على أنى أنتهز الفرصة لأحذر من أمر شائع على درجة كبيرة من الخطورة .
ذلك أن البعض قد يبادر بعقد العقد طلبا لما يحله العقد وذلك قبل الزفاف .
إن العقد يقتضى شرعا الاعتراف بالنسل والنفقة والتوارث ...
ولكن العرف لا يعتبر الزواج تاما إلا بالزفاف زوليس هنا تعارض بين الشرع والعرف لأن القاعدة الشرعية تقول (إن المعتبر عرفا معتبر شرعا مالم يخلف نصا أو أصلا )
فالشرع يتحسب مما قد يحدث لو أن الزوجين قبل الزفاف احتمعا فى خلوة وكان ما كان ثم
ظهرت أمور كانت خافية أوحدث خلا ف أو وسوس الخبيث إلى الزوج ..أى زوجة هذه التى سلمت نفسها لك قبل الزفاف ؟ المهم انطلق كل فى طريق فكيف يكون حال هذه الزوجة ؟وماذا لو قال الزوج -السابق -إنه لم يلمسها ؟أى قلق ؟وأى عار يلحق هذه المرأة ؟ومن يتقدم لها بعد ما كان ؟
لهذا وغيره حرص الشرع الشريف على النقاء فى هذه العلا قة فتكون السلامة إذا لم تتم ويكون الوفاق إذا تمت.
إنه شرع الله الذى خلق الإنسان فى أحسن تقويم وكان شرعه مثل خلقه فى أحسن تقويم
فتبارك الله أحسن الخالقين .
مصطفى فهمى ابو المجد

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2009

حكاية السيدة :هدى

قالت:أنا زوجة أحب زوجى ويحبنى ,وذات يوم استأذنته أن أزورأهلى,فصحبنى إلى هناك
وسمح لى أن أبيت هذه الليلة .
ولكنى فوجئت بأبى يقول لى :لن ترجعى إلى زوجك إلا إذاسويت المشكلات التى بينى وبينه
وحزنت جدا. فما دخلى أنا فيمابينهما؟ولكن ما أفعل ؟
هل أصغر أبى -كما يقول الناس- وأعود إلى بيتى ؟أم أطيعه وأخرب بيتى ؟خاصة وزوجى
رجل يعرف حقى ولايقصرأبدافى مسؤوليته ؟
واستبدت بى الحيرة والقلق ,فأنا لا أحب أن تكبر المسألة وتصير مشكلة ,ولا أحب أن يتدخل أحد حتى لا تتسع الأمور ويصعب حلها .
وأخيرا اهتديت إلى الصواب ,وسألت أحد الشيوخ الموثوق بهم وطلبت نصيحته ,فقال :
إن المرأة المسلمة إذا تزوجت انتقلت الولاية عليها من أبيها إلى زوجها,أى أنه ليس للأب
أى حق فى منعها عن زوجها .
وأراح لك قلبى ,ولكن كيف أنفذ ذلك ؟
وإذا فعلت ألا أكون عاقة لأبى ؟
قال الشيخ :ليس فى الأمر عقوق مطلقا لأن الأب معتدٍعلى حق الزوج ونصحنى أن أحاول إقناعه فإن أبى طلبت من عمى أن يأخذنى إلى بيتى فإن أبى ذهبت وحدى .
وعبثا حاولت إقناع أبى ,وللأسف رفض عمى حتى لايخسرأخاه -على حد قوله -ولم يكن
إلا الخيار الأخير ,وبينما كان الجميع نائمين تسللت إلى بيتى.
وكأنما كنت على موعد مع زوجى إذ ما كدت أطرق الباب بخفة ولهفة حتى فتح الباب .
ووقف زوجى ينظر إلى بدهشة سرعان ما تحولت إلى فرحة ,وأخذ يقبل يدىّ فى امتنان
ظاهروقال إنه يقدر تقديرا عاليا هذا التصرف الذى يؤكد حبى لبيتى ورجاحة عقلى .
ولن أنسى ما حدث من أبى فقد جاء صباحا وأخذ يصيح خارج البيت مهددا متهما زوجى بتحريضى على الهروب ,وتوسلت لزوجى ألا يخرج إليه وأن يتجاوز الموقف .
وصاح بى أبى طالبا العودة معه ,فأجبته -من خلف الباب- :
لا. لا ياأبى إرجع راشدا ولا تغضب منى فطاعة الله هى الأولى وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ".
ارجع يا أبى واستغفر الله فقد علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم :"ليس منا من خبب امرأة على زوجها ".
هذه حكايتى أهديها إلى كل إخوتى .
مصطفى فهمى ابو المجد

السبت، 19 سبتمبر 2009

صحح لغتك

_لا تقل :هى عضوة فى المجلس . بل قل :هى عضو .
-لا تقل :هذه الأستاذة قادمة . بل قل :هذه الأستاذ قادمة .
-لا تقل :كلفت فلا نا بكذا . بل قل :كلفته كذاوفى القرآن "لا يكلف الله نفسا إلا وسعها
-لا تقل :هؤلا ء أكِفاء-بكسر الكاف-تريد أنهم ممتازون لأنهاجمع -كفيف .
بل قل :أكفاء-بسكون الكاف .وهى جمع كفء .
-لا تقل :أعتذر عن الحضور . بل قل :أعتذر عن عدم الحضور .
-لاتقل :قمت باستلام العمل . بل قل :قمت بتسلم العمل .أما الاستلام فيكون للحجر الأسود .

نعم ولكن

( إن القدرة التى وضعت الأجرام السماوية فى فى المجموعة الشمسية وكثافتها وأقطارها
ومداراتها وحددت مدة دوران السيارات حول الشمس والتوابع حول السيارات بنظام مستمر
إلى ما شاء الله لا يمكن أن تنسب إلى المصادفة ) ..................لا بلاس .
.........................
(إننا مضرون إلى الاعتراف بأن الحادثات مظاهر قدرة مطلقة متعالية عن الإدراك )
سبنسر-الذى كان ملحدا
.................
(إن من وراء هذا الكون عقلا مدبراحكيما هو الروح الأعظم هو الله ). ادنجتون .
....................................................................................
هذه بعض أقوال علما ءغربيين بحاثة وجميل أن يصل الإنسان إلى وجود الله تعالى
ولكن الأهم أن يعرف الله بحق حتى لايتورط فى مفاهيم خاطئة مثل وصفه -سبحانه- بالعقل
أو الروح الأزلى ....
وهذه المعرفة لا يمكن أن تكون إلا عن طريق الله -سبحانه -وذلك عن طريق الرسل الذين
يختارهم ليبلغوا صفاته ومنهجه .
مصطفى فهمى ابو المجد

من هذا النبى ؟

أنت يامن تخرج الحيرى من الظلمات
كيف غال اليأس تلك البسمات
تؤنس الوحش وبعض السمكات
ثم تنجو بقبول الدعوات
وهذا النبى ؟
لا تنكروا آياته الكبرى ولا تستنكروا
فالله سخر بحره لعبيره كى يعبروا
من قبل رباه العدو الفاتك المتجبر
يحنو عليه وإنه حتف له ما يشعر
سبحان من دك الجبال إذا تجلى قادر
وهذا النبى ؟
لا تحزنى لا تحزنى فالله قد أمرا
قد قالها قهارة فتجسدت بشرا
نور أراد الليل غيلته فما قدرا
من كان فى حفظ المليك فلن يرى خطرا
مصطفى فهمى ابو المجد

لم لا تحاول ؟

لم لا تحاول أن ترى ؟ا
فغدا سيغمرك الثرى
ويكون وجهك يامرفه
فى التراب معفرا
أين الأسرة والوسائد
و الحرير معطرا ؟اا
أين الأنيس مدللا ؟
ومكللا ؟ ومجوهرا؟
أتراه يبكى خدنه ؟
أم صارشخصاآخر ؟
والمال أصبح فى يد
من ليس يصبح شاكرا
يتمتعون بذوب عمرك
ثم تلعن آخرا
إن كنت لم تغنم به
إذ كنت فيه مآثرا
قدرت أشياء مضت
ونسيت ما قد أُخرا
هدىءغرورك ماالذى
يغريك أن تتكبرا ؟ااا
وإذا رأيت تواضعا
ترمى بطرفك ساخرا؟
أتكون طينتنا قذى
وتكون مسكا أذفرا ؟اا
هدىءغرورك ماالذى
يغريك أن تتكبرا؟ااا
المال ؟أم ألق المنى ؟
لا بد أن تتبخرا
فإذا الذى عز الورى
أضحى ذليلا صاغرا
ما طار طير من
بغاث السفح كى يستنسرا
إلا طواه حمقه
فهوى به متكسرا
كبرت نقيصة تافه
قد ظن أن لن يقهرا
والله قدر من صفات
جلاله المتكبرا
إن كان عقلك قاصرا
أتظن أن لن تقبرا ؟ااا
فإذا الأمانى حشرجت
وبدت خيالا عابرا
وفم المنية صار من
أجل التهامك فاغرا
فهناك لا يجدى سوى
عمل بخير قدرا
مصطفى فهمى ابو المجد

الجمعة، 18 سبتمبر 2009

من هذا النبى ؟

ألا هاتى طناجرك المئينا
ولا تبقى الطعام لآخرينا
وما سبب الخروج إلى عناء
سوى أكل الحرام وقد نسينا
ويشقى الوالدون ليسعدونا
ولكنا بأكلك قد شقينا
قضاء قدر المولى علينا
بحكم الخالق المولى رضينا
ومن هذا النبى ؟
أيها البحار فى فلك تلوح
ثم تجرى بين أمواج جموح
يحرق القلب صبى لا يروح
حيث يرجو خيره قلب نصوح
خفف الأحزان ليست كل روح
قد أبت تبكى عليها وتنوح
أهلكم من كان يغدو ويروح
مؤمنا بالرغم من كل الجروح
................................
ومن هذا النبى ؟
ضربت محياها العجوز
وبكت وقالت لا يجوز
قال الملاك مبشرا
قد كان ربك قادرا
أوَ ما رأيت حبيبك ؟
هذا المطهر والزكى؟
والنار تزفر حوله
لهبا يداعب شعره ؟
قد كان ذا قلب حليم
فاختاره المولى الرحيم

الران

هل نظرت يوما إلى ترعة راكدة المياه ؟ ماذا تلا حظ على سطحها ؟
ألا ترى بعض الطحالب تتكاثر فوقها حتى يختفى الماء تحتها ؟
وهذا ما يسميه الفلا حون -الريم-.والريم سماه القرآن (الران ) "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون "ووضح الرسول -صلى الله عليه وسلم -أن ذلك يحدث عندما يذنب العبد فتنكت فى قلبه نكتة سوداء فإذا سارع إلى الاستغفار محيت أما إذا نسى الله بقيت وأضيفت إليها ذنوب أخر حتى يسود القلب والعياذ بالله فلا يعود يهش لخير ولا يفطن إلى ذكر فلا تؤثر فيه موعظة "وإذا تتلى عليه آيا تنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم ".
ولكن ما الذى يجعل العبد يصل إلى هذا التدنى ؟
يجيب المولى -جل جلاله -:"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
إن حب المال حبا جما قد شده قلوبهم وشل عقولهم .فأصبحت قلوبهم فى جيوبهم وإذا هم "صم بكم عمى فهم لا يعقلون ".
لقد أعماهم حب المال عن رؤ ية الحق فأسرهم وأذلهم الكسب الزائف ونسوا الله فنسيهم
ولا خلا ص من هذه المحنة إلا بتذكر الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".
وذكر الله لا يعنى -بحال-الانحياز عن الدنيا .كلا بل هو السعى ابتغاء فضل الله ولكن بعينين مفتوحتين عين على الدنيا تأخذ بالأسباب وعين على الآخرة تخشى يوم الحساب
فهذه تهدهد تلك وترشد خطاها وتمنع خَطاها ."فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور "
إن هذا الران صدأ القلوب وذكر الله جلا ء هذا الصدأ "ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون". مصطفى فهمى ابو المجد

خا ئنة الأعين

هذه المخلوقة الصغيرة (العين ) ما وظيفتها ؟
استجلاء المشاهد ؟ نعم ولكن هناك مهام أخر.فللعيون لغات قد تكون أبلغ من لغات الألسن
فهذه العين قد تنظر نظرة الرضا بينما تنظرتلك نظرة السخط وتتنوع النظرات من الأمل إلى اليأس إلى الفرح إلى الترح إلى الحب والكره والاشمئزاز والإشفاق والقلق والسخرية .بل تتلون النظرة فى العاطفة الواحدة بين الإعجاب والميل والارتياح والحب والومق والهوى والتيم والغرام .
كل ذلك وأكثر من هذه المخلوقة التى لا تتجاوز بضع سنتيمترات ؟
هذه العين قد تنظر نظرة خادعة لا تشى بضمير صاحبها الذى يجيد التمثيل .
وفى هذا الإطار قرأت تعبيرا عجيبا لشاعريعبر عن حالة الخداع فيقول عن أحدهم :
..........وأراه يحوقل شبقا ...........
يا الله إلى هذا الحد يتستر هذا الداعر وراء ستار التقوى محاولا إخفاء شهوانيته ؟اا
ولكن الله تعالى يعلم لون هذه النظرة الخئون "ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير" ؟
فما معنى هذا ؟
ليس له إلا معنى واحد أنه لا سبيل أمام العاقل إلا اليقين بمراقبة الله له فهو يعلم السر وأخفى
وهو المطلع على خبايانظراتك "يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور "
فسبحان القدير العليم . مصطفى فهمى ابو المجد

وسوسة خنزب

(خنزب )هل تعرفون من خنزب ؟
إنه شيطان مهمته الوحيدة إفساد صلاة المسلم -كما بين الرسول -صلى الله عليه وسلم-.
وسبب الحديث عن هذا الخنزب أننى كنت أصلى التراويح وقرأ الإمام قوله تعالى :
"عم يتساءلون .عن النبأ العظيم .الذى هم فيه مختلفون كلا سيعلمون .ثم كلا سيعلمون..
ألم نجعل الأرض مهادا .والجبال أوتادا.وخلقناكم أزواجا .وجعلنا نومكم سباتا .وجعلنا الليل
لباسا .وجعلنا النهار معاشا .وبنينا فوقكم سبعا شدادا وجعلنا سراجا وها جا.وأنزلنا من المعصرات ماء ثجاجا
لنخرج به حبا ونباتا.وجنات ألفافا.إن يوم الفصل كان ميقاتا )
وسوس -خنزب-لى قائلا :
تحدثت الآيات عن منكرى البعث ثم بينت أن ليوم القيامة وقت محدد وذكرت الآيات بينهما
عشرة من نعم الله .فما صلة هذه النعم بالبعث والقيامة ؟
وأقول لهذا اللعين :إن الصلة وثيقة جدا لأنك إذا سألت عن كل من هذه العشرة من أوجدها لكانت الإجابة الحتمية : الله لا سواه .وهنا يأتى المراد منذكر هذه العشرة فإذاآمنت بأنه -سبحانه القادر على ذلك فلم لا يكون قادرا على بعث مخلوق هو الذى أوجده من العدم ؟إن ذلك "أهون عليه "-كما قال الله -سبحانه وله المثل الأعلى .
ولعل-خنزب- ألجمه الجواب .ويبدو أنه قد ذاب .
مصطفى فهمى ابو المجد

الخميس، 17 سبتمبر 2009

أيها الدعاة

زكاة الفطر
أيها الدعاة افسحوا صدوركم ..
تقولون :لا يجوزإخراج زكاة الفطر بالقيمة وعلى هذا أهل السنة والجماعة .
وتحتجون بأن هذا فعل النبى -صلى الله عليه وسلم -.
وبأن الصحابة -رضى الله عنهم-كان فيهم أغنياء ومع ذلك لم يخرجوا القبمة وإنما هى الحبوب .وما دام هناك نص .فلا يسوغ الاجتهاد .فما بالنا إذاأضيف إلى النص إجماع الصحابة ؟.
وأنا أقول لكم :لماذا ننسى قوله -صلى الله عليه وسلم -عن الطعام "ذلك أفضل أموالنا ؟"
وهل لذلك معنى إلا أنه -صلى الله عليه وسلم -اختار للفقيرالأفضل ؟
ولماذا ننسى قوله -صلى الله عليه وسلم :"أغنوهم فى هذا اليوم "؟
قد تبادرون وتقولون :إن الحديث ضعيف لأن فيه مجهول .وهذاصحيح .ولكن معناه صحيح
لأن مفهومه غير وارد فلا يمكن أن يكون مراد الشرع الشريف إفقار الفقراء فىيوم العيد .
ثم إن هذا الحديث ليس موضوعا ولا باطلا إنما هو ضعيف وأنتم تقولون بالعمل بالأحاديث
الضعيفة فى فضائل الأعمال .
ثم لعلنا متفقون أن كيفية أداء زكاة الفطر ليست من أركان الإسلام والإيمان وليست من مقاصد التشريع إنما هى أمر إجرائى وإلا لما ساغ الخلا ف فيه ولما جاز لإمام مثل أبى حنيفة --رضى الله عنه-أن يقول بجواز إخراج القيمة .وهو من كبار أهل السنة والجماعة.
وبعنى بسيط فإن المطلوب فى زكاة الفطر ما هو خير للفقيرفإذاكان ذلك الخير فى زمنه-صلى الله عليه وسلم -هو الطعام نظرا لبساطة الحياة آنذاك فلا يعنى ذلك أن تنسحب هذه
الظروفعلى كل زمان ومكان .
وهل يكون من صالح الفقير أن تكدس عنده الحبوب فيضطر -كما هو واقع الحال-إلى بيع بعض ماعنده لأنه يريد نقودا يقضى بها حاجاته ؟
وهل نحن أبصر بامر الفقير من نفسه ؟
أليس فى إجباره على الحبوب وهولا يحتاجها إعنات له ؟ والله يقول :"وما جعل عليكم فى الدين من حرج "؟وأى حرج أكبر من أن يضطر إلى بيع الشىء بيعا بخسا ؟والله يقول :"ولا تبخسوا الناس أشياءهم ".
أما عن أغنياء الصحابة فهم كانوا يعملون بمقتضى السنة التى راعت ظروف الفقيرفى ذلك الزمان والذى كان أكبر همه الحصول على القوت .
انظروا إلى حال الفقير وهو يتلقى الحبوب مضطرا وانظروا كيف يتهلل ويغتبط عندما يأخذ
نقدا يسعفه ويسعده خاصة والوقت لا يسعه .
وقد يقول قائلكم :
لماذا ننسى زكاة الأموال ففيها متسع لكل ذلك ؟
وأقول لحضراتكم :هل تضمنون أن تكون زكاة الأموال -دائما -0 فى أيام العيد ؟اليس فى
ترتيب ذلك إعنات لأصحاب الأموال ؟
ولماذا لا نفقه النصوص بدلا من الجمود عند ظاهرها؟خاصة وأن الأمر-كما قلنا-من المتغيرات لا الأصول ؟
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .
مصطفى فهمى ابو المجد

سؤال وجواب

قالت:أنا متزوجة ذهبت إلى أهلى زائرة .ولكن أبى منعنى من العودة إلى زوجى لخلاف
بينهما .فهل لو رجعت دون إذنه أكون عاقة ؟
وأقول لها :والدك ليس وليا عليك بل الولا ية للزوج .وأبوك يأخذ شيئا ليس من حقه فهو ظالم
ولا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق .
ارجعى إلى بيتك ولو رفض أبوك فليس له من الأمر شىء .ولكن ليس لك أن تهينيه بأى شكل
امتثالا لقوله تعالى :"وصاحبهما فى الدنيا معروفا "ولعل رجوعك إلى زوجك يؤثر فيه فيعود إلى صوابه عندما يراك وأنت الأقل سنا وخبرة تسعين إلى الحق .وحتى إذا لم يرتدع فالحق أحق أن يتبع .

أنوار التوفيق

شقى يبنى المسجد
اجتمع رهط من الدعاة وتذاكروا القرية المجاورة التى يسكنها أشقياء لا يرعون إلا ولا ذمة
ورأوا أن أولى خطوات الإصلاح بناء المسجد .ولكن من الذى يجرؤ على تنفيذ الفكرة ؟.
وتطوع أحدهم .
طرق باب زعيم القرية الشقية .فاستقبله الرجل مكشرا عن أنيابه :
-نعم .ما الذى جاء بك ؟
-أطمع فى كرمك .أتسمح لى بالدخول ؟
-ادخل ولا تطل .ماذا تريد ؟
-ليس فى بلدكم مسجد .نريد أن نبنى مسجدا .
ضحك الشقى بعصبية .ونظر إلى ضيفه فوجده يمد يديه قائلا :
-هات .
فما كان من الشقى إلا أن تفل فى يدى ضيفه .
قأخذ الضيف كفيه بما فيهما ودلك وجهه قائلا :
هذا لى .فما لله ؟
وذهل الشقى لحظات .ثم نظر إلى الوجه المشرق أمامه .فنهض وعانقه وقال :
والله لن يبنى المسجد أحد غيرى .
وبنى المسجد .وتغير الحال .بتوفيق الله .
وهذا المفتاح
دعى أحد كبار الدعاة إلى أسيوط وأقام أنصاره سرادقاكبيرا لاستقباله .
ولكن خصومه أقسموا لئن جاء إلى مدينتهم ليذبحنه .
وجاء الداعية .وذهب توا إلى بيت كبير خصومه وقال :
لكل باب مفتاح وأنت مفتاح هذه البلدة إن أذنت لى دخلت وإن لم تأذن رحلت .
فقام الرجل وعانقه وذهبا متأبطين إلى السرادق .
ملحوظة :هاتان حكايتان حقيقيتان .

الخماسية الكبرى

الأعلى
-هو الله العلى المتعال .فوق الفوق .على الرش استوى بلا حد ولا كيف .
-هو العبد المؤمن.وبقدرعبوديته يسمو ويدنو .
الأبقى
-هو الله الباقى الوارث الآخر بلا انتهاء .
-هو العمل الصالح الذى ابتغى به وجهه سبحانه .
الأتقى
-هو المؤمن الذى يترك كثيرا من المباح خوفا من الوقوع فى المكروه .
الأرقى
-هو الذى يسموفوق رغائب الجسد وتعيش روحه فى رغد .
الأنقى
-هو المؤمن الذى يغسل كيانه بأنوارالرضا ويملأ قلبه بالصفاء .

الأحد، 13 سبتمبر 2009

عطاء الحضارات (المرأة )

قلت لمحدثى :هل تعلم أن المرأة-فى فرنسا كانت -إلى عهد قريب -أشبه بحالة (الرق المدنى )؟فهى ناقصة الأهلية بحكم المادة السابعةعشرة بعد المائتين من القانون التى تقرر
أن المرأة لا تستطيع أن تتصرف فى مالها إلا بموافقة زوجها.
وهل تعلم أن المرأة -بمجرد زواجها-تفقد اسمها وتصبح (مدام فلان ) ؟
بل هل تعلم أنه عقد مؤتمر شارك فيه الأديب الشهير-موليير-ليجيب على سؤال واحد :
هل المرأة إنسان أم شيطان ؟ وقرر-بعد أخذورد وتحقيق وتدقيق أنها (شبه إنسان ) ؟ااا
وهل تعلم أن يجوز للزوج -فى الحضارة اليونانية -أن يرهن زوجته مقابل ديونه ؟اا
وهل تعلم أن المرأة -فى الحضارة الهندية -عندما يموت زوجها-تلقى بنفسها فى المحرقة
لتحترق معه ؟ااا
وهل تعلم أن المرأة -فى الجاهلية-كانت تورث بمعنى إذا مات زوجها أسرع أكبر الأبناء
-من غير أولادها-فألقى عليها ثوبافتصير ملكا له ,يمكنه أن يتزوجها أو يزوجها ويأخذ مهرها ,أو يمنعها من الزواج ؟
وهل تعلم أن البنت الصغيرة -فى بعض الأسر الجاهلية -كانت (تدفن حية ) ؟وهى التى قال الله فيها :"وإذا الموءودة سئلت بأى ذنب قتلت ".
وهل تعلم أن المرأة -الفرنسية-كانت تدفع المهر لزوجها وكان يسمى -الدوطة -؟اا
وعندما تزوجت -مارى إنطوانيت -النمساوية -لويس السادس عشر-الفرنسى -قدمت له إقليما من النمسا ليكون مهرا لها .؟ااا
وهل تعلم أنه-عند بعض قبائل وسط إفريقيا-للرجل أن يجمع بين الزوجات بلا حدود ؟
وهل تعلم أننى شرّقت بك وغرّبت وقلت ما أعلم -وهو قليل -عن أوضاع المرأة فى مختلف
الحضارات لأصل -بعد هذا إلى :مكانة المرأة فى الإسلا م ؟
ابتسم محدثى وقال :وهل تعلم أن المرأة المسلمة تأخذ نصف أخيها من الميراث ؟
وهل تعلم أن شهاد ة امرأتين تعدل شهادة رجل واحد؟
وهل تعلم أن زوجها يمكن أن يتزوج عليها مثنى وثلاث ؟بينما تحرم ذلك الحضارة الحديثة؟
وهل تعلم أنه لايجوز للمسلمة أن تسافر إلا مع محرم ؟
وهل تعلم أن الطلاق بيد المسلم لا المسلمة .؟
وهل تعلم أن "الرجال قوامون على النساء "؟.
هذا ما أعلم عن أوضاع المرأة المسلمة فماذا تقول ؟
قلت :أما مسألة -الميراث-فيتشدق بها من لايفقهها والأمرمن آيات الإسلام الباهرة ..
أولا :مسألة "للذكر مثل حظ الأنثيين "ليست مطردة دائما فقد تتساوى المرأة مع الرجل
مثل الأخ لأم مع الأخت لأم إذا اجتما "فهم شركاء فى الثلث"بالتساوى بين الذكر والأنثى .
بل قد ينقص الذكر عن الأنثى مثل :البنت التى تأخذ النصف بينما يشترك الأخوة فى النصف
بل قد تحتل الأنثى مكان الذكر وتكون فى قوته مثل :الأخت مع البنت فإنها تكون فى قوة الأخ
بل قد تحجب الأنثى الذكر فلا يأخذ معها شيئامثل :البنت تحجب الإخوة لأم.
قال :ولكن غير المفهوم أن تأخذ البنت نصف شقيقها ,لماذا؟
قلت :لو تفكرت-قليلا-لرأيت أن حظ البنت أفضل من حظ أخيها ,فقد أوجب لهاالإسلام كل
الحقوق وأعفاها من كل الواجبات .
قال :كيف ؟قلت :لا تجب على المرأة -فى كل مراحل حياتها -أية نفقة ,قب الزواج نفقتها على أهلهاوبعد الزواج على زوجها ,أى أن أية أموال تأخذهاهى إضافة لها تزيدها غنى
بينماأخوها مكلف بكل الاتزامات وكل مال يأخذه هو معد للإنفاق فأى الفريقين أوفرحظا ؟
قال :ولكن أليس من تجريدها من كل الأعباء تقليلا من شأنها باعتبارهاليست أهلا للمسؤولية؟ قلت :كلا فمن حقها أن تساهم فى المسئولية المادية ولكن طوعالا إلزاما,كما أن
هذا الإعفاء فى مقابل ضخم وهام هو إحسان القيام بهذا البيت وشؤون رعيتها"والمرأة فى بيت زوجها راعية ومسؤولة عن رعيتها "بل إنه صلى الله عليه وسلم أخبربأن (حسن تبعل
المرأة لزوجها يعدل الجهاد والتصدق بالأموال ).
قال :وشهادتهاالناقصة ؟هل يعقل أن تقبل شهادة -بواب عمارة-وترفض شهادة دكتورجامعية ؟اا
قلت :يقول الله تعالى :"فرجل وامرأتان ممن ترضون من الشهداءأن تضل إحداهما فتذكر إحداهما الأخرى "فقد أوضحت الآية أن المسألة مسألة تحقيق العدالة بمن يوثق بهم فقد ترفض شهادات كل بوابين العالم إذا لم يكونواأهلا للثقة وتقبل شهادة امرأة واحدة كما قبل النبى -صلى الله عليه وسلم-شهادة امرأة سوداء بأن رجلا وامرأة تزوجاأنهمااجتمعا على
ثدى واحد فعمل بشهادتهاوفرق بينهما.وللعلماء مباحث عديدة فى شهادة النساء ومنهم من أجا زها مطلقا ومنهم من حظرها فى الدماء مراعاة لطبيعة المرأة ,وموقف الإسلام -هنا-يسجل
تقديراعالياللمرأة وطبيعتها الحانية العطوف ولم يكلفها ما يناكد هذه الطبيعة .
قال :وتعدد الزوجات :
قلت :هذا التعدد كان موجودا قبل الإسلام عند كل الأمم بلا حدود ولكن الإسلام حجمه ووضع له الضوابط المادية والمعنوية والذى يجيز التعدد بلا ضوابط لم يفقه مغزاه فهناك ضرورة مراعاة الاستطاعة والعدالة , كما يجب ألا ننسى أن الإسلام وضع الكرة -دائما-فى ملعب النساء فالأمرلن يتم إلا برضاهن فالمرأة هى التى تقرر إن كانت تقبل أن تكون زوجة ثانية
أوأن ترفض زواج زوجها ؟على أن التعدد لم ينقطع لحظة فى الحضارة الحديثة وإن كان فى
صورة قبيحة غير عادلة ولا صالة اجتماعيا.
قال :كيف هذا ؟قلت :نظام المخادنة أليس البديل القبيح عن التعدد ؟إنه تعدد ولكن بلا ضوابط
ولا مسؤوليات وبهذا النظام الآثم فقد الرجال نخوتهم والبيوت قداستها,وقد حكى -كازانوفا-
فى مذكراته :أن النجمة الفرنسية .....كانت فى حفل وحولها أطفالها الأربعة ولما تحدث أحد
الحضور عن جمال أطفالهاقالت -باسمة-:هذا أنجبته من فلان وهذا من فلان ....وهى تشير إلى بعض الحاضرين فقال الرجل لزوجها-الرسمى -وكان حاضرا:ولكن انت الأب الشرعى فرد الزوج -المحترم.ااا-:لا بأس فآباؤهم شرفاء يعترفون بأبنائهم.ااااااااا
قال :واشتراط سفر المرأة مع محرم ؟أليس فى هذاإساءة الظن بالمرأة ؟
قلت :لو كان فى الأمر إساءة الظن فهو بالرجل والمرأة كليهما ولكنها إساءة الظن بالشيطان
الذى ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان ثالثهماوهذا هو الواقع مهما عاند المكابرون وهذا حكم عام لا ينافى أن هناك قمما عالية من الرجال والنساء ولكنها النفس البشرية فى عمومها
والشرائع تبنى على العموم مع مراعاة الخصوص ,على أن هناك سعة فى مسألة المحرم
فيمكن أن تكون الصحبة المؤمونة -من النساء-فى حكم المحرم ,وكل هذا لتوفير الأمان للمرأة ,ويمكن أن يكون البديل أن يفرض على كل النساء تعلم -الجودووالكراتيه والملاكمة والمصارعة -وحتى -لو أمكن ذلك لظلت المشكلة فقد يكون الرجال كذلك .
وشرع الله تعالى يحل لنا المشكلة ببساطة ,وصدق شاعرنا القديم :
تعدو الذئاب على من لاكلاب له
وتتقى صولة المستأسد الحامى
قال :وماذا عن الطلاق ؟
قلت :هذا أمر يتوقف عليه استمرار الأسرة أو انهيارها ,ومن الطبيعى والعدل أن يوضع هذا القرارالخطير فى يد من تجب عليه الأعباء المادية فغير منطقى أن يلزم بكل النفقات ويحرم من اتخاذ القرارات ,على أن الأمر ليس مطلقا من كل قيد ,فهناك :
-إمكان أن يكون حق الطلاق بيد المرأة إذا اشترطت ذلك وقبل الزوج .
-وهناك حق المرأة فى فسخ عقد الزواج إذازوجت -فى ظروف خاصة -ثم لم ترض بالزواج بعد زوال تلك الظروف .
-وهناك حق المرأة فى-خلع زوجها -مع التنازل عن المهر,تعويضا لها .
-وهناك حقها فى طلب الطلاق للضرر,ويوقعه القاضى بناء على طلبها .
قال :وماذا عن القوامة ؟
قلت :القوامة حق القيادة وهى حق منطقى لمن عليه التكاليف وفى الحضارة الحديثة تعبير:-دافعى الضرائب-الذى يعنى السلطة الكبيرة لمن يدفعون الضرائب فى مراقبة السلطة التنفيذية وإسقاطها إذا لزم الأمر,فما يحدث على نطاق الدولة يحدث على نطاق الأسرة ,على
أن -القوامة-لا تعنى الاستبداد وإنما هى تكليف لأنها تعنى أمرين :
-حماية الزوجة من أى ظلم أو عدوان على حقوقها .
-كفاية الزوجة بكل ما تحتاج إليه من نفقات مقبولة ,فى ميادين الإنفاق حسب الأحوال.
وإذا تعسف الزوج فى استخدام القوامة فهو-ناشز-بنص القرآن "وإن امرأة خافت من بعلها نشوزاأو إعراضا فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما " وهناك الطرق الشرعية لرد الحقوق
إلى أصحابها .
هذا بعض ما أكرم الله به المرأة كشريك للرجل فى رحلة الإيمان والحياة فهو-سبحانه-الذى قال :"أنى لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو أنثى بعضكم من بعض ".
والحمد لله رب العالمين .
مصطفى فهمى أبو المجد

السبت، 12 سبتمبر 2009

هدية إلى أو باما

( إن اليهود أضر بنا من جيوش العدو,إنهم أخطر مائة مرة ,أخطر على حرياتنا وعلى القضية التى نعمل جميعا لكسبها ).
(ومن المؤسف حقا أن سكان الولا يات المتحدة لم يطاردوا اليهود كما يطاردون الحيوانات الضارية .إنهم أخطر عدو على سعادة أمريكا).
الرئيس الأمريكى
جورج واشنطن
من كتاب -حكم -لجورج واشنطن
ص 125 -126 طبعة 1894 م
(وهناك خطر كبيرعلى الولايات المتحدة الأمريكية من اليهود ,ففى كل أرض عاشوافيها
دمروا المستويات المعنوية للناس الذين يعيشون بينهم ,وأفقدوا التجارة طابع الأمانة الذى يجب أن يتوفر لها .)
(إننى أحذركم أيها السادة إن لم تطردوا اليهود فإن أحفادكم سيلعنونكم فى قبوركم ,فلن يكون
اليهود أمريكانا قط ولو عاشوا بيننا لعشرة أجيال ,والنمر لن يغير النقاط التى تعلو جلده.
إن اليهود خطر على هذه البلاد ويجب أن يبعدوا عنها بحكم دستورها ).
الرئيس الأمريكى
بنيامين فرانكلين
من كتاب -الصهيونيون-للقاضى أرمسترونج
ص 17 طبعة 1950 م
مع تحياتى :مصطفى فهمى أبو المجد

الأربعاء، 9 سبتمبر 2009

عطاء الحضارات (الإنسانية )

قلت لمحدثى :عندما هبط (جبريل )عليه السلام على محمد بن عبد الله -صلى الله عليه وسلم
مبلغا أن الله اختاره نبيا ورسولا كان أول آيات القرآن "اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرأوربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "وألفت النظر إلى تكرار كلمة (الإنسان )مرتين فى أول الوحى على النبى الأمى -صلى الله عليه وسلم -وذلك
من قبل أن يأتى أى تشريع .
ومعنى هذا أن الإسلام يعنى بالإنسان من حيث هو إنسان ويتجه إلى البشر كافة حفيا بكل الأجناس والألوان منكل الأصقاع .
وقد تأكدت هذه الحقيقة عندما أسرع إلى الإسلام عناصر غير غربية مثل (بلال الحبشى )
و(صهيب الرومى ) و( سلمان الفارسى ) فتسامت أرؤسهم إلى جانب رؤوس (أبى بكر وعمر وعثمان وعلى وحمزة ) وغيرهم من علية القوم -رضى الله عنهم أجمعين .
وقد قرر القرآن نزعة الإسلام الإنسانية فى الإعلان الإلاهى "يأيها الناس إناخلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفواإن أكرمكم عند الله أتقاكم ".
-الناس جميعا متسا وون فى العبودية لله "إنا خلقناكم "
-الناس جميعا متساوون فى الأصل "من ذكر وأنثى ".
-أن انتشارهم فى شعوب وقبائل ليس للتعالى ولكن "لتعارفوا "
-أنه لافضل لعربى على أعجمى ولالأبيض على أسود بسبباللون أوالجنس أو أى شىء خارج عن (الإنسانية ) وأن معيار التفاضل الوحيد التقوى "إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
-لا تفاضل بين الذكر والأنثى فهماأصل البشر و(النساء شقائق الرجال ).
-ماورد -من نصوص -توهم تميز الرجال على النساء يجب أن يفهم على وجهه الصحيح
وقوله تعالى "الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض "تعنى توزيع الأدوار حسب الفطرة التى فطر الله كلا من النوعين عليها .وليس فى القرآن -قط-الرجل أفضل من المرأة والله يقول عن الرجال "والله فضل بعضكم على بعض فى الرزق "
فالتفضيل توزيع للقدرات والإمكانات .
وقد كلف الله النساء مثل تكليف الرجال إلا فيمايختص به الإناث من أحكام .ووظائف .
وفى الحقوق مساواة بل انحياز محبب إلى جانب الإناث لما جلب عليه المجتمع ( الذكورى )
من الاستهانة بالمرأة ومن هذا أنه جعل -فى الميراث-للأنثى نصف حظ الذكروهذا كسب
للنرأة بلا ريب . قال محدثى :وكيف يكون نصف نصيب الذكر كسبا ؟اا
قلت :المرأة تأخذ نصفهاولا تلتزم بشىء فنفقتهاعلى زوجهابل تأخذ منه المهر لتضيفه إلى
نصفها تفعل فيه مل تشاء أما أخوهاالذى يأخذ ضعفها فينفق على بيته ويدفع المهر أى أن نصفها فى ازدياد وضعفه فى تناقص .
أما عن (الرق )فإن الإسلام لم يصنعه بل جاء وهو أحد ركائز الحضارات السابقة فعمل على تجفيف منابعه فلا استرقاق إلا عن طريق (الحرب المشروعة مع الكفار ) مع وجود
المرونة الكافية "فإما منا بعد وإما فداء ".كما أن أبواب العتق على مصاريعها :
-فى كفارة اليمين .
-فى كفارة الظهار .
-فى كفارة الجماع فى رمضان .
-فى كفارة القتل الخطأ.
-أم الولد تعتق بعد موت سيدها.
-جواز مكاتبة الرقيق على الحرية .
-فى مال الزكاة سهم للعتق "وفى الرقاب "
-العتق من أعظم القربات إلى الله .
هذه بعض جوانب (الإنسانية )فى الإسلام .وهذا من عطاء حضارة الإسلام.
- مصطفى فهمى أبو المجد

عطاء الحضارات ( النظافة )

قلت لمحدثى :هل تعلم كيف كان مقياس التقوى عند -المسيحيين-فى أوربافى العصورالوسطى؟
قال :لا أعلم .قلت :كلما بعد عن الماء كلما كان أتقى .قال :ولماذاالماءبالذات .
قلت :لأن الماء أساس الحياة فهو ببعده عن الماء إنما يبعد عن الحياة من أجل الله .
هكذاكان تقدير القوم لقيمة (النظافة ) .
أما الإسلام القادم من أعماق الجاهلية فانظركيف كان معجم النظافة عنده .
-إذا دخل الإنسان الإسلام ونطق بالشهادتين فعليه أن يغتسل (غسل الإسلام )
-إذا احتلم المسلم -أى فى منامه-فعليه (غسل الجنابة )
-إذا أتى المسلم زوجته فعليه (غسل الجنابة ).
-إذاأراد المسلم أن يذهب لصلاة الجمعة عليه (غسل الجمعة ).
-إذا أراد المسلم الصلاة فلابد من الوضوء .
-إذا أتى زوجته ثم أرادها مرة أخرى فعليه بالوضوء أو الغسل .
-إذا ذهب للحج توقف عند (الميقات )ليغتسل (غسل الإحرام ) ويلبس ملابس الإحرام .
-إذا حاضت المسلمة أو نفست فلا تصوم ولاتصلى إلاإذا طهرت واغتسلت .
-على المسلم الاغتسال عند حضور الجماعات .
-تنظيف الفم (بالسواك )من سنن الإسلام المؤكدة .
-من شروط صحة الصلاة طهارة (الجسم 9و(الثياب ) و( المكان ).
-إذا لم يجد المسلم بعد ( قضاء حاجته ) الماء عليه أن يستخدم الحجارة أو ما يحل محلها
حتى يتأكد من نقاء موضع النجاسة .
-مر رسول الله -صلى الله عليه وسلم -على اثنين يعذبان فى القبر فقال :"أما أحدهما فكان لا يستبرىء من بوله وأما الآخر فكان يمشى بالنميمة بين الناس "أى نجاسة حسية ونجاسة معنوية .
-عندما يموت المسلم لابد من تغسيله غسلا شرعيا وتكفينه فى كفن طاهر .
-على المسلم أن ينزه يده عن ملامسة النجاسات ,فإذا حدث عليه أن يطهر يده .
-عندما يشرب المسلم لا يتنفس فى اإناء .
-من سنن الفطرة :قص الشارب وحلق العانة وتقليم الأظافرونتف الإبط .
-من آيات القرآن الحكيم "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين "فانظر كيف قرن بين
طهارة الروح وطهارة البدن .؟
-من آيات الذكر الحكيم :"ويسألونك عن المحيض قل هو أذى فلا تقربوهن حتى يطهرن "
والآية أغنى من أى تعليق .
-من حكم الإسلام (النظافة من الإيمان ).
-إذا ولغ الكلب فى الإناء فلابد منغسله (سبع مرات ) (إحداهن بالتراب ).
هذه -بعض-مفردات النظافة فى الإسلام فهل هناك ماهو أرقى من هذا العطاء ؟
مصطفى فهمى ابو المجد
-

عطاء الحضارات ( النظام )

قال محدثى :لاشك أن الحضارة الحديثة حضارة نظام صارم .نظام فى التفكير,نظام فى العمل .نظام فى العلاقات بين الناس نظام فى المعلومات .أى أن النظام سمةالحضارة الحديثة
قلت :هذا صحيح وأضيف إلى ماقلت أن هناك نظامافى الإجرام حيث العصابات المتخصصة وشبكاتهاالمعقدة وأنظمتها السرية .وهذه ليست مشكلتناإنما قضيتنا أننا نولى وجوهناشطر الغرب كلما تحدثنا عن شىء معجب كأنما خلقوا من ذكاء وخلقنا نحن من غباء
فلماذا-بحق الله-نعشق جلد أنفسنا ؟اا
قال :أردت أن أقول إن النظام من عطاءالحضارة الحديثة .
قلت :يرحمك الله ولماذالايكون من عطاء (الحضارة الإسلامية ) ؟ااا
قال :والله ؟اافلماذا نرى الفوضى تسرى فى أوصال حياتنا ؟اا
قلت :عجيب أن تغفل عن إدراك حقيقة النظام فى الإسلام ..
نظام فى (الفكر )فهناك (الإسلام وأركانه )وهذه دائرة فكرية تعلوها دائرة ( الإيمان )بما لها من أركان هى -فى حد ذاتها نموذج فذ للنظام الفكرى فهى :(الإيمان بالله الواحد الأحد الذى أرسل ملاك الوحى (جبريل )بكتاب سماوى إلى عبد اختاره الله رسولا وفى هذا الكتاب تعاليم أهما الاعتقاد فى يوم القيامة والإيمان بقدر الله تعالى .هذا نظام محكم فى أصول العقيدة
فإذاأتينا إلى (الأخلاق )وجدنا الصرامة والحسم "لا إيمان لمن لا أمانة له ""أربع من كن فيه
كان منافقا خالصاومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها:إذا حدث كذب وإذاعاهد غدر وإذا خاصم فجر وإذا اؤتمن خان "إلى آخر تلك المنظومة الفتية
للأخلاق الفاضلة .
وتعال إلى منظومة (العبادات ) تجد (الصلاة )عبارة عن أقوال وأفعال محددة لها بداية ونهاية وكيفية لا تصح بدونها كيف تركع ؟كيف تسجد ؟كيف تقرأ؟كيف تجلس ؟بل كيف تضع كفيك أثناء القراءة وأثناءالجلوس ؟أرأيت إلى هذه التفاصيل الدقيقة ؟أى نظام بعد هذا ؟
وماقيل عن الصلاة يقال عن (الزكاة ) و(الصوم )و (الحج )أنظمة كاملة للعمل التكليفى .
وتعا إلى منظومة (المعاملات ) من(زواج وطلاق ) و(بيع وشراء ) و(معاملات مالية أخرى)و (علاقات مع الأهل والجيران والمسلمين والناس أجمعين ) تجد منظومة من القوانين الحاكم الضابطة التى نظم هذا كله.
والعبقرية أقصد الإعجازأن منظومة القوانين الإسلامية بجهاتها الأربع (العقيدة والأخلاق والعبادات والمعاملات ) تشدك إلى مرجع واحد هو (الله الواحد ) فإذا بهذا النظام قد استحال
دينا قيما يحكم حركة الحياة كلها.فهل هناك أبدع من هذا النظام ؟
قال :فما بالنا-والحال هذه -وصلنا إلى ما وصلنا إليه ؟
قلت :الطبيب ماهروالعلاج حاضروالمريض لايثق بالطبيب ولا يمد يده للدواء ,فأين الداء ؟
قال :فى المريض .قلت :قد أجبت .يغفرالله لى ولك .
مصطفى فهمى ابو المجد

الاثنين، 7 سبتمبر 2009

عطاء الحضارات (الايمان باليوم الآخر )-2

قال محدثى :انتهينا -فى حديثناالسابق-إلى أن الإيمان باليوم الآخرله أعظم الأثر على توجيه سلوك الإنسان ولكنى -بعد-لم أفهم كيف يحدث هذا ؟
قلت :الإيمان بالغيب هو (الإيمان بالله وملا ئكته ورسله وكتبه واليم الآخروالقدر )ومعنى الإيمان بهذه الستة أن يعتقد الإنسان اعتقادا جازماأن الله الأحد رب كل شىء وأنه أرسل
كتبه إلى رسله عن طريق الملاك جبريل-عليه السلام-وفى هذه الكتب حديث مستفيض عن اليوم الآخر يوم الحساب وحديث عن قدر الله المهيمن على العباد بمعنى (أن ناصية الكل بيده)
قال :وكيف يحدث الإيمان بذلك أثره فى السلوك ؟هذا هو السؤال .
قلت :لكى يحدث أثره فى السلوك لابد -أولا-أن يحدث أثره فى النفوس .وهذا يكون عندما يؤمن الإنسان بأن هناك الله الذى يجازى الناس على أعمالهم وأن هذا الجزاء يمكن أن يكون فى الحياة الدنيا ويمكن أن يؤجل إلى الحياة الآخرة وهذا يوم قادم لا ريب فيه وهذا يكف النفس عن السلوك الذى يتعارض مع منهج (مالك يوم الدين) الذى لايفلت منه شىء وهو يوم العدل المطلق .وبهذه العقيدة توجد حدود أمام النفس وبناء على إيمانها لابد أن تراعى سلوكها
حتى لاتتعرض لسخط الله فتلتئم مع منهجه فتصلح وإذا صلحت النفوس صلحت الحياة .
ولذا تجد عتاة المجرمين لاوازع لهم من عقيدة ولا إيمان فينطلقون كما يشاؤون لأنهم لا
يؤمنون بالله ولا باليوم الآخرفما الذى يردعهم ؟
قال :ولكننا نرى ونسمع عن مجرمين قد ينتمون إلى الدين ويفسدون فى الأرض فلماذا لم
يردعهم إيمانهم ؟
قلت :لسبب بسيط هوعدم وجود هذا الإيمان الذين يزعمون .فهم مجرد منافقون يقولون مالا يفعلون وهؤلا ء "فى الدرك الأسفل من النار ".
قال :ولكنى أعرف كثيرا من هؤلا ء يقولون (لا إله إلا الله محمد رسول الله ).
قلت :فليقولواما شاؤوافلن يغنى عنهم من الله شيئا فالمسألة جد لا هزل ومسؤولية لا ترف
وقد قالها -من قبل -قوم كانوايصلون خلف النبى-صلى الله عليه وسلم -فما نفعهم ذلك ورد الله عليهم شهادتهم الكاذبة "إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ".
إن عقيدة المؤمن تدفعه إلى العمل الصالح وتقومه على أساسه وهذا سر اقتران الأمرين معا فى آى القرآن الحكيم "الذين آمنوا وعملواالصالحات "فالإيمان (ما وقر فى القلب وصدقه العمل ) أما مجرد الكلام وإن بلغ غاية الحسن فلن يعدو أن يكون كلا ما ."فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض ".
مصطفى فهمى ابو المجد

عطاء الحضارات (الإيمان بالغيب )

قال محدثى :يعتقد الكثيرون أن مسألة الإيمان بالغيب شىء معوق للحضارة باعتبار الغيب أمر مجهول لا يدخل دائرة المدركات الحسية وهى دائرة الحضارة .
قلت :أما كون الغيب مجهولا فكل كشوفات الحضارة كانت مجهولة ولم يكن ذلك معوقا عن كشفها . وأما كونها معوقة للحضارة فهذا خطأ بكل تأكيد .ذلك لأن الإيمان بالغيب لا يناكد البحث فى نطاق المدركات الحسية ,فهذا مجال وذاك مجال ولا تناقض .
قال :وكيف وهذا عكس ذاك ؟
قلت :العكس أن يكون أمران على خط واحد كالقطارين على سكة واحدة فحتما سيكون الصدام . ونطاق المحسوس ليس على سكة نطاق المجهول .
قال :والله ما أنا فاهم .قلت :أفهمك .
نطاق المحسوسات كل ما يدركه ( العقل ) ونطاق المجهول كل ما يحسه ( القلب ).
وكلاهما مختلفان فى الإمكانات والثمرات وإن كانا يجتمعان فى الإنسان .
قال :عرفنا أن ثمار العلم المحسوس التقدم فى شؤون الحياة المادية فما ثمار (الإيمان بالغيب)؟.
قلت :التقدم فى شئون الحياة (الروحية ) .
قال :هذا أمر شخصى يهم صاحبه ولا يعنى عموم الناس .
قلت :فى شؤون الحياة المادية ما الذى يحرك الناس نحو أعمالهم ؟
قال :هدف كل واحد هو الذى يحدد حركته وأسلوبه .
قلت :أوضح قليلا .
قال :إذا كان هدفى إنقاذ غريق سأعمل ما يناسب ذلك وإذا كان هدفى السرقة سأفعل ما يناسب ذلك .
قلت :هذا رائع وهذا ما يقصد إليه (الإيمان بالغيب ) ز
قاتل :أوضح قليلا .
قلت :إن الإيمان بالغيب يهدف إلى أن يكون ( القلب ) أكثر نقاء وأكثر فاعلية فى قيادة الإنسان فى غمار الحياة .
قال :والعقل ؟
قلت :هو ربان باخرة الحياة .أمامه خريطة ترسم طريقه عبر الأمواج ,ولكن هناك أمورا غير منظورة ,لاتظهر على الخريطة ولا تقفز بين الأمواج ,إنها أمور قد تقفز من المجهول
فكيف يعمل حسابها ؟
قال :نعم كيف يعمل حسابها ؟
قلت :بالرجوع إلى موجدها وهو الله -جل وعلا -إنه يدعونا إلى الإيمان به ربا وخالقنا بيده ملكوت كل شىء خلق الأسباب وأمرنا أن ناخذ بها على أنها مجرد وسائط قد تأتى معها النتائج وقد لا تأتى فإذا أتت فالحمد لله وإلا كان الاعتقاد بأن خالق الأسباب شاء أن تتخلف
فنعيد حسا باتنا ونحن مطمئنون إلى أن الله لن يضيعناما دمنا على طريقه نتوكل عليه ولا نهمل الأخذ بأسبابه ,وهذا يجعلنا نتحرك فى أمان ,فلن يكون إلا ما شاء الله ,وهو الرب الحكيم الرحيم .
قال :وأين العقل من كل ذلك ؟
قلت :له مكانه الجميل والجليل ترعاه عناية الله وتكفف غروره وترحمه من قسوته على نفسه
بتعدى حدوده وتصديه لمالا طاقة له به .فيضيع أوقاته ويهدر طاقاته ويبدد إمكاناته فيما لا يفيد ومالن يستطيع أن يجد له حلا .فالإيمان بالغيب يطلق حرية العقل فيما يستطيع وبهذا يفيد ويستفيد ويريح ويستريح .
وهذا من أروع عطاء الإسلام "إن الدين عند الله الإسلام "
مصطفى فهمى ابو المجد

السبت، 5 سبتمبر 2009

عطاء الحضارات (الشمولية )

قال صاحبى :من مسا وىء الحكم فى الأعصر الماضيات تجمع السلطات (التشريعية والقضائية والتنفيذية )فى يد الحاكم الذى يتحكم فى العباد والبلاد وكان -تبعا لذلك- ما كان
من عموم الظلم والفساد .
قلت :هذا ما كان بالفعل .وأكاد أقرأ فى عينيك التساؤل عن موقف الإسلام من (الشمولية )
قال :إى والله .قلت :لواعتقدت -جازما -مصدر هذا الدين وأنه وحى يوحى من الله رب
العالمين لأرحت واسترحت .ولكن لامناص من إجابتك .
فى عهده -صلى الله عليه وسلم -كان هو النبى والقائد والحكم بين الناس لأن الوحى لم ينزل إلا عليه .وكان لابد أن يتأكد من دقة تنفيذ تعاليم الوحى ولا يكون ذلك إلابإشرافه .
قال :يعنى كانت السلطات كلها فى يده -صلى الله عليه وسلم - ؟
قلت :لا تعجل يا صاح .فإن التشريع الإسلامى يعنى الوحى والوحى ليس فى يده -عليه الصلاة والسلام -إقرأ قوله تعالى :"وما ينطق عن الهوى إن هوإلا وحى يوحى "هل رأيت ؟
ليس الأمر من عنده بل من الله جل وعلا .فهو المشرع لاغير .
قال :أتعنى أنه لم يكن له -صلى الله عليه وسلم -دور فى التشريع ؟
قلت :كان التشريع -أحيانا-ينزل من السماء كاملا ,وأحياناكان الوحى لاينزل بداية ويترك للنبى -صلى الله عليه وسلم -الاجتهاد ,فإن جاء الاجتهاد صوابا فالحمد لله وإن كان غيرذلك
نزل الوحى بالصواب ,أى أن الأمر أولا وأخيراأمر الوحى الإلاهى .
قال :وما الحكمة فى نزول الوحى ابتداء ونزوله بعد فرصة الاجتهاد ؟
قلت :الحكمة أن يكون مفهوماأن الوحى صواب مطلق ويكون فى الأمور العاجلة والتى تتصل بلب الإسلام ,وأن يكون مفهوما -أيضا - أن هنا ك طريقا مشروعا للتعامل بين الناس لابد أن يتضح أساسه وهو التعامل (بالقرائن الظاهرة ) .
قال :لم أفهم .قلت :إن الرسول -صلى الله عليه وسلم -بشر يدركه الموت حتما,وعندئذ سينقطع نزول الوحى فمن للناس بمن يقضى بينهم ؟لذا كان لابد من اعتمادأسلوب القضاء
بظواهر الأدلة .
قال :وحديثنا عن (الشمولية )
قلت :هذه الكلمة تعنى -فى الإسلام-أمرين :الأول :أن التشريع شامل لكل جوانب حياة المسلم حياته الخاصة وصلاته بأسرته والمجتمع وغير المسلمين أى تهيمن وتنظم كل أمور حياته , والمعنى الآخر ما تقصد إليه ,وبهذا الخصوص لم تتركز هذه السلطات-بعد النبى- صلى الله عليه وسلم -فى يد حاكم وكان القضاء مستقلا وغاية فى النزاهة أما التشريع فقد ظل الوحى -بما وضع من ضوابط وقواعد وأصول هو المهيمن مع وجود الاجتهاد فى محيطه وتبقى للحاكم السلطة التنفيذية ولكن باعتبار أنه مكلف بالقيام على حدود الله ورعاية
المصالح العامة فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته .
مصطفى فهمى أبو المجد

الجمعة، 4 سبتمبر 2009

عطاء الحضارات (العلم )

قال صاحبى :لاجدال فى أن الحضارة الحديثة أم العلم و(التكنولوجيا ) فقد كانت العلوم من قبل تخضع لمجرد الحدس والتخمين بل كانت الأساطير والنصوص الدينية أساس العلم رغم عدم خضوعها للتجربة وقد كان الناس يجبرون على اعتقادات باطلة لمجرد أن رجال الدين
فهموها من النصوص وقد أدى هذا -فى أوربا-ألى التمرد على الكنيسة مما أدى ألى الطلاق
البائن بين الكنيسة والعلم الذى انطلق متحررا من القيود الدينية وكان من ثمار ذلك هذه الثورة والطفرة العلمية الهائلة والتى لم تكن أبدا فى صالح الدين .
قلت :كلامك صحيح تماماخاصة أنك أسندته إلى أوربا.
قال :ولكن أقطارالعالم الأخرى لم تكن بدعا فى ذلك .
قلت :من هنا يبدأ الخلاف يا صاحبى .فما قلته عن العداء بين العلم والكنيسة لا ينطبق بحال على العلم والإسلام .قال :ولمه ؟
قلت لأن موقف الإسلام من العلم واضح كالشمس فى رائعة النهار.
قال :لا تنس أن نبى الإسلام -صلى الله عليه وسلم-كان أميا.
قلت وهذا النبى الأمى كان أول ما أنزل عليه "اقرأباسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق اقرأوربك الأكرم الذى علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم "أرأيت ؟قراءة وعلم وقلم .
قال :نعم ولكن لماذا لم يكن عالما تنزل عليه آيات العلم ؟
قلت :اختاره الله أميا ليكون علمه من عند الله يقينياصادقا لا يتطرق إليه شك .
ولكنك لا تزعم أنه -صلى الله عليه وسلم -كان أستاذا فى الهندسة أو (الفيزياء )مثلا .
قلت :كلا وليس هذا من مهمته ولكن حسبه أن دينه يطلق العقول من عقالهاويسمح لها بل يدعوها بل يأمرها بالبحث والسعى وراء المعرفة "قل سيروا فى الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ثم الله ينشىءالنشأة الآخرة ""أو لم يسيروافى الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم كانوا أشد منهم قوة وأثاروا الأرض وعمروها أكثر مما عمروها".بل هاجم إهدار القوى المفكرة فقال فى مجال السخرية بهؤلاء :"أفلا تعقلون " ؟ااوفى مجال الموازنة بين العلماء والجهال "هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون "؟
قال :وماذا كانت نتيجة تلك الدعوة ؟
قلت :انطلق المسلمون فى مدارات ثلاثة :
الأول :الاطلاع على تراث الأمم السابقة من الفرس والروم واليونان والفراعنة .
الثانى :غربلة كل ما اطلعواعليه ونقده وبيان غثه من ثمينه .
الثالث :إفراز النتاج الإسلامى وبدت ثمار التلقيح بين الحضارات فى صورة الحضارة الإسلامية التى قبلت وطوعت وطورت كثيرا من معطيات الحضارات السابقة وأعطتها وجهها الإسلامى .وعطاء الحضارة الإسلامية للعالم فى شتى المجالات لا ينكره إلا جاهل
أو حاسد .والمنصفون من رواد الحضارة الغربية يعترفون بريادة علماء الإسلام فى شتى
العلوم وفى أساليب البحث العلمى بوجه عام .
ولم يحدث أبدا أن حرم الإسلام البحث والمعرفة .
قال :ولكن التاريخ يذكر أن عمروبن العاص -رضى الله عنه- إبان فتح مصر حرق مكتبة
الإسكندرية وهذا يناكد ما تقول .
قلت :هذه فرية كبرى أطلقها الأعداء الحاقدون والبحث العلمى والتاريخى أثبت يقيناأن مكتبة
الإسكندرية أحرقت فى نار الحرب بين (انطونيو)و(يوليوس قيصر)ولا شأن للمسلمين به .
قال :ولكن الثابت أيضا أن غير المسلمين من اليهود والنصارى كان لهم دور فى هذه الحضارة .
قلت :لا شك وهذا يثبت سماحة الإسلام التامة واعتماده مبدأ احترام العلماء بغض النظر عن الجنس واللغة والدين وهذا هو الإسلام .
على أن الإسلام يضع أمام العلماء خطوطا حمراء تتلخص فى البعد عن العلم الضار وغير الأخلاقى وفى هذا الإطاريحق للعلماء أن ينطلقوا ويحلقوا إلى أبعد الغايات .
مصطفى فهمى أبو المجد

الخميس، 3 سبتمبر 2009

عطاء الحضارات ( الزكاة )-2

قال صاحبى:تحدثت عن الزكاة ولكن لم تتحدث عن (مواردها ومصارفها).
قلت:الحق معك .لقد أشرت إشارة عابرة إلى أنها يومية الموارد ولكن الأمر-فعلا-يحتاج إلى شىء من التفصيل. ولكن يجب أن يكون معلوما أن الحديث عن الزكاة الواجبة لامطلق الصدقات . أما موارد الزكاة فهى :
1-زكاة الأنفس :وهى زكاة الفطر التى تخرج آخر رمضان وتكون عن عدد الأفرادفى بيتك (أنت وزوجك وأولادك وأبويك اللذين فى رعايتك وكل من تلزمك نفقتهم)
2-زكاة المال (أى النقود من أى نوع )ومقدارها5و2فى المئة وتشمل الذهب والفضة .
3-زكاة الزروع والثمار وتخرج من كل ما يقتات به ويدخر على تفصيل فى كتب الفقه
ومقدارها العشرإذاكان الرى مجانا ونصف العشر إذاكان الرى مكلفا.
4-زكاة الحيوان (الإبل والبقر والغنم )والقدر الواجب إخراجه من كل منهاله جداول خاصة فى كتب الفقه لايتسع المجال لها هنا .
5-زكاةالركاز(أى المعادن التى فى باطن الأرض)ومقدارها عشرون فى المئة .
6-زكاة عروض التجارة وتشمل كل نشاط مالى تجارىفى غيرالأنواع التى ذكرت(كالتجارة فى الخيل والحميروالحديد )....
هذه موارد الزكاة ويلاحظ أن :
1-لكل منها نصابا (أى حد أدنى تسقط الزكاة إذا كان أقل منه)مثل الإبل فنصابها خمسة
جمال زكاتها (شاة) فإذاكانت أربعة لم يجب فيها شىء .
2-يجب أن تمضى سنة قمرية كاملة حتى تجب الزكاة ماعدا (زكاة الزروع )فتجب زكاتها
يوم حصادها لقوله تعالى :"وءاتواحقه يوم حصاده "ز
3-تخرج الزكاة بعد خصم النفقات والديون .
4- لاتحسب وسائل الإنتاج مثل الآلات والمبانى والأراضى من رأس المال .
هذا عن الموارد وهى-كما ترون-تشمل كل نواحى النشاط الاقتصادى للإنسان فمواردها
تجمع بين ميزتين(الوفرة )و(الاستمرار).
أما عن المصارف فهى :
1-الفقراء.وهم الذين لايجدون شيئا أى المعدمون .
2-المساكين أى الذين لايجدون ما يكفيهم فهم يجتاجون عونا يكملون به نفقاتهم .
3- العاملون عليها وهم الجهازالإدارى الذى يجمع ويراقب العمل فى مؤسسة الزكاة فمرتباتهم من الزكاة لا من الخزينة العامة .
4-المؤلفة قلوبهم وهم الأشخاص الذين يظن بهم الميل إلى جلب النفع للمسلمين -من غير المسلمين-كالإعلاميين والمفكرين المتعطفين مع قضايانافلا بأس أن يكون لهم نصيب من الزكاة فى صورة هدايا أو مخصصات أو أية طريقة مناسبة جلبا لخيرهم أو دفعا لشرهم.
5-فى الرقاب أى شراء العبيد وتحريرهم .وهذا بالطبع إن كان النظام العالمى يسمح -فى أى وقت بالاستعباد فالتشريع جاهزويمكن استخدام ذلك الآن فى دفع فداء الأسرى أو المخطوفين .
6-الغارمون وهم الذين أرهقتهم الديون وشلت حركتهم الاقتصادية والإنسانية فيرفع عنهم
هذا العبء لينطلقوافى حياتهم الطبيعية.
7-فى سبيل الله .وهوأساسا يراد به (الجهاد)والمجهود الحربى ويتسع ليشمل كل أعمال الخير.
8-ابن السبيل وهو المسافر الذى انقطعت به السبل فلا يستطيع العودة إلى بلده فيجب أن يبذل له العون على الوصول سالمل آمناإلى وجهته.
هذه هى المصارف ويلاحظ :
1-أنها تغطى جانبا عريضا من المجتمع (الفقراء والمساكين وابن السبيل والغارمين والعاملين عليها والأسرى ).
2-أنها تتسع لتشمل غير المسلمين (المؤلفة قلوبهم ).
3-أنها تستجيب للحاجات بقدرها (فتفرق بين من يحتاج تكملة ومن يحتاج القوت كله )
4-أنها تراعى الظروف الإنسانية فتجبر قهر الغارمين وترفع عنهم ذل الدين.
5-أنها تساهم فى حل المعضلات كالبطالة بفتح فرص العمل للعاملين عليها وتحت بند (فى سبيل الله ) يمكن مساعدة الشباب فى تكاليف الزواج وإقامة المشروعات الصغيرة .
6-تحت بند (ابن السبيل ) و(فى سبيل الله )يمكن التصدى لكارثة (أبناء الشوارع) فيمكن تسكين الصغار منهم مع الأسر التى يمكن أن تستضيفهم على أن يصرف لهم -من الزكاة ما يغنيهم فيستفيد هؤلاء وهؤلاء .أما الكبار منهم فيلزمون بتعلم مهنة ما ويوضعون فى أماكن لائقة حتى يتضح صلاح أحوالهم فيعودون إلى رحاب المجتمع .
7-كل هذه الأعباء الضخام تقوم بها الزكاة دون أن تكلف الخزانة العامة شيئاقط .
ولا أقول تلك عبقرية الإسلام .حاش لله ولكن أقول -بكل اعتزاز-:(هذه شريعة الله وهذا
عطاؤه فتبارك الله رب العالمين ).
قال صاحبى :تبارك الله رب العالمين.فما بالناوقد يسر الله لنا الأمرلا نعمل بهذا المنهج العظيم ؟
قلت :صدق الله العظيم :"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرواما بأنفسهم ".
مصطفى فهمى أبو المجد

الأربعاء، 2 سبتمبر 2009

عطاء الحضارات (الزكاة )

قلت لصاحبى :دعنى اليوم أقدم لك عطاء حضاريا متميزا.هو نظام الزكاة الإسلامى .
قال :سمعت فيه بعض المحاضرات وكانت -كلها- تبدى عليه بعض الملحوظات .
قلت :يبدو أنك سمعت لمن ينتقدون فقط لالمن يبحثون وعمومافلا بأس أن أسمع هذه الملحوظات -بداية- حتى أجعلها فى الاعتبار عند حديثى .
قال : قالواإنهانظام فردى يخضع لإرادة الأشخاص إن شاءواأخرجوهاأو منعوهاوأنظمة
الاقتصاد تقوم على الحسم لا على التفضل.
وقالوا :إنها-من منطلق الفردية-لاتدخل فى ميزانية الدولة مما يبعدها عن المساهمة فى خطط التنمية.
وقالوا :إنهامجرد نظام محلى ربما يصلح لقرية أو مدينة ولكنه لا يصلح لدولة ومن باب أولى لايصلح كنظام اقتصادى عالمى .
وقالوا :إنها تسمح بتداول العينيات (كالحبوب والحيوان )وهذا ربما كان صالحافى زمن مضى ولكنه لا يصلح فى الاقتصاد الحديث الذى يقوم على رؤوس الأموال .
وقالوا :إنها نظام معوق للاستثمار بما يفرضه من أعباء على الممولين .
وقالوا :إنهاتدفع الأموال إلى أيدى الفقراء الذين ربما يسيئون استخدامها بدلا من أيدى رجال
الأعمال الذين يحسنون توظيف الأموال .
قلت :إذا وفقنى الله إلى الرد على هذه النقاط فهذا يكفى ويشفى والله المستعان.
-أما القول بأنه نظام فردى فهذا غير صحيح .لأن الزكاة نظام (مؤسسى) له (كوادر)تقوم عليه .وهذا واضح من قوله تعالى :"والعاملين عليها" إذن هناك مشرفون وعمال.
-وأما القول بأنها تخضع لمشيئة الأفراد فهذا قول من لا يعلم أن الزكاة أحد أركان الإسلام
وأن تاركها يحارب وتؤخذ منه قهراوإذا جحدها كان كافرا مرتدا.ومن المعلوم أن أبا بكر -رضى الله عنه-قاتل مانعى الزكاة وقال:(والله لو منعونى عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم عليه ).
-وأما القول بأنهالا تدخل فى ميزانية الدولة فهذه ميزة كبرى فهى تفلت من (الروتين)الإدارى الممل والمحبط والمعطل كما أنها ترفع عبئاعن كاهل الدولة وتؤدى أمورا أساسية
بأسرع وأفضل وأكثر شفافية مما يمكن أن تفعله الدولة .
-وأما القول بأنها محلية فالحق أنها تبدأمحلية ثم يتسع نطاقها ليشمل الدولة والعالم أجمع
فهى تجمع من أهل كل بلدة ثم ينظر إلى حاجات تلك البلدة فإن فضل شىء ذهب إلى الخزينة
العامة أو(بيت المال) وبذلك تتسع لحاجات الأقاليم الأخرى بل وبلدان العالم الخارجى.
-وأماأنها تسمح بتبادل العينيات فهذا موجود فى النظام الاقتصادى الحديث وما هذه المعونات
الغذائية وغير الغذائية إلاأشياء (عينية)تخزن لدفعها إلى المحتاجين وقت الأزمات.
-وأما أنها معوقة للاستثمار فهذا غير صحيح لأن نسبة الزكاة فى الأموال -مثلا-2,5فى المئة وهذه لا تشكل عبئا وهى ليست شيئا بالقياس إلى الضرائب الباهظة فى النظام الحديث التى تصل إلى 30فىالمئة وأكثر .
-وأما أنها تدفع إلى أيدى الفقراء الذين ربما يسيئون استخدام المال فهذا أمر مضحك فالفقراء هم المعنيون بشئونهم ولن يفهم حاجات الإنسان أفضل من نفسه ثم إن النظام الحديث يعتمد نظام الإعانات (المالية)وهى تدفع إلى أهل الحاجة دون رقيب أو حسيب.
بعد الرد على هذه الملحوظات أقول :
إن نظام الزكاة (الإسلامى)سبق إلىالفصل بين جيب الدولة وجيب الحاكم وليس النظام البريطانى فى القرن السادس عشر كما يدعى مزوروالتاريخ.
أن نظام الزكاة (الإسلامى)قد منع أداء الزكاة إلى (محمد وآل محمد)وهذه نزاهة شفافة وتحسب للبعد عن استغلال النفوذ لتحصيل الأموال عن طريق الدين .
كما أن الزكاة (يومية الموارد) لأن زكاة كا فرد تخضع لظروفه وعلى هذافهى دائمة الموارد لا تنقطع وهذه ميزة كبرى .
وهى بنظامها المالى والعينى تتيح حرية الحركة بما لديها من موارد متنوعة مما يجعلها جاهزة دائما لسد الحاجات فورا .
والزكاة عندما تدفع المال إلى أيدى الفقراء فإنها بذلك تنمى القوة الشرائية لديهم بما يساهم فى حركة التنمية وحركة البيع والشراء .
ولو وضع أمر الزكاة موضع التنفيذ-كما فى شريعة الإسلام-لكان -وحده- كافيالحل مشكلات معضلة مثل مشكلات البطالة وإقامة مشروعات البنى التحتية وغيرها .
إنها موارد هائلة مهدرة تحتاج منا -فقط- إلى الصدق فى أخذها بمأخذ الجد والقيام بإنشاء مؤسستهاعلى النحو المرضى وساعتها سوف نشهد الخير الكثير ونرى بأم أعيننا عظمة العطاء الحضارى الإسلامى ز
مصطفى فهمى أبو المجد