الخميس، 1 أكتوبر 2009

ثلاثية النور

"وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "النحل 126
"فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى عليكم "البقرة 194
"وجزاء سيئة سيئة مثلها "الشورى 40
"ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل "الشورى41
هذا هو الأصل فى العلاقات بين الناس .
من قتل -متعمدا-يقتل .من ضربك على خدك الأيمن من حقك أن تضربه على خده الأيمن
نفس الضربة .من اقترض منك مالا وجب رده عند الطلب .من أتلف شيئا فعليه إصلاحه .
هذا هو الأصل ولا عبرة بالعرف الفاسد الذى يقف أمام صاحب الحق ليعيره بأنه -يقبل
العوض -فهذا كلام فارغ باطل لأنه يصادم النصوص الصريحة السابقة .
ومرة أخرى أقول :هذا هو الأصل .فإذا طلب إنسان حقه وجب أن نقف معه حتى يأخذه .
بهذا تستقيم الأمور.ويأمن الطالب ويلتزم المطالب .
والإنسان الذى يفعل هذا هو الإنسان الطبيعى الذى يقف على أرض الواقع .
ولكن فوق أرض الواقع فضاءً رحيبا وسماءًعالية وآفاقاأروع وأجمل وأكمل متاحة لمن
يستطيعون السمو والتحليق .
وهؤلاء أصحاب الهمم عشاق القيم ورواد القمم جعلنا الله منهم فهو ولى ذلك والقادر عليه .
وهؤلاء الأعلام الممتازون درجات حسب عطاء الله لكل منهم .
هذا الإنسان الراقى الذى ظلمه أخوه ويقدر على الانتصاف لنفسه .إنه يحس بالظلم يتجرع
مرارته .ولكنه يضبط أعصابه ونفسه تتلهب غيظا .
لماذا يفعل هذا ؟ ابتغاء الأرقى والأبقى والأنقى والأتقى ابتغاء وجه الله .
هذه الدرجة العالية أولى الدرجات .وهى التى سجلها الله فى كتابه "والكاظمين الغيظ ".
وهناك درجة أعلى ...
هذاالإنسان الذى كظم غيظه ولكنه لم يكتف بذلك بل جلا قلبه وأزال منه شرارات الغضب
فلم يعد يملأقلبه إلا السلام وأشرقت نفسه بنور السماحة .فذهب الغيظ من قلبه وحل العفو .
وهذه الدرجة العالية هى التى سجلها الله فى كتابه "والعافين عن الناس "
وهذه القمة فوقها قمة القمم ...
هذا الرجل الذى أحس بالظلم كظم غيظه ثم ارتقى فغسل الغيظ من قلبه بنور الغفران ثم
علا وعلا فيمد يده بالإحسان إلى من أساء إليه .
ما ذا ترون ؟أليس ذلك شيئا صعبا ؟أليس مخالفا لطبيعة النفس البشرية التى تريد حقها وربما
حقوق غيرها ؟ألا تحتاج تلك النفس الرائعة إلى مجاهدة نفسها ؟
بلى..بلى..بلى .
ومن هنا كانت تلك المنزلة العالية التى مدحها الله تعالى "والله يحب المحسنين ".
وما الإحسان يرحمكم الله ؟
أليس أن تعبد الله كأنك تراه فإنلم تكن تراه فإنه يراك ؟
إنه إذن مقام القرب والمراقبة .
إنه (الخط الساخن بينك وبين ربك ) لاوسائط ..لاحواجز..إنما أنت وهو ..
مقام لا يشعر به إلا أهله ..
هل نستطيع ..أنا وأنت ..أن نتقى ..لنرتقى ..؟
فلنحاول..لنحاول .
مصطفى فهمى ابو المجد

هناك تعليقان (2):

الحويطى يقول...

تصحيح اية سورة البقرة ( بمثل ما اعتدى عليكم) وليس بمثل الذى اعتدى عليكم

كتب اسلامية-مصطفى فهمى ابو المجد يقول...

عزيزى الأستاذ /الحويطى لقد بادرت إلى تصحيح الخطأ فشرا لك على النصيحة