أحد أبنائنا من الإسكندرية أرسل يقول :
أنا شاب فى الخامسة والعشرين .أعطانى الله الصحة .ولكن مشكلتى أنى كسول .عرض علىّ أكثر من عمل بمرتب يسيل له لعاب كثير من الشباب ولكنى أردت السفر إلى الخليج
حيث المال .والسرعة فى تحقيق الآمال .
وضغطت على والدى حتى اقترض عشرين ألف جنيه اشتريت (فيزا )للكويت وسافرت
ولكنى فوجئت بالصورة مختلفة تماماعما كنت أتوقع فالحياة قاسية جداوعانيت الأمرين
وعملت أشياء عمرى ماعملتها وقبلت عملا تافها حتى أستطيع أن أعيش .ووجدت من المستحيل توفير مبلغ لسداد الدين الكبير.ورجعت بخفى حنين أجر أذيال الخيبة .وأنا نادم وحزين وأشعر أننى عاق لوالدى. فما ذا أفعل ؟وهل أنا عاق فعلا؟
يا بنى .
هذه ليست مشكلتك وحدك .بل هى مشكلة الآلاف من أمثالك .
أنت تعترف أنك كسول .
وتقول إنك رفضت فرصا يتمناها كثيرون .
ولم تحسبها جيدا .وأضعت العصافير التى فى يدك من أجل عصافير على شجرة فى الكويت
رغم أن الكويت ليست دولة شجرية .ولم تحصد سوى الحزن والندم .
وإذا كنت تكره العمل عند الآخرين وتريد أن تكون (سيادة المدير )فقد كان ذلك ممكنا بحسن
استغلال المبلغ الذى اقترضه والدك المسكين فى مشروع مناسب .
ولكن كيف يتأتى ذلك وحضرتك تقول إنك كسول ؟
لا يمكن حل هذه المعضلة إلا عن طريق (خاتم سليمان )تدعك الخاتم فيظهر الخادم ...
فتفتح عينك لتجد المكتب الأنيق فى شركتك الكبرى وحولك الموظفون .................
يابنى .صح النوم .هذا يحدث فى الأحلام فقط .
ازل إلى أرض الواقع واستغل شبابك قبل أن يهده الكسل .ولقد رأيت من التجربة المرة أن
حال دول الخليج تغير كثيرا وأنها استغنت عن كثير من العمالة .شأن كل دول العالم بسبب
الأزمة التى تجتاح الدنيا .
والحل هنا فى بلدك .ولوبذلت نصف ما كنت تبذله من جهد فى الكويت لتغير حالك إلى الأحسن .ابحث عن عمل وقبل أى عمل شريف حتى تقف على قدميك .
ولا بد من سداد هذا الدين الذى كبلت به كاهل أبيك .ولو تكاسلت فأنت عاق عاق .
قم وقبل يد أبيك واطلب الصفح واعمل بنصحه .واستعن بالله ولا تعجز.
مع دعواتى بالتوفيق .
عمك /مصطفى فهمى ابوالمجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق