الثلاثاء، 20 أكتوبر 2009

مخازن المعرفة

كان الحزن باديا على وجهه .قلت : ما يحزنك ؟ قال :الأستاذ :محمود أحيل اليوم إلى التقاعد .قلت  :ومن الأستاذ محمود ؟قال :مدير الشركة التى أعمل بها .لقد كان رئيسا وقائدا وأبا .قلت : ما كان  مديرك أول من ترك موقعه ولن يكون الأخير.هذا حال الدنيا .قال :ولكنه كان خبيرا بحق فى عهده قفزت الشركة قفزات وتألقت فى مجالها .ولا أظن أن هذه الخبرة تعوض بسهولة .قلت :لقد لمستَ قضية مهمة يجب التفكر فيها . قال :أية قضية  ؟قلت :قضية تلك الخبرات المهدرة .مديرك السابق خبرة السنين الطوال والممارسة الميدانية هاهو الحال ينتهى به إلى الفراغ والنسيان إلا لإذا تلقفته يد تفهم وتقدر وأين هذا فى بلا دنا ؟
قال :ولكن المشكلة أنه مثل غيره لابد أن يخلى موقعه لغيره وهذه حركة الأجيال التى لامناص منها .ألا يوجد حل للاستفادة من تلك العقول بدلا من أن يأكلها الصدأعلى المقاهى ؟
قلت :بلى .يوجد حل وهو لا يكلف صاحب العمل شيئا .قال :وما الحل ؟قلت :لماذالايمنح من بلغ السن القانونية لقب المستشار ويبقى كمصدر استشارى يؤخذ رأيه فى المعضلات دون التدخل فى اختصاص خليفته .يمكن أن تنظم اللوائح ذلك على أن يتقاضى المستشار نفس راتب التقاعد .ويكون ذلك بموافقته طبعا .
إن كثيرا من المؤسسات التى لاتملك موارد كافية تغقد كثيرا من خبراتها دون أن تستطيع تعويضها .وعلى رأس تلك المؤسسات (وزارة التعليم )فلماذا لا يعرض على المعلم المتميزأن يستمركاستشارى فإن قبل كان إضافة مهمة ومرجعا للمعلمين فى مادته .قال :إنه اقتراح جيد ولكن هل تجد من يقبل بالعمل مجانا ؟
بالطبع ستوافق فئة قليلة ولكنها ستكون كافية .فهناك من يقتلهم الفراغ وليس لهم حيلة وهذا الحل يعطيهم الأمل فى مواصلة العطاء .ولعل فى قبولهم العمل بلا مقابل قطعا للطريق على طلاب المال الذين غالبا ما يكونون قليلى الخبرة .
قال :على كل حال إنه اقتراح جدير بالبحث وعلى كل الاحتمالات لن نخسر شيئا .أما إذا نجحت الفكرة فى بعض المواقع فستكون الفوائد محققة .             مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: