قلت له :هل بكيت ؟ قال : أوه .كثيرا بكيت .
بكيت من القهر عندما توسل إلى ابنى أن أدبر له مبلغا كبيرا ليشترى (فيزا) للعمل فى الخليج واقترضت المبلغ وسافر ثم عاد بخفى حنين .
وبكيت من الذل عندما ذهبت إلى قسم الشرطة لتقديم أوراق
(الحج ) وهناك(لطعنى العسكرىساعتين ولما خرج الضابط المختص حاولت التحدث معه فلم يلتفت إلىّ.
وبكيت ....قلت له :يكفى يكفى لست أسأل عن هذا ؟ إنما قصدت هل بكيت من خشية الله ؟
نظرإلىّ كمن فوجىء وهزرأسه كمن لا يفهم ثم قال :نعم ؟ما ذا قلت ؟.
قلت :هل بكيت مرة من خشية الله ؟
قال :هو أنا فاضى للكلام ده ؟ وتركنى ومضىوأنا أقول لنفسى :واحسرتاه على هذا وأمثاله حق له أن يبكى من كل شيء وأن يخاف من أى شيء .لأنه لا ظهر له يشد أزره ويعلى رأسه .إنه يعيش لنفسه ولطلبات أولاده ولا شيء غير هذا .
إنه لا يريد إلا الستر كما يقول .فإذا تعثرت رغباته فليس أمامه إلا البكاء .من القهر أو الذل .
ترى هل البكاء ون أنواع ؟
نعم .أنواع .فمنهم الذين يبكون نفاقا .وفى القرآن مثل لهؤلاء وهم إخوة يوسف "وجاءوا أباهم عشاء يبكون ".
ومنهم من يبكى قهرا أو ذلا كأخينا السابق .
ومنهم من يبكى رحمة لغيره .ومنهم من يبكى ويضحك من الجنون .
ومنهم البكاءون الممتازون الذين يبكون من خشية الله .
وقد أشاد القرآن بذكرهم وذكر أنه إذا يتلى عليهم القرآن "يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا "
و"إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا "
هؤلاء الممتازون على مستوى عال من رهافة الحس وقد أشاد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا النوع الراقى "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "و قوله "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله "
إن العين التى تبكى من خشية الله عين قلبها حى شف حتى خف فهو يذوب رقة .
أما الآخرون فهم الذين قست قلوبهم فهى كالحجارة أو أشد قسوة "وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منها الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ".
إن الذى يبكى خوفا من الله هو الإنسان الحى حقيقة أما غيره فهم القساة حتى لو بكوا دموعا غزارا من القهر أو الذل فهؤىء يبكون خيبتهم وقصر نظرهم وهبوط همتهم .
إن من صالح الحياة أن يكثر فيها البكاءون من خشية الله هؤلاء هم المخلصون حقا فى أعمالهم القائمون بمسئولياتهم على الوجه الأكمل .وهم أفضل الآباءوالأمهات والأبناء والأزواج إنهم صنف
أرقى من الناس .لهم مقام عال عند.
الله وهذا حسبهم .فلله درهم .وأكثر الله من أمثالهم .وهم نور الطريق ومصباح الحياة .
...................مصطفى فهمى ابو المجد
بكيت من القهر عندما توسل إلى ابنى أن أدبر له مبلغا كبيرا ليشترى (فيزا) للعمل فى الخليج واقترضت المبلغ وسافر ثم عاد بخفى حنين .
وبكيت من الذل عندما ذهبت إلى قسم الشرطة لتقديم أوراق
(الحج ) وهناك(لطعنى العسكرىساعتين ولما خرج الضابط المختص حاولت التحدث معه فلم يلتفت إلىّ.
وبكيت ....قلت له :يكفى يكفى لست أسأل عن هذا ؟ إنما قصدت هل بكيت من خشية الله ؟
نظرإلىّ كمن فوجىء وهزرأسه كمن لا يفهم ثم قال :نعم ؟ما ذا قلت ؟.
قلت :هل بكيت مرة من خشية الله ؟
قال :هو أنا فاضى للكلام ده ؟ وتركنى ومضىوأنا أقول لنفسى :واحسرتاه على هذا وأمثاله حق له أن يبكى من كل شيء وأن يخاف من أى شيء .لأنه لا ظهر له يشد أزره ويعلى رأسه .إنه يعيش لنفسه ولطلبات أولاده ولا شيء غير هذا .
إنه لا يريد إلا الستر كما يقول .فإذا تعثرت رغباته فليس أمامه إلا البكاء .من القهر أو الذل .
ترى هل البكاء ون أنواع ؟
نعم .أنواع .فمنهم الذين يبكون نفاقا .وفى القرآن مثل لهؤلاء وهم إخوة يوسف "وجاءوا أباهم عشاء يبكون ".
ومنهم من يبكى قهرا أو ذلا كأخينا السابق .
ومنهم من يبكى رحمة لغيره .ومنهم من يبكى ويضحك من الجنون .
ومنهم البكاءون الممتازون الذين يبكون من خشية الله .
وقد أشاد القرآن بذكرهم وذكر أنه إذا يتلى عليهم القرآن "يخرون للأذقان سجدا ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا "
و"إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا "
هؤلاء الممتازون على مستوى عال من رهافة الحس وقد أشاد الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا النوع الراقى "ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه "و قوله "عينان لا تمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس فى سبيل الله "
إن العين التى تبكى من خشية الله عين قلبها حى شف حتى خف فهو يذوب رقة .
أما الآخرون فهم الذين قست قلوبهم فهى كالحجارة أو أشد قسوة "وإن من الحجارة لما يتفجر منها الأنهار وإن منها لما يشقق فيخرج منها الماء وإن منها لما يهبط من خشية الله ".
إن الذى يبكى خوفا من الله هو الإنسان الحى حقيقة أما غيره فهم القساة حتى لو بكوا دموعا غزارا من القهر أو الذل فهؤىء يبكون خيبتهم وقصر نظرهم وهبوط همتهم .
إن من صالح الحياة أن يكثر فيها البكاءون من خشية الله هؤلاء هم المخلصون حقا فى أعمالهم القائمون بمسئولياتهم على الوجه الأكمل .وهم أفضل الآباءوالأمهات والأبناء والأزواج إنهم صنف
أرقى من الناس .لهم مقام عال عند.
الله وهذا حسبهم .فلله درهم .وأكثر الله من أمثالهم .وهم نور الطريق ومصباح الحياة .
...................مصطفى فهمى ابو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق