الأحد، 4 أكتوبر 2009

مدح ونقد

مدح النبى صلى الله عليه وسلم غرض شعرى تناوله كثير من الشعراء قديما وحديثا ومن أقدمهم (كعب ين زهير )رضى الله عنه صاحب البردة -وفى هذه المدونة حديث عنه-
ومن أشهرهم فى العصر الحديث أمير الشعراء (أحمد شوقى )فى نهج البردة التى مطلعها :
ولد الهدى فالكائنات ضياء
وفم الزمان تبسم وثناء
وقد عدها النقاد من عيون الأدب والمدائح النبوية زولا شك أنهم على حق .
ولكنى أريد أن أقف مع حضراتكم عند أحد بيوت تلك القصيدة وهو قوله :
خُلقتَ مبرّأ من كل عيب
كأنك قد خلقت كما تشاء
فما رأيكم -دام فضلكم -فى هذا البيت ؟
أنا أرى فيه عيبا كبيرا لعلكم توافقوننى عليه .
أمَاإنه صلى الله عليه وسلم مبرأمن كل عيب فهذا حق لا شك فيه فقد جعل الله له الكمال البشرى .ولا يختلف على هذا مسلمان .
وأمّا أنه صلى الله عليه وسلم خُلق كما شاء (على سبيل التشبيه طبعا ) فهنا الكلام .
ولو كنت مكان أمير الشعراء لقلت :
خلقت مبرأ من كل عيب
فإنك قد خلقت كماأشاء
فإن مشيئة الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم أفضل له من مشيئته لنفسه .
وكذلك الأمر بالنسبة لنا ولكل مخلوق فالخالق -جل وعلا - هو "الذى أعطى كل شىء ثم هدى "طه50.
ترى لو خيرك الله-سبحانه-أن يكون بصرك (ستة على ستة )أو يكون غير محدود ما ذا
ستخختار ؟طبعا ستقول :إنه لشىء رائع أن أخترق الأشياء وأرى ملا يراه الآخرون .ولكن
هل هذا يصل حياتك ؟ أم يحولها إلى جحيم ؟
إنك سترى بلايين الجراثيم تسبح حولك وتقتحم جلدك ومنافذك وطعامك وشرابك .
إنك سترى الجن ورؤوس الشياطين التى ضرب الله بها المثل فى القبح .إلى آخر ما نعلم وما لا نعلم فهل تطيق ذلك ؟
وهل عرفت الآن فضل الله عليك ورحمته بك أن أعطاك ما شاء هو جل حلاله لاما تشاء أنت ؟ اقرأ-مرة أخرى -قول موسى عليه السلام لفرعون -كما حكاه الله - "قال ربنا الذى أعطى كل شىء خلقه ثم هدى ".
وانظر- رعاك الله -إلى كلمة (ربنا ) ؟أى الذى يربينا ويصلحنابما هو أنفع لنا سبحانه .
نعود-كَرة أ خرى-إلى عمنا المحترم -أحمد شوقى -لنقول له :
جزاك الله خيرا .ولكن اختيار الله لنبيه صلى الله عليه وسلم خير من اختياره لنفسه.والله أعلم
مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: