الجمعة، 9 أكتوبر 2009

خطأ وخطر

ما يجرىعلى ساحة الدعوة الإسلامية خطأ وخطر يجب إيقافه     على الفور .هذه الجماعات المتناحرة ذات المرجعيات المختلفة     وهى -برغم ذلك تزعم أنها على هدى النبى صلى الله عليه وسلم
هذه الرايات يجب أن تتجمع حول راية واحدة هى راية الدعوة    بلا مسميات ومنهج واحد هو منهج الرسول صلى الله عليه وسلم وصابته رضى الله عنهم أجمعين .وهنا أروى - آسفا  -تجربتى فى مجال توحيد الصفوف  وكان ذلك  منذ عشر سنوات  حيث كانت لى علاقة وثيقة بقطبى  جماعتين كبريين على الساحة وعرضت على أحدهما -غفر الله له - أن  أسعى لإصلاح ذات البين فقال -غفر الله له - (اتركهم دول عيال ) رحم الله الاثنين 
وغفر لهما .أعود وأقول :لابد  -إن  أردنا النجاح لهذه الدعوة -أن  تلتئم الجماعات  فى كيان واحد وحتى لا يكون الكلام نظريا فقد اقترحت منذ فترة على صفحات مجلة ( الهدى النبوى ) أن يشكل مجلس أعلى للدعوة من رؤساء الجماعات الموجودة والشخصيات الدينية المعروفة بالعلم والنزاهة  ويكون هذا المجلس غيرحكومى ويتولى الإشراف الكامل على شئون الدعوة 
رافعا ذراعى وزارة الأوقاف عن الدعوة -بعد فشلها الذريع  -لتظل وزارة للأوقاف فقط .قيام هذا المجلس سيغير بالضرورة خريطة الدعوة جذريا فستلبس لباسا إسلاميا  صحيا بعيدا عن المهاترات التى يبعثها التعصب ويظهر وجه الإسلام الصحيح 
كما أنه سيسحب البساط من تحت أقدام  المتاجرين بالدين والباحثين عن دور أى دور ولو على حساب الثوابت والمقدسات 
كما أنه سيكسب الثقة عند العامة الذين سيرون -للمرة الأولى شيوخهم على قلب رجل واحد .وهذ يسوقنا مباشرة إلى مسألة خطيرة خطيرة تلك هى تضارب الفتاوى فما تكاد تصدر فتوى حتى تنبرى لها فتوى أخرى تسفهها وتشعل نار الجدل الصاخب الذى هو أبعد ما يكون عن الروح الإسلامى العلمى .لتختلف رؤى الفقهاء والمجتهدين وتتعدد فهذه ظاهرة طبيعية وصحية ولكن ليكن ذلك وراء الكواليس  فى دوائر البحث  والدراسة فإذا استوى الأمر ونضجت الفتوى فلتصدر من موقع واحد متفق عليه  وبذلك تكسب الدعوة المصداقية عند العامة وعند العالم  الذى يرانا الآن بعشرات الوجوه وكلها تدعى أنها الإسلام الصحيح .وأخشى ما أخشاه  أخشى ما أخشاه أن يعيد التاريخ نفسه معنا هذه المرة حين يرى  المسلمون انتقاض الجماعات على بعضها ومشاكساتها اللدود أن يلقوا الإسلام نفسه خلفهم ظهريا ويولون وجوههم شطر العلمانية كما فعل النصارى من قبل .لهذا أقرع  أجراس الخطر .وأصرخ  :يا أيها الدعاة أنشدكم الله أن تخلصوا النية لله وأن تعلوا فوق الزعامات وتمدوا إلى بعضكم يد الالتزام بتحقيق الالتحام فى صف الدعوة فقط تحقيقا  لأمر ربكم "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا " لأن فاقد الشىء لايعطيه . الله الله فى دينكم الله الله فى هذه الدعوة .وإلا فسوف نبوء جميعا بالإثم العظيم  نسأل الله العفو والعافية .والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .                                
                         مصطفى فهمى ابو المجد    
       

ليست هناك تعليقات: