من عطاء الحضارات البشرية القديمة والحديثة منظومات القوانين المتعددة والتى تختلف باعتبار الأزمنة والأمكنة .من قوانين حمورابى والفراعين إلى القوانين المعاصرة.وكلها
تتحرى أمرين :1-الحسم . 2-الضبط .
ولكن هل نجحت فى تحقيق ذلك ؟
المشاهد فى كل التجارب أن الضبطية فىكل الشرائع البشرية ضبطية ظاهرية .
بمعنى أن القاتل أوالسارق هو الذى يضبط متلبسا بالجُرم .
وهذا فتح الأبواب أمام عتاة الإجرام إلى التفننفى ارتكاب جرائمهم بعيداعن أعين القانون
وبما أن رجال الشرطة هم الحراس على القانون وبما أنهم ينامون فذلك يعنى أن القانون ينام
ويغفل .وفى غفلة القانون يحدث كل شىء ....
وهذه مشكلة معضلة لم تجد الحل فى كل قوانين الأرض .
ورأينا فى كثير من الدول التى تفخر بسيادة القانون أن حماة القانون هم الذين يحطمون القانون والأمثلة على ذلك لا تحصى فى الشرق والغرب فى الأمم المتقدمة والمتخلفة على السواء .وطفت على السطح جرائم الاغتصاب والتزوير والتجسس والقتل .....وكان مقترفوها من الكبار بل ورؤساء الأنظمة الذين هم -رسميا-حماة القانون .
وجدير بالذكر أن الذى ظهر هوالذى عُلم وأن ما خفى كان أكثر وأخطر .
فما هو الحل لهذه المشكلة المعضلة ؟
الحل قدمته الحضارة الإسلامية منذ وقت طويل .ويتلخص فى هذا القانون الإلا هى الذى
قدمه الرسول صلى الله عليه وسلم فى أوضح وأبسط صورة حينما قال :
"إنكم تختصمون إلىّ .وإنما أنا بشر .ولعل بعضكم يكون ألحن بحجته من أخيه فمن قضيت له بحق أخيه فإنما أقضى له بقطعة من النار فليأخذها أو يدعها ".
سيدى يا رسول الله صلوات ربى وسلامه عليك .بهذا الوحى الإلاهى استبان الأمر.
فما عادت المسألة مسألة أوراق أجيد تزويرها ولا شهود أجبد تلقينهم إن هذه الأشياء -مهما أقنت لا تحل حلالا ولا تحرم حراماإنما هو الظاهر ألذى يسميه فقهاؤنا :(الحكم قضاءً )
وهو لا يعنى نهاية المطاف فإذا صادف حكم القاضى الحق فالحمد لله وإلا فالحق باق والقضية مفتوحة .فلا يفرح الذى أخذ شيئا بغير حق بما أخذ فهو حرام وسوف يفضح على رؤوس الأشهاد يوم لا ينفع تزوير ولا تلقين .وهذا ما يسميه فقهاؤنا :(القضاء ديانة ) .
وليس ذلك فى تشريع إلا التشريع الإلاهى .
فعين هذا القانون لا تغفل ولا تنام لأنها عين الله الذى "لا تأخذه سنة ولا نوم "ولا تجوز عليه شهادة الشهود الكذبة لأنه "يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور "
والحمد لله رب العالمين .
مصطفى فهمى ابو المجد
هناك تعليق واحد:
معذرة إلى القراء الأعزاء فقد كتب -سهوا -عنوان هذا الموضوع -القيب -وصحته :
الرقيب
لذا لزم التنويه .
مصطفى فهمى ابو المجد
إرسال تعليق