الاثنين، 5 أكتوبر 2009

منطق شيطانى

هل للشيطان منطق ؟
نعم .ومنطق مقبول لأول وهلة .
لا تتعجب .تعالَ أعلمك :
كان النبى-صلى الله عليه وسلم -يسير فى مكة مع بعض أصحابه .وفى الطريق كانت شاة
ميتة .فرأى بعض المشركين أن هذه فرصة سانحة ليحرج النبى -صلى الله عليه وسلم -
فقال :يا محمد .من قتل هذه الشاة ؟
قال صلى الله عليه وسلم :"قتلها الله "
قال المشرك :أتزعم أن ما قتله الله حرام وما قتلته أنت وأصحابك حلال ؟
.......................
أرأيت هذا المنطق ؟
أيكون ما قتله الله تعالى أكله محرم وما قتله البشرحلا ل ؟
ولاحظ التلاعب بالألفاظ ...قتله الله ...قتله أصحابك..
هذامنطق مزوق مزخرف لكنه مزيف
من الذى حرم أكل الشاة الميتة ؟
إنه الله تعالى .
ومن الذى أحل الشاة المُذََكّاة
إنه الله تعالى .
إذن فالأمر منه فى الحالين "وإليه يُرجَع الأمر كله "
ظهر الحق وسقط منطق الشيطان
وفى هذه المناسبة نزل قول الحق فى سورة الأنعام :
"ولا تأكلوا مما لم يذكراسم الله عليه وإنه لفسق وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون "
.......................
هذه مقدمة طويلة وضرورية لما أريد أن أحدث به حضراتكم :
سمعت إحداهن تقول :
أنا لاأصدق أن الله الرحمان الرحيم الذى أدخل امرأة النار فى هرة حبستهايمكن أن يسمح
للزوج بضرب زوجته .اا
ما رأيكم ؟
أليس منطقا مزخرفابألوان التحضرورايات الكرامة والمساواة وحقوق الإنسان ؟
أين نحن ؟إلحقونا يا عالم .هل عدنا إلى ظلمات العصور الوسطى ؟
أيضا لاتتعجب .فهذا منطق الشيطان .
الزوجة لها مكانة عالية فى الإسلام ...
فهى -أولا-أخت لزوجها فى الإسلام ."إنما المؤمنون إخوة ".
وهى-ثانيا-تساويه فى الحقوق والواجبات العامة "أنى لاأضيع عمل عامل منكم من ذكر وأنثى بعضكم من بعض ".
وهى -ثالثا-ارتبطت مع زوجها بعهد وثيق وميثاق غليظ "وأخذن منكم ميثاقا غليظا "
وهى-رابعا-محل التوصية بالاحترام والرقة فى المعاملة فيقول النبى صلى الله عليه وسلم :
"خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلى "ويقول "رفقا بالقوارير"أى ذوق ورقة ورهافة حس أروع من هذا ؟
ولكن-أيها الأعزاء-الإسلام دين واقعى دين البشر الذين يعيشون على الأرض بمزاياهم
وخطاياهم وسموهم وتسفلهم .جاء لكل هؤلاء .
فإذا سارت الرياح رخاءبما تشتهى السفن فلله الحمد والمنة .
ولكن إذااضطرمت الأمواج واضطربت السفينة فما الحل ؟
هنا يأتى منهاج الإسلام ليعالج بوحى الرحمان الرحيم :
"واللاتى تخافون نشوزهن فعظوهن واهجروهن فى المضاجع واضربوهن فإن أطعنكم فلا تبغواعليهن سبيلا إن الله كان عليا كبيرا "
منظومة تبدا بالوعظ .ولاحظوا الكلمة (فعظوهن )لا انصحوهن .لأن للموعظة جوا آخر جو المودة والرغبة القوية فى الإصلاح .
والموعظة لاتعنى كلمات حانية ثم تبدأالمشاكسات الساخنة كلا إنها الجلسات الهادئة فى الأوقات المناسبة والأحوال الملائمة .إنها المحاولات الصادقة التى يبذلها المحب لحبيبه رجاء أن يرضيه ويهديه .
فإن تكشفت الغمة فلله الحمد والمنة .وإلا .فلابد من الخطوة التالية :
"واهجروهن فى المضاجع ".
إنه حوار من نوع آخر.حوار صامت .حوار عملى .حوار نفسى .كأنه يقول لها :
لمذا تزوجتك ؟لتكونى سكنا لنفسى وجسدى .فإذابعدت عن نفسى فما قيمة القرب الجسدى ؟
وهذا الهجرفى الفراش لا فى البيت .وهو رسالة واضحة ومؤلمة للمرأة الطبيعية .
فإذا عادت الأمور إلى طبيعتها فلله الحمد والمنة .وإلا .فلابد من الخطوة الأخيرة :
"واضربوهن ".
وقبل أن تقوم القيامة أنتقل بحضراتكم إلى إذاعة خارجية ...
نحن الآن مع الأستاذ (أحمد فراج ) رحمه الله فى برنامجه الشهير (نور على نور )
وقد استضاف المحامى المشهور -فى زمنه -(فكرى أباظة ) وزعيمة حركة النهضة النسائية (أمينة السعيد ) .
فلنستمع إلى الأستاذ أحمد وهو يلقى سؤاله المهم :
ما رأيكمافى ضرب الزوج زوجته ؟
وتوقع الأستاذ أحمد معركة حامية كما قال هو بعد ذلك .ولكن قالت زعيمة حركة النهضة النسائية :هناك نساء تستاهل كسر رقابهن .اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا
يا أصدقاء المرأة .لن تكونوا أعرف ولا أرأف بالمرأة من نفسها .فابلعوافلسفتكم وجففوا عرقكم واسمعوا وعوا..
ليسحق الضرب مطلقا إنما لابد من :
تحقيق الخطوتين السابقتين .
لايكون الضرب مبرحا ولو أحدث أضرارايحاسب ويقاد منه .
فالمسألة رمزية ليس الهدف منها الأذية إنها رسالة تقول :
هل أنت راضية بوصولك إلى هذه الحال التى تجعل يدى تمتد عليك بالضرب بدلا من أن تمتد إليك بالمداعبة ؟
وتعالوا إلى المرأة (المضروبة ) واسألوها :
هل تختارين الضرب أو الطلاق ؟
إذا اختارت الضرب فقد حصل .وإذااختارت الطلاق فقد قضى الأمر وانتهى الموقف كله .
على أننا نقول للأزواج القساة المفترين :
لا تفرحوافليس الحبل متروكا لكم على الغارب فهناك فى آخر الآية "إن الله كان عليا كبيرا "
فالله المتعال رقيب على الظالم رجلا أو امرأة ولن يفلت من الكبيرمن تجاوز حدوده .
والحمد لله رب العالمين .
مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: