"لاهجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية "
"المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم والمجاهد من جاهد نفسه والمسلم من سلم الناس من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه "
كلمات من نور يقدم بها نبى الإسلام صلى الله عليه وسلم الإسلام إلى الناس ...
فالهجرة هجرتان : خاصة من مكة إلى المدينة وقد قام بها محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنه منذ أكثر من أربعة عشر قرنا
ولن تعود إلى يوم القيامة.
وهجرة عامة دعا إليها الأمة.. الهجرة من الفتن إلى الأمن حيث يأمن الناس على أرواحهم وممتلكاتهم والهجرة من ممالأة شياطين الشهوات
إلى مجاهدة النفس لتنكف عن الخطايا والذنوب .والحرص على نظافة اللسان من الكذب والوقوع فى أعراض الناس ونظافة اليد من العدوان على
الأنفس والأموال .وعلى وجه العموم الهجرة العامة :أن تهجر مانهى الله عنه والله قد نهى عن كل رذيلة وأمر بكل فضيلة وثمرة ذلك صلاح
الفرد والمجتمع .
هذا مجمل معانى الهجرة وقد لاحظتم معى أن خطاب الرسول صلى الله عليه وسلم كان عاما فلم يخص الأمن والأمانة والسلام بالمسلمين وإنما
كان حديثه عن الناس أجمعين لأن الإسلام رحمة للعالمين مؤمنهم وكافرهم .
ونحن مدعوون إلى الهجرة العامة الآن وفى كل وقت وكم نحتاج إليها ...
كثير منا يضيق بنفسه ذرعا من كثرة ما ارتكبت من الأفعال الدنيئة ويود أن لو صلح حاله فمن الذى يمنعه من إصلاح نفسه وقد فتح الله
أمامه أبواب التوبة بالهجرة إليه ؟
وكثير منا تعجبه نفسه ويراها فائقة متميزة ولايرى لأحد حق نقده وتجريمه وهو فى هذه الحال فى حاجة ماسة إلى هجرة حقيقية تعيده إلى
صوابه وتعيد إليه اتزانه وتقوده إلى معنى الهجرة الحقيقية .
إن الهجرة سلام للنفس وسلام للمجتمع فما أجدرنا أن نهاجر ؟ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق