الاثنين، 5 ديسمبر 2011

أيام زمان

0

فى جلسة هادئة حكت لى أمى (اثنان وتسعون عاما) عافاها الله أنها عاشت فى بيت أبيها رحمه الله الذى كان يتألف من طابقين فى كل طابق ثمانى حجرات تسكنها ثمانى أسر لكل أسرة غرفتان تقول أمى :عددت الذين يعيشون فى هذا البيت فوجدتهم :خمسة وخمسين نفسا.ااا قلت :وكيف كانت حياتكم ؟قالت :والله كانت حلوة كنا نجلس جميعا وسط الدار

الرجال فى ناحية والنساء مع الأطفال فى ناحية .قلت : ألم تحدث مناكفات بين النساء والأطفال ؟ابتسمت وقالت :كان جدك حازماجدا فلم تجرؤ واحدة على الشكوى إليه .كانت تحدث مشكلات ولكنها تنتهى تماما إذا سمعنا حركة جدك قادما .قلت :ألم يضرب جدى امرأة أو طفلا؟ ضحكت طويلا ثم قالت :مرة واحدة عندما قامت زوجة خالك(....)وكانت عروسا بقذف آنية الطعام على ثيابه لأنها لم تعجبها فسمع جدك صراخهما وعلم بما حدث وضربها علقة ساخنة بعدها لم تحدث مشاجرة فى البيت أمامه .قلت :وكيف كان حاله مع الصغار ؟قالت : كان حنونا يحملهم ويلعب معهم ولم يضرب أحدا منهم إلا من اعتدى على أخيه .قلت :وهل كان يفضل البنين على البنات ؟ تنهدت بعمق وقالت :لا والله بالعكس كان ينصر البنات على البنين وكان رحمه الله يقول :(الدلع للبنات والخشونة للصبيان) (بالمناسبة كان لجدى ثمانية بنين وأربع بنات ).

......................................................................................................................................................................................................................

هذه صورة من حياة زمان فى القرية المصرية  مجتمع صغير كثيف فى كل بيت لاتوجد مشكلات إسكان ولا غذاء ولاعمل  انضباط كامل وحزم ورحمة وتكافل

ثم انداحت الأيام وتقافز الزمان وتغير ت الجغرافيا والتاريخ فاستقلت الأجيال الجديدة بحياة منفردة وتفكك البيت الكبير واختلف الانضباط فى الأسر الجديدة حسب

حزم القائد الجديد ...لقد أصبحت الحياة أثقل رغم وجود آلات المنزل المساعدة وأدوات الترفيه الأمر الذى لم يكن موجودا فى البيت القديم الذى كان يضاء بلمبة الجاز

أو فى أحسن الأحوال ب(كلوب الجاز ) ...ورغم بداوة الحياة كانت النفوس أكثر طيبة والأسر أشد تماسكا والناس أكثر إنسانية ..ترى ما السبب ؟ وهل يمكن الرجوع

إلى حياة أيام زمان ؟

ليست هناك تعليقات: