البعث :عودة الروح للجسد ليستأنف حياة أخرى...
هذا هو البعث الذى بشرت به كل الشرائع السماوية بل و الوضعية فما جدوى البعث ؟
تعالوا نسمع إلى من يقولون بعدم البعث وأنه عبث..طيب ماذا يعنى هذا ؟ يعنى أن كل إنسان يعيش كما يريد دون ضابط ومعنى هذا أيضا
أننى أريد ما فى جيبك وأرى هذا حقى وأنت تريد مافى جيبى وترى أن هذا حقك بل يمكن أن يصل الأمر إلى أن أقرر قتلك وتقرر قتلى أى
أننا نعيش فى غابة هائلة رهيبة ...
إن القوانين التى ارتضاها البشر لحياتهم تضع ضوابط النظام العام الذى اختاره الناس وتواضعوا عليه وهذه القوانين قيود ولكنها ضرورية
بدونها لاتستقر الحياة وهى محل إجماع الناس ..فلماذا يعترض البعض على (البعث)؟
هل فكرة البعث تعطل مسيرة الحياة الدنيا ؟
هل الإيمان بالبعث يحجر على العقول ؟ ويشل الأيدى ويعطل الإبداع ؟
إنها فكرة تقول لك :انتبه هذه الحياة التى تحياها الآن ليست نهاية المطاف ...إذا كنت تعيش حياة معذبة شاقة مظلومة فابذل جهدك لإصلاح
حالك فإذا فشلت فلا تبتئس فهناك حياة أخرى ستكون آمنة رخية وهناك من سينتقم من ظالميك ويرد إليك حقك كاملا ...
وإذا كنت تعيش حياة الظلم والطغيان والعدوان على الآخرين مستغلا ضعفهم فاحذر فهناك حياة أخرى يقام فيها الميزان بالقسط ولن يفلت
فيه ظالم "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره " فاعمل لهذا اليوم ألف حساب ...
وإذا كنت تعيش حياة تافهة لاتهتم إلا باللذات الرخيصة وغايتك بطنك وفرجك ثم تموت كما يموت الكلب فاحذر فإن فى الحياة لذائذ أعلى
وإن للروح غذاءً لاتهمله وغذاء الروح ممتع فى الدنيا ولكن هذه الدنيا ستنتهى وستأتى حياة أخرى لانهائية حيث المتع "لامقطوعة ولا ممنوعة"
و حيث لا سأم ولا ملالة إنها متعة تستحق أن تعمل من أجلها ...
هذا خطاب البعث إلى البشر على اختلاف مشاربهم فهل فى هذا الخطاب ما يعكر صفو الحياة على هذه الأرض ؟
أليس فى البعث إعلاء لقيمة الإنسان بربطه بأصله العلوى ؟ وإعلاء لحياته بربطها برسالة قيمة بدلا من أن يكون مجرد حيوان مركب من أنبوب
له فتحات تدخل منها مقومات الحياة وتخرج منها الفضلات ؟
أليس فى البعث إنذار للمسرفين على أنفسهم وعلى غيرهم أن يتوقفوا ويتفكروا ويعتدلوا ؟
فما الذى يجعل البعض ينكر تلك المعانى النبيلة ؟
شىء واحد مهما تعددت مظاهره -هو اتباع أهواء النفس الأمارة بالسوء التى يزين لها الشيطان ظلم نفسها وغيرها ...وهذه النفس تريد الانطلاق من
كل قيد والعربدة فى كل واد مع أن أهواءها قيود رهيبة على حريتها الحقيقية وانعتاق روحها من أسر الجسد .
إن الإيمان بالبعث أمان للخائفين و إنصاف للمظلومين وقوة للمقهورين وأمل للبائسين ."فمال هؤلاء القوم لايكادون يفقهون حديثا"؟ااا |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق