الحكم والحاكمية

0

أحدالليبراليين يقول فى حديث تلفزيونى:هؤلاء الإسلاميون عندما يحكموننا بقال الله وقال الرسول يكممون أفواهنا ويحجرون على عقولنا لأننالو ناقشناهم فيمايقولون اتهمونا بالكفر. لأنهم يقولون (لاحكم إلا لله)أى أنهم يحكمون باسم الله ومن يجرؤ على مخالفة الله فهو كافر وهم يذلك لايعترفون بحكم الشعب . وهذا فهم قاصر لأنه لاتعارض بين حكم الله وحكم فلماذا لايفهم أن الشعب يحكم باسم الله ؟نعم الشعب الذى يرسى دعائم العدل والإحسان والخيرويحاول القضاءعلى الظلم والفساد إنما يحكم باسم الله "إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغى يعظكم لعلكم تذكرون"النحل 90أمامسألة النقاش فهى مكفولة بنص القرآن "وشاورهم فى الأمر"آلعمران 159"وإذاكان الأمربالمشاورة صادراللنبى صلى الله عليه وسلم الذى ينزل الوحى عليه فمعنى هذا أن هناك مساحات واسعة أمام تحاورالعقول والأفهام وإلا لتكفل الوحى ببيان كل شىء,وتبقى بعدذلك مسألة اختلاف المذاهب فبأى المذاهب نحكم؟وهذا تصور ساذج للحكم الإسلامى لايدرك أن هناك ضوابط عامة لايختلف عليها عاقل وهى مقاصد الإسلام الخمسة:(حفظ الدين والنفس والعقل والعرض والمال)وفى هذا الإطارمبادىء(العدل والرحمة ودرء المفاسد ومراعاة المصالح )الخ أما مذاهب الفقه الإسلامى فهى كالآراءالمتعددة فى المذهب الواحد كما قال الإمام الراحل /جاد الحق -شيخ الأزهر رحمه الله وبهذا ينبسط هذا التراث الغنى أمام أهل القانون ليختاروا مايناسب الزمان والمكان أو يجتهدوا بالجديد .بقيت شبهة واحدة هى ما يقال من حرمة القول بأن مجلس الشعب يقوم بالتشريع لأن المشرع هو الله وحده .وهذه كلمة حق يراد بها باطل لأن معنى تشريع البشرأنهم يصوغون قوانين بصورة عملية تطبيقية أى أنهم يصوغون مبادىء الإسلام وضوابطه فى صورة مواد قانونية يلتزم بها القاضى فالمشرع من البشريعمل فى إطار التشريع الإلاهى والمحظور الوحيد هو إقرارقانون يتصادم مع الثوابت والمقاصد الشرعية .وخلاصة القول :أن الشعوب إذا التزمت بالقواعد العامة فى المنهج الإلاهى فهى تحكم بشرع الله .