"عم يتساءلون عن النبأ العظيم الذى هم فيه مختلفون كلا سيعلمون ثم كلا سيعلمون " سورة النبأ
"عم يتساءلون" ؟ عن أى شىء يسأل بعضهم نفسه أو يسأل الآخرين سؤال حيرة أو تعجب أو استنكار؟
وهل الأمر يدعو إلى ذلك ؟
"عن النبأ العظيم " إنه النبأ الذى صدم عقائدهم الموروثة ومشاعرهم الملوثة ,ولكنه لم يصدم القلوب
النقية نقاء الفطرة ,القلوب التى تتخذ من عقلها دليلا إلى الحق .
"الذى هم فيه مختلفون " كيف يحدث ؟ وهم بين مكذب وشاك كأنهم يستكثرونه مع أن الشواهد تؤكده
وقراءة الوقائع لاتقول سواه.
"كلا سيعلمون ثم كلاسيعلمون" الجدير بهم أن يرتدعوا ويتفكروا فالمقدمات تؤذن بالنتائج ,وسيعلمون
أن الحق أحق أن يتبع وأنه لابد غالب وعلى الإنسان أن يراجع نفسه قبل فوات الأوان .وساعتها
"سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون "
.........................................................................................................................................................
الآيات السابقات من سورة النبأ تتحدث عن (البعث ) يوم القيامة وموقف المشركين منه ولكن لو أسقطنا هذه المعانى على
قضية (الانتخابات ) التى أحدثت هذه الضجة الكبيرة مع أنها مازالت فى موجاتها الأولى والصورة الكاملة لم تتضح بعد
-أقول لو أسقطنا تلك المعانى على مواقف قومنا لوجدنا تشابها عجيبا ..فالذين أنكروا البعث أنكروه لأنه صدم مصالحهم
لأن مقتضى الإيمان بالبعث أن يتواضعوا للناس وألا يأكلوا أموالهم بالباطل أى أن يلتزموا منهجا لايريدونه لأنه يقلل من
حظوظهم الدنيوية وكذا الشأن مع الذين أحزنهم تفوق التيار الإسلامى ظنا منهم أنه يطمح إلى الاستحواذ على العكعة ولو
علموا أنها كعكة مرة المذاق صعيبة الهضم ما تكأكأوا عليها وما ذرفوا دموع الأسى على فوت حظهم منها فإنها أمانة
وخزى وندامة يوم القيامة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم
ياقومنا مصر فى حاجة إلى غير هذا إذا كنا صادقين فى تحقيق الحرية والعدالة الاجتماعية لقد رضينا
بالوسيلة وهى الانتخابات وعلينا أن نعمقها بقبول نتائجها أيا كانت وهذه المقاعد التى تعدونها مغنما
لن تدوم لأحد إلا بالجهد الشاق والعمل الذى يستجيب لحاجات الناس فمن أحسن القيام بالأعباء استحق
حسن الثناء ومن أساء فعليه أن يترك مكانه للأصلح وليس ضرورة أن يأتى الخير على يدىّ أنا وإلا
كان غير مقبول تلك أنانية مرذولة . فليأت الخير على أى يد كانت المهم أن يأتى لتشرق شمسه على
الجميع وإلا "سيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون " |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق