إنهم أطفال الشوارع ...أبرياء مجرمون
أبرياء لأنهم ضحايا أسر منهارة ومجتمع غافل ...
ومجرمون لارتكابهم عدة جرائم لحسابهم أو لحساب غيرهم ..
وهذه مشكلة ضخمة مرعبة ..
ضخمة لأن أطفال الشوارع يقدرون بالملايين ...
ومرعبة لأنهم صغار وفتيان بنين وبنات يتركزون فى العشوائيات
وينطلقون فى شتى الاتجاهات ..
ومرعبة لأنهم منطقة جذب تغرى آخرين بالانضمام إليهم ..
طيب .هذا معلوم ومفهوم ولكن ما الحل ؟ وماذا تفعل الدولة أكثر
مما تفعل ؟ فهذه دور رعاية الطفل والأحداث تقدم ماتستطيع من
أجل هؤلاء ..ألا يكفى هذا ؟
بالطبع لايكفى ..
أولا:لأن هذه الدور غير كافية لاستيعاب الآلاف فمابالك بالملايين.
ثانيا:هذه الدور ناقصة التأهيل فهى تتيح المأوى والغذاء دون اهتمام بالتربية وإعادة التأهيل .
ثالثا:هذه الدور مؤقتة فبعد سن معينة أظنها الخامسة عشرة تنتهى
استضافة الطفل فيعود إلى الشارع وكأنك يا أبازيد ما غزيت .ولعل الأمر الإيجابى فى هذا إبقاء الفتيات إلى سن الزواج حسب علمى .
إذن لابد من حلول عملية جذرية فهل هذا ممكن ؟
والله ممكن ...والله العظيم ممكن ..بشرط حسن النية والجدية..
لاتظنوا أن هذا مجرد خيال بل هو الواقع الفعلى..
حكى لى رجل أحسبه من الأتقياء ولاأزكيه على الله ما حدث معه
لقد وجد صبيا نائما فى نفق محطة قطارات الزقازيق ولما توقف
عنده انتبه الصبى وجرى لكنه استوقفه وأقنعه بالذهاب معه إلى بيته .وهناك عهد إلى زوجته أن تنظف الصبى وتلبسه ثيابا مناسبة
وجلسوا يتناولون العشاء .ثم استمعواإليه وهو يحكى كيف هجر بيته وصار من أطفال الشوارع وعلم أنه لايريد العودة لأن زوج
أمه يضربه ويطرده وأحيانا يشغله ويأخذ أجره..يقول هذا الرجل
الكريم :قلت للصبى :مارأيك أن أعيدك إلى أمك وأشترط على زوجها أن يحسن معاملتك وإذا أساء إليك تعال إلىّ ؟ وبعد أخذ ورد وافق الولد وهو غير مقتنع .المهم ذهبت به إلى أهله وبعد جلسة ليست طويلة اتفقت مع زوج أمه على أن أدفع له شهريا مبلغا اعتبره هو كافيا وقلت له إننى سأتابع الاتفاق وفى حالة الإخلال به سأتولى مهمة تربية الولد .يقول أخونا الكريم :وقد مضت سنوات وأصبح (إبراهيم )شابا صالحا والحمد لله.
هذه تجربة ناجحة يمكن أن يقوم بها الأفراد والجمعيات ودور الرعاية بأن يبحثوا حال الأسر التى فر منها أطفالها وتعرض عليهم إعانات شهرية كافية مقابل حسن رعايتهم ومتابعة ذلك ...
وبهذا يعود الطفل إلى مكانه الطبيعى دون مواجهة الظروف التى دفعته إلى الهرب .وهذا هو الحل الأمثل .
ولكن الطفل قد لاتوجد له أسرة وهنا يكون الحل فى الأسر البديلة
التى يمكن العثور عليها عند من يرغب فى تربية يتيم قربى إلى الله أو رغبة فى الأطفال على أن تكون هناك متابعة للتأكد من حسن سير الأمور .
ومع ذلك يمكن أن تبقى طائفة من الأطفال لم تستوعبهم الحالتان
الاُولَيان وهؤلاء لابد أن تضمهم دورالرعاية على أن تكون كاملة
الخدمات المعيشية والتربوية حتى يكمل الصبى تعليمه أو يتقن مهنة ويتمكن من الاستقلال بإعاشة نفسه على أن تستمر صلته بالجمعية للمتابعة والاطمئنان .
تبقى فى النهاية طائفة تتأبى على الإصلاح لطول عهدها بالشارع
وهؤلاء تتولاهم الإصلاحيات ببرنامج تربوى مدروس حيث يكون
الخيار أمام هؤلاء إما الاستقامة والعيش الكريم أو البقاء الدائم فى
الإصلاحية .وفى الحالة الثانية وأظنها ستكون نادرة جدا نكون نحن الرابحين إذا أنقذنا المجتمع من شرورهم مقابل المأوى والطعام.
بقيت مسألة أخيرة هى النظر إلى الأسر التى تفرخ أطفال الشوارع
بسبب الفقر أو التفكك الأسرى بوضع برنامج شامل لإرساء العدالة
الاجتماعية وهى احد أهداف ثورة 25 يناير.
أبرياء لأنهم ضحايا أسر منهارة ومجتمع غافل ...
ومجرمون لارتكابهم عدة جرائم لحسابهم أو لحساب غيرهم ..
وهذه مشكلة ضخمة مرعبة ..
ضخمة لأن أطفال الشوارع يقدرون بالملايين ...
ومرعبة لأنهم صغار وفتيان بنين وبنات يتركزون فى العشوائيات
وينطلقون فى شتى الاتجاهات ..
ومرعبة لأنهم منطقة جذب تغرى آخرين بالانضمام إليهم ..
طيب .هذا معلوم ومفهوم ولكن ما الحل ؟ وماذا تفعل الدولة أكثر
مما تفعل ؟ فهذه دور رعاية الطفل والأحداث تقدم ماتستطيع من
أجل هؤلاء ..ألا يكفى هذا ؟
بالطبع لايكفى ..
أولا:لأن هذه الدور غير كافية لاستيعاب الآلاف فمابالك بالملايين.
ثانيا:هذه الدور ناقصة التأهيل فهى تتيح المأوى والغذاء دون اهتمام بالتربية وإعادة التأهيل .
ثالثا:هذه الدور مؤقتة فبعد سن معينة أظنها الخامسة عشرة تنتهى
استضافة الطفل فيعود إلى الشارع وكأنك يا أبازيد ما غزيت .ولعل الأمر الإيجابى فى هذا إبقاء الفتيات إلى سن الزواج حسب علمى .
إذن لابد من حلول عملية جذرية فهل هذا ممكن ؟
والله ممكن ...والله العظيم ممكن ..بشرط حسن النية والجدية..
لاتظنوا أن هذا مجرد خيال بل هو الواقع الفعلى..
حكى لى رجل أحسبه من الأتقياء ولاأزكيه على الله ما حدث معه
لقد وجد صبيا نائما فى نفق محطة قطارات الزقازيق ولما توقف
عنده انتبه الصبى وجرى لكنه استوقفه وأقنعه بالذهاب معه إلى بيته .وهناك عهد إلى زوجته أن تنظف الصبى وتلبسه ثيابا مناسبة
وجلسوا يتناولون العشاء .ثم استمعواإليه وهو يحكى كيف هجر بيته وصار من أطفال الشوارع وعلم أنه لايريد العودة لأن زوج
أمه يضربه ويطرده وأحيانا يشغله ويأخذ أجره..يقول هذا الرجل
الكريم :قلت للصبى :مارأيك أن أعيدك إلى أمك وأشترط على زوجها أن يحسن معاملتك وإذا أساء إليك تعال إلىّ ؟ وبعد أخذ ورد وافق الولد وهو غير مقتنع .المهم ذهبت به إلى أهله وبعد جلسة ليست طويلة اتفقت مع زوج أمه على أن أدفع له شهريا مبلغا اعتبره هو كافيا وقلت له إننى سأتابع الاتفاق وفى حالة الإخلال به سأتولى مهمة تربية الولد .يقول أخونا الكريم :وقد مضت سنوات وأصبح (إبراهيم )شابا صالحا والحمد لله.
هذه تجربة ناجحة يمكن أن يقوم بها الأفراد والجمعيات ودور الرعاية بأن يبحثوا حال الأسر التى فر منها أطفالها وتعرض عليهم إعانات شهرية كافية مقابل حسن رعايتهم ومتابعة ذلك ...
وبهذا يعود الطفل إلى مكانه الطبيعى دون مواجهة الظروف التى دفعته إلى الهرب .وهذا هو الحل الأمثل .
ولكن الطفل قد لاتوجد له أسرة وهنا يكون الحل فى الأسر البديلة
التى يمكن العثور عليها عند من يرغب فى تربية يتيم قربى إلى الله أو رغبة فى الأطفال على أن تكون هناك متابعة للتأكد من حسن سير الأمور .
ومع ذلك يمكن أن تبقى طائفة من الأطفال لم تستوعبهم الحالتان
الاُولَيان وهؤلاء لابد أن تضمهم دورالرعاية على أن تكون كاملة
الخدمات المعيشية والتربوية حتى يكمل الصبى تعليمه أو يتقن مهنة ويتمكن من الاستقلال بإعاشة نفسه على أن تستمر صلته بالجمعية للمتابعة والاطمئنان .
تبقى فى النهاية طائفة تتأبى على الإصلاح لطول عهدها بالشارع
وهؤلاء تتولاهم الإصلاحيات ببرنامج تربوى مدروس حيث يكون
الخيار أمام هؤلاء إما الاستقامة والعيش الكريم أو البقاء الدائم فى
الإصلاحية .وفى الحالة الثانية وأظنها ستكون نادرة جدا نكون نحن الرابحين إذا أنقذنا المجتمع من شرورهم مقابل المأوى والطعام.
بقيت مسألة أخيرة هى النظر إلى الأسر التى تفرخ أطفال الشوارع
بسبب الفقر أو التفكك الأسرى بوضع برنامج شامل لإرساء العدالة
الاجتماعية وهى احد أهداف ثورة 25 يناير.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق