السبت، 19 مارس 2011

أ ولا د الكلب

كان رابضا كالأسد ومن حوله أولاده يتقافزون هنا وهناك  ثم  يلتئمون حوله فى مظاهرة عائلية كلابية حميمة .

أردت أن اجتاز الطريق فلما تجاوزتهم بخطوات شعرت بهؤلاء الأولاد خلفى .

استدرت بحذر وتصنعت الهدوء وقلت لأكبرهم : ما اسمك ياشبل ؟

قال :سمانى أبى نبّاح .

قلت للأوسط :وما اسمك أنت ؟

قال :نبّوح .

قلت للأصغر :وأنت ؟

قال :نبحان .

قلت :لاشك أنكم أولاد ظرفاء هل من خدمة ؟

قال كبيرهم :لى عليكم -معشر البشر -عتاب .ما بالكم تقولون لمن يؤذيكم (ياكلب ) ؟ماذافعلنا لكم لنصير (ملطشة )لألسنتكم ؟إنكم بهذا تكذبون وتستعلون على خلق الله .

قلت (فىخجل ) أعتذر لك يا نبّاح ولجميع الكلاب عن نفسى وبنى جنسى .

قال أوسطهم : نحن نحرسكم بلقمتنا وأحيانا تبخلون بها  وتتركوننا نتسولها . وهذا ظلمتحبون الأخذ وتكرهون العطاء.فمن رباكم هذه التربية ؟

قلت :ليس كلنا يفعل ذلك ومع هذا فأنا آسف على سوء تربية البعض منا .

قال أصغرهم (وهو يهز ذيله فى عصبية ) :أنتم قوم غدر ونحن -كما تعترفون -أوفياء

نحن نتعايش معا ولم نتعلم منكم الغدر فلم لاتتعلمون منا الوفاء ؟ أى غباء غباؤكم ؟

وما قيمة العقل الذى تصدعون الرؤوس بالكلام  فيه والفخر به علينا ؟ ألا تستحون ؟

قلت (وأنا أتصبب عرقا ) :والله إنى لفى خجل عظيم مما نقول ونفعل  فهل أطمع

فى عفوكم أيها الكرماء ؟ وهل تسمحون لى بالمرور ؟

نظر بعضهم إلى بعض وتهامسوا فيما بينهم قليلا ثم هزوا رؤوسهم وانصرفوا .

ليست هناك تعليقات: