الأحد، 20 مارس 2011

لماذا نؤمن بالغيب ؟

قال :ما ا لمقصود بالغيب ؟

قلت :الغيب كل ما غاب عن حواسك الخمس .

قال :هذا فى اللغة فما الغيبيات فى الدين ؟

قلت :ا لعقيدة فى الإسلام أن     تؤمن بالله وملائكته  وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر .

قال :وكل هذه غيبيات .فكيف يقوم الدليل عليها ؟

قلت :الدليل عليها (سمعى ) أى يسمع  من القرآن والسنة .

قال :معنى هذا أن العقل مستبعد من هذه الدائرة  ؟

قلت : مستبعد وغير مستبعد فالأساس عقلى والتفاصيل سمعية .

قال :أوضح بالله عليك .

قلت :العقل لايسلم أبدا بوجود الموجود دون موجد .أى أن كل موجود لابد له من موجد

وكل أثر لابد له من مؤثر .هذا قانون علمى يعتمده العقل فى تنظيم شئو ن الحياة ومن

هذا المنطلق يسلم العقل -الناضج -بأن هذا الكون الواسع المعقد لايمكن أن يوجد تلقائيا

ولابد له من موجد وهو الله رب العالمين .هذا من حيث المبدأ ولكن ما صفات هذا الإله

المعبود ؟وماذا يرديد من عباده ؟ هذا ما لا دخل للعقل فيه ومن هنا جاء الإيمان بأن

لله ملائكة هم الوسطاء بين الله والناس وهم ينزلون بكتب بأمر الله على بشر اختارهم

الله ليوصلوا هذه الكتب بما فيها من أوامر ونواه . وكل هذا أمر يستوعبه العقل فالمعلوم

أن الملك من البشر يكون له أعوان ينفذون أوامره .

قال  :قد يكون الإيمان بالله منطقيا ولكن أ ين مساحة العقل فى منطق الإيمان ؟

قلت :العقل مستبعد فقط فى المجالات التى لا طاقة له بها وهذا من احترام العقل .

قال :وكيف يكون استبعاد العقل احتراما له ؟

قلت :أسهل لك المسألة .هل يكون من احترام عقل تلميذ فى السادسة من عمره أن تدرس

له نظرية (أرشميدس ) ؟أو درس (الممنوع من الصرف ) فى النحو العربى ؟ هكذا الأمر

بالنسبة للعقل البشرى الذى لايدرك إلا ما يقع داخل مجاله الفكرى .هذا أولا

قال :وثانيا ؟

قلت :الإيمان بالغيب لايعطل العقل ولكن يكبح جماحه فلا يضيع وقته وجهده فيما لايقدر 

عليه وهو بذلك يتجه بكل طاقاته إلى واقع حياته المادية يبدع ويطور دون حدود إلا ما

يهدد حركة الحياة وهذه ثمرة الإيمان بالغيب .إن هذا الإيمان يقول للعقل :تعقل والزم حدودك

واعلم أن لك خالقا أودعك قوة هائلة فتبصر ولا تتهور ولا تتكبر فسوف تحاسب على عملك

فليكن توجهك إلى الخير .فالإيمان  إذن ضابط لا عائق ..

قال :وما يقوله العلمانيون من أن الإيمان بالغيب معطل للعقول ؟

قلت :عليهم أن يراجعوا عقولهم .

ليست هناك تعليقات: