الجمعة، 18 سبتمبر 2009

الران

هل نظرت يوما إلى ترعة راكدة المياه ؟ ماذا تلا حظ على سطحها ؟
ألا ترى بعض الطحالب تتكاثر فوقها حتى يختفى الماء تحتها ؟
وهذا ما يسميه الفلا حون -الريم-.والريم سماه القرآن (الران ) "كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون "ووضح الرسول -صلى الله عليه وسلم -أن ذلك يحدث عندما يذنب العبد فتنكت فى قلبه نكتة سوداء فإذا سارع إلى الاستغفار محيت أما إذا نسى الله بقيت وأضيفت إليها ذنوب أخر حتى يسود القلب والعياذ بالله فلا يعود يهش لخير ولا يفطن إلى ذكر فلا تؤثر فيه موعظة "وإذا تتلى عليه آيا تنا ولى مستكبرا كأن لم يسمعها كأن فى أذنيه وقرا فبشره بعذاب أليم ".
ولكن ما الذى يجعل العبد يصل إلى هذا التدنى ؟
يجيب المولى -جل جلاله -:"كلا بل ران على قلوبهم ما كانوا يكسبون ".
إن حب المال حبا جما قد شده قلوبهم وشل عقولهم .فأصبحت قلوبهم فى جيوبهم وإذا هم "صم بكم عمى فهم لا يعقلون ".
لقد أعماهم حب المال عن رؤ ية الحق فأسرهم وأذلهم الكسب الزائف ونسوا الله فنسيهم
ولا خلا ص من هذه المحنة إلا بتذكر الله "ألا بذكر الله تطمئن القلوب ".
وذكر الله لا يعنى -بحال-الانحياز عن الدنيا .كلا بل هو السعى ابتغاء فضل الله ولكن بعينين مفتوحتين عين على الدنيا تأخذ بالأسباب وعين على الآخرة تخشى يوم الحساب
فهذه تهدهد تلك وترشد خطاها وتمنع خَطاها ."فامشوا فى مناكبها وكلوا من رزقه وإليه النشور "
إن هذا الران صدأ القلوب وذكر الله جلا ء هذا الصدأ "ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون". مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: