الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

مشروع زواج

ابنة طيبة أرسلت تسألنى :
هل يحل لى كمسلمة أن أصافح خطيبي وأن احادثه عبر الهاتف أو النت ؟
والحق أن هذا السؤال أسعدنى لأنه:
أولا :رد حاسم على من يتهم الجيل الجديد كله بأنه ضائع ومضيع .
ثانيا :دليل عملى على أن من الجيل الجديد من تهمه أمور دينه ويعتبرها حاكمة على سلوكه
ثالثا :أن هناك قلوبا جادة مع كونها شابة لها همم عالية ولا تأسرها اللذة الحاضرة .
وأعود لأقول للشباب من النوعين -لا من الجنسين لأنهما جنس واحد -:
الخطيبان شرعا أجنبيان تحكمهما الضوابط الشرعية من منع المصافحة والخلوة ....
لأن الخطبق مشروع زواج أى مجرد وعد أما تمامه أو عدمه فأمر غيبى يعلمه الله .
مع ملا حظة ما يأتى :
أولا :أنهما أخوان فى الله "إنما المؤمنون إخوة "أى يجمعهما الإيمان بآداب الشرع الشريف
التى تلزم الرجل أن يحافظ على أخته المسلمة فلا يتعدى حق الله فيها كما تلزم المسلمة أن تحافظ على أخيها المسلم بمراعاة ضوابط الشرع فيه وهنا لا يلجأ أحدهمل إلى إحراج الآخر فلا يمد يده إليها ابتداء فإذا فعل فيمكن أن ترفع يدها إلى رأسها محيية فى أدب دون لوم أو غضب .وإذا فعلت كان عليه أن يلفت نظرها -فى لطف -إلى أن اتباع شرع الله فيه كل الخير .
ثانيا :أن الشرف ليس مطلبا أنثويا فقط بل هو مطلب شرعى للرجال والنساء جميعا .
وانظروا -رحمنا الله تعالى إلى خطاب الله -عز وجل- للرجال -فى سورة النور- "قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم " وفى الآية التى بعدها مباشرة "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن "فالخطاب للاثنين واحد .ولعلكم تلاحظون أن المولى -سبحانه -بدأ بأمر الرجال إشارة إلى أنهم أكثر جراءة وأن النساء أشد حياء .
ثالثا :أن هذه الضوابط الشرعية لا تعنى أبدا عدم الثقة بالمسلم والمسلمة كلا ولكنها تعنى عدم الثقة بالشيطان "ما اجتمع رجل وامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما "كما قال صلى الله عليه وسلم .فهذه مهمة الخبيث إفساد علائق المسلمين وإفشال حياتهم .فالشرع الشريف يسد عليه منافذ وسوسته .ويغلق أبواب شره .
أما عن المحادثة فما يجوز فى الحديث المباشر يجوز فى غيره .
على أنى أنتهز الفرصة لأحذر من أمر شائع على درجة كبيرة من الخطورة .
ذلك أن البعض قد يبادر بعقد العقد طلبا لما يحله العقد وذلك قبل الزفاف .
إن العقد يقتضى شرعا الاعتراف بالنسل والنفقة والتوارث ...
ولكن العرف لا يعتبر الزواج تاما إلا بالزفاف زوليس هنا تعارض بين الشرع والعرف لأن القاعدة الشرعية تقول (إن المعتبر عرفا معتبر شرعا مالم يخلف نصا أو أصلا )
فالشرع يتحسب مما قد يحدث لو أن الزوجين قبل الزفاف احتمعا فى خلوة وكان ما كان ثم
ظهرت أمور كانت خافية أوحدث خلا ف أو وسوس الخبيث إلى الزوج ..أى زوجة هذه التى سلمت نفسها لك قبل الزفاف ؟ المهم انطلق كل فى طريق فكيف يكون حال هذه الزوجة ؟وماذا لو قال الزوج -السابق -إنه لم يلمسها ؟أى قلق ؟وأى عار يلحق هذه المرأة ؟ومن يتقدم لها بعد ما كان ؟
لهذا وغيره حرص الشرع الشريف على النقاء فى هذه العلا قة فتكون السلامة إذا لم تتم ويكون الوفاق إذا تمت.
إنه شرع الله الذى خلق الإنسان فى أحسن تقويم وكان شرعه مثل خلقه فى أحسن تقويم
فتبارك الله أحسن الخالقين .
مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: