قلت لصاحبى :دعنى اليوم أقدم لك عطاء حضاريا متميزا.هو نظام الزكاة الإسلامى .
قال :سمعت فيه بعض المحاضرات وكانت -كلها- تبدى عليه بعض الملحوظات .
قلت :يبدو أنك سمعت لمن ينتقدون فقط لالمن يبحثون وعمومافلا بأس أن أسمع هذه الملحوظات -بداية- حتى أجعلها فى الاعتبار عند حديثى .
قال : قالواإنهانظام فردى يخضع لإرادة الأشخاص إن شاءواأخرجوهاأو منعوهاوأنظمة
الاقتصاد تقوم على الحسم لا على التفضل.
وقالوا :إنها-من منطلق الفردية-لاتدخل فى ميزانية الدولة مما يبعدها عن المساهمة فى خطط التنمية.
وقالوا :إنهامجرد نظام محلى ربما يصلح لقرية أو مدينة ولكنه لا يصلح لدولة ومن باب أولى لايصلح كنظام اقتصادى عالمى .
وقالوا :إنها تسمح بتداول العينيات (كالحبوب والحيوان )وهذا ربما كان صالحافى زمن مضى ولكنه لا يصلح فى الاقتصاد الحديث الذى يقوم على رؤوس الأموال .
وقالوا :إنها نظام معوق للاستثمار بما يفرضه من أعباء على الممولين .
وقالوا :إنهاتدفع الأموال إلى أيدى الفقراء الذين ربما يسيئون استخدامها بدلا من أيدى رجال
الأعمال الذين يحسنون توظيف الأموال .
قلت :إذا وفقنى الله إلى الرد على هذه النقاط فهذا يكفى ويشفى والله المستعان.
-أما القول بأنه نظام فردى فهذا غير صحيح .لأن الزكاة نظام (مؤسسى) له (كوادر)تقوم عليه .وهذا واضح من قوله تعالى :"والعاملين عليها" إذن هناك مشرفون وعمال.
-وأما القول بأنها تخضع لمشيئة الأفراد فهذا قول من لا يعلم أن الزكاة أحد أركان الإسلام
وأن تاركها يحارب وتؤخذ منه قهراوإذا جحدها كان كافرا مرتدا.ومن المعلوم أن أبا بكر -رضى الله عنه-قاتل مانعى الزكاة وقال:(والله لو منعونى عناقا كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم عليه ).
-وأما القول بأنهالا تدخل فى ميزانية الدولة فهذه ميزة كبرى فهى تفلت من (الروتين)الإدارى الممل والمحبط والمعطل كما أنها ترفع عبئاعن كاهل الدولة وتؤدى أمورا أساسية
بأسرع وأفضل وأكثر شفافية مما يمكن أن تفعله الدولة .
-وأما القول بأنها محلية فالحق أنها تبدأمحلية ثم يتسع نطاقها ليشمل الدولة والعالم أجمع
فهى تجمع من أهل كل بلدة ثم ينظر إلى حاجات تلك البلدة فإن فضل شىء ذهب إلى الخزينة
العامة أو(بيت المال) وبذلك تتسع لحاجات الأقاليم الأخرى بل وبلدان العالم الخارجى.
-وأماأنها تسمح بتبادل العينيات فهذا موجود فى النظام الاقتصادى الحديث وما هذه المعونات
الغذائية وغير الغذائية إلاأشياء (عينية)تخزن لدفعها إلى المحتاجين وقت الأزمات.
-وأما أنها معوقة للاستثمار فهذا غير صحيح لأن نسبة الزكاة فى الأموال -مثلا-2,5فى المئة وهذه لا تشكل عبئا وهى ليست شيئا بالقياس إلى الضرائب الباهظة فى النظام الحديث التى تصل إلى 30فىالمئة وأكثر .
-وأما أنها تدفع إلى أيدى الفقراء الذين ربما يسيئون استخدام المال فهذا أمر مضحك فالفقراء هم المعنيون بشئونهم ولن يفهم حاجات الإنسان أفضل من نفسه ثم إن النظام الحديث يعتمد نظام الإعانات (المالية)وهى تدفع إلى أهل الحاجة دون رقيب أو حسيب.
بعد الرد على هذه الملحوظات أقول :
إن نظام الزكاة (الإسلامى)سبق إلىالفصل بين جيب الدولة وجيب الحاكم وليس النظام البريطانى فى القرن السادس عشر كما يدعى مزوروالتاريخ.
أن نظام الزكاة (الإسلامى)قد منع أداء الزكاة إلى (محمد وآل محمد)وهذه نزاهة شفافة وتحسب للبعد عن استغلال النفوذ لتحصيل الأموال عن طريق الدين .
كما أن الزكاة (يومية الموارد) لأن زكاة كا فرد تخضع لظروفه وعلى هذافهى دائمة الموارد لا تنقطع وهذه ميزة كبرى .
وهى بنظامها المالى والعينى تتيح حرية الحركة بما لديها من موارد متنوعة مما يجعلها جاهزة دائما لسد الحاجات فورا .
والزكاة عندما تدفع المال إلى أيدى الفقراء فإنها بذلك تنمى القوة الشرائية لديهم بما يساهم فى حركة التنمية وحركة البيع والشراء .
ولو وضع أمر الزكاة موضع التنفيذ-كما فى شريعة الإسلام-لكان -وحده- كافيالحل مشكلات معضلة مثل مشكلات البطالة وإقامة مشروعات البنى التحتية وغيرها .
إنها موارد هائلة مهدرة تحتاج منا -فقط- إلى الصدق فى أخذها بمأخذ الجد والقيام بإنشاء مؤسستهاعلى النحو المرضى وساعتها سوف نشهد الخير الكثير ونرى بأم أعيننا عظمة العطاء الحضارى الإسلامى ز
مصطفى فهمى أبو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق