الأربعاء، 23 سبتمبر 2009

توحيد أم تثليث ؟

قرأت-الآن على النت موضوعا يحاول كاتبه أن يثبت أن المسيحية تقول بالتوحيد وأن كلمة التثليث لاتعنى سوى مسميات لا حقيقة لها .فالآب علاقة روحية لا جسدية والإبن بنوة روحية لا جسدية والروح القدس -كما توحى الكلمة نفسها- روح لا جسد .
وبادىء ذى بدء أقول ما جدوى الحديث فى هذا الأمر ؟هذه عقيدة ولكل إنسان أن يعتقد ما يشاء فالذى إليه المرجع وعليه الحساب هو الله "إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم "
ولا يلزم من المواطنة أن يجتمع المواطنون على دين واحد وإن كان ذلك أكمل وأفضل
ولكن النموذج الإسلامى الفاضل فى عهدالنبى-صلى الله عليه وسلم -اتسع لغير المسلمين ومنح حقوق المواطنة لليهود مع جهرهم بالعداء للإسلام .فهذا أمر مقبول إسلاميا .
أما إذا تناولنا المسألة علميا فهذا شىء آخر مع الأخذ فى الاعتبار أن اختلاف الرأى لا يفسد
للود قضية"لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم ولم يظاهروا على إخراجكم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين "
أما أن المسيحية تقول بالتثليث فهذا واقع .وحكاية الأسماء بلا مسميات غير منطقية ولا معنى
لها .ولو كانت صحيحة لكان الله -سبحانه أبا لكل البشر ولكان كل إنسان ابنا لله ولكان الروح القدس فى كل منا ولو كان الأمر كذلك لم تكن للمسيح -عليه السلام -ميزة عند
المسيحيين لأن هذا مرتبط به شخصيا .
إذن .فالأسماء تدل على مسميات مستقلة وإذا قالوا إنه إله واحد فهو -عندهم ثلا ثة أقانيم
لجوهر واحد ومثلوا لذلك بالشمس لها ذات وضوء وحرارة فهى ثلاثة فى واحد أو واحد
بثلاثة وجوه ومثل الإصبع فهو واحد له ثلاث عقد أى أنه واحد لا أحد وقد ركز القرآن على هذه الحقيقة فقال "قل هو الله أحد .الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد "ليس
مركبا -سبحانه-لأن المركب فقير يحتاج بعضه إلى بعضه ولو تخلى عنه بعضه لكان ناقصا تعالى الله عن النقصان .
ونحن -كمسلمين -نؤمن إيمانا جازما بأن النصارى يقولون بالتثليث لأن القرآن الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولامن خلفه قرر ذلك "يأهل الكتاب لا تغلوا فى دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه
فئآمنوابالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد"
إذن فالقضية محسومة إسلاميا النصارى يقولون بالتثليث وأن عيسى بن الله وليس بوسع مسلم أن يعتقد مايخالف القرآن .
أما قضية الجنة والنار فهى كذلك جزء من العقيدة .وإذا اعتقد أحد ما أنى سأدخل النار فهو حرفيما يعتقد شريطة ألا يتحول الاعتقاد إلى عمل فليس له أن يوقد نارا ويقذفنى فيها .
وهنا سؤال برىء لكنه لازم :هل النصارى يعتقدون أن المسلمين من أهل الجنة ؟
كلا لأننا نقول ببشرية المسيح وأنهم "ما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم "وهذا كفر فى ملتهم
أى أنهم يقولون إننا كفارفليقولوا ما شاؤوا ولكن ليعطونا نفس الحق فنقول إنهم كفار.وموعدنا يوم القيامة على رؤوس الأشهاد وستعرف الجنة أهلها والنار أصحابها .
أما الآن فنحن ما زلنا نعيش فى هذه الدنياأبناء وطن يضمنا جميعا على اختلاف الدين .
فليسعنا الوطن الواحد ولتسعنا سماحة الإسلام .
ولا داعى لهذه السفسطة التى تضر ولا تفيد .
مصطفى فهمى ابو المجد
.لا معنى لها

ليست هناك تعليقات: