زكاة الفطر
أيها الدعاة افسحوا صدوركم ..
تقولون :لا يجوزإخراج زكاة الفطر بالقيمة وعلى هذا أهل السنة والجماعة .
وتحتجون بأن هذا فعل النبى -صلى الله عليه وسلم -.
وبأن الصحابة -رضى الله عنهم-كان فيهم أغنياء ومع ذلك لم يخرجوا القبمة وإنما هى الحبوب .وما دام هناك نص .فلا يسوغ الاجتهاد .فما بالنا إذاأضيف إلى النص إجماع الصحابة ؟.
وأنا أقول لكم :لماذا ننسى قوله -صلى الله عليه وسلم -عن الطعام "ذلك أفضل أموالنا ؟"
وهل لذلك معنى إلا أنه -صلى الله عليه وسلم -اختار للفقيرالأفضل ؟
ولماذا ننسى قوله -صلى الله عليه وسلم :"أغنوهم فى هذا اليوم "؟
قد تبادرون وتقولون :إن الحديث ضعيف لأن فيه مجهول .وهذاصحيح .ولكن معناه صحيح
لأن مفهومه غير وارد فلا يمكن أن يكون مراد الشرع الشريف إفقار الفقراء فىيوم العيد .
ثم إن هذا الحديث ليس موضوعا ولا باطلا إنما هو ضعيف وأنتم تقولون بالعمل بالأحاديث
الضعيفة فى فضائل الأعمال .
ثم لعلنا متفقون أن كيفية أداء زكاة الفطر ليست من أركان الإسلام والإيمان وليست من مقاصد التشريع إنما هى أمر إجرائى وإلا لما ساغ الخلا ف فيه ولما جاز لإمام مثل أبى حنيفة --رضى الله عنه-أن يقول بجواز إخراج القيمة .وهو من كبار أهل السنة والجماعة.
وبعنى بسيط فإن المطلوب فى زكاة الفطر ما هو خير للفقيرفإذاكان ذلك الخير فى زمنه-صلى الله عليه وسلم -هو الطعام نظرا لبساطة الحياة آنذاك فلا يعنى ذلك أن تنسحب هذه
الظروفعلى كل زمان ومكان .
وهل يكون من صالح الفقير أن تكدس عنده الحبوب فيضطر -كما هو واقع الحال-إلى بيع بعض ماعنده لأنه يريد نقودا يقضى بها حاجاته ؟
وهل نحن أبصر بامر الفقير من نفسه ؟
أليس فى إجباره على الحبوب وهولا يحتاجها إعنات له ؟ والله يقول :"وما جعل عليكم فى الدين من حرج "؟وأى حرج أكبر من أن يضطر إلى بيع الشىء بيعا بخسا ؟والله يقول :"ولا تبخسوا الناس أشياءهم ".
أما عن أغنياء الصحابة فهم كانوا يعملون بمقتضى السنة التى راعت ظروف الفقيرفى ذلك الزمان والذى كان أكبر همه الحصول على القوت .
انظروا إلى حال الفقير وهو يتلقى الحبوب مضطرا وانظروا كيف يتهلل ويغتبط عندما يأخذ
نقدا يسعفه ويسعده خاصة والوقت لا يسعه .
وقد يقول قائلكم :
لماذا ننسى زكاة الأموال ففيها متسع لكل ذلك ؟
وأقول لحضراتكم :هل تضمنون أن تكون زكاة الأموال -دائما -0 فى أيام العيد ؟اليس فى
ترتيب ذلك إعنات لأصحاب الأموال ؟
ولماذا لا نفقه النصوص بدلا من الجمود عند ظاهرها؟خاصة وأن الأمر-كما قلنا-من المتغيرات لا الأصول ؟
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل .
مصطفى فهمى ابو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق