قال صاحبى:تحدثت عن الزكاة ولكن لم تتحدث عن (مواردها ومصارفها).
قلت:الحق معك .لقد أشرت إشارة عابرة إلى أنها يومية الموارد ولكن الأمر-فعلا-يحتاج إلى شىء من التفصيل. ولكن يجب أن يكون معلوما أن الحديث عن الزكاة الواجبة لامطلق الصدقات . أما موارد الزكاة فهى :
1-زكاة الأنفس :وهى زكاة الفطر التى تخرج آخر رمضان وتكون عن عدد الأفرادفى بيتك (أنت وزوجك وأولادك وأبويك اللذين فى رعايتك وكل من تلزمك نفقتهم)
2-زكاة المال (أى النقود من أى نوع )ومقدارها5و2فى المئة وتشمل الذهب والفضة .
3-زكاة الزروع والثمار وتخرج من كل ما يقتات به ويدخر على تفصيل فى كتب الفقه
ومقدارها العشرإذاكان الرى مجانا ونصف العشر إذاكان الرى مكلفا.
4-زكاة الحيوان (الإبل والبقر والغنم )والقدر الواجب إخراجه من كل منهاله جداول خاصة فى كتب الفقه لايتسع المجال لها هنا .
5-زكاةالركاز(أى المعادن التى فى باطن الأرض)ومقدارها عشرون فى المئة .
6-زكاة عروض التجارة وتشمل كل نشاط مالى تجارىفى غيرالأنواع التى ذكرت(كالتجارة فى الخيل والحميروالحديد )....
هذه موارد الزكاة ويلاحظ أن :
1-لكل منها نصابا (أى حد أدنى تسقط الزكاة إذا كان أقل منه)مثل الإبل فنصابها خمسة
جمال زكاتها (شاة) فإذاكانت أربعة لم يجب فيها شىء .
2-يجب أن تمضى سنة قمرية كاملة حتى تجب الزكاة ماعدا (زكاة الزروع )فتجب زكاتها
يوم حصادها لقوله تعالى :"وءاتواحقه يوم حصاده "ز
3-تخرج الزكاة بعد خصم النفقات والديون .
4- لاتحسب وسائل الإنتاج مثل الآلات والمبانى والأراضى من رأس المال .
هذا عن الموارد وهى-كما ترون-تشمل كل نواحى النشاط الاقتصادى للإنسان فمواردها
تجمع بين ميزتين(الوفرة )و(الاستمرار).
أما عن المصارف فهى :
1-الفقراء.وهم الذين لايجدون شيئا أى المعدمون .
2-المساكين أى الذين لايجدون ما يكفيهم فهم يجتاجون عونا يكملون به نفقاتهم .
3- العاملون عليها وهم الجهازالإدارى الذى يجمع ويراقب العمل فى مؤسسة الزكاة فمرتباتهم من الزكاة لا من الخزينة العامة .
4-المؤلفة قلوبهم وهم الأشخاص الذين يظن بهم الميل إلى جلب النفع للمسلمين -من غير المسلمين-كالإعلاميين والمفكرين المتعطفين مع قضايانافلا بأس أن يكون لهم نصيب من الزكاة فى صورة هدايا أو مخصصات أو أية طريقة مناسبة جلبا لخيرهم أو دفعا لشرهم.
5-فى الرقاب أى شراء العبيد وتحريرهم .وهذا بالطبع إن كان النظام العالمى يسمح -فى أى وقت بالاستعباد فالتشريع جاهزويمكن استخدام ذلك الآن فى دفع فداء الأسرى أو المخطوفين .
6-الغارمون وهم الذين أرهقتهم الديون وشلت حركتهم الاقتصادية والإنسانية فيرفع عنهم
هذا العبء لينطلقوافى حياتهم الطبيعية.
7-فى سبيل الله .وهوأساسا يراد به (الجهاد)والمجهود الحربى ويتسع ليشمل كل أعمال الخير.
8-ابن السبيل وهو المسافر الذى انقطعت به السبل فلا يستطيع العودة إلى بلده فيجب أن يبذل له العون على الوصول سالمل آمناإلى وجهته.
هذه هى المصارف ويلاحظ :
1-أنها تغطى جانبا عريضا من المجتمع (الفقراء والمساكين وابن السبيل والغارمين والعاملين عليها والأسرى ).
2-أنها تتسع لتشمل غير المسلمين (المؤلفة قلوبهم ).
3-أنها تستجيب للحاجات بقدرها (فتفرق بين من يحتاج تكملة ومن يحتاج القوت كله )
4-أنها تراعى الظروف الإنسانية فتجبر قهر الغارمين وترفع عنهم ذل الدين.
5-أنها تساهم فى حل المعضلات كالبطالة بفتح فرص العمل للعاملين عليها وتحت بند (فى سبيل الله ) يمكن مساعدة الشباب فى تكاليف الزواج وإقامة المشروعات الصغيرة .
6-تحت بند (ابن السبيل ) و(فى سبيل الله )يمكن التصدى لكارثة (أبناء الشوارع) فيمكن تسكين الصغار منهم مع الأسر التى يمكن أن تستضيفهم على أن يصرف لهم -من الزكاة ما يغنيهم فيستفيد هؤلاء وهؤلاء .أما الكبار منهم فيلزمون بتعلم مهنة ما ويوضعون فى أماكن لائقة حتى يتضح صلاح أحوالهم فيعودون إلى رحاب المجتمع .
7-كل هذه الأعباء الضخام تقوم بها الزكاة دون أن تكلف الخزانة العامة شيئاقط .
ولا أقول تلك عبقرية الإسلام .حاش لله ولكن أقول -بكل اعتزاز-:(هذه شريعة الله وهذا
عطاؤه فتبارك الله رب العالمين ).
قال صاحبى :تبارك الله رب العالمين.فما بالناوقد يسر الله لنا الأمرلا نعمل بهذا المنهج العظيم ؟
قلت :صدق الله العظيم :"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيرواما بأنفسهم ".
مصطفى فهمى أبو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق