الخميس، 24 سبتمبر 2009

الموت الرحيم

الحياة هبة الله ,يمنحها برحمته ويمنعهابمشيئته,ويقبضها بقدرته ,لا سلطان لأحد عليهاإلا
سلطانه فهى من أمره وحده -جل وعلا-"قل الروح من أمر ربى ".
أكتب هاته الكلمات بمناسبة صدور قانون فى المملكة المتحدة يجيزمساعدة الذين استبدت بهم الآلام فعجزوا عن احتمالهافهم يطلبون انهاءحياتهم .
وهذا من عطاء الحضارة الغربية الذى يرفضه الإسلام تماماعلى اعتبار أن للحياة -أى حياة-عنده قيمة عالية ,فالحيوان يحرم ذبحه إلا لمأكلة .ويحرم تعذيبه مطلقا,ومعروفة هى حكاية المرأة التى دخلت النار فى هرة حبستها فلا هى أطعمتها ولا هى تركتها تأكل من خشاش الأرض , ومعلومة حكاية البغى التى دخلت الجنة لأنهاأنقذت كلبامن الموت عطشا.
(قارن ذلك برياضة مصارعة الثيران عند الأسبان ).
إذا كانت حياة الحيوان لها هذا الاحترام فى الإسلام فما بالك بحياة الإنسان الذى كرمه الله وجعله خليفة فى أرضه ؟اا
إن الحفاظ على حياة الإنسان من المقاصد الخمسة للشرع الشريف (الدين والنفس والعرض والعقل والمال ),والذى تمتد يده لتزهق روحا واحدة كأنها قتلت كل الناس "من قتل نفسا بغي
نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ".
أما تلك الرحمة المزعومة فلا أثر فيها للرحمة .
وللإسلام فى علاج تلك الأحوال منظومة متكاملة .
إنه يأمر المسلم باتخاذ أسباب العلاج فإن جاء الشفاء فلله الحمد والمنة وإن أراد الله غير ذلك
قدم للمصاب وجبة روحية عظيمة تزرع فى قلبه الطمأنينة والأمل بل السعادة .
إن الإسلام يقول للمبتلَىَ اصبر "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ".
ويقول له :إن فى صبره على الابتلاء تكفير السيئات ورفع الدرجات .
ويقول له :إن الله ابتلى من عباده الأولياء المقربين وفى مقدمتهم رسله الأكرمون مثل أولى العزم وأيوب ويونس صلوات الله عليهم جميعا .فأنت -إذا صبرت تكون مع هؤلاء .
أى عزاء هذا وأى مواساة ؟اإنه عزاء يجعل المبتلى يستعذب الألم لأنه من عند الله .
ولقد رأيت بعنىّ ذلك عندما كنت أعود أستاذا لى وكان على فراش الموت وقد نكل السرطان
بجسده ,قلت له مواسيا :اصبر واحتسب فنظر إلىّ عاتبا وقال :أصبروأحتسب ؟االو قطّعنى
إربا إربالرضيت ليس لى غيره .رحمه الله رحمة واسعة .
هذا عطاء غلإسلام فكيف يحرم المصاب هذا العطاء ؟اا
وكيف يباح له ولغيره أن ينهى حياة لم يخلقها ولا يملكها ؟
لقد حذر الإسلام هؤلاء أنهم-إن فعلوا هذا الفعل الشائن -سيمارسونه إلى الأبد فى جهنم بنفس الطريقة التى فعلوها فى الدنيا .
إنها النفس . ناصيتها بيد بارئها وحده .يستوفيها وقتما يشاء فتعود إلى ربها راضية مرضية
لتدخل فى عباده السعداء وتدخل جنته .
وشتان شتان بين عطاء الله للإنسان. وعطاء الإنسان للإنسان .
مصطفى فهمى ابو المجد

ليست هناك تعليقات: