قالت:أنا زوجة أحب زوجى ويحبنى ,وذات يوم استأذنته أن أزورأهلى,فصحبنى إلى هناك
وسمح لى أن أبيت هذه الليلة .
ولكنى فوجئت بأبى يقول لى :لن ترجعى إلى زوجك إلا إذاسويت المشكلات التى بينى وبينه
وحزنت جدا. فما دخلى أنا فيمابينهما؟ولكن ما أفعل ؟
هل أصغر أبى -كما يقول الناس- وأعود إلى بيتى ؟أم أطيعه وأخرب بيتى ؟خاصة وزوجى
رجل يعرف حقى ولايقصرأبدافى مسؤوليته ؟
واستبدت بى الحيرة والقلق ,فأنا لا أحب أن تكبر المسألة وتصير مشكلة ,ولا أحب أن يتدخل أحد حتى لا تتسع الأمور ويصعب حلها .
وأخيرا اهتديت إلى الصواب ,وسألت أحد الشيوخ الموثوق بهم وطلبت نصيحته ,فقال :
إن المرأة المسلمة إذا تزوجت انتقلت الولاية عليها من أبيها إلى زوجها,أى أنه ليس للأب
أى حق فى منعها عن زوجها .
وأراح لك قلبى ,ولكن كيف أنفذ ذلك ؟
وإذا فعلت ألا أكون عاقة لأبى ؟
قال الشيخ :ليس فى الأمر عقوق مطلقا لأن الأب معتدٍعلى حق الزوج ونصحنى أن أحاول إقناعه فإن أبى طلبت من عمى أن يأخذنى إلى بيتى فإن أبى ذهبت وحدى .
وعبثا حاولت إقناع أبى ,وللأسف رفض عمى حتى لايخسرأخاه -على حد قوله -ولم يكن
إلا الخيار الأخير ,وبينما كان الجميع نائمين تسللت إلى بيتى.
وكأنما كنت على موعد مع زوجى إذ ما كدت أطرق الباب بخفة ولهفة حتى فتح الباب .
ووقف زوجى ينظر إلى بدهشة سرعان ما تحولت إلى فرحة ,وأخذ يقبل يدىّ فى امتنان
ظاهروقال إنه يقدر تقديرا عاليا هذا التصرف الذى يؤكد حبى لبيتى ورجاحة عقلى .
ولن أنسى ما حدث من أبى فقد جاء صباحا وأخذ يصيح خارج البيت مهددا متهما زوجى بتحريضى على الهروب ,وتوسلت لزوجى ألا يخرج إليه وأن يتجاوز الموقف .
وصاح بى أبى طالبا العودة معه ,فأجبته -من خلف الباب- :
لا. لا ياأبى إرجع راشدا ولا تغضب منى فطاعة الله هى الأولى وقد قال الرسول -صلى الله عليه وسلم-:"لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق ".
ارجع يا أبى واستغفر الله فقد علمنا الرسول -صلى الله عليه وسلم :"ليس منا من خبب امرأة على زوجها ".
هذه حكايتى أهديها إلى كل إخوتى .
مصطفى فهمى ابو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق