زواج النبى(صلى الله عليه وسلم)
يحاول أعداء الإسلام جاهدين هدمه بكل الطرق .وزين لهم الشيطان أن يحاولواذلك عن طريق إثارة الشبهات حول زواج النبى-صلى الله عليه وسلم-على اعتبار أنهم إذا تمكنوامن ذلك فقد نجحوا فى تحطيم شخص الرسول الذى يدعوإلى إقامة أمة ولمينجح فى إقامة بيته على أسس قويمة.
قالوا:إن زواجه-صلى الله عليه وسلم -من خديجة-رضى الله عنها-زواج مصلحة مادية باع فيها شبابه بالمال .وهذا غيرصحيح لأنه:
-لم يسع إلى خديجة لفقره وإما هى التى سعت إليه لطهره.
-لوكان يسعى للمال لتمتع به ولكنه كان يتعبد فى الغارالليالى ذوات العدد.ثم يعود إلى بيته
ليتزود ويرجع إلى الغار.
-لوكان يشعر بالحرمان العاطفى مع خديجة-رضى الله عنها-لتزوج عليهاوما كان يمنعه من ذلك عرف ولا دين.
وقالوا:إن زواجه من عائشة-رضى الله عنها-وهى بنت تسع أوعشر سنين دليل على الشذوذ.وهذا غير صحيح لأن:
-عائشة-رضى الله عنها-كانت مخطوبة قبله لجبيربن مطعم ثم تركها.وهذا يدل على أنها كانت ناضجة وأنهم لم يكونوا يعيرون مسالة السن اهتماما.
-الرسول-صلى الله عليه وسلم-نفسه تزوج خديجة-رضى الله عنهاوهى تكبره بخمس عشرة سنة وهذا دليل آخر على إهدار مسألة السن.
-عمر بن الخطاب-رضى الله عنه تزوج(أم كلثوم)ابنة على -رضى الله عنه-مع فارق السن الكبير بينه وبين أبيها وهذادليل آخر على إهدار مسألة السن.
-الإمام الشافعى-رضى الله عنه-قال:رأيت فى صنعاء جدة عندها إحدى وعشرون سنة والإمام من أهل القرن الثانى الهجرى وهذا دليل على إهدار مسألة السن بعد ه-صلى الله عليه وسلم-بزمان طويل.
-أقر بعض المستشرقين أن البيئة الصحراوية تجعل المرأة تنضج بسرعة وتكتهل بسرعة.
وقالوا:إن زواجه من زينب بنت جحش وحبه لها وهى متزوجة دليل على الشذوذ.وهذا غير صحيح لأن:
-الرسول-صلى الله عليه وسلم كان يعرفها قبل زواجها فهى ابنة عمته.
-هو الذى زوجها من زيد بن حارثة بأمر الله.
-لم يكن ممنوعا من رؤيتها بعد زواجها لأنها كانت -حينئذ-زوجة ابنه بالتبنى.
-ادعاء محبته لها وهى متزوجة باطل وبهتان لأن مجرد ورود هذه الفكرة على باله أمر لا
يليق بإنسان شريف فكيف بنبى؟ولو فعل ذلك لتلقف أعداؤه ذلك وهذا مالم يحدث.
-استدلالهم على أنه-صلى الله عليه وسلم-أخفى حب زينب خوفا من الناس لأن الله قال له
فى سورة الأحزاب:"وتخفى فى نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله أحق أن تخشاه"هذا
استدلال فاسد لأن معناه أن الله تعالى يلومه على إخفاء حب امرأة متزوجة ويطلب منه إعلان
هذا الحب الآثم وهذا معنى لايقبله إلا أصحاب العقول الفاسدة.والصواب أن الله يلوم نبيه الكريم على إبطائه بتبليغ الأمر الآهى لزيد بطلاق زينب ليتزوجها هو حياء من الناس.وكان
الغرض من ذلك كما هو معروف إبطال عادة التبنى.ولا يقال إن مسألة إبطال التبنى لم تكن فى حاجة إلى كل هذه الضجة فقد كان يمكن أن تحرمه آية .لأن التبنى كانأحد أركان المجتمع الجاهلى فكان لابد أن يكون تحريمه بحدث لا ينسى وقد حدث شبيه بهذا فى حديث الإفك فلم
تنزل بشأنه الآيات سراعا بل مكثت شهراحتى يتشوف الكل إلى حكم الله فإذا جاء رسخ فى
النفوس ولم يمر كحدث عادى.
وقالوا:إن تعدد زوجاته دليل اتهام خاصة أنه تعدى حدود الأربع التى هى من حق المسلم العادى.وهذا غير صحيح لأنه:
-لو كانت الشهوة مقصده لظهر ذلك فى سلوكه قبل زواجه الأول ولكنه عاش خمسة وعشرين عاما هى زهرة شبابه وكانت اللذات مباحة له كماهى لشباب مكة ولكنه لم يفعل ولو فعل لعيره كفار مكة به.
-لا يعد تعدد زوجاته-صلى الله عليه وسلم-دليلا على الخروج على الطبيعة السوية وإلا لجازأن يقال إن عدم زواج المسيح-عليه السلام-دليل على نقصان فى الطبيعة السوية.
-لم يكن محمد-صلى الله عليه وسلم-بدعا فى ذلك فقد كان لبعض الأنبياء قبله زوجات بلغت
أكثر من مئة كما كان سليمان-عليه السلام-.
-لو كانت الشهوة مقصده لتزوج أجمل فتيات الجزيرة من الحسان الأبكارولكن زوجاته جميعا-عدا عائشة-كن ثيبات وكانت منهن الكبيرات فى السن غير الجميلات.
-ولو كانت الشهوة مقصده لاتخذ مايعين عليها من لذة المأكل والمشرب والملبس والسكنى
ولكن المسكن كان حجرة لكل زوجة وكان الأثاث خشناحتى قال له أحد أصحابه:"لو اتخذت فراشا ألين من÷ذا"؟فرفض.أما عن الطعام فقدقالت عائشة-رضى الله عنها-كان يمرعلينا
الشهر والشهران والثلاثة ما يوقد فى بيت رسول الله-صلى الله عليه وسلم- نار"فقيل:وما
كان يعيشكم؟قالت :"الأسودان التمر والماء"غهذه الحياة الخشنة لاتتفق مع حياة الشهوات
بل إن زوجاته اجتمعن حوله يسألنه زيادة النفقة فنزل قوله تعالى فى سورة الأحزاب:"يأيها
النبى قل لأزواجك إن كنتن تردن الحياة الدنيا وزينتها فتعالين أمتعكن وأسرحكن سراحا جميلا"أى أن الله أمره أن يخيرهن بين الرضا بهذه الحياة القاسية وبين الفراق فاخترن جميعا الله ورسوله والدار الآخرة.
-ولو كانت الشهوة مقصده لنالها من السيدة صفية بنت حيى وهى ابنة عدوه وقد وقعت أسيرة
ولكنه خيرها بين الإقامة معززة مكرمة وبين الرحيل إلى أى مكان تشاء وبين أن تتزوج رسول الله فاختارت رسول الله وصارت من أمهات المؤمنين.
-وأما زواجه بأكثر من أربع فإن ذلك متاح لأى مسلم أكثرمما كان متاحا له-صلى الله عليه وسلم-إذ يمكن لأى مسلم أن يتزوج أربعا ثم يطلقهن ويتزوج أربعا وهكذاأما هوعليه الصلاة
والسلام فليس له أنيطلق أيامن زوجاته ولاأن يتزوج أخرى"لايحل لك النساء من بعد ولا أن تبدل بهن من أزواج"الأحزاب52.
وخلاصة القول أنه-صلى الله عليه وسلم -لم تكن حياته ملكت خالصا له وإنما كان جنديا لله
يؤمر فيطيع فى سلمه وحربه وزواجه وفى حياته كلها.
وإتماما للفائدة هذا سجل بزوجاته-صلى الله عليه وسلم-بالترتيب:
السيدة(خديجة بنت خويلد)رضى الله عنها:
-تزوجت من-عتيق بن عائذ-وولدت له:عبد الله وجارية.
-ولما مات تزوجت أبا هالةبن مالك وولدت له:هندا وزينب.
-ولما مات تزوجت محمدا -صلى الله عليه وسلم-وولدت له:القاسموزينب ورقيةوأم كلثوم
وعبد الله وفاطمة.
-أصدقها-صلى الله عليه وسلم-عشرين بكرة(ناقة).
-توفيت بعد البعثة بثلاث سنوات بعد أبى طالب يشهرين ولها خمس وستون سنة .
السيدة:سودة بنت زمعةبن قيس-رضى الله عنها:
-تزوجت منالسكران بن عمرو بن عبد شمس الذى مات بالحبشة متنصرا .
-تزوجت النبى-صلى الله عليه وسلم-بعد وفاة خديجة وقبل البناء بعائشة رضى الله عنهما .عام-10-من البعثة وبعد عدة أعوام وهبت ليلتها لعائشة .
عائشة بنت أبى بكر-رضى الله عنهما:
-تزوجها النبى عام 11من البعثة وبنى بها فى العام الأول الهجرى
-كانت مخطوبة من قبل لجبير بن مطعم .
-توفيت عام58هجرية عن 66عاما ودفنت فى البقيع وصلى عليها أبو هريرة -رضى الله عنه -
حفصة بنت عمربن الخطاب رضى الله عنهما:
-تزوجت خنيس بن حذافة السهمى-رضى الله عنه- الذى استشهد فى غزوة بدر
-عرضها عمر-رضىالله عنه -علىأبى بكر فسكت ثم على عثمان بعد وفاة رقية فقال : ما
أريد أن أتزوج اليوم.فقال له النبى-صلى الله عليه وسلم-:"يتزوج حفصة من هوخير من عثمان ويتزوج عثمان منه هى خير من حفصة
تزوجها صلىالله عليه وسلم عام 3هجرية وكان صداقها400 درهم
السيدة:زينب بنت خزيمة:
-تزوجت من جهم بن عمرو ثم من عبيدة بن الحارث
-تزوجها النبى صلى الله عليه وسلم عام 3هجرية وأصدقها أربع مئة درهم
-توفيت بعد زواجها بشهرين وكانت تكنى بأم المساكين.رضى الله عنها
السيدة :زينب بنت جحش بن رئاب:
-زوجها صلى الله عليه وسلم من زيد بن حارثة ابنه بالتبنى
تزوجها صلى الله عليه وسلم عام5 هجرية بأمر ربه إبطالا لعادة التبنى
كانت أول أزواج النبى لحوقا به وهى ابنة عمته أميمة
-توفيت سنة 20هجرية عن53سنة رضى الله عنها
السيدة:جويرية بنت الحارث بن أبى ضرار الخزاعية:
-تزوجت ابن عمها صفوان بن مالك الذى قتل يوم الأحزاب
-كانت فى سبايا بنى المصطلق ووقعت فى سهم ثابت بن قيس رضى الله عنه فكاتبته عن نفسها فقضى الرسول عنها وحعل عتقها صداقها
-وكان زواجها عام 6هجرية وكان سببا فى إطلاق سراح أسرى قومها لأنهم صاروا أصهارالنبى صلى الله عليه وسلم
توفيت56هجريةعن65سنة رضى الله عنها
السيدة:أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان رضى الله عنهما
تزوجت عبيد اللهبن جحش الأسدى الذى مات بالحبشة متنصرا
تزوجها صلى الله عليه وسلم عام 6 هجرية وأصدقها400دينار
ماتت 44هجرية فى خلافة أخيها معا ويةرضى الله عنهما
السيدة:صفية بنت حيى بن أخطب:
تزوجت كنانة بن الربيع الذى قتل يوم خيبر
-خيرهاصلى الله عليه وسلم بين الرحيل والإقامة والزواج منه فاختارته فأعتقها وتزوجها عام7هجرية
روى عنها الحديث الإمام زين العابدين ومسلم بن صفوان وابن أخيها كنانة
-توفيت عام50 هجرية رضى الله عنها
السيدة:ميمونة بنت الحارث بن حزن:
تزوجت مسعود بن عمرو ثم أبى رهم بن عبد العزى
-تزوجها صلى الله عليه وسلم عام7هجرية وأصدقها400درهم
-هى خالة خالد بن الوليد رضى الله عنه
-ماتت عام61هجرية فى خلافة يزيدعن 80 سنة رضى الله عنها
زوجتان لم يدخل بهما النبى-صلى الله عليه وسلم-
أسماء بنت النعمان الكندية لأنه وجد بها بياضا(برصا)فمتعها(أعطاها شيئا من المال وسرحها وقال لأهلها:"دلستم-أى كذبتم-علىّ
عمرة بنت يزيد الكلابية لأنها استعاذت منه فتركها
اثنتان تسرى بهما(أى كانتا ملك يمينه)
-ريحانة بنت زيد القرظية وهى التى فضلت ذلك.
-مارية القبطية أم ابراهيم عليه السلام وهى التى أهداها له المقوقس
-عاشت حتى ماتت عام16فى عهد عمر رضى الله عنه
..............................................................................
من هذا العرض يتضح أن زوجاته صلى الله عليه وسلم كانت منهن ثنتان مات زوجاهما بالحبشة متنصرين وثنتان نات زوجاهما شهيدين وثنتان كانتا فى السبايا ولعل فى هذا ما
يضيف معنى جديدا للحكمة فى زواجه صلى الله عليه وسلم ليكون مثلا فى المواساة والتكافل الاجتماعى اللهم صل وسلم وبارك عليه.
هناك تعليق واحد:
إلى القراء الكرام أرجو أن تكون التعليقات هنا تحت المقالات لافى الرسائل البريدية.
مع ترحيبى طبعا باستقبال رسائلكم الكريمة
مصطفى فهمى ابو المجد
إرسال تعليق