مؤمنون لكن أعداء
بعد مقالى(سؤالات غير لازمة) قال البعض:فاتك أن تبين أن الصحابة-رضى الله عنهم-كانوا متأولين فيما شجر بينهم من خلاف أى كان لكل فريق حجة وعذر وإن لم يقره الطرف الآخر .
والحق أننى اعتمدت على فطنة المسلم الذى لايخطر بباله اتهام الصحابة الكرام بالظلم.ولا
يجوز الاحتجاج -هنا-بحديث الرسول-صلى الله عليه عليه وسلم-"إذا التقى المسلمان
بسيفيهما فالقاتل والمقتول فى النار"قالوا:هذا القاتل فما بال المقتوا؟قال:"إنه كان حريصا على قتل صاحبه".أقول:إن الصحابة-رضى الله عنهم-خارج نطاق هذا الحديث لأن مجال
النهى هو القتال ظلما وعدوانا.أما من له حجة ظاهرة -ولولم تكن مسَلّمة-فشىء آخر.
ولكن هل يتصور أن يكون المسلم باغيا؟الجواب:نعم إذا كانت له حجة ظاهرة من وجهة نظره وإن لم يقره عموم الأمة.والقرآن يقرر ذلك الواقع ويعالجه وإن طائفتان من المؤمنين
اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التى تبغى حتى تفىء إلى أمر الله فأن فاءت فأصلحوا بينهما بالعدل وأقسطواإن الله يحب المقسطين "الحجرات 9
فالآية تقرر بجلاء بغى الطائفة الموصوفة بالإيمان ويدعو الأمة إلى إرشادهاإلى الصواب
فإن رفضت قاتلتها الغالبية حتى تعود إلى الجماعة.وهذا هو واقع البشرحتى الصحابة الذين
رضى الله عنهم ورضوا عنه لأنهم -فى النهاية-بشريمكن أن يخطئواوالإسلام جاء للبشر
بكل كمالاتهم ونقائصهم.
هذا واقع لم يتجاهله القرآن وإن أكد أن القاعدة الأساس فى العلاقات بين المسلمين هى الأخوة "إنما المؤمنون إخوة "الحجرات 10
ومرة أخرى على اللاحقين أن يدعوا للسابقين ويكفوا ألسنتهم عن إثم الخوض فيهم .
وغايتنا أن يجمعنا الله جميعافى مستقر رحمته إنه ولى ذلك والقادر عليه.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
مصطفى فهمى أبو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق