فكر الإرهاب وإرهاب الفكر
قلت لصاحبى:أخبرنى مامعنى فكر الإرهاب ؟
قال:أخبرنى أنت أولا:ما معنى الإرهاب؟
قلت:الإرهاب هو ارتكاب أى عمل يهدد (السلام الاجتماعى)
قال:وما معنى (السلام الاجتماعى)؟
قلت:العلاقات بين أفراد المجتمع خارج الأسرة وداخلها.
قال:وعلام يقوم هذا السلام الاجتماعى؟
قلت:يقوم على القواعد السلوكية والآداب التى ارتضاها المجتمع.
قال:ومم استمد مجتمعنا سلوكه وآدابه؟
قلت:من الدين فهذا المجتمع متدين بفطرته رغم الظواهر الكثيرة التى تعكر صفو هذا التدين.
قال:معنى هذا أنك ترى أن أى عمل ينافى الدين يعد منافياللسلوك والآداب وبذلك يكون مهددا للسلام الاجتماعى.
قلت:نعم .وهل يختلف على ذلك اثنان؟ولكنى لاأسألك عن معنى الإرهاب بل أسألك عن(فكر الإرهاب)
قال صاحبى(ضاحكا):ياعزيزى ما دمنا قد اتفقنا على تعريف الإرهاب فقد وضح الجواب.
قلت:إذن.كل فكر يؤدى إلى عمل يخرب سلوكنا وآدابناهو (فكر إرهاب)؟
قال:أليست هذه هى النتيجة المنطقية لكلامك أنت؟
قلت:بلى.ولكن ما رأيك أنت؟
قال:قبل رأيى دعنى اسألك-بمقياسك البديهى- ماذا تسمى(المسلسل)الذى يسخر من ديننا ويعرضه فى صورة شوهاء تنفر الشباب والعوام وتغرس فيهم الاستهانة به؟هل تعد هذا فكر إرهاب؟
قلت:نعم لأنه يصيب السلام الاجتماعى فى مقتل.
قال:وما رأيك فى الفكر الذى يروج لكل هذا؟
قلت:هو فكر إرهاب بلا شك.
قال:وماذا تسمى(الأغانى )التى تجمع بين الخلاعة والإثارة وانحطاط العبارة وتحطيم آداب فاضلة؟
قلت:هى فكر إرهابى بلا شك.
قال:وماذا ينبغى-فى رأيك-أن يكون موقفنا من هذا الفكر؟
قلت:مقاومته أشد المقاومة حماية لديننا وأسرنا ومجتمعنا.
قال:وكيف تكون تلك المقاومة؟
قلت:بالحكمة والموعظة الحسنة وتوعية الناس والنصح الراشد لأولى الأمر.
قال:وكيف تكون توعية الناس؟
قلت:عن طريق (الجمعيات)الإصلاحية ووسائل الإعلام وبرامج الأحزاب.
قال:فماذا ترى فى خنق جمعيات الإصلاح وإغلاق وسائل الإعلام الرسمية فى وجوه الدعاة
والسماح لتيارمعين -سميت أنت فكره إرهابيا-بالوصول إلى عقول الناس عن طريق عيونهم وآذانهم؟وماذا ترى فى تكثيف الدعاية لهذا التيار ووصفه بالحرية والتطور والتنوير ووصف ما عداه بالتخلف والرجعية؟ ماذا تقول فى هذا؟
قلت:أقول :هذا إرهاب الفكر.
قال:بالفعل ليس له اسم آخر.
قلت:وهل لديك اقتراح أو حل؟
قال:إن صدقت النوايا فى خدمة هذه الأمة فالحل موجود.وهو لا يعدوأحد أمرين:
الأول:أن يوضع معيار ثابت يراعى دواعى(السلام الاجتماعى)ومن شذ عنه يؤخذ على يديه
كائنا من كان."كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر "آلعمران110.
والثانى:أن تكون المساواة التامة فى وسائل الإعلام فلا يحجر على فكر ويمرر فكر بل تكون الحرية للجميع ويترك المنطق والحق ومصلحة الأمة تفرض فكرها على الساحة أن استطاعت بالحكمة والموعظة الحسنة وقوة الحجة أو فلسفة الشروالإفساد إن استطاعت بالكلمة والحجة.ولنا البشرىفى قول الله جل وعلا:"فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الأرض"الرعد17.
والله يقول الحق وهو يهدى السبيل.
مصطفى فهمى أبو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق