الأحد، 31 مايو 2009

الآية (العيد)

الآية(العيد)
روى الإمام أحمد-رحمه الله تعالى-أن رجلامن اليهود جاء إلى عمربن الخطاب-رضى الله
عنه-فقال:يا أمير المؤمنين إنكم تقرأون آية فى كتابكم لو علينا-معشر اليهود نزلت لاتخذنا
ذلك اليوم عيداقال:وأى آية؟قال قوله:"اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى"
فقال عمر(:والله إنىلأعلم اليوم الذى نزلت على رسول الله-صلى الله عليه وسلم- والساعة
التى نزلت فيها.عشية عرفة فى يوم جمعة.)
من فقه هذه الآية:
أولا:أن اليهود-وغيرهم من الناس-ينظرون فى دينناعن حسن نية أو سوء قصد.
ثانيا:أن عمر-رضى الله عنه-وهوالإمام الفقيه-لم ينكرعلى اليهودى قوله ولم ينهه عن النظرفى كتاب الله.
ثالثا:أن الآية دليل على مبدأ التدرج فى التشريع الإسلامى .لأن الآية نزلت قبل وفاة الرسول
صلى الله عليه وسلم بواحد وثمانين يوماولم ينزل بعدها حرام أو حلال.
رابعا:أن إكمال الله الدين لايعنى أن التشريع قد توقف عند العصر النبوى وأن التشريع فى
الإسلام لايقبل المتغيرات.ولكن المقصود أن الدين قد كمل بأصوله وقواعده الكلية وقد تمت
مقاصده الأساس وهذه هى الثوابت التى لاتتغيربتغير الزمان والمكان مثل أركان الإسلام
وأركان الإيمان ومقاصد الدين الخمسة وهى:(حفظ الدين-وحفظ النفس-وحفظ العرض-
وحفظ العقل-وحفظ المال).وقواعد الأخلاق مثل:الصدق والأمانة والعدل والوفاء بالعهد....
خامسا:أما المتغيرات والحادثات اليومية فلهاالقانون المنظم لها والذى يخضع لظروف الزمان والمكان والأشخاص بما يحقق المصالح العامة ولا يتعارض مع قواعد الدين ومقاصده.وعن طريق هذه الثوابت تظل الشخصية الإسلامية محتفظة بطابعهاوعن طريق
المتغيرات تراعى الشريعة حركة التطورعبر الأزمنة والأمكنة والأشخاص.
والحمد لله رب العالمين.
مصطفى فهمى أبو المجد

ليست هناك تعليقات: