التصوف-13
من أخطر مبادىء التصوف: الحلول والاتحاد.
ومعناه أن الله-عز وجل- يمكن أن يحل فى جسد انسان وأن الولى يمكن أن يترقى حتى يتحد فى ذات الله ويفنى فيه.
وقد تولى كبر هذا الزعم الآثم جماعة من الصوفية من أشهرهم:الحلاج-وابن عربى-وأبويزيد البسطامى. والحلاج يقول فى ديوانه:
أنا أنت بلاشك فسبحانك سبحانى
وتوحيدك توحيدى وعصيانك عصيانى
واسخاطك اسخاطى وغفرانك غفرانى
ويقول فى ديوانه:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا نحن روحان حللنا بدنا
فاذاأبصرتنى أبصرته واذا أيصرته أبصرتنا
أيها السائل عن قصتنا لو ترانا لم تفرق بيننا
روحه روحى وروحى روحه من رأى روحين حلت بدنا
وقد أفزع هذا الهذيان علماء المسلمين فقال أبو الحسن الأشعرىفى كتابه-مقالات الاسلاميين
(ويقولون انه جائز على الله الحلول فى الأجسام فاذا رأوا شيئا يستحسنونه قالوا لاندرى لعله
ربنا)ثم يقول:(وهذا قول أبى حازم الصوفى).
وقال الامام الرازى فى كتابه-اعتقادات فرق المسلمين والمشركين:(ومنهم من ادعى الحلول
وأول من أظهر ذلك الروافض ومنهم من يدعى محبة الله تعالى وليس لهم علم بل يخالفون الشريعة) . ويقول الامام السكسكى فى كتابه- البرهان فى معرفة عقائد أهل الأديان:(ويعتقدون أن الله يحل فيهم وهذا قول الحسين بن منصور الحلاج).
وحكى الشعرانى فى طبقاته عن الرفاعى أن أحد مريديه قال له: يا سيدى أنت القطب قال
نزه شيخك عن القطبية قال فأنت الغوث قال نزه شيخك عن الغوثية.
وليس-عندهم فوق القطبية والغوثية الا الله.
بل ان هذا الهراء أفزع عقلاءهم فقال-الطوسى:(بلغنى أن جماعة من الحلولية زعموا أن الحق- تعالى ذكره-اصطفى أجساماحل فيهابمعانى الربوبية وأزال عنها معانى البشرية فان
صحعن أحد أنه قال هذه المقالة فقد غلط فى ذلك وذهب الى أن الشيء فى الشيء مجانس للشىء الذى حل فيه.والله تعالى بائن عن الأشياء والأشياء بائنة عنه بصفاتها والذى ظهر فى الأشياء فذلك آثار صنعته ودليل ربوبيته لأن المصنوع يدل على صانعه والمؤلف يدل على
مؤلفه والذى غلط لأنه لم يحسن أن يميز بين أوصاف الحق وبين أوصاف الخلق لأن الله تعالى لايحل بالقلوب وانما يحل فى القلوب الايمان به والتصديق له والتوحيد والمعرفة وهذه
أوصاف مصنوعاته منجهة صنع الله بهم لاهو بذاته أو صفاته يحل بهم.وما دام فى العبد روح وهو حى لايزول عنه الحس...فناء الجهل ببقاء العلم ..وفنا المعصية ببقاء الطاعة..
وفناء الغفلة ببقاء الذكر)
هذا كلام الطوسى آثرت أن أنقله بطوله "وشهد شاهد من أهلها"
والامام ابن تيمية-رحمه الله تعالى- يفصل اقول فى مراتب الفناء فبقول:
(والمعنى الذى يسمونه الفناء ينقسم الى ثلاثة أقسام:
الأول-فناء عن عبادة السّوى وهو أن يفنى بعبادة الله عن عبادة ما سواه وهذا حقيقة التوحيد
الثانى-فناء عن شهود السوىوهو أن يفنى عن شهود ما سوى الله وهذا فيه فضياة من جهة
اقبال القلب على الله وفيه نقص من جهة عدم شهوده للأمر على ماهو عليه(أى بينونة الخالق
عن المخلوق)
الثالث-فناء عن وجود السوى وهو قول الملاحدة أهل الوحدة كصاحب الفصوص-ابن عربى -وأتباعه الذين يقولون:وجود الخالق هووجودالمخلوق وما ثم-هناك-غيره ولا سوى
فى نفس الأمرفهؤلاء قولهم أعظم كفرا من قول اليهود والنصارى وعباد الأصنام).
ومن المعلوم أن الله تعالى قد نفى أقل من المثلية وهو ادعاء البنوة له فقال:"وقالت اليهود عزيرابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون"التوبة30
والحمد لله رب العالمين والحديث -ان شاء الله- موصول والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق