الآية المظلومة
كثيراما نرى مخالفات صارخة ونحن نسير فى الطريق ...
هذه تلقى بالقمامة فى عرض الطريق.
وهذا يسرف فىإغراق الشارع بمياه الشرب بدعوى ارتفاع الحرارة.
وهؤلاء يقفون على قارعة الطريق يتعرضون للغاديات والرائحات بالألفاظ المخجلة.
وهذه تسيرسافرة توزع نظراتها وضحكاتها وحركاتهاعلى من تشاء دون حياء.
وهذه تسرح بأولاد صغارتبتز بمناظرهم المؤذية قلوب المارة وجيوبهم.
وهذاالبائع يفرض أسعاره المخالفة وبضاعته الرديئة على سىء الحظ الذى يقف أمامه .
عشرات المخالفات تحدث أمام أسماعنا وأبصارنا.فما موقفنا منها؟
يقول قائل:أنا فى حالى ولا شأن لى بغيرى ولامانع أن يستشهد بقوله تعالى:"كل نفس بما
كسبت رهينة".
وقائل يقول:خليك فى حالك .ولامانع أن يسوق لك المثل:(من تدخل فيمالا يعنيه سمع ما لا
يرضيه).
وآخرينظرإليك شزراويقول:ياعم الشيخ أنت ستصلح الكون؟دع الخلق للخالق.
وآخريضحك ضحكة لا معنى لها قائلا:كبردماغك الناس فى هذا الزمن يستحقون الحرق.
وآخر يمصمص شفتيه ويهز رأسه يأسا وهو يقول:لا حول ولا قوة إلا بالله لا فائدة من الكلام
وآخريحدثك بلهجة الناصح المشفق عليك ويذكرك بقوله تعالى:"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة"
وقوله عز وجل:"يأيها الذين ءامنواعليكم أنفسكم لايضركم من ضل إذااهتديتم"
وأنا وأنت نقف فى حيرة بين هاته الأقوال المحبطة.
فما وحه الحق فى هذا المقام يرحمكم الله؟
الذى يجعلنا نتوقف هذه الآيات التى يسوقهاالمستدلون بها .ولكن إذانظرنافيهابعقل وتدبر فهمناهاعلى وجهها الصحيح.
فقوله تعالى:"ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنواإن الله يحب المحسنين"نزلت فى شأن
الجهاد والأمر بالإنفاق فى تجهيزالجيوش وتحذرمن أن الإهمال فى ذلك يؤدى إلى إلقاء
الأمة التى هى كنفس واحدة إلى الهلاك بأيدى الأعداء.
أى أن الآية لاعلاقة لها بما يفهمه البعض منها.
وأما الآية الثانية فهى تقرر-بجلاء-أن الأمة كنفس واحدة وأن على كل أحد أن يلتزم بما فيه
مصلحة أخيه الذى هو كنفسه وقوله تعالى:"لا يضركم من ضل"أى من غيركم .
وبعد هذا نعود إلى السؤال:
كيف نتصرف فى تلك الأحوال وما يشبهها؟
والحل فى حديثه صلى الله عليه وسلم-:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان".
وهذا تكليف بما فى طاقة الإنسان فإن كانت له سلطة الأمر والنهى استخدمها وإن لم يكن له
إلا النصح بذله وإن لم يستطع حتى النصح فعلى الأقل لاينصرالباطل ولا يصفق له بل ينكره
وينسحب من مكانه وأقل درجات الإيمان الإنكارالقلبى.
والله المستعان وعليه التكلان.
مصطفى فهمى أبو المجد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق