الثلاثاء، 5 مايو 2009

التصوف-15

التصوف-15
من قواعد السلوك فى التصوف: علاقة المريد بشيخه:
والمريد هو التابع الذى يلازم شيخه ليتربى على يديه ,ويجب على المريد أن يكون أداة طيعة فى يد شيخه فلايجوزله أن
ينكر عليه أمرا ما ولايعترض عليه ولو بقلبه أى يكون-حسب التعبير الصوفى-كالميت بين يدى غاسله.
واذا وقع المريد فى هذا الخطأ وجب عليه أن يستغفر ربه ويتوب إليه.
ويشبهون حال المريد عم شيخه بحال موسى-عليه السلام-مع الخضر"هل أتبعك على أن تعلمنى مما علمت رشدا"؟
وهذه القاعدة تنافى قواعد السلوك الإسلامى لأن الإسلام لايريد أتباعه عميا صما وإنما يريدهم واعين فقهين ينفذون الأمر عن فهم وقناعة وما كان الرسول-صلى الله عليه وسلم-يلقى الأوامر والنواهى وإنما كان يطرح الأمر للمشورة-ما لم يكن
وحى يوحى-فاذا كان وحى كان أول الملتزمين.
وكثيرا ما كان الصحابة-رضى الله عنهم-يراجعونه فى بعض الأمورومن ذلك ما حدث فى غزوة بدرعندما نزل بجيشه
منزلا فقال(الحباب بن المنذر)-رضى الله عنه:(أهذا منزل أنزلكه الله فليس لنا أن نتقدم دونه؟أم هو الرأى والحرب والمكيدة؟)فقال الرسول-صلى الله عليه وسلم-:"بل هو الرأى والحرب والمكيدة"قال الحباب:(فإن هذا ليس بمنزل)واقترح أن يتحول الجيش الى حيث الآباركى يسيطروا على المياه فيمنعون العدومنها.فأمر الرسول-صلى الله عليه وسلم-بتنفيذ هذا الاقتراح.وهنا يثور سؤال مهم:أما كان من الأوفق أن ينزل الوحى من البداية ويوجه الرسول-صلى الله
عليه وسلم-إلى الصواب بدلا من الإحراج؟ إن الأمر ليس كذلك إنه تعليم للأمة كيف تسير أمورها وتتخذ قراراتها وأن ذلك يكون بعرض الآراء واحترام الأفهام .بل لقد امتنع الصحابة ذات مرة عن تنفيذ أمر النبى-صلى الله عليه وسلم-لعدم
قناعتهم وهذا حدث فى عام الحديبية عندما فزعوا من بعض شروط الصلح التى اعتبروها مذلة ولم يعنفهم الرسول-صلى الله عليه وسلم-بل دخل إلى زوجه أم سلمة-رضى الله عنها-ليخبرها الأمر فأشارت عليه أن يخرج ويأمر الحلاق أن يحلق شعره ففعل ولما رآه الناس رجعوا لأنفسهم وامتثلوا أمره وحلقوا .
هذه سبيل الإسلام فى التربية أما أسلوب التصوف الذى أشرنا إليه فهو خطر وخطأ لأنه لا يربى عقلا واعيا إنما يصنع
كيانا إمعة يلقى بعنانه إلى غيره ويلغى حقه فى التفكير وتقرير المصير وخطر لأنه ما يدرينى ؟أليس من الجائز أن يكون
هذا الشيخ خاطئا؟هل هو معصوم؟فكيف أسلم قيادى إلى رجل لاأدرى حاله؟والمظاهر خداعة وليس كل من لبس عمامة
عالما ولا كل من التحى قديسا.
وأذكر-فيما مضى من الزمان-أن صوفيا دعانى إلى زيارة شيخه فى شبرا لأرى بنفسى النور وأسمع الدرر فذهبت ولما
اكتمل الحضور حضر الشيخ وجلس دون أن يلقى السلام-وكانت هذه أول ملحوظة-ثم جاء الخادم بفنجان واحد من
القهوة فتفل فيه الشيخ-أى والله- ثم دار هذا الفنجان على الحضور كل يأخذ ماتيسر وانقلبت معدتى ولما وصلنى هذا التعيس ناولته إلى من بجانبى. وماذا بعد ؟لاشيء سوى كلام سمج لايسمن ولا يغنى من جوع ولما انصرفنا قال صاحبى
وهو مبتهج مبهور:ما رأيك فى هذا النور؟
يا أصحاب الأذواق السليمة والعقول الفهيمة ألمثل هذاالشخص يسلم العاقل نفسه ؟ليعلمه ماذا؟اا
غفرانك يارب غفرانك ولا حول ولا قوة الا بالله.والحديث موصول إن شاء الله.

ليست هناك تعليقات: