قال: الآن بدأت المخاوف .
قلت:أى مخاوف ؟
قال:حكم الفقهاء .
قلت:أى فقهاء ؟هناك فقهاء فى الدستور وهناك فقهاء فى الدين فأيهما تخاف ؟
قال:فقهاء الدين طبعا.
قلت:ولماذا طبعا ؟
قال:حكم فقهاء الدين يعنى الصراع المذهبى ويعنى ضيق الأفق ويعنى الجمود .
قلت:و هل الفقه فى الدين يسبب كل هذه البلايا؟
قال: الجمود العقلى يؤدى إلى الانغلاق والتخلف .
قلت:معنى هذا أنك تستبعد وجود فقيه مستنير ؟
قال:وأين هو ؟
قلت:ألم تسمع عن الشيخ /محمد أبى زهرة ؟والشيخ الغزالى والشيخ خالد محمد خالد ومن قبلهم الشيخ محمد عبده ؟
قال: رحمهم الله .وماذا كان بوسع هؤلاء أن يفعلوا ؟
قلت:إذا وجد فقيه واع مستنير وطنى له رؤية واضحة وصالحة هل ترى مانعا من قبوله ؟
قال:ولم لا ولكن المشكلة أين هو ؟
قلت:أليس من الأولى أن نهتم بالأسس بدلا من التركيز على الأشخاص ؟
قال:كيف ؟
قلت:لماذا لانركز على وضع المعايير الدقيقة التى تضبط إيقاع الحياة فى مصر ؟لماذا لانكون دولة مؤسسات تكون فيها
الكلمة العليا للقانون ؟ثم يأتى بعد ذلك من يأتى فى الحكم أو فى أى موقع فلاخوف ما دام القانون فوق الجميع .
قال:طيب وكيف تكون الأمور بالنسبة لتطبيق الحدود الإسلامية ؟
قلت:وما المانع لتطبيقها ؟
قال:ألا ترى أن هذا الأمر سيثير الفزع بين الناس الذين ستقطع رؤوسهم وأيديهم وأرجلهم ؟وسيثير الاستنكار فى الخارج ؟
قلت:أما عن الداخل فهل يكره المصريون إعدام القاتل أو قطع يد السارق ؟
قال: ولكن السارق قد يسرق بدافع الحاجة .
قلت: والحدود لها ضوابط قاسية بحيث لاتقام مع أدنى شبهة ولاتطال إلا المجرم الحقيقى .
قال: ورجم الزانى ؟
قلت: هذه بالذات من أصعب الأمور تنفيذا لأن الشروط الشرعية تكاد تجعل من المستحيل إثباتها إلا بالاعتراف بل بالإصرار
على الاعتراف ولم يحدث أن أقيم هذا الحد عن طريق الشهود
قال:والاستنكار العالمى واعتبار هذا تخلفا؟
قلت:ماذا تفعل لو طلبت منك ابنتك أن تحضر زفافها إلى صديقة لها ؟
قال: نعم ؟ماذا تقول ؟
قلت:أقول ما سمعت فى العالم الغربى يباح زواج المثليين ولو اعترضت قيل لك إنك متخلف .أقصد أن القوم لهم معاييرهم
ولنا معاييرنا وإذا كانوا لايقبلون انتقادا لما اتفقوا عليه فلا يحق لهم الاعتراض على ما نتفق عليه .
قال:ولكننا جزء من العالم .
قلت:وهم جزء من العالم فلماذا يجب علينا نحن أن نخضع للآخرين ونتنكر لمبادئنا وهى مبادىء الحق والخير والجمال ؟ |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق